تراثنا ـ العدد [ 139 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 139 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

لا يحضره الفقيه بالعربية والفارسية(١) ، عن عيبة العلم والعمل ، وجامع الفضل الجليل ، نبراس التحقيق ومشكاة التدقيق ، بهاء الملّة والحق والدين ، محمّد العاملي(٢) عن شيخه ووالده الأوحد الفقيه ، المحدّث الأرشد النبيه ، الشيخ حسين ابن عبد الصمد الحايري العاملي(٣) عن شيخه العلم الإمام الجامع لعلوم الإسلام ، المبيّن لمسالك الأحكام ، الموضح للحلال والحرام ، عمدة الفقهاء ، وزين المحدّثين علي بن أحمد الملقّب بزين الدين الشهير بالشهيد الثاني(٤).

__________________

(١) كان اسم الشرح العربي (روضة المتّقين) واسم الشرح الفارسي : (لوامع صاحبقراني) وله غيرهما : شرح الزيارة الجامعة والصحيفة السجّادية وبعض أبواب التهذيب. مات في سنة (١٠٧٠هـ) ودفن بمسجد الجامع في إصفهان وقبره مزار مشهور يقصده الناس ودفن معه ولده العلاّمة المولى محمّد باقر المجلسي.

(٢) الشيخ البهائي غني عن المدح والتوصيف. لم يرَ الدهر مثله وإنّ الزمان بمثله لعقيم. له من الكتب : مفتاح الفلاح والحبل المتين ومشرق الشمسين والحديقة الهلالية وزبدة الأصول وتشريح الأفلاك وتفسير عين الحياة والأربعين والمخلاة والكشكول والجامع العباسي وتوضيح المقاصد وحدائق الصالحين. كتبت رسالة في تلامذته وعدّدت مائة ، منهم : التقي المجلسي والفيض الكاشاني والفاضل الجواد ونظام الدين الساوجي والسيّد ماجد البحراني ومحمّد الرويدشتي ورفيع الدين النائيني ومحمّد صالح المازندراني وخليل القزويني والشيخ عبد اللطيف العاملي والشيخ زين الدين العاملي والشيخ زين الدين البحراني والشيخ حسن علي التستري.

(٣) كان من فضلاء تلامذة الشهيد الثاني. له من الآثار : العقد الطهماسبي ووصول الأخيار والأربعين وتحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان. مات في الثامن من ربيع الأوّل سنة (٩٨٤هـ) ودفن بالبحرين.

(٤) كان اسم الشهيد الثاني ولقبه زين الدين ، ولم يكن اسمه علياً. وإنّما اسم أبيه : علي.

٢١

و [الرابع] منهم : العالم العامل ، والفاضل الكامل ، ذو الفكر الصائب والحدس الصائب ، خرّيت طريق التحقيق ، ومالك أزمّة الفضل بالنظر الدقيق ، العَلَم الفرد الأوّاه ، المولى أسد الله(١) بن المولي الجليل الحاجّ إسماعيل ، عن جملة من مشايخه العظام وأساتيده الأعلام.

[طرق الشيخ أسد الله التستري]

منهم : لسان الفقهاء والمتكلّمين ، وسيّد المحقّقين والمدقّقين ، السيّد محمّد مهدي الطباطبائي(٢).

ومنهم : السيّد السند ، الأكمل الأفضل الأنبل ، الفقيه النبيه ، النحرير الوجيه ، نادرة الزمان ، عين الأفاضل والأعيان ، حاوي العلوم العقلية والنقلية ، جامع المزايا العلّية الأميرزا محمّد مهدي الإصفهاني الشهرستاني(٣) شكر الله مساعيه وأنزله من الفردوس أعاليه.

__________________

(١) هو المولى أسد الله التستري. المتوفّى : (١٢٢٠) ، من تلاميذ الوحيد البهبهاني والمحقّق القمّي والميرزا مهدي الشهرستاني والشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ، ومن آثاره : مقابس الأنوار ، وكشف القناع عن وجوه حجّية الإجماع ، ومنهج التحقيق في حكمي التوسعة والتضييق.

(٢) هو الإمام الهمام السيّد العلاّمة بحر العلوم. المتوفّى سنة (١٢١٢هـ). صاحب الآثار الجليلة ، منها : الفوائد الرجالية ، مصابيح الأصول ، مصابيح الأحكام ، الدرّة المنظومة ، والمراثي المنظومة للحسين عليه‌السلام. تتلمذ على الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف البحراني والشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي وتتملذ عليه كلّ من : السيّد جواد العاملي والمولى أحمد النراقي والشيخ أحمد الأحسائي والسيّد محسن الأعرجي.

(٣) المتوفّى سنة (١٢١٦هـ). وهو من أعاظم تلامذة الوحيد البهبهاني.

