نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

العلامة الأميني

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

المؤلف:

العلامة الأميني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٠

٤ ـ ابو أيّوب الأنصاري قال في خلافة عمر بن الخطّاب : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين (١).

٥ ـ عبد الله بن مسعود قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً. الحديث (٢).

٦ ـ علي بن ربيعة الوالبي قال : سمعت عليّاً يقول : عهد إليَّ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن اقاتل بعده القاسطين ، والناكثين والمارقين (٣).

٧ ـ ابو سعيد مولى رباب قال : سمعت عليّاً يقول : امرت بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين (٤).

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ ص ١٣٩ ، وذكره السيوطي في الخصائص ٢ ص ١٣٨. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) اخرجه الطبراني ، والحاكم في اربعينه من طريقين ، وأبو عمرو في الاستيعاب ٣ ص ٥٣ هامش الاصابة ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ ص ٢٣٨. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر المعجم الكبير للطبراني ١٠ / ١١٢ ح ١٠٠٥٣ ، ١٠٠٥٤.

(٣) اخرجه البزار ، والطبراني في الاوسط ، والحافظ الهيثمي في المجمع ٧ ص ٢٣٨ وقال : أحد اسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان.

واخرجه أبو يعلى كما في تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٤ ، وشرح المواهب للزرقاني ٣ ص ٢١٧ وقال : سند جيد.

انظر مسند ابي يعلى الموصلي ١ / ٣٩٧ ح ٥١٩.

(٤) ايضاح الاشكال للحافظ عبد الغني بن سعيد ، المناقب للخوارزمي ١٠٦ من طريق الحافظ ابن مردويه. «المؤلف رحمه‌الله».

١٤١

 ٨ ـ سعد بن عبادة قال : قال عليٌّ عليه‌السلام : امرت بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين (٢).

٩ ـ أخرج ابن عساكر من طريق زيد الشهيد عن عليّ إنّه قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين ، والقاسطين والمارقين.

تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٥ ، كنز العمّال ٦ ص ٣٩٢.

١٠ ـ أنس بن عمرو عن أبيه عن عليّ قال : امرت بقتال ثلاثة : المارقين ، والقاسطين والناكثين.

أخرجه ابن عساكر كما في تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٥.

١١ ـ عبد الله بن مسعود قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأتى منزل امّ سلمة فجاء عليٌّ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا امّ سلمة هذا والله قاتل القاسطين ، والناكثين ، والمارقين من بعدي» (٣).

١٢ ـ ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لُامّ سلمة في حديث مرّ ج ١ ص ٣٣٧ وج ٣ ص ١٠٩ يصف عليّاً بأنَّه : يقتل

__________________

(٢) اخرجه جمع من الحفاظ من غير طريق ، راجع تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٥ ، وكنز العمال ٦ ص ٧٢. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ٣ / ١٦١ ح ١١٩٩ ، اللآلي المصنوعة ١ / ٢١٣ ، كنز العمال ١٥ / ٩٦.

(٣) اربعين الحاكم ، الرياض النضرة ٢ ص ٢٤٠ ، تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٠٥ ، مطالب السئول ٢٤ نقلا عن مصابيح البغوي ، فرائد السمطين الباب ال ٢٧ ، كنز العمال ٦ ص ٣٩١. «المؤلف رحمه‌الله».

١٤٢

القاسطين ، والناكثين ، والمارقين (١).

١٣ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ أنت فارس العرب وقاتل الناكثين ، والمارقين ، والقاسطين ، وأنت أخي وليّ كل مؤمن ومؤمنة.

شمس الأخبار : ٣٨.

١٤ ـ ابو أيوب الأنصاري قال سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليِّ بن ابي طالب : تقاتل الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين.

مستدرك الحاكم ٣ ص ١٤٠.

١٥ ـ قال ابن ابي الحديد في شرحه ٣ ص ٢٤٥ : قد ثبت عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله انَّه قال لعليٍّ عليه‌السلام : «تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين» (٢).

