أحرقناه (١) بالنار. (٢)
وتحدّث جمع كبير منهم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تكتبوا عني إلاّ القرآن ، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه!. (٣)
وهذه السياسة سرعان ما تحولت إلى فعل بيد الحكام فهذه عائشة تحدّث عن أبيها : جمع أبي الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان خمسمائة حديث ، فبات ليلته يتقلّب كثيراً! فلما أصبح قال : أي بنية : هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها ، فدعا بنار وأحرقها. (٤)
أما عمر فلم يكتف بذلك فحسب بل عمد إلى منع وتحجيم الرواية عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم! كيف لا؟ وهو رائد مذهب : حسبنا كتاب الله! وقد ذكر انه خطب فقال : أيها الناس بلغني انه قد ظهرت في أيديكم كتب فأحبّها إلى الله أعدلها وأقومها ، فلا يبقين أحد عنده كتاب إلاّ أتاني به ، فأرى رأيي به ، فظن الناس الذين كتبوا عن رسول الله انه يريد أن ينظر بها ، فأتوه بكتبهم ، فجمعها وأحرقها (٥) وقال : أمنية كأمنية أهل الكتاب ، ثم كتب إلى الأمصار :
____________________
(١) يفترض ان عمل الرجل محرم عند العامة ، ففي الأحاديث من الآيات الكريمة وألفاظ الجلالة الشيء الكثير ، فهل غاب عنه وعن فقيهة القوم ابنته ذلك؟ سلوهم فلعلهم لا يعلمون بأن عليهم اصدار فتوىً جديدة ، ففي جعبتهم ما يمكنهم من ذلك!!
(٢) مسند أحمد ١٢ : ٣ ، مجمع الزوائد ١٥٠ : ١ ـ ١٥١. ولعل تصحيفاً قد وقع في المسند فلقد وجدنا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري منه.
(٣) مسند أحمد ١٢ : ٣ ، ومجمع الزوائد ١٥١ : ١ ، وسنن الدارمي ١٣٠ : ١.
أقول : للقوم في هذا الشأن أحاديث كثيرة ينقض بعضها بعضاً ، يمكن ملاحظة بعضها في كتاب المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي : ٤٠٤ ـ ٤٠٩ وانظر نقيضها في نفس الكتاب : ٤١١ فما بعد.
(٤) تذكره الحفاظ ٥ : ١ ، والرياض النضرة ١٤٤ : ٢.
(٥) ألا ترى ان السنة لا تبيح له التصرف بأموال وممتلكات غيره؟!!