٢٢

ومنهم : الشيخ المعظّم ، والعَلَم المقدَّم ، مسهّل سبيل التدقيق والتحقيق ، مبيّن قوانين الأصول ومناهج الفروع كما هو به محقّق ، المولى آميرزا أبو القاسم الجيلاني القمّي قدس‌سره كلّهم ، عن المولى الأعظم محمّد باقر البهبهاني المقدّم ذكره ، عن والده محمّد أكمل ، عن غوّاص بحار الأنوار العلاّمة المجلسي ، عن مشايخه الذين قرأ عليهم ، أو استجاز منهم ، أو سمع منهم والده النقي الربّاني ، ومنهم : المولى المحدّث العارف المولى محسن القاساني صاحب الوافي والشافي والمفاتيح والأصفى(١) والصافي وغيرها ، عن المولى الفيلسوف صدر الدين الشيرازي(٢) صاحب شرح أصول الكافي وتفسير جملة من القرآن(٣) والأسفار والشواهد والمشاعر ومفاتيح الغيب وكسر الأصنام وغيرها ، عن سيّد الحكماء والمتكلّمين ، وفخر المحقّقين والمدقّقين ، السيّد السند العماد المولى أمير محمّد باقر الداماد(٤) شارح : الاستبصار وأصول الكافي ، وصاحب الرواشح السماوية ، ونبراس الضياء ، والإيماضات ، والجذوات ، وتقويم الإيمان ، والأفق المبين ، والصراط المستقيم ، والقبسات ، والسبع الشداد ، وعيون المسائل ، وغيرها من

__________________

(١) هو مختصر تفسير الصافي. حقّقه وترجمه بالفارسية ابن عمّي الحجّة الشيخ مهدي الأنصاري القمّي.

(٢) المولى صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي المتوفّى : (١٠٥٠) في طريقه إلى مكّة وهو من تلامذة الشيخ البهائي والميرداماد.

(٣) منها : تفسير سورة الواقعة وتفسير سورة الجمعة.

(٤) المتوفّى سنة : (١٠٤١هـ) في طريق زيارة مرقد أمير المؤمنين عليه‌السلام والمدفون بـ : (النجف الأشرف).

٢٣

الكتب والرسائل ، عن خاله العَلَم العلاّمة الفاضل الفهّامة ، الشيخ عبد العالي(١) عن أبيه [علي بن عبد] العالي الكركي ، عن الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلّي ـ نوّر الله رمسه ـ عن الشيخ الجليل الشيخ علي بن خازن والشيخ عليّ بن عبد الحميد ، عن أفضل العلماء وأجلّ الفضلاء ، العارج إلى منازل الشهداء الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي قدس‌سره.

ح : وعن السيّدين المقدّمين(٢) ، عن المحقّق الكامل والمحدّث الفاضل ، العالم العَلَم الربّاني ، والفريد الذي ليس له ثاني ، شيخنا الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة والدرر النجفية وغيرهما من الكتب والرسائل السنية ، عن مشايخه المعروفين المعلومين المذكورين في إجازته.

[طرق المحقّق القمّي]

ح : وعنهما ، وعن الآميرزا أبي القاسم القمّي(٣) ، عن شيخهم وأستاذهم

__________________

(١) المتوفّى سنة : (٩٩٣هـ). صاحب شرح ألفية الشهيد وشرح إرشاد الأذهان. وهو رأس الإمامية بعد أبيه وكان في العلوم العقلية والنقلية رئيس أهل عصره. دفن مع الفقيه علي بن هلال الجزائري في دار السيادة بحرم الإمام الرضا عليه‌السلام. ومادّة تاريخ وفاته : ابن مقتداي شيعة (٩٨٣) ومادّة تاريخ وفاة والده الأجل : مقتداي شيعة (٩٤٠) وإضافة (ابن) بمادّة تاريخ وفاة الوالد يعادل تاريخ وفاة ابنه.

(٢) أي : السيّد محمّد مهدي الطباطبائي بحر العلوم والسيّد محمّد مهدي الحسيني الشهرستاني.

(٣) المتوفّى سنة : (١٢٣١هـ) ، صاحب الكتب القيّمة الفقهية والأصولية ، كـ : القوانين ، والغنائم ، والمناهج ، وجامع الشتات ، ومرشد العوام وهو أستاد كلّ من : الشيخ محمّد

٢٤

الأجلّ الأكمل ، قدوة العلماء والمحدّثين الكُمَّل ، الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي النجفي(١) ، عن شيخه وأستاذه الشهير في الآفاق ، شيخ المشايخ في عصره على الاطلاق ، المولى أبي الحسن الشريف العاملي النجفي(٢) صاحب الفوائد الغروية ، عن عدّة من المشايخ الكرام منهم : العلاّمة المجلسي رحمه‌الله.

[طرق الشهيد الثاني]

ح : وبالأسانيد المتقدّمة عن الشهيد الثاني ، عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي الميسي العاملي ، عن ابن عمّ الشهيد شمس الدين محمّد بن محمّد بن داود الشهير بابن المؤذّن الجزّيني ، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد ، عن أبيه الشهيد الأوّل. عن جملة من العلماء الأعلام.

