غيرهم ، وهم من أمر الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله باتّباعهم.
فيكون التقسيم الصحيح للفرق الإسلامية إلى : شيعة أهل البيت وشيعة السقيفة ، أو أن يقسّموا بأهل سنة أهل البيت وأهل سنة السقيفة ، هذا هو التقسيم الصحيح ؛ لأنّ أهل البيت عليهمالسلام هم نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله وسنّتهم سنّته ، وشيعتهم شيعته ، وهم أولى باسم أهل السنّة بمعنى أتّباع سنّة النبي صلىاللهعليهوآله ، وأمّا بمعنى سنّتهم التي تعني اتّباع معاوية الذي سمّى فرقته بالسنّة والجماعة ، فإنّ هذا اللقب قد وضع في زمان معاوية ، وأرادوا بالسنّة سنّة معاوية من سبّ علي عليه السلام على المنابر ، وبالجماعة جماعته ، وما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة وقهر وجبر وغلبة ، والعام الذي تحوّلت فيه الإمامة ملكاً كسروياً ، والخلافة منصباً قيصرياً ، كما قال الجاحظ في رسالته النابتة :
( فعندها استوى معاوية على الملك ، واستبدّ على بقية الشورى ، وعلى جماعة المسلمين من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سمّوه ( عام الجماعة ) ، وما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحوّلت فيه الإمامة ملكاً كسروياً ، والخلافة منصباً قيصرياً ، ولم يعد ذلك أجمع الضلال والفسق ، ثمّ ما زالت معاصيه من جنس ما حكينا ، وعلى منازل ما رتّبنا ، حتّى ردّ قضية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ردّاً مكشوفاً ، وجحد حكمه جحداً ظاهراً في ولد الفراش وما يجب للعاهر ، مع إجماع الأمّة ... ) (١).
وجاء في تاريخ دمشق ما هذا نصّه : ( قال : ثمّ قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين ، وصالح الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان ، وسلّم
__________________
١ ـ رسالته في بني أمية ص ٢٩٣.