أو قال قلة المواتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى « طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » وطوبى شجرة في الجنة
______________________________________________________
حسن المطاوعة والموافقة وأصله الهمز فخفف وكثر حتى صار يقال بالواو الخالصة وليس بالوجه.
« وبذل المعروف » أي الخير وهو الإحسان بالفضل من المال إلى الغير ، والظاهر أن المراد هنا المال وإن كان المعروف بحسب اللغة أعم « وحسن الخلق وسعة الخلق » الظاهر أن الخلق بالضم في الموضعين ، والمراد أن حسن خلقه عام وسع كل أحد في جميع الأحوال فإن بعض الناس مع حسن الخلق قد يقع منهم الطيش العظيم ، كما يقال : نعوذ بالله من غضب الحليم ، وربما يقرأ الأول بالفتح فإن الظاهر عنوان الباطن ، لكن هذا ليس كليا فإن حسن الخلق قد يوجد في غير أهل الدين كما قال تعالى في وصف المنافقين : « وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ » (١) وقيل : المراد حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة فإنه من علامات أهل الدين.
« واتباع العلم » أي العمل به ، وقيل : أي عدم اتباع الظن « وما يقربهم إلى الله زلفى » أي قربة ، مفعول مطلق من غير لفظ الفعل ، قال الجوهري : الزلفة والزلفى القربة والمنزلة ومنه قوله تعالى : « وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى » (٢) وهي اسم مصدر كأنه قال بالتي تقربكم عندنا ازدلافا.
« طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » إشارة إلى قوله سبحانه : « الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » (٣) وقال البيضاوي : طوبى فعلى من الطيب قلبت ياؤه واوا لضمة ما قبلها ، ويجوز فيه الرفع والنصب ولذلك قرأ : وحسن مآب
__________________
(١) سورة المنافقون : ٤.
(٢) سورة سبأ : ٣٧.
(٣) سورة الرعد : ٢٩.