__________________

إبراهيم الكلباسي ، والسيّد محمّد باقر الشفتي ، والشيخ محمّد علي الهزارجريبي ، والسيّد عبد الله شبّر ، والسيّد أبو طالب القمّي ، والسيّد عليرضا القمّي ، وهو جدّ بيوتات جليلة علمية بقم واصفهان وبروجرد إلى الآن.

(١) أستاذ العلاّمة الطباطبائي بحر العلوم والميرزا أبو القاسم القمّي. قال بحر العلوم في حقّه : شيخنا العالم المحدّث الفقيه وأستاذنا الكامل المتتبّع النبيه ، نخبة الفقهاء والمحدّثين وزبدة العلماء العاملين ، الفاضل البارع النحرير ، إمام الفقه والحديث والتفسير ، واحد عصره في كلّ خلق رضي ونعت علي شيخنا الإمام البهيّ السخيّ أبو صالح محمّد مهدي.

(٢) المتوفّى سنة (١١٣٨هـ) ، صاحب تفسير مرآة الأنوار ـ إلى أواسط سورة البقرة ـ وكتاب (ضياء العالمين) في الإمامة ، ورسالة تنزيه القمّيّين عن المطاعن. وكانت أمّه بنت السيّد أمير محمّد صالح الخاتون آبادي ـ صهر العلاّمة المجلسي ـ وهو جدّ صاحب الجواهر من طرف أمّ والده الشيخ باقر وهي آمنة بنت فاطمة بنت المولى أبي الحسن.

يروي هو عن العلاّمة المجلسي وعن الحرّ العاملي وعن السيّد الجزائري وعن خاله الخاتون آبادي.

٢٥

[طرق الشهيد الأوّل]

منهم : فخر المحقّقين ، والشيخ قطب الدين ، والسيّد عميد الدين ، والسيّد ضياء الدين ، والسيّد ابن زهرة الحلّي ، والسيّد مهنّا بن سنان ، جميعاً عن آية الله في العالمين العلاّمة الحلّي أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر ، عن جملة من مشايخه :

منهم : الشيخ نجم الدين المحقّق صاحب المعتبر والشرائع والمختصر ، والسيّد رضيّ الدين أبو القاسم ، والسيّد جمال الدين أبو الفضائل ، ابنا السيّد أبو (١) إبراهيم موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد الطاوس ، والفيلسوف الحكيم القدّوسي الخواجة نصير الدين ، ووالده الأعظم الأزهر الشيخ يوسف بن المطهّر.

ح : وعن العلاّمة ، عن والده ، عن الشيخ مهذّب الدين حسين بن برده(٢) ، عن الشيخ الأجل الحسن بن الفضل ، عن والده عماد المفسّرين ، أمين الملّة والحقّ والدين الشيخ أبي علي [الفضل] بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان وجامع الجوامع(٣) ، عن الشيخ الفقيه السديد السعيد المفيد أبي علي الحسن ، عن والده الشيخ المعظّم الصمصام ، والبحر الزاخر القمقام ، رئيس المذهب وشيخ الطائفة وقدوة الفرقة الناجية الشايعة أبي جعفر محمّد بن الحسن

__________________

(١) كذا، والصحيح: (أبي).

(٢) كذا في النسخة ، والصحيح : ابن ردّة.

(٣) والصحيح : جوامع الجامع.

٢٦

الطوسي بأسانيده المتّصلة بأصحاب العصمة الموجودة في كتبه ، ومنه يُعلم الطريق إلى الصدوق والكليني.

[طرق الشيخ الطوسي]

ح : وعن الشيخ الطوسي ، عن شيخ المشايخ العظام ، وحجّة الحجج الهداة الكرام ، ملهم الحقّ ودليله ، ومنار الدين وسبيله ، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد ابن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي ، عن الشيخ المعظّم والعَلَم المقدّم رئيس المحدّثين ، محيي معالم الدين ، محمّد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي بأسانيده الموجودة في كتبه المتّصلة بأصحاب العصمة.

[بقيّة طرق الشهيد الأوّل]

ح : وعن الشهيد ، عن جلال الدين أبي محمّد الحسن بن نما ، عن نجيب الدين يحيى بن سعيد ، عن السيّد محيي الدين أبي حامد محمّد بن ضياء الدين ، والشيخ أبي الفتوح أحمد بن علي الرازي ، والشيخ أبي عبد الله محمّد بن أخيه أبي الحسن علي بن علي بن عبد الصمد النيشابوري ، وأبي علي محمّد بن الفضل الطبرسي جميعاً ، عن الشيخين أبي علي الحسن وأبي الوفاء عبد الجبّار المقدمي(١) كليهما ، عن الشيخ الطوسي رحمه‌الله.

