تراثنا ـ العدد [ 139 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 139 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

الفصل الثالث

في باقي مصنّفاته

١ ـ الرسائل القرآنية:

أوّلاً : رسالة في التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه‌السلام.

أوضح البلاغي في رسالة منفردة في شأنه «أنّه مكذوب موضوع وممّا يدلّل على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان أنّه رواية وما فيه من مخالفة الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ كما أشار إليه العلاّمة في الخلاصة وغيره»(١).

لقد اختلف الفقهاء والمفسّرون من قبل في مدى صحّة انتساب التفسير المنسوب للعسكري عليه‌السلام منذ القرن الرابع الهجري حتّى يومنا هذا(٢) ، غير أنّ المعلوم هو أنّ العسكري قد أُثرت عنه مجموعة لا بأس بها من النصوص في مجال تفسير القرآن الكريم(٣) ، وقد تناثرت جملة من هذه النصوص في المصادر الموجودة ما بين أيدينا اليوم ، فالخلاف إذاً هو حول الكتاب الذي ينسب إليه وليس في ظاهرة التفسير التي اختصّ بها في عصره.

__________________

(١) آلاء الرحمن ١ / ٤٩.

(٢) أعلام الهداية ١٣ / ١٨٦.

(٣) حياة الإمام العسكري عليه‌السلام : ٩٥ ـ ١٠٠.

١٦١

ثانياً : رسالة في ردّ الشبهات الواردة إليه من جبل عامل حول القرآن الكريم.

٢ ـ مصنّفاته الأخرى:

لا ريب أنّ أشهر أثرين له هما (الهدى) و (الرحلة) ، وهما من الآثار الغير تخصّصية في علوم القرآن أو التفسير ، لكن فيهما ما يعدّ من الدرس القرآني الكثير ، ولذا أرجأنا البحث عنها والخوض في مضمونها إلى فسحة أخرى من عمر الزمن ، والحال هذه أنّ المقام هنا لا تشرحه العبارة وسنخرج عن ضوابط البحث.

عسى الله عزّ وجلّ أنّ يبعث فينا من همم البلاغي وبلاغة الآلاء ما يبلّغنا مرضاة الرب ويعيننا على ذلك إنّه لطيف خبير وبالإجابة جدير.

الخاتمة

نتائج البحث :

١ ـ إنّ للبلاغي النجفي انعطافة استثنائية في تاريخ المفسّرين الإسلاميّين ، فقد أجاد اللغات العبرية والإنكليزية والفارسية ما مكّنه من فهم النصّ القرآني ومحاربة أعداء القرآن الكريم.

٢ ـ إنّ بعضاً ممّن كتبوا في سيرته الذاتيه أو أرّخوا لحياته فاتهم جزءاً منها كبعض من مؤلّفاته أو قسم من مصادر ترجمته فاستدرك البحث هذا على تلك الثغرات.

١٦٢

٣ ـ تميّز بهجراته داخل العراق ، وله أياد بيضاء في سبيل القضية الوطنية العراقية.

٤ ـ الدرس القرآني ـ كمقاربة ـ عند البلاغي النجفي يتمحور في آثاره التخصّصية على علوم القرآن والتفسير والرسائل القرآنية ، وفي محور آخر يتركّز على جهوده القرآنية في كتبه الأخرى كالرحلة والهدى وغيرها.

٥ ـ تفسير الآلاء يصلح للمبتدئين والمنتهين نظراً لإيجازه غير المخلّ وإسهابه غير المملّ ، ولدقّة معالجاته وتركيز عبارته.

٦ ـ منهجية البلاغي النجفي في التفسير تجزيئية ، إلاّ أنّه خاض في مباحث كثيرة كانت أقرب إلى التفسير الموضوعي أو التوحيدي.

٧ ـ أهم سمتين في تفسيره :

أوّلاً : الطابع الفقهي المميّز الذي طغى على أبحاث التفسير وفي آيات الأحكام كونه علماً من أعلام الاجتهاد وفقيهاً نجفياً لامعاً.

وثانياً : المنحى النحوي الذي تميّز به تفسيره.

٨ ـ البلاغي النجفي رائد من روّاد التقريب وداعية من دعاة الوحدة ، كما أنّه نادى بحوار الأديان وحوار الثقافات.

٩ ـ البلاغي النجفي : البلاغي ، الشاعر ، اللغوي ، تفاعل مع النصّ القرآني بروحية الشاعر وبعلمية الأصولي.

