وليس في الحطيم ، (١) وفي أخرى كانت وهو منطلق إلى زمزم ، (٢) وفي غيرها أن الحادثة تمت في بني سعد أيام رضاعته لدى حليمة السعدية (رضوان الله تعالى عليها) ، (٣) ومرة تجد الامر في حال النوم ، وأخرى في حال اليقظة ، وثالثة في حال اللعب مع الغلمان ، وهكذا بقية الأمور الكافية لرد الخبر لما فيه من تعارض.
ويلاحظ على هذا الخبر تعليقه أمر العصمة من الشيطان على علقة في قلب الإنسان إن أزيلت زال أثر الشيطان عنه! فلقد جاء في بعض تقاطيع الخبر قول الراوي : فشق قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك!! (٤) وما فيه أسخف من أن يناقش.
كما ويلحظ فيه اعتباره العلم صورة مادية تتمثل بما يصوّره الخبر بما حواه الطست المذهّب الذي حشيت به الحكمة والإيمان في قلب الرسول ، وفي بعض تقاطيع الخبر أن لغاديده وقلبه حشيا معاً!! والخبر في مضمونه العلمي مشابه لما سبق ومرّ معنا في شأن العلم الذي بسطه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في رداء أبي هريرة وضمه إلى صدره فأصبح بقدره قادر من نخبة العلماء الأفذاذ!! (٥) وأمره في السخف أشدّ من سابقه!!
____________________
(١) تفسير الطبري ١٥ : ٣.
(٢) المسند المستخرج على صحيح مسلم ١ : ٢٣٠.
(٣) مسند أبي عوانة ١ : ١١٣.
(٤) مسلم بشرح النووي ٢ : ٢١٦ ، وصحيح ابن حبان ١٤ : ٢٤٢ و ٢٤٩ ، ومسند أحمد ٣ : ٢٨٨ ، وابن حجر في فتح الباري ١ : ٤٦٠ ، ٦ : ٥٨٤ ، ٧ : ٢٠٥.
(٥) الخبر كما رواه البخاري عن أبي هريرة وقد هذّب في الخبر الشيء الكثير من حديث غيره ممن روى نفس الخبر ، قال : قلت : يا رسول الله إني سمعت منك حديثاً كثيراً فأنساه ، قال : صلىاللهعليهوآلهوسلم : ابسط رداءك ، فبسطته ، فغرف بيده فيه!! ثم قال : ضمّه! فضممته فما نسيت حديثاً بعد!! البخاري ٤ : ١٨٨ (كتاب بدء الخلق) باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم آية.