أهل الكساء وهم فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهمالسلام ، فمرة يجذب الرداء من أم سلمة ، وأخرىيقول لها : أنت على خير ، (١) ويمنعها من الورود إلى داخل الكساء ، وثالثة يطالبها بالتنحي عن أهل بيته كما منطوق بعض الروايات ، وهذا لا يمكن أن يشير إلاّ إلى وجود خصوصية لا تمتلكها أم سلمة وهكذا سائر زوجاته ، ولكنها توفرت في الخمسة من أهل الكساء عليهمالسلام ولم تتوفر فيهنّ ، بالصورة التي قضت منعهن من الدخول بنفس الوقت الذي قضت فيه بدخول أصحاب الكساء ، وليس أدلّ على ذلك من توافق أهل العامة والخاصة على أن لفظ الكساء لا يتبادر لغيرهم (صلوات الله عليهم).
٢ ـ تعمد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم دعوة هؤلاء الأربعة عليهمالسلام دون غيرهم ، كما في الحديث الذي ترويه زوجته أم سلمة وعمته صفية وابن عمّه جعفر (رضوان الله تعالى عليهم) ، ليعطي صورة واضحة صورة واضحة عن سياق الحدث ، فلم يكن الحدث قد تم بصورة فجائية ، بحيث إنه وجدهم عنده فرواه ، بل تعمّد مناداتهم وطلبهم وتكرار الحدث أكثر من مرة وفي أكثر من مكان ، كما يؤكده تعدد الرواة وتعدد الأمكنو والأزمنة ، فهو مرة في بيت أم سلمة بل لربما تظهر ألفاظ خبرها أنه عمد لفعله أكثر من مرة في أكثر من مناسبة ، وأخرى في بيت عائشة ، وثالثة حين هبوط الرحمة كما في حديث
____________________
(١) ورد في بعض رواياتهم اسم عائشة كما مر معنا ذلك ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الروايات ـ التي تتحدث بكلمة : أنت على خير ـ متعلقة بأم سلمة ، وكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم متوجه لها ، ولكن شاءت أقلام رواة القوم أو من حدثهم شاء اضافة اسم عائشة إلى الروايات حتى تدخل ضمن دائرة الخير الذي تحدث عنها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنى لمثل عائشة أن يخاطبها الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل ذلك ، وقد كان الرسول يحدّثها بما ستقوم به من بعده ، وسيأتي بعض ذلك.
ولو أردنا حسن الظن بالرواية والرواة ، فكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سيكون عندئذ كلاماً شرطياً ، أي انه يقول لها بأنك على خير ما دمت ملتزمة بذلك.