تراثنا ـ العدد [ 139 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 139 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٣١٨

١

تراثنا

صاحب الامتیاز

مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العدد الثالث [١٣٩]

السنـة الخامسة والثلاثون

محتـويات العـدد

* إجازة العلاّمة السيّد عبد الله شبّر للعلاّمة السيّد محمّد تقي القزويني.

..................................................  الشيخ ناصر الدين الأنصاري ٧

* ثلاث قضايا لُغوية في مقدِّمة الشيخ ميثم البحراني على نهج البلاغة (٢).

..................................................  علي عبد النبي علي حسين ٣٤

* من التراث التفسيري لمدرسة النجف (مقاربات في الدرس القرآني عند الشيخ البلاغي).

....................................................  السيّد علي محمود البعّاج ٨٧

* نسخة مدوّنة من التراث ممّا جاء في إيمان أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

...............................................  الشيخ محمّد مهدي صباحي ١٦٩

٢

رجب ـ رمضان

١٤٤٠ هـ

* (الفَوائِدُ الحِسانُ الغَرائِبُ) روايةُ (ابنِ الجندي) (٣٠٥ ـ ٣٩٦هـ) (١).

..................................................  الشيخ أمين حسين پوري ١٩٥

* المنهج الموسوعي في الفقه الإمامي (الحدائق والجواهر أنموذجاً) (١).

.....................................................  الشيخ مهدي البرهاني ٢٢١

* من ذخائر التراث :

* ذكرى ذوي النهى في حرمة حلق اللّحى للسيّد حسن الصدر (ت ١٣٥٤ هـ).

......................................  تحقيق : الشيخ عبد الحليم عوض الحلّي ٢٥٥

* من أنباء التراث.

.............................................................  هيـئة التحرير ٣٠٧

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (ذكرى ذوي النهى في حرمة حلق اللّحى للسيّد حسن الصدر (ت ١٣٥٤ هـ)) والمنشورة في هذا العدد.

٣
٤

٥
٦

إجازة العلاّمة السيّد عبد الله شبّر

للعلاّمة السيّد محمّد تقي القزويني

الشيخ ناصر الدين الأنصاري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

هذه ذخيرة من ذخائر الأيّام، ونفيسة من نفائس الأعوام، كانت محبوسة في زوايا إحدى مكتبات وطننا العزيز طيلة قرون ، وهي إجازة ثمينة فريدة لعَلَم من الأعلام، أنشرها لأوّل مرّة، وقفت عليها صُدفةً ـ حيث لم يرد لها ذكر في الفهرس مستقلاًّ ، بل ذكرت في ضمن نسخة أخرى ـ في إحدى أسفاري إلى مدينة قزوين ـ بلد الحضارة والعلم والتاريخ ـ في مكتبة الإمام الصادق عليه‌السلام ، فوجدت فيها نفائس مخزونة، ولآلئ محفوظة ، منها هذه الإجازة المشتملة على فوائد وفرائد كثيرة ، ألا وهي إجازة العلاّمة السيّد عبد الله شبّر الكاظمي لتلميذه وخرّيج مدرسته العلاّمة السيّد محمّد تقي القزويني ، وعرّفها المحقّق الطهراني بقوله :

٧

«إجازة السيّد عبد الله بن محمّد رضا شبّر الحسيني الكاظمي المتوفّى سنة (١٢٤٢هـ) للسيّد محمّد تقي بن الأمير مؤمن بن الأمير محمّد تقي (نقي صح) بن الأمير رضا الحسيني القزويني المتوفّى سنة (١٢٧٠هـ) ، مبسوطة ، تاريخها ١٥ رمضان المبارك سنة (١٢٤٠هـ) أوّلها : الحمد لله الذي أجاز المستجيزين»(١).

وهذه الإجازة موجودة في أوّل كتاب سُلّم الأصول ، للسيّد محمّد باقر بن محمّد علي المازندراني من تلاميذ السيّد محمّد تقي القزويني ، والمحفوظة في خزانة المكتبة برقم ٤٤٢ ، المستنسخة من الأصل بقلم محمّد رضا كولجي في محرّم الحرام (١٢٦٠هـ)(٢).

