هذه الصيغة تماماً ( سنخلق بشراً على صورتنا يشبهها ).
وهذا صاحب صحيح مسلم يروي في كتابه ( التمييز ) عن بسر بن سعيد تلميذ أبي هريرة قوله : اتقوا الله وتحفَّظوا من الحديث ـ فوالله ـ لقد رأيتنا نجالس أبو هريرة فيحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويحدثنا عن كعب ، ثم يقوم.. فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والحديث المتقدم له أصل صحيح وروايات واضحة إلا أنّها لا تتحدث عن الله سبحانه بل عن الإنسان ، كهذه الرواية : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مرَّ برجل يضرب رجلاً وهو يقول : قبّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله تعالى خلق آدم على صورته » أي على صورة هذا الرجل المضروب ، أو الوجه الذي تضربه أو تسبه.. فإنّ آدم وجميع الأنبياء والأوصياء والأولياء خُلقوا على هذه الصورة المباركة.. فكيف نسوِّغ ضربها أو سبابها ؟ والعرف لدينا يمنع ضرب الحيوان على وجهه فكيف بالإنسان ؟
تأمل يا رعاك الله كم هو الفرق بين المفهومين والروايتين.. وكم هي الروايات المحوَّرة والمبتورة ، والمشبوهة التي اعتمدها المبطلون لتبرير أعمالهم أو التدليل على عقائدهم ، لأنّها بلا دليل معقول أو منقول..