______________________________________________________
وكذا المجبرة.
وثانيها : مذهب المجوس أن الله تعالى يخلق فعله ثم يتبرأ منه ، كما خلق إبليس وانتفى منه ، وكذا المجبرة قالوا : إن الله تعالى يفعل القبيح ثم يتبرأ منها.
وثالثها : أن المجوس قالوا : إن نكاح الأمهات والأخوات بقضاء الله وقدره وإرادته ووافقهم المجبرة ، حيث قالوا : إن نكاح المجوس لأمهاتهم وأخواتهم بقضاء الله وقدره وإرادته.
ورابعها : أن المجوس قالوا : إن القادر على الخير لا يقدر على الشر وبالعكس والمجبرة قالوا : إن القدرة الموجبة للفعل غير متقدمة عليه ، فالإنسان القادر على الخير لا يقدر على ضده وبالعكس « انتهى ».
أقول : وقد يعطف خصماء الرحمن على عبدة الأوثان فالمراد بهم المعتزلة المفوضة أي الأشاعرة الجبرية إخوان المفوضة ، الذين هم خصماء الرحمن ، لأنهم يدعون استقلال قدرتهم في مقابلة قدرة الرحمن ، وأنهم يفعلون ما يريدون بلا مشاركة الله في أعمالهم بالتوفيق والخذلان ، والأخوة بينهما باعتبار أن كلا منهما على طرف خارج عن الحق الذي هو بينهما ، وهو الأمر بين الأمرين ، فهما يشتركان في البطلان ، كما أن المؤمنين إخوة لاشتراكهم في الحق.
وقيل في وجه الأخوة : إنه يقال للمتقابلين إنهما متشابهان كما قيل ، إن قصة سورة براءة تشابه قصة سورة الأنفال وتناسبها ، لأن في الأنفال ذكر العهود وفي البراءة نبذها ، فضمت إليها « انتهى » وعلى هذا يكون قوله : وحزب الشيطان ، وقوله : قدرية هذه الأمة ، وقوله : مجوسها ، كلها معطوفات على العبدة لا الإخوان ، وأوصافا للمفوضة لا الجبرية ، على الوجوه المتقدمة ، ويكون الحديث مشتملا على نفي طرفي الإفراط والتفريط معا ، وهذا الوجه وإن كان بعيدا لكنه يكون أتم فائدة.
ويؤيده أيضا ما رواه الصدوق (ره) في التوحيد بإسناده عن علي بن سالم عن