الشيخ محمد جعفر شمس الدين في يوم واحد هو يوم ولادة الزهراء (صلوات الله عليها) وبطريق الصدفة ، وسرعان ما ابتدأت عملية البحث في كتبه بعد طول عزوف عن مجرد قراءتها! لهذا عكفت طبقة من هذا الوسط في ثم وسوريا ولبنان على تحرّي كتبه ، وكم كانت الغصة شديدة حينما اكتشفنا حجم ما تضمنته هذه الكتب من مخالفات عميقة للمعتقد الشريف ، وابتدأت حملة الاستفتاءات للمراجع لتنتهي إلى قناعة جماهيرية في أن معضلة فكر فضل الله لا تختص ببعض المسائل التاريخية كمسألة مظلومية الصديقة الزهراء عليهاالسلام أو في مسألة التطهير أو ما إلى ذلك مما يتصوروه من السمائل الجانبية ، بل تجاوز الأمر إلى المسائل التي تشكّل الحجر الأساس في البنية العقائدية للمذهب الشريف كمسألة نفي التشبيه في التوحيد ، وجملة من مباحث النبوة والإمامة والمعاد ، وبطبيعة الحال فقد كانت العصمة أحد أحجار الرحى في هذا المجال ، وما أن انتشرت حصيلة هذه التحريات حتى انهال تيار فضل الله بهدف اشغال الساحة واتعابها على امطار الساحة بسيل من الكتب وبواقع كتابين في شهر واحد في بعض الأحيان ، وأكثر من ذلك في أحيان أخرى ، وكان تتويجها بالطبعة الجديدة من تفسيره الذي ضمّنها أفدح الأفكار الهدامة للمذهب ، وقد نال مفهوم العصمة القدح المعلى من هجمته هذه.
وبطبيعة الحال فقد تفاقمت موجة الغضب إلى أن انتهت إلى صورتها الطبيعية حين تصدت المرجعية الدينية الشريفة للرجل وأعرب المرجعان العلمان الشيخ جواد التبريزي والشيخ الوحيد الخراساني (مدّ الله تعالى ظلّهما الوارف) بالحكم على الرجل بأنه خارج عن المذهب وأنه ضال مضلّ ، وتتالت من بعدهما مواقف بقية المراجع.
وأيّا ما كانت طبيعة الموقف المرجعي منه ، إلا إن هذا الموقف أكدته الكتابات اللاحقة لفضل الله ، فقد أعرب عن ضميمة جديدة لأحكام الشريعة هي بالضبط واحدة من أهم ما يميّزنا عن بقية المذاهب ، وهذه الضميمة هي