وكتب مالك النسخة المرحوم حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ أبو القاسم ابن محمّد علي خرّمشاهي ـ والد الأستاذ بهاء الدين خرمشاهي ـ المعاصر ـ ما هذا لفظه :

«اين كتاب كه مجموعه اى است از چند قسمت ، من جمله شرح فارسي بر منظومه أصول(٣) سيّد بحر العلوم قدس‌سره وملحقات ديگر ؛ از جمله كتب ملكى اين أحقر است. حرّره الفقير الفاني أبو القاسم بن محمّد علي خرّمشاهي عفى عنهما (١٣٦٥)».

ولا يفوتني أن أشكر الأخ كاظم كشاورز والأخ السيّد رضا الموسوي ـ من

__________________

(١) الذريعة ١ / ٢٠٤ ، رقم ١٠٦٨.

(٢) فهرس المكتبة ٢ / ١٤١.

(٣) كان اسمُ هذا الكتاب : الدرّة البهيّة في نظم بعض المسائل الأصولية.

٨

موظّفي المكتبة ـ حيث ساعداني في التصوير والقراءة ـ وأمينها الفاضل البارع الحاج كريم باريك بين أمين المخطوطات والمفهرس لها. راجين من الله العظيم أن يتغمّد هؤلاء الأعلام الذين ذكروا في هذه الأجازة برحمته الواسعة. إنّه قريب مجيب.

المجيز :

هو الإمام العلاّمة الكبير السيّد عبد الله ابن العلاّمة السيّد محمّد رضا شبّر ، ابن محمّد بن الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد بن ناصر الدين ابن شمس الدين محمّد بن نجم الدين بن حسن شبّر بن محمّد بن حمزة بن أحمد بن علي ابن طلحة بن الحسين بن علي بن عمر بن الحسن الأفطس ابن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، الحسيني الكاظمي (١١٨٨ ـ ١٢٤٢) ، أحد علماء الشيعة الأكابر وفقهاء الطائفة الأعلام وحجج العلم الأثبات وأساطين الشريعة الأجلاّء ، ومن المؤلّفين المكثرين ، تمكّن من كثرة الانتاج وجودته ، فهو من القلائل النوادر الذين جمعوا بين الكثرة والإجادة وكان يلقّب بـ : (المجلسي الثاني) إذ ترك أكثر من ستّين مؤلّفاً قاربت مئة مجلّد ولم يزد عمره على ٥٤ سنة. وقد حظي المترجم له بعناية إلهيّة خاصّة وتوفيق عظيم من ناحية التأليف ، فقد طرح الله البركة في وقته وعمله فتمكّن من تأليف عشرات الكتب العلمية الرصينة القيّمة مع مشاغل زعامته ومرجعيّته ومواظبته على زيارة الأئمّة عليهم‌السلام ، وصلاته بالناس ، وتصدّيه لقضاء الحوائج ، وحلّ الخصومات ، وإصدار الفتاوى ، وغير

٩

ذلك من مشاغل الرئاسة الدينية.

وحيث إنّه عدّد مؤلّفاته بالتفصيل في هذه الإجازة ، فلا نحتاج إلى ذكرها ثانية.

ولد في سنة (١١٨٨هـ) في النجف الأشرف ، وتتلمذ على الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، والسيّد علي صاحب الرياض ، والسيّد ميرزا مهدي الشهرستاني ، والشيخ أحمد الأحسائي ، والمحقّق الميرزا أبي القاسم القمّي ، والسيّد محسن الأعرجي ووالده العلاّمة ، وصار مرجعاً كبيراً في التدريس والفُتيا والقضاء ونشر الأحكام وهداية الأنام.

تتلمذ عليه جماعة من العلماء الأجلاّء ، منهم : السيّد محمّد تقي القزويني ، (المجاز المترجَم له) ، والشيخ إسماعيل التستري الكاظمي ، والشيخ عبد النبي الكاظمي ، والسيّد محمّد تقي الپشت مشهدي الكاشاني ، والمولى محمود الخوئي ، والسيّد محمّد بن مال الله القطيفي ، والمولى محسن التبريزي ، والشيخ حسين محفوظ ، والشيخ محمّد إسماعيل الخالصي ، والشيخ جعفر الدجيلي ، والشيخ رضا العاملي ، والشيخ أحمد البلاغي ، والسيّد محمّد علي بن كاظم الأعرجي ، والسيّد هاشم بن السيّد راضي الأعرجي ، والشيخ مهدي التستري الكاظمي وعشرات غيرهم.

