ونعوذ به من سيئات أعمالنا ونستغفره للذنوب التي سبقت منا ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله بعثه بالحق نبيا دالا عليه وهاديا إليه فهدى به من الضلالة واستنقذنا به من الجهالة « مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً » ونال ثوابا جزيلا ومن يعص الله ورسوله « فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً » واستحق عذابا أليما فأنجعوا بما يحق عليكم من السمع والطاعة وإخلاص النصيحة وحسن المؤازرة
______________________________________________________
لديه إليه تعالى وإلى الخلق ، فالظرف على الأول متعلق بخلق ، وعلى الثاني بدخل « ويمكن » على التفعيل أي بإيجاد القوة والقدرة عليها وتركيب العقول المميزة فيهم ، وفي بعض النسخ بالتاء من باب التفعل بحذف إحدى التائين ، والمحامد جمع محمدة وهي ما يحمد به من صفات الكمال ، وقال الفيروزآبادي : المراشد مقاصد الطرق.
« دالا عليه » أي على الله أو على الحق الذي بعث به ، والأول أظهر.
« وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ » وضع الظاهر موضع الضمير لتعظيمها ، والالتذاذ بذكرهما أو ليعلم تقديم الله على الرسول ، ولا يتوهم كونهما في درجة واحدة.
ولعل أحد هذه الوجوه علة الذم فيما رواه مسلم عن عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلىاللهعليهوآله فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : بئس الخطيب أنت ، قل : ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فقال رسولصلىاللهعليهوآله: بئس الخطيب أنت ، قل : ومن يعص الله ورسوله فقد غوى مع أنه قد ورد في كثير من الخطب بالضمير أيضا.
« فأنجعوا » في بعض النسخ بالنون والجيم من قولهم أنجع أي أفلح ، أي أفلحوا بما يجب عليكم من الأخذ سمعا وطاعة ، أو من النجعة بالضم وهي طلب الكلاء من موضعه ، وفي بعضها بالباء الموحدة فالخاء المعجمة ، قال الجزري : فيه : أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وأبخع طاعة ، أي أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم أي قهرها وإذلالها بالطاعة ، وقال الزمخشري في الفائق : أي أبلغ طاعة من بخع الذبيحة إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ، هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة ، فقيل : بخعت له نصحي وجهدي وطاعتي.
« وإخلاص النصيحة » أي لله ولكتابة ولرسوله وللأئمة ولعامة المسلمين