١٠ ـ تنوّعت مصادر درسه القرآني فاستوعبت الطيف الإسلامي للمذاهب الإسلامية والتلمود اليهودي والإنجيل المسيحي والنظريّات العلمية

__________________

١٦٣

المستجدّة.

١١ ـ تفسير آلاء الرحمن ـ إجمالاً ـ من التفاسير الموسوعية ، فمن النحو والبلاغة إلى الفقه والرجال ، وقد ولج علم الكلام والعقائد برهبانية العارف المتألّه وليس بتصوّف الكشفية ، مجاهداً البهائية والوهّابية والقاديانية والبابية.

١٢ ـ لم يلحظ البحث حول التفسير : معالجة أسباب النزول والمكّي والمدني والقراءات القرآنية ، كما رصد ضعفاً في الدراسة التاريخية فيه.

١٣ ـ أطال المفسّر في بعض المواقع من الآلاء كمبحث : (بعض ما أُلصق بكرامة القرآن) وفي (جمع القرآن) وفي (اضطراب اللغويّين) وفي (القصاص) وفي (التعصيب).

١٤ ـ مثّلت ظاهرة الإعجاز عند البلاغي قضية محورية ومن أولويات المحاججة دفاعاً عن المرسل والرسول والرسالة ، مرتكزاً على القرآن الكريم ، والبديهيات المنطقية ، والمقدّمات العقلية التي آلت إلى نتائج منطقية ، فهي من ثوابت العقيدة الإسلامية ، دالّةً على مصداقية النبوّة والرسالة.

١٥ ـ عالج الشيخ مسألة الإعجاز على نمطية ثنائية هي : الإعجاز القرآني من وجهة العرب ، والإعجاز القرآني من وجهة البشر ، لاطّلاعه الواسع على كتب العهدين واتقانه اللغات الإنكليزية والعبرية والفارسية ، وهي سابقةً استثنائية غير حاصلة في تاريخ التفسير والمفسّرين قدامى ومحدثين.

١٦ ـ وظّف الشيخ المفسّر الآلية السالفة ـ في صدّ حملات الاستشراق

١٦٤

ونتاجات المستشرقين والبعثات التبشيرية والارساليات الاستكبارية المستندة لكتبهم الرائجة المقدّسة.

١٧ ـ من ناحية الإعجاز يثبت البلاغي النجفي ثبات معارف القرآن في الإلهيات وتاريخ الأنبياء وكتب العهدين وأسرار الخليقة ، وأنّ تعدّد وجوه إعجازه يدلّل على إعجاز القرآن نفسه.

١٨ ـ أفاد البلاغي النجفي من ظاهرة الإعجاز في تقويض البناء الفكري الديني والموروث العقائدي لليهود والنصارى كاشفاً عن تحريف هذه الأديان وتناقضاتها وأضاليلها ، ولا يفهم من هذا أنّه تحامل على اليهود والنصارى ، وإنّما على كلّ الأباطيل ، والضلالات بغية الوصول إلى الدين الحقّ.

١٩ ـ كما أفاد من الظاهرة ذاتها في تقويض الحركات الداخلية الهدّامة والعقائد الانحرافية والفرق المبتدعة من الوهّابية والبهائية والبابية والقاديانية.

٢٠ ـ انطلق البلاغي النجفي إلى مديات أرحب في الدعوة الإسلامية لتحقيق أممية الإسلام وعالمية الدعوة وعمومية الزمان والمكان للقرآن المجيد ، وبالأخصّ في مخاطبة أهل الكتاب ، إذ أنّ القرآن كان حافظاً لنفسه ولغيره من الكتب المقدّسة في هذا المجال.

٢١ ـ أثّر بشكل متميّز في تلاميذه ، وهم أثرّ من تراثه الفكري ، فقد اتّكأ السيّد الخوئي على قضية الإعجاز عند أستاذه البلاغي من خلال فصول كتابيه : البيان في تفسير القرآن وكتاب نفحات الإعجاز الذي كتبه ردّاً على حسن الإيجاز الصادر من المطبعة الإنكليزية الأمريكية في بولاق (١٩١٢م).

١٦٥

المصادر

القرآن الكريم.

١ ـ آلاء الرحمن : لمحمّد جواد البلاغي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

٢ ـ الاتقان : للسيوطي ، دار الفكر ، بيروت ، لبنان.

٣ ـ أصول التفسير الإسلامي : للدكتور محسن عبد الحميد ، دار الثقافة ، الدار البيضاء ، المغرب.

٤ ـ اعلام الهداية : المجمع العالمي لأهل البيت ، قم ، إيران.

٥ ـ البحث الدلالي في تفسير الميزان : للدكتور مشكور العوادي ، مؤسّسة البلاغ ، طهران ، إيران.

