في العز مشاركا « وَلَمْ يُولَدْ » فيكون موروثا هالكا ولم تقع عليه الأوهام فتقدره شبحا ماثلا ولم تدركه الأبصار فيكون بعد انتقالها حائلا الذي ليست في أوليته نهاية ولا
______________________________________________________
الأحدية صارت سببا لعزته لأن التوالد عبارة عن كون الشيء مبدء لما هو مثله في نوعه وجنسه ، فيلزم مشاركته معه في الحقيقة ، فيلزم تركبه سبحانه وكونه ممكنا محتاجا ، فينافي عزته ووجوب وجوده « فيكون موروثا » أي يرثه ولده بعد موته كما هو شأن كل والد.
والحاصل أن كل مولود معلول حادث ، وكل حادث بمعرض الهلاك والفناء. وأيضا السبب الحقيقي للتوالد والتناسل حفظ بقاء النوع الذي لا يمكن له البقاء وأيضا السبب الحقيقي للتوالد والتناسل حفظ بقاء النوع الذي لا يمكن له البقاء الشخصي ، فكل مولود لا بد أن يكون كوالده موروثا حادثا هالكا في وقت وإن كان وارثا موجودا في وقت آخر.
« فتقدره شبحا مائلا » أي قائما أو مماثلا ومشابها للممكنات ، إذ الوهم رئيس القوي الحسية والخيالية ، فكل ما يدركه من الذوات يصوره بقوته الخيالية شخصا متقدرا كأنه يشاهده شبحا حاضرا عنده ، ماثلا بين يديه فإن كان تصوره للرب سبحانه على هذا الوجه مطابقا للواقع يلزم كونه تعالى جسما مقداريا محدودا وهو محال ، وإن كان كاذبا فلم يكن أدركه بل أدرك أمرا آخر ، فهو تعالى منزه من أن يقع عليه وهم.
« فيكون بعد انتقالها حائلا » أي متغيرا ، من حال الشيء يحول إذا تغير أي لا تدركه الأبصار ، وإلا لكان بعد انتقالها عنه متغيرا ومنقلبا عن الحالة التي كانت له عند الإبصار من المقابلة والمحاذاة والوضع الخاص وغير ذلك ، أو عن حلوله في الباصرة بزوال صورته الموافقة له في الحقيقة عنها ، وقيل : المراد بانتقالها عنه مرور الأزمنة عليه سبحانه ، وفناء الرائين وحدوث جماعة أخرى متغيرا من حال إلى حال كما هو شأن المبصرات.
وبعض الأفاضل قرأ بعد مضمومة الباء مرفوعة الإعراب ، على أن يكون اسم كان ، والحائل بمعنى الحاجز أي كان بعد انتقال الأبصار إليه حائلا من رؤيته ، ومنهم