.................................................................................................
______________________________________________________
وأجيب : بأن المراد بالهجرة الجنس وأول هجرة هاجرها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خروجه إلى بني عامر بن صعصعة لما مات أبو طالب عليهالسلام ، وأوحى إليه : أن اخرج فقد مات ناصرك ، وكانت مدة تلك الغيبة عشرة أيام ولم يصحبه في تلك الهجرة إلا علي عليهالسلام وحده.
ثم هاجر إلى شيبان وكان معه هو عليهالسلام وأبو بكر وقد كان تخلفه عليهالسلام في الهجرة إلى المدينة أسبق إلى الرتبة من السبق إليها كما لا يخفى على من له أدنى فطنة ، وأما السبق إلى الإيمان فمن خصائصه عليهالسلام عندنا وعند كثير من مشاهير العامة وقد أشبعنا الكلام في ذلك في الكتاب الكبير ، وينافيه أيضا ما رواه الكشي بإسناده عن حجر بن عدي قال : قال لي علي عليهالسلام : كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعني؟ قال : قلت له : كيف أصنع؟ قال العني ولا تبرأ مني فإني على دين الله ، وهذا يدل على أن اللعن في حكم السب ، ويؤيد خبر الكتاب ما رواه صاحب كتاب الغارات بإسناده عن الباقر قال : خطب علي عليهالسلام على منبر الكوفة فقال : سيعرض عليكم سبي فسبوني وإن عرض عليكم البراءة مني فإني على دين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يقل فلا تبرءوا مني ، وروي أيضا عن الصادق عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : لتذبحن على سبي وأشار بيده إلى حلقه ، ثم قال : فإن أمروكم بسبي فسبوني وإن أمروكم أن تبروا مني فإني على دين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم ينههم عن إظهار البراءة.
وأقول : الجمع بين تلك الروايات في غاية الإشكال ويمكن الجمع بينها بحمل البراءة المنهي عنها على البراءة القلبية والمجوزة على اللفظية ، لكن ينافيه بعض ما سيأتي من الأخبار ، وحمل ابن أبي الحديد البراءة على اللفظية وقال : لما لم تطلق البراءة في الكتاب الكريم إلا في حق المشركين كقوله تعالى : « بَراءَةٌ