ح : وبالإسناد ، عن الشيخ ابن شهر آشوب ، عن الشيخ أبي منصور أحمد ابن [علي بن] أبي طالب الطبري(٢) مؤلّف الاحتجاج ، عن السيّد أبي جعفر مهدي

__________________

(١) كذا في النسخة ، والصحيح : المقرئ.

(٢) كذا في النسخة ، والصحيح : الطبرسي.

٢٧

أبي حرب الحسيني المرعشي ، عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه.

ح : ونروي بالإسناد ، عن الطوسي جميع مصنّفات ومرويّات السيّدين السندين : المرتضى علم الهدى ، والسيّد الرضي ، وسالار بن عبد العزيز الديلمي ، والشيخ أبي عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي ، بواسطة الشيخ هارون بن العبّاس التلعكبري وجميع مصنّفات ومرويات ومقروءات الشيخ المفيد.

ح : وبالإسناد عن المفيد ، جميع مصنّفات ومرويّات ومقروءات الشيخ الصدوق ، والشيخ أبو القاسم جعفر بن قولويه.

وعن الصدوق رحمه‌الله جميع مصنّفات والده علي بن بابويه.

وعن ابن قولويه جميع مصنّفات ومرويّات ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني.

وقد أجزت لسيّدنا السيّد محمّد تقي المشار إليه أن يروي عنّي إجازة بحقّ روايتي ، عن هؤلاء الأعلام المذكورين بطرقهم إلى مشايخهم ، المثبتة أساميهم في المواطن المألوفة ، والمواضع المعروفة جميع ما تقدّم من الكتب والأخبار والآثار ، وكذلك جميع ما لمشايخي من المصنّفات والفتاوى التي صحّ نسبتها إليهم فليروها عنّي بالإجازة ، وكذلك جميع ما ظهر من تأليفات هذا العبد الأحقر المذنب العاصي الغريق في بحار الآثام والمعاصي عبد الله بن محمّد رضا شبّر الحسيني ، وهي وإن لم تكن من تلك الدُّرج ، ولكن قد ينضمّ مع اللؤلؤ السَّيح ، سيّما وقد اشتملت جلّها بل كلّها على جمع متفرّقات الأخبار ، ونظم متشتّتات

٢٨

الآثار ، الصادرة عن النبيّ وآله الأطهار ـ عليهم صلوات الله الملك الغفّار ـ فإنّ في نشرها وبثّها واستكتابها واستنساخها إحياء لآثار الأئمّة الطاهرين ونشراً لطريقة المعصومين ، وتشييداً لأركان الدين المبين ، ولْنُشِر إلى أسماء جملة منها لعلّ الله سبحانه وتعالى يشيّد بذلك ذكرها ويحيي أمرها.

[مصنّفات العلاّمة شبّر]

منها : مصابيح الظلام في شرح مفاتيح شرائع الإسلام: في اثني عشر مجلّداً ، يقرب مائتين ألف بيت أو يزيد.

ومنها : المصباح الساطع في شرح مفاتيح الشرائع: في ستّ مجلّدات ، مائة ألف بيت تقريباً.

ومنها : جلاء العيون في أحوال النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام ولادة ووفاة: اثنان وعشرون ألف بيتاً(١) تقريباً.

ومنها : منتخب الجلاء: في أحد عشر ألف بيت.

ومنها : مثير الأحزان في تعزية سادات الزمان: في سبعة آلاف بيت.

ومنها : تحفة الزائرين في زيارات النبيّ والأئمّة الطاهرين: في اثني عشر ألف بيت تقريباً.

ومنها : أنيس الزائرين: مزار مختصر، في ستّة آلاف بيت تقريباً.

ومنها : مزار مختصر: بهذا القدر أيضاً.

__________________

(١) هكذا في النسخة ، والصحيح بيت.

٢٩

ومنها : ذريعة النجاة: في تعقيب الصلاة وأدعية الصباح والمساء، في سبعة آلاف وخمسمائة بيت.

ومنها : أنيس الذاكرين: يشتمل على الأعمال والأذكار والأوراد في الأيّام والأسبوع والشهور والسنين والحوادث والأمراض.

ومنها : روضة العابدين: النصف الأوّل فيما يتعلّق بعمل اليوم والليلة وأدعية الأسبوع وسائر ما يحتاج إليه والثاني بأعمال السنة، أربعة عشر ألف بيت.

ومنها : تسلية الفؤاد في الموت والمعاد: ثمانية آلاف بيت تقريباً.

ومنها : تسلية الحزين في فقد الأقارب والبنين: أربعة آلاف بيت تقريباً.

ومنها : تسلية الفؤاد في فقد الأولاد: ألفان بيت تخميناً.

ومنها : الدرّ المنظوم في مشكلات العلوم: لم يتمّ.

ومنها : شرح الحقائق: في الأخلاق، لم يتمّ.

ومنها : منهج السالكين: في الأخلاق فارسي، ستّة آلاف بيت.

ومنها : رسالة أخرى في الأخلاق: ألفان وخمسمائة بيت.

ومنها : شرح خطبة الزهراء: ألف وخمسمائة بيت.

