ليس له تطبيق في الواقع (١) ، طبعاً فترة البحث والحيرة استمرت لمدّة ثلاث سنوات ، حتّى وصلت إلى النتيجة المقنعة ، ثمّ ـ بحمد الله ـ صرّحت بالحقّ وأعلنته ، وأكثر ما دعاني للشك والبحث هي الإمامة والولاية ؛ لأنّ الروايات عند الزيدية ثابتة بوجوب إمام لكلّ عصر ، والقول بأنّ أهل البيت عليهمالسلام هم الأمان والسفينة و .. ، فإنّ الزيدية تؤمن بها وتعتقدها وتحتجّ بها على أهل السنّة ، ولكن عندما فكّرت في تطبيقها وجدت أنّه لا يمكن انطباقها إلّا على أناس معصومين ، وهذا ما جعلني أُصمم على البحث والمناقشة وتذكّرت الأسئلة وحيرتي في جوابها ، فبدأت أطرح تلك الأسئلة على نفسي ومع الكتب.
وخلال عدّة مرّات وأنا أذهب إلى اليمن ، التقيت بأستاذي وخالي ووالدي ، وحاولت أنّ أستفيد منهم إلّا أنّهم كانوا يتعصّبون ، وخفت أنّ يتهمونني بأنّني جعفرية ، فسكت ، وسألت الأستاذ : لماذا لم تناقش السيّد ( زوجي ) وقد أتى يناقشك؟ فقال : قولي له يأتي أُناقشه وأنت حكم بيننا. ولكن للأسف كان يوم الغد هو يوم سفرنا إلى إيران ، فتمنّيت لو كنت طرحت له الموضوع قبل ذلك ، ومن ثمّ سالته بعض الأسئلة حول الجعفرية ، وللأسف لم يجبني إجابات علمية ، فسكت ؛ لأنّ الوقت كان ضيقاً فقد كنّا على وشك سفر ، والأخوات اللواتي جئن معي لزيارته كنّ في عجلة من أمرهن ، فذهبنا من دون نتيجة ، إلّا أنّني واصلت بحثي مع كتب أئمة الزيدية المخطوطة.
وكان لي بعض التساؤلات والمناقشات مع بعض الأخوات المثقفات ، فذات يوم قلت لإحدى صديقاتي وزميلاتي التي قامت بالتدريس بعدي : يا أختي
__________________
١ ـ راجع إثبات ذلك في كتابي ( ( وعرفت من هم أهل البيت عليهمالسلام ) ).