توفّي ـ رحمه الله ـ في رجب سنة (١٢٤٢هـ) ودفن في الرواق الكاظمي الشريف ، في الحجرة المعروفة بالخزينة قرب باب القبلة على يمين الداخل منه ،

١٠

مع والده الأجلّ ، وبقيت منه أسرة شريفة جليلة إلى الآن(١). كثّر الله أمثالهم.

المجاز :

هو العلاّمة الفقيه السيّد محمّد تقي بن مير مؤمن بن مير محمّد نقي الحسيني القزويني ، من أركان الإسلام ودعائم الدين ونوابغ علماء عصره. تتلمذ في كربلاء على شريف العلماء وفي النجف على السيّد باقر القزويني والمولى إسماعيل العقدائي والسيّد سليمان الطباطبائي اليزدي ، وله الرواية عن السيّد محمّد المجاهد والسيّد عبد الله شبّر ـ وهي هذه الإجازة التي بين يديك ـ والشيخ أحمد الأحسائي والميرزا علي رضاخان ـ تلميذ كاشف الغطاء ـ.

قال الشيخ جابر الكاظمي عنه : «إنّه في الحكمة والفقه والأصول وفنون الكمال على حدّ الكمال، وله يد مباركة في الدعاء ، يقصده الناس من أقاصي البلدان وما أخذ أحد دعاءً منه لمقصد إلاّ وحصل له أو لمريض إلاّ وشفي ، وهو ذو كرامة ومن المشهورين ، وله مقام عظيم في قزوين يزوره الناس في ليالي الجمعة ، وله يد طولى في العلوم الغريبة ، وطرق يستخرج منها الجواب عن كلّ سؤال تامّاً. وبالجملة فقد كان أعلى الله مقامه من العلماء الجامعين المتفنّنين المتبحّرين في أكثر العلوم ، ومن الصلحاء الأخيار المتورّعين الزهّاد المعرضين عن الدنيا وزخارفها ، لم تفته فضيلة».

__________________

(١) مأخوذة من طبقات أعلام الشيعة (الكرام البررة) ٢ / ٧٧٧.

١١

وله من الآثار :

١ ـ برهان العصمة في الأنبياء والأئمّة.

٢ ـ أصول الفقه. عنوانه : بديعة ، بديعة.

٣ ـ شرح نهج البلاغة.

٤ ـ طرائف الحكمة. المنتخب من نهج البلاغة.

٥ ـ مناظر الأنوار في تفسير القرآن.

٦ ـ الردّ على الفادري النصراني.

٧ ـ رسالة في تسمية الحجّة عليه‌السلام.

٨ ـ حاشية رياض المسائل.

٩ ـ رسالة في ماء البئر.

١٠ ـ منظومات كثيرة في : الإمامة ، والنحو ، والصرف ، والعرفان ، والمنطق ، والفقه ، والبيان ، والطب ، ومدائح المعصومين وغيرها.

توفّي عن عمر طويل في (١٢٧٠هـ) ودفن بقزوين في بقعة مشهورة مزورة ومادّة تاريخ وفاته بالفارسية : (بشكست رونق اسلام)(١).

__________________

(١) الكرام البررة ١ / ٢٢٩ ـ ٢٣١ وترجمته مفصّلا في (اختران فقاهت) ج ٥.

١٢

١٣

١٤

إجازة العلاّمة السيّد عبد الله شبّر

للعلاّمة السيّد محمّد تقي القزويني

الحمد لله الذي أجاز المستجيزين من جزيل عطيّته ، وأجار المستجيرين من عظيم سطوته ، والصلاة على ناشري أحاديث قدسه وأزليّته وأخبار وحدته ، الهادين لاحتجاج براهين قدرته ، وحسان أدلّة عدله وحكمته ، محمّد وآله أنوار الله في بريّته.

أمّا بعد :

فقد استجازني من يجب إطاعة أمره وإشارته ، فضلا عن إجابة سؤله وطلبته ، وهو السيّد السند ، الفرد الأوحد ، العالم العامل ، والفاضل الكامل ، الجامع للفواضل ، الحائز للفضائل ، الفائق على الأقران والأماثل ، المقيم للبراهين والدلائل ، الناصب نفسه لكلّ سائل ، التقيّ النقيّ ، المهذّب(١) ، الحسيني جناب السيّد محمّد تقي سلّمه الله تعالى وأبقاه ، وأدام فضله وعلاه ، ورفعه لما يرضاه وأعطاه ما يتمنّاه ، وأصلح دينه ودنياه ، وآخرته وأُولاه ، وجعل خير يوميه غده وخير داريه عقباه ، فبادرت إلى إجابته بالسمع والطاعة ، معترفاً بقلّة البضاعة في هذه الصناعة ، وأنّ المشار إليه أجلّ قدراً ، وأعظم شأناً ، وإنّ شأني في امتثال هذا

__________________

(١) كذا في النسخة ، والظاهر (المهذّب الصفي) كان صحيحاً.