٦ ـ البلاغي مفسّراً (رسالة دكتوراه من جامعة طهران) : للدكتور علي الأوسي ، مؤتمر البلاغي ، قم ، إيران.

٧ ـ البيان : للسيّد الخوئي ـ مطبعة العمال المركزية ـ بغداد.

٨ ـ التفسير الحديث : لمحمّد عزه دروزه ، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت ، لبنان.

٩ ـ تفسير شبّر : للسيّد عبد الله شبّر ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ١٩٩٧م.

١٦٦

١٠ ـ تفسير المنار : لمحمّد رشيد رضا ، الهيئة المصرية العامّة للكتاب ، القاهرة ، مصر.

١١ ـ التوحيد والتثليث : البلاغي ، مؤتمر البلاغي ، قم ، إيران.

١٢ ـ حياة الإمام العسكري : للشيخ باقر القرشي ، دار الأضواء ، بيروت ، لبنان.

١٣ ـ الرحلة المدرسية : لمحمّد جواد البلاغي ، دار المرتضى ، بيروت ، لبنان.

١٤ ـ الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيّام الحصار : لمحمّد رضا النعماني ، انتشارات إسماعيليان ، قم ، إيران.

١٥ ـ علوم القرآن : للسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر ، كلّية أصول الدين ، بغداد ، العراق.

١٦ ـ قضايا إسلامية : مجلّة فكرية إسلامية تصدرها مؤسّسة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ، قم ، إيران عام (١٩٩٢م).

١٧ ـ لسان العرب : لابن منظور ، نشر أدب الحوزة ، قم ، إيران.

١٨ ـ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث : للدكتور علي الوردي ، انتشارات الشريف الرضي ، قم ، إيران.

١٩ ـ المبادئ العامّة لتفسير القرآن الكريم : للدكتور محمّد حسين الصغير ، المؤسّسة الجامعية للدراسات ، والنشر.

٢٠ ـ مجموعة مقالات المؤتمر العالمي للعلاّمة البلاغي : مركز العلوم والثقافة الإسلامية ، قم ، إيران.

٢١ ـ مدخليّات التفسير (أثر الآلاء في البيان ـ دراسة مقارنة) : علي محمود البعّاج ـ مجموعة بحوث المؤتمر العلمي الدولي حول حياة الإمام السيّد الخوئي وإنجازاته العلمية ، مؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية ٢٠١٤م.

١٦٧

٢٢ ـ المدرسة الإسلامية : للسيّد الشهيد محمّد باقر الصدر ، دار التعارف ، بيروت ، لبنان.

٢٣ ـ معارف الرجال : للشيخ محمّد حرز الدين ، منشورات مكتبة المرعشي ، قم ، إيران.

٢٤ ـ منّة المنّان في الدفاع عن القرآن : للسيّد الشهيد محمّد الصدر. ط١ دار النجوى ، بيروت ، لبنان.

٢٥ ـ منهج الشيخ الطوسي في التبيان : للدكتور كاصد الزيدي ، بيت الحكمة ، بغداد ، العراق.

٢٦ ـ منهج الطباطبائي في الميزان : لعلي الأوسي ، معاونية الرئاسة للعلاقات العامّة ، منظّمة الإعلام الإسلامي ، طهران ، إيران.

٢٧ ـ الهدى إلى دين المصطفى : لمحمّد جواد البلاغي ، دار الكتب الإسلامية ، بيروت ، لبنان.

١٦٨

نسخة مدوّنة من التراث

ممّا جاء في إيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه (١)

الشيخ محمّد مهدي صباحي

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد :

لقد تطرّق سماحة آية الله العظمى الشيخ بهجت قدس‌سره سنة (١٤٣٠هـ) في درسه خارج الفقه إلى ذكر الموضوع التالي وذلك لمناسبة حصلت أثناء البحث فقال :

لقد كتب أحد أعلام أهل السنّة ـ حيث كان يبدو من ظاهره أنّه منهم ـ رسالةً يستدلّ بها على إيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه بنفس الأدلّة التي يُستدلُّ بها على كفره ، وهنا تكمن فذلكة البحث؛ إذ أنّه لم يأتِ بأدّلة على إيمانه وإنّما يستدلّ بأدلّة الكفر التي ذكرها الآخرون ليثبت بها إيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه وقد جاء في هذه الرسالة : «لمّا أكملت تسويده في أوائل شهر الله الحرام ذي القعدة من شهور سنة ثمان وثمانين

__________________

(١) تعريب: هيئة التحرير.

