١٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عيسى الفراء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه أين الفقراء فيقوم عنق من الناس كثير فيقول عبادي فيقولون لبيك ربنا فيقول إني لم أفقركم لهوان بكم علي ولكني إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في فكافوه عني بالجنة.
______________________________________________________
عبادة سنة ، وأن من مات له ولد يدخله الله الجنة صبر أم لم يصبر ، جزع أم لم يجزع ، وأن من سلب الله كريمتيه وجبت له الجنة ، وأمثال ذلك كثيرة وإن أمكن تأويل بعضها مع الحاجة إليه ، وقيل للفقير ثلاثة أحوال : أحدها : الرضا بالفقر والفرح به وهو شأن الأوصياء ، وثانيها : الرضا به دون الفرح وله أيضا ثواب دون الأول ، وثالثها : عدم الرضا به والكراهة في القسمة ، وهذا مما لا ثواب له أصلا وهو كلام على التشهي.
الحديث الخامس عشر : مجهول.
و « كان » تحتمل التامة والناقصة كما مر « بين يديه » أي قدام عرشه وقيل : أي يصل نداوة إلى كل أحد كما أنه حاضر عند كل أحد ، وفي النهاية فيه : يخرج عنق من النار أي طائفة ، وقال : عنق من الناس أي جماعة « لهوان بكم علي » أي لمذلة وهوان علي كان بكم « ولكن إنما اخترتكم » أي اصطفيتكم « لمثل هذا اليوم » أي لهذا اليوم فكلمة مثل زائدة نحو قولهم مثلك لا يبخل ، أو لهذا اليوم ومثله لا يثبكم ، قال في المصباح : المثل يستعمل على ثلاثة أوجه بمعنى التشبيه ، وبمعنى نفس الشيء ، وزائدة ، وقال : صفحت الكتاب قلبت صفحاته ، وهي وجوه الأوراق وتصفحته كذلك ، وصفحت القوم صفحا رأيت صفحات وجوههم « لم يصنعه إلا في » الجملة جزاء الشرط أو صفة لقوله : معروفا ، أي معروفا يكون خالصا لي ، والأول أظهر ، ويومئ إليه قوله : فكافوه عني.