____________________
=هؤلاء الصحابة نساهم أمير الحاج وفضّله عليهم؟!
٣ ـ إن الرواية متعارضة بوضوح مع الكثير من الروايات التي تؤكد أن أبابكر رجع بعد أن جاءه إبلاغ الرسول ، وبعضها يصرّح بأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قد طلب منه أن يرجع.
٤ ـ إن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين طلب من أبي بكر أن يكون المبلّغ بها أمير المؤمنين عليهالسلام فكيف عمل أبو بكر على أن يكون المبلّغ بها غير أمير المؤمنين عليهالسلام؟!
٥ ـ إذا كانت دعوى القوم في رد تميّز أمير المؤمنين عليهالسلام في هذه الآية مبنية على أساس أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أُبلغ بأنه لا ينبغي أن يبعث رجلاً غريباً عنه ، لأن العرب ستستهجن ذلك ، وعليه أن يبعث رجلاً منه أي من طرفه العائلي ، بل بدعواهم أن ابن العم يكنى بالنفس كي يكون آكد في الاطمئنان بان أماناتهم وعهودهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لن تمسّ بسوء! فكيف خالف أبوبكر هذه الدعوى وأرسل من لا صلة له بالمطلق لا بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا بعشيرته ولا بقضيته ، بل هو إلى شذاذ الآفاق الذين اجتذبتهم رائحة الطعام إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أقرب منه إلى أي صفة أخرى؟!
وكذا رووا بطريق عكرمة عن ابن عباس قوله : ان علياً كان إذا أعيى من ندائه قام أبو بكر فنادى بها.
ويرد عليه ببعض ما ورد أعلاه ، من حيث تعارض الرواية مع الروايات التي تتحدث عن رجوع أبي بكر إلى المدينة بعد أن سار بها ثلاثاً ، ومن حيث كون عكرمة من وضّاع الحديث المشهورين كما سيأتي في حديثنا عن آية التطهير ، ومن حيث مخالفة أبي بكر لطلب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن لا يبلّغ عنه إلا هو أو علي ، ومن حيث سقوط أصل مدّعاهم بأن طلب الرسول صلىاللهعليهوآله كان لأسباب عشائرية ونظراً لطبيعة العرف القبائلي.
هذا وقد استغرب ابن كثير من سياق الخبرين فقال : وهذا السياق فيه غرابة من جهة ان أمير الحج كان سنة عمرة الجعرانة إنما هو عتاب بن أسيد فأما أبوبكر إنما كان أميراً ستة تسع. انظر تفسير القرآن العظيم ٣٤٦ : ٢.
هذا ، والحق أن العجب لا ينقضي من عقول القوم كيف رضوا لأنفسهم أن لا يلتفت رسولهم حين بعث صاحبهم أولاً لأبسط أولاً لأبسط الالتزامات الاجتماعية والعرفية ، في