هارباً ، وبعد مدّة
جاء إلى بلدة حريملة من نجد ، وكان أبوه في تلك البلدة ، فجعل ينكر على مسلمي أهل نجد عقائدهم ، فنهاه أبوه ، فلم يمتنع حتى مات أبوه ، فتجرأ على إظهار عقائده والإنكار على المسلمين ، وتبعه حثالة من الناس ، إلى أنْ ضجَّ الناس ، وهمّوا بقتله.
فخرج قاصداً العيينة ، ورئيسها يومذاك
عثمان بن أحمد بن معمَّر ، فأطمعه ابن عبد الوهاب في ملوكية نجد فساعده عثمان ، فتظاهر الرجل بنواياه وهدم قبر زيد بن الخطاب ، فعظم أمره ، وبلغ الخبر إلى صاحب الأحساء والقطيف سليمان بن محمد بن عزيز ، فأرسل سليمان كتاباً إلى عثمان يأمره بقتل الرجل ، فلمّا ورد الكتاب إلى عثمان أرسل إلى محمد بن عبد الوهاب وأخبره وأمره بالخروج من البلدة ، فخرج الرجل إلى الدرعية وذلك سنة ١١٦٠ه.
الدرعية هو المكان الذي خرج منه مسيلمة
الكذاب ، وأظهر الفساد ، وكان صاحبها محمد بن سعود من قبيلة عنيزة ، فتوسل الرجل بامرأة الحاكم إليه ، وأطمعه بالغزو للغلبة على بلاد نجد ، فبايعه محمد بن سعود على سفك دماء المسلمين ، وجعل ابن سعود يجهِّز لنصرته الجيوش ، ويؤلّب لترويج طريقته العساكر حتى استقام أمره ، فكتب إلى رؤساء بلاد نجد وقضاتها يطلب منهم الطاعة والانقياد ، فأجابه قوم وأهمله آخرون ، فجهّز الجيش من أهل الدرعية ، وقاتلهم وقتل من خالفه من المسلمين حتى دخل البعض