__________________

(١) اخرج البيهقي في المحاسن والمساوي ١ / ٣١ ، والخوارزمي في المناقب : ٥٢ و ٥٨ عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لام سلمة : «هذا علي بن ابي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى الّا انه لا نبي بعدي ، يا ام سلمة هذا امير المؤمنين وسيد المسلمين ووعاء علمي ووصي وبابي الذي أوتى منه ، أخي في الدنيا والآخرة ومعي في المقام الاعلى ، علي يقاتل القاسطين ، والناكثين والمارقين».

ورواه الحمويني في الفرائد في الباب السابع والعشرين والتاسع والعشرين بطرق ثلاث وفيه «وعيبة علمي مكان وعاء علمي» والكنجي في الكفاية : ٦٩ ، والمتقي في الكنز ٦ و ١٥٤. من طريق الحافظ العقيلي. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ١٨٣.

١٤٣

١٦ ـ وبهذا الحديث احتجَّ أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الشورى وقال : انشدكم الله هل فيكم أحدٌ يُقال الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيِّ ، غيري؟

قالوا : اللهمَّ لا.

١٧ ـ ابو رافع قال : إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ : «سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ.

قال : أنا يا رسول الله؟!

قال : نعم.

قال : أنا؟!

قال : نعم.

قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله؟!

قال : لا ، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها».

أخرجه أحمد في مسنده ٦ ص ٣٩٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ ص ٢٣٤ وقال : رواه أحمد ، والبزّار ، والطبراني (١) ، ورجاله ثقات.

ويوجد في كنز العمال ٦ ص ٣٧ ، والخصائص الكبرى ٢ ص ١٣٧.

__________________

(١) المعجم الكبير للطبراني ١ و ٣٣٢ ح ٩٩٥ ، مسند أحمد ٦ / ٣٩٣.

١٤٤

١٨ ـ اخرج ابو نعيم عن الحارث قال : كنت مع عليٍّ بصفِّين فرأيت بعيراً من إبل الشّام جاء وعليه راكبه وثقله ، فألقى ما عليه وجعل يتخلّل الصفوف إلى عليٍّ ، فجعل مشفره فيما بين رأس عليٍّ ومنكبه وجعل يحرِّكها بجرانه ، فقال عليٌّ : والله إنّها للعلامة التي بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الخصائص الكبرى ٢ ص ١٣٨.

[بعض فضائل الامام علي عليه‌السلام]

٢٣ ـ قال : قال الرافضيُّ ـ يعني العلّامة الحلّي ـ : وعن عمرو بن ميمون قال : لعليِّ بن ابي طالب عشر فضائل ليست لغيره ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً ، يُحبُّ الله ورسوله ، ويُحبّه الله ورسوله ، فاستشرف إليها مَن استشرف فقال : أين عليُّ ابن ابي طالب؟ قالوا : هو أرمد في الرحا يطحن ، وما كان أحدهم يطحن ، قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثمَّ هزَّ الراية ثلاثاً وأعطاها إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيّ.

قال : ثمَّ بعث ابا بكر بسورة براءة ، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلّا رجلٌ هو

١٤٥

منّي وأنا منه.

وقال لبني عمِّه : أيّكم يُواليني في الدُّنيا والآخرة؟ قال : وعليٌّ جالسٌ معهم ، فأبوا ، فقال عليٌّ : أنا اواليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثمّ أقبل على رجل رجل منهم ، فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، فقال عليٌّ : أنا اواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليّي في الدنيا والآخرة.

قال : وكان عليٌّ أوَّل من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه فوضعه على عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين فقال : إنَّما يُريد الله ليُذهبَ عَنكم الرّجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيرا.

قال : وشرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ نام مكانه وكان المشركون يرمونه بالحجارة.

وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنّاس في غزوة تبوك فقال له عليٌّ : أخرج معك؟ فقال : لا. فبكى عليٌّ ، فقال له : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا انَّك لستَ بنبيّ ، لا ينبغي أن أذهب إلّا

١٤٦

وأنت خليفتي ، وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت وليّي في (١) كلِّ مؤمن بعدي.

قال : وسدَّ أبواب المسجد إلّا باب عليٍّ ، قال : وكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ، وقال له : مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ج ٣ ص ٨ (٢).

