أنصحك أنّ لا ترهقي
نفسك بتدريس النحو والتجويد ونحوها من الدروس ، تريدين بهذا مداراة وجذب الطالبات
لكي يدخلن في المذهب ، ولكن من لم تكن مخلصة سوف تتعلّم ، ثمّ تصبح وهابية ، بل
يجب عليك أنّ تدرّسي العقائد والأحكام بأدلّتها وبالنقاش العلمي ، لكي تكون لديهنّ
خبرة عن المذهب الزيدي وبالمذاهب الأُخرى.
فقالت لي : يا أختي نحن الزيدية ليس
عندنا عقائد ولا أحكام ، وإنّما نأخذ ديننا من هنا وهناك.
قالت هذا وهي تبدو جادّة في كلامها ، وكأنّها
تشكي لي نقطة ضعف تعاني منها ، فسكتُ ولم أجبها ؛ لأنّها قالت : ما كنت أتوقّع أن
تجيبني به بصفتي صديقة وهي لم تشك في مخالفتي لها في العقيدة ، فزادتني حيرة إلى
حيرتي.
وأنا الآن أقول لها بصفتها من يهمّها
أمري أنّ تُفكّر جيّداً لوجه الله فلعلّها تهدي نفسها ومن تحب إلى طريق يرفع لها
كلّ الإشكالات ، وتجد فيه كلّ الحلول إن شاء الله تعالى ، فما هي للمذهب الزيدي
أشدّ منّي حبّاً وتمسّكاً ، ولكن عندما وجدت من ينبّهني بدأت أشك ، فبدأت أبحث ، فوصلت
إلى اليقين.
وأنا الآن أُحمّل كلّ قُرّاء كتابي هذا
، أمانة البحث ليثبت على يقين ، أو يتحوّل إلى اليقين.
وفي الليل سألت والدتها عن الإمام في
هذا العصر ، إذ إنّ كلّ الروايات تقول : إنّه لابدّ من إمام ، ومن لم يعرف إمام
زمانه مات ميتة جاهلية ، وأنّ الإمام هو الحجّة والأمان لأهل الأرض و ...
فقالت : سيّدي مجد الدين المؤيدي هو
حجّة العصر.
فقلت لها : ولكنّه لم يدع إلى نفسه ، إذ
من شروط الإمام عند الزيدية هو