١٥

الأمر كحامل الحاقل إلى هَجَر حَشَفَ التمر(١) ، وحيث إنّ المأمور معذور ، والميسور لا يترك بالمعسور ، استخرت الله سبحانه وأجزت له ، أدام الله فضله أن يروي عنّي ، عن مشايخي الذين حضرت مجالسهم واستفدت من أنفاسهم نفائسهم ، وغيرِهم ممّن عاصرتهم ، كلّما صحّ لي روايته ، وجازَتْ لي إجازته ، من كتب الأخبار ، الساطعة الأنوار ، والخطب والمواعظ العليّة المنار ، والأدعية والأذكار ، سيّما الأصول الأربعة التي عليها المدار ، في الأبرار والأصدار ، المشتهر اشتهار الشمس في رابعة(٢) النهار ، والصحيفة السجّادية ونهج البلاغة المحتويين على كنوز الحقائق والأسرار ، وغيرها من أصول قدمائنا الأبرار ، وسائر ما صنّف وألَّف علماء الإسلام من الخاصّ والعام ، ممّا يتعلّق بفنون العلوم العقلية والنقلية ، الأصلية والفرعية ، والتفسيرية والأدبية ، واللغوية والرجالية ، فإنّي أروي جميعها سماعاً وقراءة وإجازة ، وهي أعمّها فائدة عن جملة من مشايخنا الكرام وعلمائنا العظام.

[طرق السيّد عبد الله شبّر]

[الأوّل] منهم : وهو أوّل من أجازني العالم الأعلم ، والأستاذ الأقوم ، قدوة الأنام ، وعَلَم الأعلام ، علاّمة العصر ، وفريد الدهر ، جليل القدر ، المجاهد في الله ، الذابّ عن دين الله ، المشيّد لشريعة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، المؤيّد باللّطف

__________________

(١) الحَشَف : أرْدَأ (الصحاح ٣ / ١٣٤٤).

(٢) كذا في النسخة والصحيح : رائعة.

١٦

الجليّ والخفيّ شيخنا الشيخ جعفر [الـ] نجفي(١).

و [الثاني] منهم : العلم العلاّمة ، والفاضل الفهّامة ، خرّيت طريق التحقيق ، ومالك أزمّة الفضل بالنظر الدقيق ، ومهذِّب مسائل الدّين الوثيق ، ومقرِّب مقاصد الشريعة من كلّ فجّ عميق ، السيّد علي الطباطبائي(٢) ، كليهما جميعاً عن الشيخ الأعظم ، والركن الأقوم ، كشّاف الحقائق لشريعة الطرائف من البيان ، لم يطمثهنّ إنس ولا جانّ ، زبدة المحقّقين ، خلاصة العلماء العاملين ، العالم الربّاني ، المولى

__________________

(١) الشيخ الجليل والفقيه النبيل ، الشيخ جعفر النجفي كاشف الغطاء ، المتوفّى : (١٢٢٨). له من الكتب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء (الذي ألّفه في السفر ولم يكن عنده من الكتب الفقهية سوى قواعد العلاّمة) وبغية الطالب (في الطهارة والصلاة) ، والعقائد الجعفرية ، والحقّ المبين في الردّ على الأخباريين ، وشرح مكاسب قواعد العلاّمة ، ومناسك الحجّ. وأولاده الثلاثة كلّهم من الفقهاء الأجلاّء وهم : الشيخ موسى والشيخ علي والشيخ حسن وأسرته إلى الآن مملوءة من الفقهاء والعلماء الأجلاّء في النجف الأشرف وبالجملة هو من آيات الله الكبرى ونعمه العظمى على الأمّة الإسلامية.