ثمَّ قال ما ملخَّصه :

الجواب : إنَّ هذا ليس مسنداً بل هو مرسلٌ لو ثبت عن عمرو بن ميمون.

وفيه ألفاظ هي كذبٌ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كقوله : لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي فإنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذهب غير مرَّة وخليفته على المدينة غير عليٍّ.

 ـ ثمّ ذكر عدَّةً من ولاته على المدينة ـ فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلّا على النساء والصبيان ، ومن عذر الله وعلى الثلاثة الذين خلّفوا أو متَّهم بالنفاق وكانت المدينة آمنةً لا يخاف على

__________________

(١) كذا. والصحيح المحفوظ في اصول الحديث : أنت ولي كل مؤمن بعدي.

(٢) منهاج السنة ٥ / ٣٠.

١٤٧

أهلها ولا يحتاج المستخلف إلى الجهاد.

وكذلك قوله : وسدَّ الأبواب كلّها إلّا باب عليّ ، فإنَّ هذا ممّا وضعته الشيعة على طريق المقابلة فإنَّ الذي في الصحيح عن ابي سعيد عن النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال في مرضه الذي مات فيه : إنَّ أمنَّ الناس عليَّ في ماله وصحبته ابو بكر ، ولو كنت متَّخذاً خليلاً غير ربِّي لاتَّخذتُ ابا بكر خليلاً ، ولكن اخوَّة الإسلام ومودَّته ، لا يبقين في المسجد خوخة إلّا سدَّت إلّا خوخة ابي بكر.

ورواه ابن عبّاس ايضاً في الصحيحين.

ومثل قوله : أنت وليّي في كلِّ مؤمن بعدي ، فإنَّ هذا موضوعٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث (١).

ثمَّ أردفه بخرافات وتافهات في بيان عدم اختصاص عليٍّ بهذه المناقب.

ج ـ كان الأحرى بالرجل أن يُحرِّج على العلماء النظر في كتابه فيختصّ خطابه بالوعرة الدهماء ممَّن لا يعقل أيّ طرفيه أطول ، لأنَّ نظر العلماء فيه يكشف عن سوءته ، ويوضح للملأ إعوازه في

__________________

(١) المصدر السابق.

١٤٨

العلم ، وانحيازه عن الصِّدق والأمانة ، ويظهر تدجيله وتزويره وتمويهه على الحقائق ، ومن المحتملِ جدّاً أنَّه قد غالى في عظمة نفسه يوم خوطب بشيخ الإسلام ، فحسب أنَّ الامّة تأخذ ما يقوله كأُصول مسلّمة لا تُناقشه فيه الحساب ، وإذ أخفق ظنّه وأكدى أمله.

فهلمَّ معي نمعن النظرة في هملجته حول هذا الحديث وماله فيه من جلبةٍ وسخبٍ :

فأوَّل ما يتقوَّل فيه : انَّه مرسلٌ وليس مسند.

فكأنَّ عينيه في غشاوة عن مراجعة المسند لإمام مذهبه أحمد بن حنبل فإنَّه أخرجه في ج ١ ص ٣٣١ عن يحيى بن حمّاد ، عن ابي عوانة ، عن ابي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس (١).

__________________

(١) مرّ بلفظه ١ / ٥٠ «المؤلف رحمه‌الله».

وإليك نص الحديث :

عمرو بن ميمون عن ابن عباس في حديث طويل قال : إني جالس الى ابن عباس اذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس امّا أن تقوم معنا ، وأمّا ان تخلو بنا من بين هؤلاء.

فقال ابن عباس : بل انا اقوم معكم.

قال : وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى. قال فانتدبوا فحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال : فجاء ينفض ثوبه وهو يقول : اف وتُف ، وقعوا في رجل له بضع عشر فضائل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لابعثنّ رجلاً لا

١٤٩

__________________

يخزيه الله ابداً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف فقال اين علي؟ فقالوا : إنّهُ في الرحى يطحن ، قال : وما كان احد ليطحن؟ قال : فجاء وهو ارمد لا يكاد ان يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فاعطاها إياه ، فجاء علي بصفية بنت حي.

