قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

تحمیل

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

312/496
*

واحتفالهم بأصنامهم وطقوسهم تجاهها؟ مما يبقي حديثه عن السقم في حال الابهام ، ولهذا فلا نجد أي مبرر للحديث عن وجود مخالفة للواقع في ما تحدّث به ، خاصة وأن الآيات لم تلزم قارئها على الاعتقاد بأن الحديث قد تم في حال واحد.

أما نظره في النجوم وما يبدو أنه عمل بالعادة التي جرى عليها كهنتهم وسحرتهم ، فأوضح ما فيها ان الناظر إليها هو إبراهيم عليه‌السلام نبي التوحيد ، وطبيعة شخصه (صلوات الله عليه) قرينة واضحة على طبيعة النظر ، فلا أقل ان النظر لن يكون على عادة أرباب الشرك وأصحابهم ، هذا مع العلم ان الحديث لم يشخّص المراد بالنجوم ، فهل هي حالة من حالات استشراف المستقبل؟ ولا قادح في ذلك ، أم انه أراد بالنجوم حالة الأنواء وما يخبره الجو ، لا سيما وأن ظاهر الحديث قد يوحي بأن الحديث كان نهاراً ، فالقوم لا يخرجون إلى محلات الأعياد في الليل.

أما حديثه في شأن تحطيم الأصنام وعزوه التحطيم لكبيرهم كما ورد في الآية الكريمة : (وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ) (١) ، وقد اعتبرها القوم ان قوله هذا هو كذبة واضحة من أجل الفرار من التبعات التي ستترتب على عملية التحطيم ، ولكن ملاحظة ذلك وفقاً لشخصية إبراهيم عليه‌السلام ترد ذلك جملة وتفصيلاً ، فما هو الذي يجبن أو يخاف على نفسه كما تحدّثنا به الآيات ، فأي خوف سرى إليه وهو من قبل قد واجه بصلابة طغيان وتجبر نمرود؟ فلم لم يسر الخوف إليه آنذاك

____________________

(١) الأنبياء : ٥٧ ـ ٦٣.