ومنها : شرح دعاء سمات: ألفان بيت تقريباً.

ومنها : شرح الجامعة: أربعة آلاف بيت تقريباً.

[ومنها] : المواعظ المنثورة: أحد عشر ألف بيت.

[ومنها] : المواعظ المرتّبة: عشرون ألف بيت.

[ومنها] : عجائب الأخبار ونوادر الآثار: في إثني عشر ألف بيت.

٣٠

[ومنها] : العلوم الأربعة: في ثمانية آلاف بيت تقريباً.

[ومنها] : الرسالة الفقهية: تمام الفقه مع الإشارات إلى الدليل، ستّة آلاف بيت.

[ومنها] : الرسالة الفقهية: في العبادات وأصول الدين، خمسة آلاف بيت.

[ومنها] : الرسائل الفقهية: في العبادات مع الإشارة إلى الدليل والخلاف، سبعة آلاف بيت تقريباً.

ومنها : الرسالة الفقهية: فارسية في العبادات، ثلاثة آلاف بيت وكسر.

[ومنها] : والآخر ألف بيت وكسر.

[ومنها] : مطلع النيّرين: في لغة القرآن والحديث فيه لب اللباب.

[ومنها] : مجمع البحرين: وزيادة من غيره، في ثلاثين ألف بيت.

[ومنها] : منية المحصّلين في حقيقة طريقة المجتهدين: في إثني عشر ألف بيتاً.

[ومنها] : بغية الطالبين: في ستّة آلاف بيت.

ومنها : طب الأئمّة في الطبّ المرويّ عنهم عليهم‌السلام : أحد عشر ألف بيت.

[ومنها] : الأصول الأصلية والقواعد الشرعية: عن الأئمّة، اثنا عشر ألف بيت تقريباً.

[ومنها] : الكلّيّات الرجالية: كذلك تقريباً.

ومنها : جامع المعارف والأحكام: المشتمل على موارد الأخبار والمحيط بمتفرّقات الآثار المروية عن النبيّ وآله الأطهار، حتّى أخبار الوافي والوسائل

٣١

والبحار الذي لم يكتحل بمثله الأبصار ولم تسمح بمثله الأعصار وذلك من فضل الملك الغفّار المختار ، الفيّاض لفضله على من يشاء نسأل الله تمامه على وفق طاعته ورضاه وفروعه تامّة ليس فيها نقص من الطهارة إلى الديات والفرائض وخرج من الأصول كتاب العقل والعلم ، كتاب التوحيد ، كتاب المبدأ والمعاد ، كتاب الإيمان والكفر ، كتاب الخطب والمواعظ ، كتاب القرآن ، كتاب الدعاء.

البرهان المبين في فتح أبواب عليهم الأئمّة المعصومين تقرب من ثلاثين ألف بيت.

ومنها : الحقّ اليقين في أصول الدين: خمسة عشر ألف بيتاً.

ومنها : البرهان المبين في أصول الدين: في ثلاثة آلاف بيت.

ومنها : الجوهرة المضيئة: في الطهارة والصلاة، ثلاثة آلاف بيت.

[ومنها] : مصباح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار: تقرب من سبعة وعشرين ألف بيتاً.

[ومنها] : الجوهر الثمين في تفسير القرآن المبين: أربعة وثلاثون [ألف]بيت.

[ومنها] : التفسير المختصر: في ثمانية عشر ألف بيت.

[ومنها] : التفسير الآخر الأكبر: سبعون ألف بيتاً تقريباً.

[ومنها] : درر الأخبار: ملخّص فروع جامع الأحكام، أربعون ألف بيتاً تقريباً.

[ومنها] : درر الآثار والأخبار: على نحو ذلك في ثلاثين ألف بيت تقريباً.

٣٢

[ومنها] : مكارم الأخلاق البهيّة وجامع الآداب الدينية: في اثنى عشر ألف بيت تقريباً.

[ومنها] : طريق النجاة: في ألف وثلاثمائة بيت تقريباً.

[ومنها] : أربعون حديث: على ترتيب كلّ من حروف الهجا.

[ومنها] : رسالة عمل اليوم والليلة: فارسي.

[ومنها] : رسالة الاستخارات: في ألف وخمسمائة بيت تقريباً.

إلى غير ذلك من الكتب والرسائل التي لا تحضرني الآن والمأمول من ذلك الجناب العالي واللباب الغالي أدام الله عليه لطفه المتوالي ووقاه من طوارق الأيّام والليالي ، أن يجعل ذلك ذريعة لا مزيد تذكرة للدّاعي في خلواته ، وأعقاب صلواته ، وشرط عليه دام فضله ما اشترط عليّ مشايخي في الدين من العلماء الربّانيين ، الملازمة على الاحتياط في الدين ، وسلوك طريق الورعين المتّقين ، وأن يبذل جهده في نشر أخبار الأئمّة الطاهرين ، وإحياء آثار الأئمّة المعصومين قراءة ومطالعة وتدريساً وتأليفاً ، في كتابه وإملائه. اللهمّ أيّده بتأييدك ، وسدّده بتسديدك.