قال ابن عباس : ثمّ بعث رسول الله فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منهُ وقال : لا يذهب بها الّا رجل هو مني وأنا منهُ.

فقال ابن عباس : وقال النبي لبني عمه ، ايكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : وعلي جالس معهم ، فقال علي : انا اواليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه واقبل على رجل منهم فقال : ايكم يواليني في الدنيا والآخرة ، فابوا فقال علي : انا اواليك في الدنيا والآخرة ، فقال لعلي : انت وليي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس : وكان علي اول من آمن من الناس بعد خديجة (رضي الله عنها). قال : وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً.

قال ابن عباس : وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ نام مكانه : قال ابن عباس : وكان المشركون يرمون رسول الله فجاء ابو بكر وعلي نائم قال : وابو بكر يحسب انهُ رسول الله ، قال فقال : يا نبي الله ، فقال له علي : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه ، قال : فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي رضى الله عنه تُرمى بالحجارة كما يرمى نبي الله وهو يتضور ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثمّ كشف عن رأسه فقالوا : انك للئيم ، وكان صاحبك لا يتضور ونحن نرميه وانت تتضور ، وقد استنكرنا ذلك.

فقال ابن عباس : وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك ، وخرج الناس معهُ فقال له عليُّ : أخرج معك : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ، فبكى علي فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، الّا انه ليس بعدي نبي ، انهُ لا ينبغي ان

١٥٠

ورجال هذا السند رجال الصحيح غير ابي بلج وهو ثقةٌ عند الحفّاظ كما مرَّت في ترجمته ج ١ ص ٧١ (١).

وأخرجه بسند صحيح رجاله كلّهم ثقات الحفاظ النسائي في الخصائص ٧ ، والحاكم في المستدرك ٣ ص ١٣٢ وصحَّحه هو والذهبي ، والطبراني كما في المجمع للحافظ الهيثمي وصحَّحه ، وابو يعلى كما في البداية والنهاية ، وابن عساكر في الأربعين الطوال ، وذكره ابن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٠٩ وجمعٌ آخرون أسلفناهم في الجزء الأوَّل ص ٥١ (٢).

__________________

أذهب الّا وانت خليفتي.

قال ابن عباس : وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : انت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة.

قال ابن عباس : وسد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس هل طريق غيره.

قال ابن عباس : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فإنّ مولاه عليٌ ... الحديث «المؤلف رحمه‌الله».

(١) أبو بلج يحيى بن سليم الفزاري الواسطي ، وثقه ابن معين ، والنسائي ، والدارقطني كما في خلاصة الخزرجي : ٣٨٣ ، ووثقه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) منهم : امام الحنابلة احمد في مسنده ١ / ٣٣١ عن يحيى بن حماد عن ابي عوانة عن ابي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ، والخوارزمي في المناقب : ٧٥ رواه بطريق الحافظ البيهقي ، والطبري في الرياض ٢ / ٢٠٣ ، وذخائر العقبى : ٨٧ ، والحافظ الحمويني في الفرائد باسناده عن الضحاك عنهُ بطريق الطبراني ، وابن كثير في البداية ٧ / ٣٣٧ ، عن طريق احمد بالسند

١٥١

فما عذر الرجل في نسبة الإرسال إلى مثل هذا الحديث؟! وإنكار سنده المتَّصل الصحيح الثابت؟! أهكذا يُفعل بودائع النبوَّة؟! أهكذا تلعب يد الأمانة بالسنة والعلم والدين؟!.

والأعجب : انَّه عطف بعد ذلك على فقرات من الحديث وهو يُحاول تفنيدها ويحسبها من الأكاذيب منها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي ، فارتآه كذباً مستدلاً بأنَّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذهب غير مرَّة وخليفته على المدينة غير عليٍّ.

ومن استشفَّ الحقيقة من هذا الموقف علم أنّها قضيّةٌ شخصيّةٌ لا تعدُ قصة تبوك لِما كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمه من عدم وقوعه الحرب فيها ، وكانت حاجة المدينة إلى خلافة مثل أمير المؤمنين عليها مسيسة لِما تداخل القوم من عظمة ملك الروم «هرقل» وتقدُّم جحفله الجرّار ، وكانوا يحسبون انَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحشده الملتفَّ به لا قِبل لهم به.