١٦٩

وألف بالمدينة النبوية ـ على ساكنها الصلاة والتحية ـ في منزلي بالزقاق المشهور بزقاق الدور ـ وهو داخل سور ـ أرسلت إلى بعض خدّام الحرم الشريف ممّن كان له قدم في طريق الله ، وله أذكار ، وأوراد ، وله سلوك ، وهو متوسّم بالصلاح ، ليُدخله الحُجرة الشريفة تحت أستار [كسوة]القبر المعظّم ـ صلى الله على ساكنه وسلم ـ فإنّه هديّته [صلى الله عليه وآله وسلم] ، فإن وقع في حيّز القبول بيّضته ، وإلاّ ضيّعته قبل أن ينشر [تنتشر ـ خ] منه النسخ.

فأدخله تحت الستر واستمرّ فيه ليلتين ، ثمّ ردّه إليّ وبشّرني بأنّه وقع في حيّز القبول من حضرة الرسول وشفّعه في جميع الفروع والأصول. فحمدت الله على ذلك وبيّضته ...».

١٧٠

مدوّنة من التراث

ممّا جاء في إيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه

من خلال التنقيب عن الكتب المصنّفة حول شخصية أبي طالب رضي‌الله‌عنه عثرنا على عنوانين في كتاب الذريعة في هذا المضمار ، لكنّنا لم نعثر على أيّ نسخة خطّية أو مطبوعة لهذين الكتابين فظننّا أنّها موجودة إلاّ أنّها غير متوفّرة اليوم :

الأولى : (بغية الطالب لإيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه وحسن خاتمته).

تأليف : الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الشافعي المتوفّى سنة (٩١١ هـ) وقد ذكرها صاحب الذريعة في كتابه(١) ، وقد تبعه على ذلك مؤلّف كتاب أهل البيت في المكتبة العربية(٢) ، وقد ذكرها العلاّمة الأميني في كتاب الغدير(٣).

وذكرها صاحب الذريعة قائلاً : «ونسخته توجد في مكتبة قولة بمصر ضمن مجموعة برقم (١٦) وهي بخطّ السيّد محمود ، فرغ من الكتابة سنة (١١٠٥ هـ)»(٤).

الثانية : (بغية الطالب لإيمان أبي طالب).

تأليف : السيّد محمّد بن عبد الرسول البرزنجي ، الشهرزوري ، المدني

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٥١١.

(٢) أهل البيت في المكتبة العربية : رقم ١٣٤.

(٣) الغدير ٧ / ٣٨٣.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٥١١.

١٧١

(١٠٤٠ ـ ١١٠٣ هـ).

هذه الرسالة في هديّة العارفين(١) ، وفي معجم المؤلّفين(٢) ، وفي بروكلمان(٣) ، وفي أعلام الزركلي(٤) ، قد عدّها هؤلاء من مصنّفات البرزنجي.

وقد أشار صاحب الذريعة(٥) في كتابه إلى رسالة السيّد محمّد بن رسول البرزنجي هذه.

كما ذكرت هذه الرسالة أيضاً في كتاب أهل البيت في المكتبة العربية(٦) كما أحال ترجمة المؤلّف إلى كتب سلك الدرر ، وتاريخ السليمانى) ، ومشاهير الكرد.

إنّ هذه الرسالة هي خاتمة كتاب آخر من البرزنجي ألّفه في نجاة أبوي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت عنوان : سَداد الدِّين وسِداد الدَّين في إثباة النجاة والدرجات للوالدين(٧) ، وقد اختصّت الصفحات من الصفحة (٢٨١) إلى

__________________

(١) هديّة العارفين ٢ / ٣٠٢.

(٢) معجم المؤلّفين ١٠ / ١٦٥ و ٩ / ٣٠٨.

(٣) بروكلمان ٢ / ٣٨٩.

(٤) أعلام الزركلي ٦ / ٢٠٣.

(٥) الذريعة ٢ / ٥١١.

(٦) أهل البيت في المكتبة العربية: ٦٨ رقم ١٣٣.

(٧) كما جاء في مقدّمة طبعة دار الكتب العلمية فقد تمّ تحقيق هذا الكتاب على أساس أربع نسخ خطّية الأولى منها من المكتبة الظاهرية في دمشق وهي بخطّ نسخ أنيق وتاريخ نسخها في زمن المؤلّف سنة (١٠٩٠هـ) وقد تمّ مقابلتها مع نسخة المؤلّف.

