علمت عاميته ، بل واختلاف العامة في شأنه ، فمنهم من قال هو ذو الشمالين ، وقد علمت أن ذا الشمالين قد قتل يوم بدر ، والراوي عنه وهو أبو هريرة الدوسي لم يسلم إلا بعدها بخمس سنين ، أما كيف ورد الحديث على لسان الإمام الصادق عليهالسلام ، فإذا ما استثنينا مسألة الكذب عليه ، ولربما يؤيدها أن المروي عنه متطابق مع ما رواه أبو هريرة ، فإمكانية حمله على التقية هو الأولى من حمله على الواقع ، وذلك ما تميّزت به بعض فترات حياة الإمام الصادق عليهالسلام من عنت بني العباس الشديد ، وما يدلّ عليه عدة أمور أذكر منها :
أ ـ عدم وجود حديث مماثل له في غير عهده (صلوات الله عليه).
ب ـ إن الكثير من حديث الإمام الصادق عليهالسلام يؤكد عدم حصول ذلك ، ففي حديثه عن صفات الغافل والذي يرويه نفس الشيخ الصدوق بسند معتبر عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : وللغافل ثلاث علامات : السهو واللهو والنسيان. (١)
فهل يستطيع الشيخ الصدوق أن يلتزم بالقول بغفلة المعصوم عليهالسلام؟!
وفي حديث جنود العقل والجهل الذي يرويه غالبية أصحاب الكتب الحديثية بما فيهم الصدوق نفسه يشير الإمام الصادق عليهالسلام المروي بسند موثق إلى أن النسيان والسهو هما من جنود الجهل ، وما يناقضهما هما من جنود العقل قال : والتذكر وضده السهو ، والحفظ وضده النسيان. (٢)
فهل يريد الشيخ الصدوق وأستاذه الالتزام بما يترتب على ذلك؟!
وفي جملة الأحاديث التي تشير إلى تميز الأئمة على من سواهم
____________________
(١) الخصال : ١٢٢ ب ٣ ح ١١٣ للشيخ الصدوق ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ١٩٩٠ ط ١.
(٢) الكافي ٢١ : ١ ب ١ ح ٢١ ـ ٢٢.