وثب على عثمان في
الدار ، فذبحه كما يذبح الجمل ، وأنت تثغو ثغاء النعجة ، وتنادي بالويل والثبور ،
كالأمة اللكعاء. ألا دفعت عنه بيد؟ أو ناضلت عنه بسهم؟ لقد ارتعدت فرائصك ، وغشي
بصرك ، فاستغثت بي كما يستغيث العبد بربه ، فأنجيتك من القتل ، ومنعتك منه ، ثم
تحث معاوية على قتلي؟! ولو رام ذلك لذبح كما ذبح ابن عفان الخ .. » .
قوة موقف الإمام
الحسن عليهالسلام :
هذا .. وإن النص المتقدم آنفاً ، ليدل
دلالة واضحة على قوة لا يستهان بها في موقف الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام.
وقد تقدم قول ابن العاص لمعاوية عن
الإمام الحسن (ع) : « خفقت النعال خلفه ، وأمر فأطيع ، وقال فصدق ، وهذان يرفعان
إلى ما هو أعظم ، فلو بعثت إليه ، فقصرنا به وبأبيه ، وسببناه وأباه ، وصغرنا
بقدره وقدر أبيه الخ .. ».
وقال سفيان بن أبي ليلى للإمام الحسن عليهالسلام في ضمن كلام له : « .. فقد جمع الله
عليك أمر الناس .. » .
وروى أبو جعفر قال : قال ابن عباس : «
أول ذل دخل على العرب موت الحسن عليهالسلام
» .
وقال أبو الفرج : « قيل لأبي إسحاق
السبيعي : متى ذل الناس؟ فقال : حين مات الحسن ، وادعي زياد ، وقتل حجر بن عدي » .
وقد اعترف معاوية نفسه : بأن الحسن عليهالسلام ليس ممن يُرمي به