وأمّا بقية النسخ فإحداها من دار الكتب في القاهرة وتاريخ نسخها سنة (١٠٩١هـ) ، والأخرى من مكتبة السيّد الصافي وهي من ضمن المكتبات الوقفية بمكتبة الملك

١٧٢

الصفحة (٣٢٨) من هذا الكتاب بالخاتمة ، وقد قال المؤلّف في أوّل تلكم الخاتمة : «خاتمة ، نسأل الله تعالى حسنها في بيان حسن خاتمة أبي طالب» ، وقال : «أحببنا أن نختم الكتاب بإثبات نجاة أبي طالب تتميماً للفائدة ، وتكميلا لبيان جاه سيّد الأوّلين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين فضلا عن الأهل والأقربين ..».

هذا وأنّ كتاب (سَداد الدِّين وسِداد الدَّين في إثباة النجاة للوالدين) ، قد لخِّص بواسطة علمين من أعلام العلم والتحقيق من أهل السنّة؛ أحد التلخيصين شمل كلّ الكتاب ، والتلخيص الآخر شمل قسم خاتمة الكتاب في نجاة أبي طالب :

١ ـ التلخيص الكامل : وهو للعلاّمة سليمان بن عمر بن منصور العجلي اللاذقي المصري الأزهري الشافعي والمعروف بـ : (جَمَل)(١) ، وهو من أعلام

__________________

عبدالعزيز في المدينة المنوّرة ، وتاريخ نسخها سنة (١٣١١هـ) والنسخة الرابعة هي النسخة التي كانت في أحد المكتبات الخاصّة. وقد طبع هذا الكتاب مرّتين إلى الآن : الطبعة الأولى في مصر مطبعة اللواء ، والطبعة الثانية التي استفيد منها في هذا المقال هي الطبعة التي تمّت بواسطة دار الكتب العلمية في بيروت سنة (٢٠٠٦م) في (٣٣٦ صفحة) كما مرّ سابقاً.

(١) تصدّر للإقراء والتدريس في جامع الأزهر ، ثمّ تولّى مشيخة مسجد السلطان حسن بالقاهرة ، فكان أحد أكابر علماء المذهب الشافعي ، له مؤلّفات عديدة منها : حاشية على شرح الرمليّ لمنهاج النووي ، حاشية على متن الهمزية لابن حجر الهيتمي ، شرح بانت سعاد ، شرح حزب البرّ للشاذلي ، الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمّدية لشرح الهمزية ، الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين لدقائق الخفيّات ، أربع مجلّدات ، مطبوع بقطع

١٧٣

المذهب الشافعي ، توفّي في سنة (١٢٠٤هـ) ، وهذا التلخيص تحت عنوان : بلوغ المآرب في نجاة آبائه (صلى الله عليه وآله) وعمّه أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، حيث قال في مقدّمته (ص ٣٩ ـ ٤٠) : «ظفرت بمؤلَّف حافل للعلاّمة ... الشهير بالبرزنجي مشتمل على نجاة أبويه الشريفين ، بل على نجاة جميع آبائه وأمّهاته ، وفيه خاتمة مشتملة على نجاة أبي طالب ، بل إيمانه ، وأنّ جميع أصوله صلّى الله عليه وآله وسلّم مؤمنون طاهرون ، مطهّرون ، ناجون ، ببركة نبيّه الأمين المأمون ، وقد طالعت ذلك المؤلَّف مراراً ، فرأيته درّة يتيمة ، وجوهرة ثمينة ، فيه أبحاث شريفة ، وفوائد منيفة ، ودلائل محقّقة ، وبراهين مدقّقة.

ذكر أنّ سبب تأليفه لهذا الكتاب أنّه اطّلع على رسالة ألّفها ملاّ علي القاري الهروي(١) في كفر الأبوين الشريفين ، وأظهرها مفتخراً بها.

والحال أنّ الافتخار بمثلها فضيحة وعار ، وربّما دلّت على سوء الأدب وقلّة الوقار ، بل ربّما دلّت على الكفر والبوار.

__________________

الرحلي المصري ، فتوحات الوهّاب بتوضيح شرح منهج الطلاّب ، القول المنير في شرح الحزب الكبير لأبي الحسن الشاذلي ، المنح الإلهيّات بشرح دلائل الخيرات ، المواهب المحمّدية بشرح الشمائل الترمذية. (هديّة العارفين ١ / ٤٠٦ ، والأعلام للزركلي ٣ / ١٣١).