وكتب بيده المذنب الجاني والأسير الفاني أفقر الخلق إلى ربّه الغنيّ

عبد الله ابن محمّد رضا الحسيني

في تاريخ شهر رمضان المبارك سنة ألف ومائتين وأربعين. [١٢٤٠]

كتبت هذه النسخة الشريفة في يوم السبت شهر محرّم الحرام

في سنة ١٢٦٠.

حرّره محمّد رضاى كولجى

٣٣

ثلاث قضايا لُغوية

في مقدِّمة الشيخ ميثم البحراني على نهج البلاغة

(٢)

علي عبد النبي علي حسين

بسم الله الرحمن الرحیم

لقد تناولنا في العدد السابق القسم الأوّل من البحث ونستأنف الكلام فيه:

* ثالثاً : شروط دلالتَيْ التضمّن والالتزام

ينتقل الشيخ مَيْثَم البحراني إلى الشروط التي تتقوّم بها دلالتا التضمّن والالتزام.

أمّا دلالة التضمّن فيُشترط فيها أنْ يكون المعنى المدلول عليه بدلالة المطابقة مركّباً ، أي أنْ لا يكون بسيطاً ، وذلك لأنّ دلالة التضمّن هي أنْ يدلّ اللفظ على جزء معناه ، فإذا لم يكن لذلك المعنى جزءاً انتفت هذه الدلالة.

وأمّا دلالة الالتزام فيُشترط فيها أنْ يكون اللزوم (ذهنيّاً)(١) ، إذْ إنّ اللازم

__________________

(١) يعلّق الشريف الجرجاني في (الحاشية على المطوّل) على مَن اشترط (اللزوم الذهني) في الدلالة الالتزامية أنّه (أنسب لقواعد المعقول) ، أمّا عدم اشتراط هذا اللزوم (المناسب لقواعد العربية والأصول). الحاشية على المطوّل للجرجاني : ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

٣٤

على قسمَيْن :

الأوّل : لزومٌ خارجي ، «كونه بحيث يلزم من تحقّق المسمّى في الخارج تحقّقه فيه ، ولا يلزم من ذلك انتقال الذهن ، كوجود النهار لطلوع الشمس»(١).

الثاني : لزومٌ ذهني ، «بمعنى أنّ الذهن ينتقل إليه عند فهم المعنى ، ويلزم من تصوّر الشيء تصوّره ، سواءٌ كان لازماً في الخارج أيضاً أو لم يكن»(٢).

فأمّا ما كان متصوّراً في الذهن ولازماً في الخارج فنحو السرير في الارتفاع عن الأرض ، إذ السرير كلما وُجِد كان مرتفعاً عن الأرض ، ومهما تُصوّر في الذهن فإنّه مرتفع ، وكالزوجية للاثنين ، فإنّها كذلك في الذهن وفي الخارج ، فلا ينفكّ الاثنين عن الزوجية لا في الخارج ولا في الذهن. وأمّا ما كان متصوّراً في الذهن ولم يكن لازماً في الخارج ، فنحو الملكة وعدمها ، كالبصر والعمى ، فإنّ تصوّر البصر في الذهن يلزمه تصوّر العمى أيضاً ، وهو خلاف ذلك في الخارج ، بل هما متنافيان في الخارج لا يجتمعان أبداً كونها ضدّيْن ، وكالبياض والسواد ، فكلّما تصوّر الذهن البياض تصوّر السواد أيضاً ، في حين لا نجد في الخارج اجتماع البياض والسواد معاً أبداً.

إذا تقرّر هذا ، فاعلم إنّ الشيخ مَيْثَم البحراني يذهب إلى اشتراط (اللزوم

__________________

(١) التعريفات : ٢٠٤.

(٢) البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي ٢/٤٠.

٣٥

الذهني) في دلالة الالتزام ، ويعلّل ذلك بالقول إنّه «لولا اللزوم الذهني لم يُفد إطلاق اللفظ في المعنى الخارج عن الماهية»(١) ، وذلك لأنّ اشتراط اللزوم الخارجي يعني اشتراط وضع الألفاظ للوازم معانيها الخارجة عنها ، أي أنّ الواضع عندما وضع لفظاً ما لمعنى معيّن ، فإنّه كان ناظراً لذلك المعنى المطابقي وللوازمه أيضاً في الوقت نفسه ، وهو ممّا يأباه العقل والطبع الإنساني ، فالعقل البشري لا يتصوّر أنْ يكون الواضع قد نظر إلى جميع لوازم اللفظ المحتملة؛ لاختلاف تلك المعاني التي يمكن أنْ يتحمّلها اللفظ بالدلالة الالتزامية؛ لأنّ اللفظ الموضوع لمعنى معيّن بدلالة المطابقة قد يتحمّل دلالات التزامية مختلفة تختلف باختلاف أفراد المجموعة اللغوية وباختلاف الزمن.

