الروايات ـ هو الذي يتسبّب في نفوذ الشيطان ووقوع الأخطاء السلوكية (١).
وبناء على كل هذا فقد خصص التيار المعني بالرد على أفكار الإمامية في شأن العصمة لا سيما التيار المعاصر منها مساحة مهمة في ثقافته لموضوعات فصل ما يسمى بالشخصية الذاتية عن الشخصية الرسالية. (٢) أو
____________________
= شرح النووي لمسلم ٢١٥ : ٢».
وسيأتي مزيد من الكلام حولها في الفصل الرابع أثناء حديثنا عن التيار الروائي.
(١) يلحظ أن هذه الرواية لا تحل المشكلة القائمة في الأسباب المؤدية لعدم وقوع لخطأ في التبليغ ، ووقوعه خارجه ، وتتناسى أن الوقوع في المعصية لا يشترط أن يكون بناء على وسوسة الشيطان ، وإنما قد نجد في المعاصي الناجمة عن أهواء النفس ما هو أشد بكثير من وساوس الشيطان.
وما يلزم ذكره هنا ان هذه الروايات مجمع على بطلانها ووهنها في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، غيرإن ثقافة الانحراف دافعت عنها وعبرت عنها بأنها : لا تتعارض مع العقل والثوابت الدينية ، ولربما يقال أيضاً : إن قوانا الفكرية ستتطور يوماً لاكتشاف هذه الكرامة للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. «هوامش نقدية : ٤٥ محمد الحسيني ؛ مؤسسة العارف للمطبوعات ١٩٩٧ ط ١».
ولعمري أن يجانب عقلي يرى في الوقت الذي تؤكد فيه هذه الثقافة أنه لا امتيازات في أجساد الأنبياء ، فهل كانت العلقة المستأصلة من جسم النبي بدعاً في جسمه دون غيره من الأجسام؟ وهل كانت فيها قابلية النمو حتى إنها عادت لتستأصل من جديد؟ وما علاقة علقة مادية بعمل الشيطان؟ وهل أن هذه العلقة إن أزيلت من جسم غير الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ستجعل منه معصوماً من تدخلات الشيطان في قلبه.
أما الثواب الدينية فمن المسلّم أنها تنقضها وذلك لما يتوقف على ذلك بالقول بالعصمة الجبرية المتعلّقة بإزالة علقة في الجسم ، وهذا ما يرفضه أهل البيت عليهمالسلام جملة وتفصيلاً كما سيتبين لنا بعد ذلك.
(٢) أنظر على سبيل المثال كتاب محمد حسين فضل الله : خطوات على طريق الإسلام ، مقال : الحركة النبوية وكيف ندرسها؟ : ٤١١ ـ ٤١٨ دار التعارف للمطبوعات ط ٥ ، حيث يطالب هنا بضرورة التفريق بين الرسالة والرسول ، ويستعين ببعض التصرفات السلبية لتصوير خطأ التعلّق بالرسول ، وإنما المطلوب هو التعلّق بالرسالة ، ومن =