منحدره القومي ، وحتى معاصريه وتلامذته كالذهبي والصفدي ، وابن الوردي ، وابن عبد الهادي ، وابن كثير ، لم ينسبوه إلى قبيلة من قبائل العرب ولا من غيرهم.
ولم يذكر شيء من ذلك في تراجم آبائه أيضاً.. فبقيت نسبته عرضة للتكهنات التي لا يؤيدها دليل شاف ، ولا ينفيها برهان قاطع بعد سكوت معاصريه ، بل ومعاصري آبائه عن ذلك (١).
ومرجع ذلك إلى أنّه كان من غير العرب ـ كما أظن ـ ؛ لأنّ العرب ومنذ الجاهلية يهتمون أيّما اهتمام بالأنساب والعشائر والقبائل.. بالإضافة إلى نسبته إلى أمّه ( جدته ) تيمية والعرب تكره التكنّي أو النسبة إلى النساء ، والله العالم بحقيقة الرجل.
بيئته :
بين حرّان ودمشق تقسمت حياة ابن تيمية ، خلا سنين قلائل قضاها بمصر بعد أن جاوز عمره الخامسة والأربعين ، ثم عاد إلى دمشق إلى أن مات فيها.
فحرّان : مسقط رأسه وترعرعه الطفولي خلال ست سنوات فقط ، تلك القرية الموغلة في القدم حين قيل : إنّها أوّل قرية بنيت بعد
___________________
(١) ابن تيمية صائب عبد الحميد : ص ١٩.