زهرات زهوته ولا بإقلال علي منها يقصر بعملي كده ويملأ صدري همه أعطني.
______________________________________________________
يحرك النبات ونوره أو الأصفر منه والجمع زهر وأزهار وجمع الجمع أزاهير ، ومن الدنيا بهجتها ونضارتها وحسنها وبالضم البياض والحسن انتهى ، والإضافة للمبالغة وفي بعض النسخ زهرته بالواو ، وفي القاموس الزهو المنظر الحسن والنبات الناضر ونور النبت وزهره وإشراقه ، والباطل والكذب والاستخفاف والكبر والتيه والفخر ، وأقول أكثر المعاني مناسبة ، وللإضافة وجوه مختلفة باختلاف المعاني ، وعلى أي حال الضمير للإكثار وكأنه إشارة إلى قوله تعالى ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى ) (١) فتفطن « ولا بإقلال علي منها » عطف على قوله ـ بإكثار ـ ولا زائدة للتأكيد أي لا تشغلني عن شكر نعمتك بإقلال علي منها يقصر بعملي كده ويملأ صدري همه الضمير المجرور في الموضعين عائد إلى الإقلال ويقصر كينصر والباء في بعملي للتعدية وكده فاعل يقصر ، والمراد بالعمل الطاعات ، الكد الشدة والمشقة والإلحاح في الطلب أي يجعل كدي ويسعني في الإقلال أي في طلب الرزق القليل أو الكد في طلب الرزق الناشئ من الإقلال طاعاتي قاصرة عن حد الكمال ويملأ صدري هم الإقلال أي حزنه أو اهتمامي وشغل خاطري في طلبه.
وهذه الفقرات وإن كان فيها شوب التكرار لكنه مطلوب في الدعوات للإلحاح في الطلب ، مع أنه عليهالسلام طلب أولا حدا متوسطا من المعيشة ، ثم طلب السعة في الرزق الحلال ، ولما كان فيه عرض عريض يشمل ما كان مخلا بالطاعة وشكر النعمة استدرك ذلك لئلا يكون راحته في الدنيا مانعة لرفع درجته في الأخرى وقيل : قد طلب الكفاف من غير زيادة ونقصان في هذا القول وهو ـ لا تشغلني ـ إلى أخره للتحرز عن الحزن وترك حقوق الله ، وفي القول السابق وهو من غير أن تترفني الحر للتحرز عن الضيق والشدة وترك حقوق الله وفي القول السابق وهو
__________________
(١) طه : ١٣١.