(١) هو نور الدين علي بن محمّد بن سلطان الهروي ، عرف بالملاّ على القاري ، ولد في هراة من نواحي خراسان ، ونشأ في ربوعها ، ثمّ رحل إلى مكّة ، واتّخذها له داراً ومقرّاً ، وقد تتلمذ على أبي الحسن البكري (المتوفّى ٩٥٢هـ) ، وأحمد بن حجر الهيتمي (المتوفّى ٩٧٤هـ). وقد توفّي القاري (١٠١٤هـ) ، وكان حنفي المذهب ، وقد تكون له بعض المواقف التي تدلّ على شيء من التعصّب لمذهبه كما قال المحبّي (المتوفّى ١١١١هـ) في خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥ ، وكان عنده نزعة صوفية.

١٧٤

ثمّ أخبر : أنّ إمام المسجد الحرام العلاّمة عبد القادر الطبري ألّف رسالة في الردّ عليه ، وأبدع وأغلظ عليه ، وشنّع.

والمصنّف تصدّى للردّ عليه بإنصاف ، وإقامة الأدلّة ، وإثبات البراهين ، من غير اعتساف ، فلذلك طال كتابه ، فأردت اختصاره ، اقتصاراً على المقصود ، ليرغب فيه القاصر مثلي ، وسمّيته (بلوغ المآرب في نجاة آبائه(صلى الله عليه وآله) وعمّه أبي طالب رضي‌الله‌عنه)».

يبدو أنّ هذه الرسالة قد طبعت لأوّل مرّة في قم سنة (١٤٢١ هـ. ق) بتحقيق وتعليق الشيخ سامي الغريري رحمه‌الله في (٢٤٠ صفحة) وقد قامت مؤسّسة (زهراء أكاديمي) بطباعتها ونشرها ، وقد اعتمد الغريري رحمه‌الله على نفس النسخة الوحيدة التي أشار إليها صلاح الدين المنجّد في كتاب (معجم ما ألّف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)) (ص ٥١) والموجودة في المكتبة التيمورية في دار الكتب العلمية في القاهرة ضمن المجموعة الحديثية تحت رقم : (٣٣٣).

٢ ـ أمّا تلخيص (خاتمة الكتاب) : فقد تمّ من قِبَل عَلَم آخر من أعلام العلم والتحقيق من أهل السنّة وهو العلاّمة أحمد بن زيني دحلان ، مفتي الشافعية في مكّة المشرّفة (١٢٣٢ ـ ١٣٠٤هـ) وإمام المسجد الحرام ، وقد ألحقت بهذا التلخيص إضافات وكان بمجموعة تحت عنوان : (أسنى المطالب في نجاة أبي طالب) حيث قال في مقدّمته :

«فيقول .. خادم طلبة العلم بالمسجد الحرام ، أحمد بن زيني دحلان : قد

١٧٥

وقفت على تأليف جليل للعلاّمة النبيل مولانا السيّد محمّد بن رسول البرزنجي المتوفّى سنة (١١٠٣هـ) في نجاة أبوي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وذيّله بخاتمة في نجاة أبي طالب عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأثبت نجاته ، وأقام أدلّة على ذلك وبراهين من الكتاب والسنّة وأقوال العلماء ، يحصل لمن تأمّلها أنّه ناج بيقين ، مع بيان معان صحيحة للنصوص التي تقتضي خلاف ذلك ، حتّى صارت جميع النصوص صريحة في نجاته.

وسلك في ذلك مسلكاً ما سبقه إليه أحد ، بحيث ينقاد لأدلّته كلّ من أنكر نجاته وجحد ، وكلّ دليل استدلّ به القائلون بعدم نجاته قَلَبَهُ عليهم وجعله دليلا لنجاته ، وتتبّع كلّ شبهة تمسّك بها القائلون بعدم النجاة ، وأزال ما اشتبه عليهم بسببها ، وأقام دليلا على دعواه ، وكان في بعض تلك المباحث مواضع دقيقة ، لا يفهمها إلاّ الفحول من العلماء ، ويعسر فهمها على القاصرين من طلبة العلم».

ثمّ قال : «وبعض تلك المباحث زائدة عن إثبات المطلوب ذكرها تقوية لما أثبت».

إلى أن قال : «فأردت أن ألخّص في هذه الوريقات المقاصد التي أثبت بها نجاة أبي طالب ، ليكون من عرفها في كلّ محفل هو الغالب.

واجتهدت في تسهيل عبارات تلك المباحث الدقيقة حسب الإمكان ، وحذفت ما كان زائداً عمّا هو مقصود بالبيان ، وزدت كلاماً يتعلّق بذلك وجدته في المواهب اللدنّية والسيرة الحلبيّة له مناسبة لهذه القضية ، فجاء الجميع وافياً بالمراد ..».