ولندلّل على كلامنا نأتي بالمثال الآتي :

لفظ (الخيل) ، فإنّه يدلّ على (الحيوان الصاهل) المعروف بدلالة المطابقة ، وربّما يدلّ في زمن معيّن مضى وعند جماعة العرب أو بعضهم على (الحرب) أو على (البطولة) بالدلالة الالتزامية ، في حين أنّه قد يدلّ عند آخرين في زمن آخر كما في زمننا ـ عند بعض الناس ـ على سباق الخيول وما إلى ذلك دون أنْ يتبادر إلى ذهن هؤلاء المعنى الالتزامي السابق ، مع أنّ المعنى المطابقي هو ذاته.

كما أنّه لم يعهد أنْ يوضع اللفظ لمعناه المطابقي ومعانيه الالتزامية ، فلم يُعهد من أحد ما أنّه قال إنّ لفظ (البصر) ـ مثلاً ـ وضع للبصر ولعدمه أيضاً!

__________________

(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٦.

٣٦

في حين أنّ (العمى) دلالة التزامية للبصر من قبيل تلازم الملكة وعدمها ، فإنّ الذهن عندما يتصوّر (البصر) فإنه يتصوّر أيضاً (عدم البصر) ، وهو الأمر نفسه في غيره من الملكات.

ويقول القرافي (ت ٦٨٤ هـ) في اشتراط اللزوم الذهني : «أنّ اللفظ إذا أفاد مسمّاه واستلزم مسمّاه لازمه في الذهن كان حضور ذلك اللازم في الذهن والشعور به منسوباً لذلك اللفظ ، فقيل : اللفظ دلّ عليه بالالتزام ، أمّا إذا لم يلزم حضوره في الذهن من مجرّد النطق بذلك اللفظ وحضور مسمّاه في الذهن كان حضوره في الذهن منسوباً لسبب آخر؛ إذ لا بدّ في حضوره من سبب؛ فإفادته منسوبة لذلك السبب لا للفظ ، فلا يقال : إنّه فهم من دلالة الألفاظ التي نطق بها»(١).

كما أنّ اشتراط اللزوم الذهني دون الخارجي لأمر في غاية الأهمّية ، ذلك أنّ اللفظ قد يدلّ على معنى يستلزم مدلولاً في الذهن غير مستلزم إيّاه في الخارج ، كما في تلازم الملكة وعدمها ، فالذهن حينما يتصوّر الملكة فإنّه سرعان ما يتصوّر أيضاً عدمها ، مع أنّ اجتماع الملكة وعدمها منتف في الخارج قطعاً ، وذلك نحو البصر والعمى كما بيّنّا سابقاً.

واشتراط الشيخ مَيْثَم لا يتوقّف عند اللزوم الذهني فحسب ، بل إنّه يحدّده بـ : (اللزوم البيّن) دون غيره ، وقد مرّ تعريفه.

__________________

(١) شرح تنقيح الفصول : ٢٧ هكذا ، والحق أنّ الفعل (نسب) يتعدى بـ : (إلى) لا بـ : (اللام).

٣٧

ثُم ينبّه الشيخ مَيْثَم إلى أمر آخر ، وهو أنّ هذا اللزوم الذي اشترطه قبلاً ـ أي اللزوم الذهني ـ إنّما هو شرطٌ لتحقّق دلالة الالتزام لا تمام ما تتوقف عليه هذه الدلالة ، وبلفظ آخر : إنّ «هذا اللزوم شرطٌ لا موجب»(١) ، فبتوافر هذا الشرط مع غيره تتقوّم دلالة الالتزام ، فأوّلاً لا بدّ من تصوّر الملزوم ، أي المعنى المطابقي ، وهذا متوقّف هو الآخر على ما وضع اللفظ بإزائه ، إضافة إلى وضع اللفظ بإزاء معنىً ما ، والعلم بالوضع ، ثمّ سماع اللفظ أو حضوره بالبال ، وبذلك يكون اللزوم الذهني شرطٌ ضمن عدّة شروط تتقوّم بها دلالة الالتزام ، فكما أنّه لا دلالة التزام من غير لزوم ذهني ، فكذلك لا دلالة التزام من غير تصوّر الذهن للملزوم ، أي للمعنى المطابقي ، ولا دلالة التزام من غير العلم بوضع اللفظ بإزاء المعنى ، ولا دلالة التزام من غير سماع اللفظ الموضوع للمعنى المطابقي أو حضوره بالبال.

* رابعاً : الدلالات اللفظية بَيْن الحقيقة والمجاز

في هذه المسألة يتناول الشيخ مَيْثَم البحراني مسألة جديدة ومهمّة مرتبطة بما سبق ، وهي : هل استعمال الدلالات الثلاث ـ المطابقة والتضمّن والالتزام ـ استعمالٌ حقيقي أو مجازي؟ أو أنّه في بعضها حقيقي وفي بعضها الآخر مجازي؟ أو أنّ للشيخ تصنيف ورأي مختلفَيْن؟

يرى الشيخ مَيْثَم أنّ استعمال الدلالة المطابقية استعمالٌ حقيقي ، وقد

__________________

(١) المحصول في علم أصول الفقه للرازي ١/٣٠١.

