مقدمة التحقيق
قد استعملت كلمة التحريف في التحريف المعنوي واللفظي. المعنوي منه ، تفسير الكلام وتأويله على غير وجهه ، وقد صرّح «القرآن الكريم» بوقوعه من اليهود ، فقال تعالى : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (١). حيث إنّهم كتموا وغيروا ما في التوراة من صفة النبي (ص).
وهذا النوع من التحريف قد وقع في القرآن الكريم أيضا وليس موضع الخلاف ، فإنّا نرى بالوجدان تحريف كثير من آيات الكتاب بأيدي المبتدعة حتّى صار هذا النوع من التحريف رويّتهم المعمولة ، وقد صرّح الإمام الباقر (ع) بوقوعه منهم حيث يقول : «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ...». (٢)
وأمّا اللفظي منه فعلى أربعة أقسام :
١. التحريف بالزيادة ؛ بمعنى أنّ بعض المصحف الموجود ليس من
__________________
(١). سورة النساء : ٤٦.
(٢). الكافي ، ج ٨ ، ص ٥٣.