١٧٦

وقد طبع تلخيص الخاتمة ونشر بواسطة ثلّة من الناشرين نذكرهم كما

يلي :

١ ـ طبعة مصر ، مطبعة محمّد أفندي مصطفى ، ١٣٠٥هـ ، ٣٩ص ، ق ٢٧ × ١٩.

٢ ـ طبعة مكّة المكرّمة ، المطبعة الميرية ، ١٣٢١ هـ ، ٢٦ ص.

٣ ـ طبعة المطبعة الميمنية بمحروسة القاهرة المعزّية في جمادى الأولى من سنة (١٣٢٣ هجرية) ، صحّحه : محمّد الزهري الغمراوي.

٤ ـ طبعة القاهرة ، مكتبة صبيح (١٩٧٦ م).

٥ ـ طبعة عُني بها وعلّق عليها السيّد علي بن الحسين الخطيب الهاشمي ، طهران ، المطبعة الإسلامية ، ١٣٨٢ هـ ش ، ٦٤ ص ، ٢١ × ١٤ سم.

٦ ـ طبعة بإعداد وتقديم الأستاذ الورداني المصري ، الناشر : الهدف للإعلام ، ١٩٩٩م ، ١١٤ ص ، ق ٢٤ × ١٧.

٧ ـ طبعة دار كنز السعادة / أدرب الأتراك / الأزهر / الطبعة الأولى.

٨ ـ الطبعة المصوّرة من رقم (٧) بشيكاگو.

٩ ـ طبعة بتحقيق الشيخ مصطفى بن صبحي بن حسين بن علي الخضر ، المولود بحمص (سنة ١٩٦٩م) ، عنونه المنتفكي في معجم ما ألّف عن أبي طالب رضي‌الله‌عنه تحت الرقم (٣٥ / ٤١) ، وقال : «أخبرنا المحقّق أنّه معدّ للطبع بحدود ١١٥ صفحة».

١٠ ـ طبعة بتحقيق وتعليق حسن بن علي السقّاف ـ في الحجم الوزيري ـ

١٧٧

في ١٥٢ صفحة / من منشورات : دار الإمام النووي / عمّان / الأردن / سنة : ١٤٢٨ هـ. ق ـ ٢٠٠٧م.

١١ ـ وطبعة بتحقيق وتعليق الشيخ أحمد فريد المزيدي / دار الكتب العلمية / بيروت / مع سبل السلام في حكم آباء سيّد الأنام للشيخ بالي زادة الحنفي المدني / من علماء القرن الثالث عشر / ١٤٢٩ هـ ـ ٢٠٠٨م.

وقد وجدت نسخة من الطبعتين الأخيرتين في مكتبة (مؤسّسة تحقيقات أبو طالب رضي‌الله‌عنه).

وقد ترجم هذا التلخيص باللغتين الفارسية والأردو :

أ ـ الترجمة الفارسية :

ترجمت بعنوان : أبو طالب چهره درخشان إسلام وهي ترجمة بالفارسية لكتاب أسنى المطالب لأحمد بن زيني دحلان المكّي المتوفّى (١٣٠٤ هـ). ترجمة : محمّد مقيمي. ط١ طهران ، ١٣٧١ هـ. ش ، ق ٢٢ × ١٤، ٧٦ ص، انتشارات سعدي ـ شارع ناصر خسرو ـ مطبعة آفتاب.

ب ـ ترجمة الأُردو :

١ ـ ترجمة المولوي الحكيم السيّد مقبول أحمد بن غضنفر علي بن مراد علي الدهلوي (دلهي ١٢٨٧ هـ ، دلهي ١٣٤٠هـ) ، وكان نائب الأمين العامّ في المدرسة الاثنا عشرية في دلهي ، وطبعت هذه الترجمة أيضاً في دلهي ، مطبعة

١٧٨

اليوسفي ، عبّاس كتب خانه ، ١٨٤ ص ، سنة (١٣١٣هـ. ق).

ذكره العلاّمة الطهراني في الذريعة : ج٤ ، ص ٧٨؛ وذكره صاحب تذكره علماي إمامية باكستان : هامش ص ٢٥٤. وذكره صاحب مطلع الأنوار : ص ٦٤٢.

٢ ـ ترجمة بعنوان: محبوب الرغائب ، ترجمة محمّد نجم الدين علي صاحب المدراسي السنّي.