(٢) صاحب الرياض وهو العلاّمة النحرير ، مالك مجامع الفضل بالتقرير والتحرير ، نادرة الزمان وخلاصة الأعيان السيّد علي بن محمّد بن علي الطباطبائي ، ابن أخت الوحيد البهبهاني وصهره وجدّه أبو المعالي كان صهر الملاّ صالح المازندراني (صهر المجلسي الأوّل) وهو والد السيّد المجاهد (صهر السيّد مهدي بحر العلوم) والسيّد الطباطبائي. له من الكتب : رياض المسائل (المعروف بالشرح الكبير على المختصر النافع في مقابل شرحه الصغير) وشرح المفاتيح ومنجّزات المريض. ولد في ١١٦١ ومات في ١٢٣١ ودفن بجوار قبر الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف البحراني. قرب ضريح الشهداء في حرم الحسين عليه‌السلام وأسرته من الأسر العلمية المعروفة في كربلاء المقدّسة.

١٧

محمّد باقر الإصفهاني البهبهاني(١) قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه ، عن والده الأجلّ الأفضل الأكمل ، المولى محمّد أكمل(٢) ، عن العَلَم الأعلم ، بحر العلوم والأسرار والحكم ، الذي لم تسمح بمثله الأعصار والأدوار ، ولم تشاهد نظيره الأمصار ، غوّاص بحار الأنوار ، ومستخرج كنوز الأخبار وجواهر الآثار ، المسدّد بالفيض القدسي ، شيخنا العلاّمة ، المولى محمّد باقر المجلسي طاب ثراه ، وجعل في الجنّة مثواه ، عن مشايخه المذكورين في إجازاته في آخر مجلّدات بحار

__________________

(١) الأستاد الأكبر ومروّج الملّة ، شيخ مشايخ العظام الوحيد البهبهاني (١١١٨ ـ ١٢٠٦) ، الملقّب بـ : (آقا) ـ بمعنى الكبير ـ صاحب : شرح المفاتيح والرسائل في : الاجتهاد ، وأصالة البراءة ، والحيل الشرعية في الربا ، والطهارة ، والصلاة ، والحجّ ، والمعاملات ، والجمع بين الأخبار ، والاستصحاب ، واستحباب صلاة الجمعة ، وحجّية الإجماع ، وأحكام العقود ، والفرق بين الإسلام والإيمان وغيرها. ومن تلامذته : بحر العلوم والنراقي والشهرستاني والشهيد الخراساني ، المعروفون بالمهادي الأربعة ـ والسيّد علي صاحب الرياض والميرزا القمّي والشيخ جعفر كاشف الغطاء والميرزا يوسف التبريزي والسيّد محسن الأعرجي والشيخ أبو علي الحائري والشيخ حسين نجف والشيخ أسد الله التستري والسيّد أحمد العطّار والسيّد دلدار علي النقوي والشيخ عبدالجليل الكركوكي والشيخ عبد الصمد الهمداني والحاجي الكلباسي والسيّد حجّة الإسلام الشفتي والميرزا محمّد تقي القاضي والشيخ محمّد سعيد صدتوماني والشيخ محمّد علي البلاغي والشيخ محمّد كاظم الهزارجريبي وغيرهم.

(٢) هو العالم الفاضل الكامل الماهر المحقّق المدقّق ، الأعلم الأفضل الأكمل ، المولى محمّد أكمل الإصفهاني ، صهر الآقا نور الدين بن الملاّ محمّد صالح المازندراني ، من تلامذة الشيخ جعفر القاضي ، والعلاّمة المجلسي ، والملاّ ميرزا الشيرواني والملاّ محمّد شفيع الإسترآبادي. له : شرح إرشاد الأذهان.

١٨

الأنوار ، فاضل بعد فاضل ، وصالح بعد صالح ، حتّى اتّصل بالأئمّة الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.

