قال : وحدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد ، عن صدقة بن المثني ، حدّثني جدّي أنّ الناس اجتمعوا إلى الحسن بن علي بالمدائن بعد قتل علي ، فخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ( أما بعد ، إنّ كلّ ما هو آت قريب ، وإنّ أمر الله واقع إذ لا له دافع وإن كره الناس ، وإنّي والله ما أحببت أنّ ألي من أمر أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ما يزن مثقال حبّة خردل تهراق فيها محجمة من دم ، فقد عقلت ما ينفعني مما يضرّني ، فالحقوا بمطيتكم ) (١).
وهذا الحديث رواه أيضاً المصنّف في ترجمة أبي الأعور السلمي عمرو بن سفيان من تاريخ دمشق ، قال :
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا يزيد بن هارون ، أنبأنا حريز بن عثمان ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال : ( لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلّم عيي عن المنطق فيزهد فيه الناس ، فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمصّ لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو شفتان. فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ، ثمّ أمر الحسن فصعد ، وأمره أنّ يخبر الناس أنّي قد بايعت معاوية.
فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس إنّ الله هداكم
__________________
١ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ٢٧٢ ، ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام من تاريخ دمشق بتحقيق : محمّد باقر المحمودي : ١٨٧.