عنونه قاموس الكتب الأوردية ، ج١ ، ص ٨٥٨ ، عن فهرست كتب خانة آصفية / حيدر آباد دكن / ج٣ ، ص ٥٦٦ ، وقال : طبع في مطبعة محبوب شاهي في حيدر آباد الدكن سنة (١٣١٣ هـ. ق) في (٢٣٥ صفحة) باسم محبوب الرغائب وعنونه المنتفكي في معجم ما ألّف عن أبي طالب رضي‌الله‌عنه بالرقم : ١٥٧ / ٨ ، عن قاموس الكتب ، وقال : طبعة طهران.

واختصر هذا التلخيص : محمّد بن محمّد بن عبد السلام بن أحمد بن عبد الله جنون ، أبو عبد الله ـ فقيه مالكي متصوّف(١) ، من أهل فاس ، المتوفّى(١٣٢٨هـ)

__________________

(١) ذكره الزركلي في الأعلام ٧ / ٧٧ : محمّد جنون (... ١٣٢٦هـ = ١٩٠٨م) محمّد (فتحاً ، أي بفتح الميم الأولى) بن محمّد (ضمّاً ، أي بضمّها) ابن عبد السلام بن أحمد بن عبد الله جنون ، أبو عبد الله : فقيه مالكي متصوّف. من أهل فاس. يقال له (جنون الصغير) صنّف كتباً ، منها (نجاة أبي طالب) و (النطق المفهوم في حلّ مشكلة الدرّ المنظوم ـ خ) في الرباط (٦٤٤ ك) و (تجريد التحرير في البسملة ـ ط) و (حلّ الأقفال لقرّاء جوهرة الكمال ـ ط) و (شرح قصيدة البردة ـ ط) و (حاشية على شرح محمّد بن عبد القادر الفاسي في المصطلح ـ ط) و (العقد الفريد في بيان خروج العوامّ عن ربقة التقليد ـ ط) رسالة. وتأليف في الطريقة التجانية ، وغير ذلك.

وأشار إليه في: ج٦ ص ٣٢٧ محمّد (فتحاً) جنون = محمّد بن محمّد ١٣٢٦.

١٧٩

باسم: إتحاف الطالب بنجاة أبي طالب.

ذكره في أهل البيت في المكتبة العربية ، بالرقم : ١٨؛ وذكره الدكتور المنجّد في معجم ما ألّف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ص ٥٦ وقال : «خلاصة من كتاب أسنى المطالب في نجاة أبي طالب ، للشيخ أحمد زيني دحلان».

ثمّ قال : «مخطوطه في الرباط ، الفهرست الثالث ٢٩٩٨».

وكما لاحظتم فإنّ نسخة بغية الطالب للسيوطي لها نسخة خطّية مذكورة ولكن بغية الطالب للبرزنجي لم تذكر لها نسخة قط.

لقد بادرنا مع بعض الزملاء سنة (١٣٩٢ هـ. ش) للحصول على نسخة مصوّرة من الرسالة المنسوبة للعلاّمة السيوطي في مصر ولكن نظراً للاضطرابات التي شهدتها مصر آنذاك فقد باءت جهودنا بالفشل ، وفي الوقت الذي كنّا فيه في غاية اليأس أُخبرنا أنّ النسخة قد أرسلت من مصر ووصلت إلينا في إيران ولله الحمد ، ولكن في مدّة الانتظار هذه قد عثرنا من خلال سعينا المتواصل على نسخة البرزنجي في فهرست دنا ، كما طلبت من صديقي القديم حجّة الإسلام

__________________

ذكره في معجم المؤلّفين ١١ / ١٢٠ : محمّد جنون (... ـ ١٣٢٨ هـ) (... ـ ١٩١٠م) محمّد (فتحاً) بن محمّد (ضمّاً) بن عبد السلام بن أحمد بن عبدالله جنون (أبو عبدالله) فقيه ، أصولي. مشارك في بعض العلوم ، من أهل فاس. توفّي في ١٦ شعبان. من آثاره : مؤلّف في نجاة أبي طالب وتآليف عدّة في الطريقة التيجانية. (ط) الفاسي : رياض الجنّة ١ / ٤٩ ـ ٩٢.

وذكر أيضاً في معجم المؤلّفين ١١ / ٢٣٤ : محمّد جنون (... ـ ١٣٢٦ هـ) (... ـ ١٩٠٨م) محمّد بن محمّد بن عبد السلام بن أحمد بن عبد الله جنون ، ويعرف بجنون الصغير (أبو عبد الله) فقيه مالكي متصوّف ، من أهل فاس. له كتاب في نجاة أبي طالب ، وتآليف في الطريقة التيجانية. نقله عن الزركلي في الأعلام ٧ / ٧٧.

١٨٠