له الأمر ، وبايعه الناس جميعاً فسمّي عام الجماعة ، واستعمل معاوية المغيرة بن شعبة تلك السنة على الكوفة على صلاتها وحربها ، واستعمل على الخراج عبد الله ابن دراج مولاه ) (١).
وفي الاصابة : ( .. لما صالح الحسن ، واجتمع عليه الناس ، فسمّي ذلك العام عام الجماعة ) (٢).
وفي البداية والنهاية : ( .. وذلك سنة أربعين ، فبايعه الأمراء من الجيشين ، واستقل بأعباء الأمّة ، فسمّي ذلك العام عام الجماعة ، لاجتماع الكلمة فيه على رجل واحد ) (٣).
وفي سير أعلام النبلاء : ( وصالح الحسن بن علي معاوية ، وبايعه ، وسمّي عام الجماعة ) (٤).
ذكرنا هنا الصلح بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية ( لعنه الله ) في تأسيس اسم أهل السنّة والجماعة ، وحيث تطرّقنا لذكر الصلح لابدّ أن نذكر نبذة مما ذكره أهل السنّة حول أسباب الصلح ، وأنّه ليس كما يتصوّر البعض أنّ الإمام الحسن عليهالسلام رضي وبايع لمعاوية كخليفة ، وأنّه مخالف لأخيه الحسين عليهالسلام إذ الإمام الحسين عليهالسلام جاهد بني أميّة ، والإمام الحسن عليهالسلام لم يجاهد ، ولكن الصحيح أنّهما إمامان قاما أو قعدا ، وأنّهما خط الرسالة ، فالإمام الحسين عليهالسلام دعوه وحمّلوه الحجّة فذهب استجابة لدعوتهم ، فخانوه ولم يف له إلّا القليل ، أمّا
__________________
١ ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ٨٢ ص ٣٥.
٢ ـ الإصابة لابن حجر ج ٦ ص ١٢٠.
٣ ـ البداية والنهاية لابن كثير ج ٦ ص ٢٤٦.
٤ ـ سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٣ ص ١٣٧.