إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

القول الفاصل في الردّ على مدّعي التحريف

القول الفاصل في الردّ على مدّعي التحريف

56/72
*

[تناسب الآيات والسور]

ممّا صار سببا لزعم التحريف عدم الوقوف على التناسب فيخيل سقوط شيء من وجوه التناسب بينها. وعلم مناسبة الآيات والسور ، علم شريف ومعناها العلم بمقاربتها والارتباط بينها بالعموم والخصوص ، الحسي أو الخيالي أو التلازم الذهني كالسبب والمسبب ، والضدين ، والنظيرين.

ثمّ التناسب إمّا واضح كما لو لم تكن الاولى تماما إلّا بالثاني ، وكذا إذا كانت الثانية للاولى على وجه التأكيد أو التفسير أو الاعتراض أو البدل ؛ وهذا القسم حاله واضح. وإمّا ليس بواضح بل كانت كلّ جملة مستقلة بحسب الظاهر ، فلا يخلو إمّا أن تكون الثاني معطوفة على الاولى بحرف من حروف العطف ، أو لا ، فعلى الأوّل يعلم وجود جهة جامعة ولو كانت هى التضاد كقوله : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها) (١) ، وقوله تعالى : (وَ

__________________

(١). سورة سبأ : ٢.