٣٨

عبّر عنها بـ : (الدلالة الوضعية الصرفة) ، ويعني بها دلالة المطابقة لما مرّ في (ثانياً) من هذا المبحث ، وذلك لأنّها استعمال اللفظ فيما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات ، وهو واضح ، فإنّ لفظ (بيت) مثلاً وضع لهذا البناء المعروف ، فحينما يُستخدم في ذلك فإنّه استعمالٌ حقيقي.

وهذا التعريف للحقيقة مستسقى من كلام الشيخ مَيْثَم نفسه وإنْ لم يصرّح به ، فالشيخ يصرّح بأنّ المجاز (استعمال اللفظ في غير ما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات) ، وينبغي لنا الالتفات إلى قوله (مقصوداً بالذات) ، إذْ ينطلق منه الشيخ للحكم على دلالتَيْ التضمّن والالتزام ، ومنه حكم على دلالة المطابقة بالحقيقة.

فـ : (الإرادة) أو (القصد) ـ كما عبّر الشيخ ـ و (القصد بالذات) دون سواه ركيزة أساسية في الحكم على استعمال الدلالات ، ومنها حكم على استعمال دلالتَيْ التضمّن والالتزام بأنّه استعمالٌ (لا حقيقي ولا مجازي) ، وهو حكمٌ قد يبدو غريباً لا سيّما وأنّه لا يبدو أنّ ممّن تقدّم الشيخ قد ألمح إلى هذا الرأي أو اعتنى بتصنيف هذه الدلالات (بحسب ما وقعت عليه يدي من التصانيف).

أمّا (الإرادة) أو (القصد) فهو واضح ، وهو إرادة المتكلّم من إطلاق اللفظ وقصده ، وأمّا (بالذات) فقد احترز به عن القصد (بالعرض) لا بالذات ، فالمتكلّم قد يطلق اللفظ قاصداً المعنى الموضوع له بذاته ، ويكون ناظراً في الوقت نفسه لمعنى آخر ثانوي بالقياس إلى قصده للمعنى الأوّل المقصود بذاته ، فمثلاً ، قد يطلق المتكلّم لفظ (البيت) ويقصد به البناء المعروف ،

٣٩

ويكون ناظراً في الوقت نفسه للجدران كونها جزءاً من البيت ، فإنّ قصده من إطلاق اللفظ وإرادة البناء المعروف قصداً له بالذات ، في حين إنّ قصده من الجدران حال إطلاقه للّفظ هو قصدٌ عرضي لا ذاتي ، فإنّه لو لم يتصوّر الجدران حال إطلاقه للّفظ فإنّ ذلك لن يؤثّر في قصده؛ لأنّه لا يقصدها بذاتها حال إطلاقه اللفظ ، وإنّما قصد البناء المعروف.

وعوداً إلى دلالتَيْ التضمّن والالتزام ، فإنّ الشيخ يقرّر أنّهما ليستا حقيقيّتَيْن؛ لأنّهما ليستا من قبيل (استعمال اللفظ فيما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات) ، فلم يُعهد أنّ أحداً ما ادّعى أنّ الألفاظ موضوعةٌ لمعانيها التضمّنية والالتزامية ، وإنّما إجماع العلماء على وضعها لمعانيها المطابقية فحسب ، فلفظ (بيت) مثلاً وضع للبناء المعروف ، ولم يوضع بإزاء معنى (السقف) كون معنى (بيت) يتضمّنه ، كما أنّه ـ أي لفظ (بيت) ـ لم يوضع بإزاء معنى (ساكني البيت) كونه معنىً التزامياً للمعنى المطابقي للفظ (بيت).

ومع كون هاتَيْن الدلالتَيْن ليستا حقيقيّتَيْن ، فإنّهما ليستا مجازيّتَيْن أيضاً ، فهما وإنْ كانتا استعمالاً للّفظ في غير ما وُضِع له ، إلاّ أنّهما استعمالٌ (غير مقصود بالذات) ، وذلك لأنّ هاتَيْن الدلالتَيْن قد تحصلان من استعمال اللفظ في مسمّاه ، أي في معناه المطابقي ، ولكن حصولاً عرضيّاً ، لا مقصوداً بالذات ، فقد ينتقل الذهن عند إطلاق اللفظ وإرادة مسمّاه المطابقي إلى جزئه أو إلى لازمه ، غير أنّه انتقالٌ عرضي ، لأنّ مطلق اللفظ لا يريد جزء المسمّى أو لازمه ، وإنّما يريد المسمّى نفسه ، بل قد ينتقل الذهن عند إطلاق اللفظ

٤٠