و [الثالث] منهم : غرّة الدهر ، فيلسوف العصر ، ترجمان الحكماء والعارفين ، لسان الفقهاء والمتكلّمين ، وجمال المحدّثين ، السائر في معارج المتألّهين ، أعجوبة الزمان ، ونادر الأوان ، الفرد الأوحد ، الشيخ أحمد اللحساوي(١) زين الدين عن جملة من مشايخه الأعلام منهم : الإمام الهمام ، والبحر القمقام ، كشّاف قواعد الإسلام ، حلاّل معاقد الأحكام ، أعجوبة الدهر ، ناموس العصر ، جامع المعقول والمنقول ، حاوي الفروع والأصول ، خيرة أرباب النهي والعقول ، ذي الفضائل الظاهرة للداني والنائي ، السيّد محمّد مهدي الطباطبائي(٢) ، عن الحبر الماهر آقا محمّد باقر البهبهاني ، عن والده الأفضل ،

__________________

(١) والصحيح: الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي. فاضل عارف عالم عابد محدّث ماهر شاعر ، صاحب شرح الزيارة الجامعة وشرح تبصرة المتعلّمين وشرح رسالة العرشية لملاّ صدرا. توفّي في سنة (١٢٤٣هـ) ودفن في بقعة أئمّة البقيع عليهم‌السلام. ولمّا مات قام بمراسم عزائه المسلمون وأقام له الحاجي كلباسي مجلساً ثلاثة أيّام بإصفهان.

(٢) هو العلاّمة السيّد بحر العلوم (١١٥٥ ـ ١٢١٢) المستغني عن المدح والتوصيف. له من الكتب : مصابيح الفقه ، والفوائد الرجالية ، والدرّة النجفية ، ومشكاة الهداية ، والفوائد الأصولية ، وتحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام ، وشرح الطهارة من الشرائع وغيرها. ومن تلاميذه : السيّد باقر القزويني والسيّد أبو القاسم الخوانساري والشيخ زين العابدين السلماسي والسيّد جواد العاملي والمولى إسماعيل العقدائي والسيّد صدر الدين العاملي والسيّد صادق الفحّام والسيّد علي صاحب الرياض والسيّد عبد الله شبّر والشيخ قاسم محيي

١٩

المولى محمّد أكمل ، عن عدّة من العلماء العظام والفضلاء الكرام.

منهم : المدقّق الأوحد الميرزا الشيرواني(١) ، والشيخ الفقيه النبيه الأفخر الشيخ جعفر القاضي(٢) ، والشيخ المحقّق الأمجد الشيخ محمّد الخونساري(٣) ، بحقّ رواياتهم عن العالم العامل ، وحيد دهره وفريد عصره ، صاحب الكرامات الظاهرة والمقامات القاهرة ، التقيّ النقيّ ، المولى محمّد تقي المجلسي شارح من

__________________

الدين والسيّد محمّد الطباطبائي المجاهد (وكان صهره) والسيّد محسن الأعرجي والميرزا محمّد الأخباري المقتول والملاّ أسد الله البروجردي والسيّد محمّد القصير الخراساني والشيخ محمّد تقي الإصفهاني صاحب الحاشية والشيخ جعفر كاشف الغطاء والحاجي محمّد إبراهيم الكلباسي والشيخ محمّد علي الأعسم والشيخ عبد النبي القزويني والشيخ محمّد رضا الأزري والشيخ محمّد علي المحلاّتي.

(١) المعروف بـ : ملاّ ميرزا. كان صهر المجلسي الأوّل ، مات في شهر رمضان ١٠٩٨ ودفن في مقبرة الشيخ الحرّ العاملي في سرداب مدرسة ميرزا جعفر ، له من الكتب : الحاشية على المعالم وحكمة العين والشرائع وشرح المطالع ورسائل كثيرة في : التوحيد والنبوّة والإمامة والتخلّف عن جيش أسامة والبداء والاختيار وكائنات الجوّ والإحباط وغيرها.

(٢) هو الشيخ جعفر بن عبد الله الحويزي الكمرئي الإصفهاني ، كان قاضياً وشيخ الإسلام بإصفهان بعد العلاّمة المجلسي ، تتلمذ على المحقّق السبزواري والمحقّق الخوانساري وصاهره ومات في ١١١٥ في طريق النجف وحمل إلى النجف ودفن قريب قبر العلاّمة الحلّي ، له من الآثار : الحاشية على الكفاية وشرح اللمعة ورسالة فارسية في أصول الدين.

(٣) العلاّمة الفقيه جمال الدين محمّد بن المحقّق الخوانساري ، من أعاظم علماء الشيعة ونوادرهم. له من الآثار : شرح غرر الحكم وترجمة مفتاح الفلاح والحاشية على: شرح اللمعة والمعالم والفقيه والتهذيب وشرح : الشرائع والإشارات ومختصر الأصول والشفاء مات في ١١٢٥ ودفن بمقبرة تخت فولاد بإصفهان عند والده الشريف.

٢٠