ومن هنا تخلّف المتخلّفون من المنافقين ، فكان أقرب الحالات في المدينة بعد غيبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يرجف بها المنافقون للفتِّ في عضد صاحب الرسالة ، والتزلّف إلى عامل بلاد الروم الزّاحف ، فكان من

__________________

المذكور ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٨ عن احمد والطبراني ، وقال : ورجال احمد رجال الصحيح غير ابي بلج الفزاري وهو ثقة. ورواه بطوله الحافظ الكنجي في الكفاية ص ١١٥ نقلاً عن احمد وابن عساكر في كتابه الاربعين الطوال. «المؤلف رحمه‌الله».

١٥٢

واجب الحالة عندئذ أن يخلف عليها أمير المؤمنين عليه‌السلام المهيب في أعين القوم ، والعظيم في النفوس الجامحة ، وقد عرفوه بالبأس الشديد ، والبطش الصارم ، اتِّقاء بادرة ذلك الشرِّ المترقِّب. وإلّا فأمير المؤمنين عليه‌السلام لم يتخلّف عن مشهد حضره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا تبوك (١).

وعلى هذا اتَّفق علماء السير كما قال سبط ابن الجوزي في التذكرة ص ١٢.

وفي وسع الباحث أن يستنتج ما بيّناه من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ : كذبوا ولكن خلّفتك لما ورائي. فيما أخرجه ابن اسحاق بإسناده عن سعد بن ابي وقاص قال : لَمّا نزل رسول الله الجرف طعن رجال من المنافقين في إمرة عليٍّ وقالوا : إنّما خلّفه استثقالاً ، فخرج عليٌّ فحمل سلاحه حتّى أتى النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجرف فقال : يا رسول الله؟ ما تخلّفت عنك في غزوة قطّ قبل هذه ، قد زعم المنافقون إنك خلّفتني استثقالاً.

فقال : «كذبوا ولكن خلّفتك لما ورائي ...» الحديث (٢).

__________________

(١) الاستيعاب ٣ ص ٣٤ هامش الاصابة ، شرح التقريب ١ ص ٨٥ ، الرياض النضرة ٢ ص ١٦٣ ، الصواعق ٧٢ ، الاصابة ٢ ص ٥٠٧ ، السيرة الحلبية ٣ ص ١٤٨ ، الاسعاف ١٤٩. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) الرياض النضرة ٢ ص ١٦٢ ، الامتاع للمقريزي ٤٤٩ ، عيون الاثر ٢ ص

١٥٣

وممّا صحَّ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أراد أن يغزو انّه قال : ولا بدَّ من أن اقيم أو تُقيم. فخلّفه (١).

إذا عرفت ذلك كلّه فلا يذهب عليك انَّ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي» ، ليس له مغزى إلّا خصوص هذه الواقعة ، وليس في لفظه عموم يستوعب كلَّ ما غاب صلى‌الله‌عليه‌وآله عن المدينة ، فمن الباطل نقض الرجل باستخلاف غيره على المدينة في غير هذه الواقعة ، حيث لم تكن فيه ما أوعزنا إليه من الإرجاف ، وكانت حاجة الحرب أمسّ إلى وجود أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث لم يكن غيره كمثله يكسر صولة الإبطال ، ويغير في وجوه الكتائب ، فكان صلى‌الله‌عليه‌وآله في أخذ أمير المؤمنين معه إلى الحروب واستخلافه في مغيبه يتبع أقوى المصلحتين.

[حديث المنزلة]

ثمَّ : إنَّ الرَّجل حاول تصغيراً لصورة الخلافة فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف ...

__________________

٢١٧ ، السيرة الحلبية ٣ ص ١٤٨ ، شرح المواهب للزرقاني ٣ ص ٦٩ ، سيرة زيني دحلان ٢ ص ٣٣٨. «المؤلف رحمه‌الله».

(١) أخرجه الطبراني بطريق صحيح كما في مجمع الزوائد ٩ ص ١١١. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر المعجم الكبير للطبراني ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤.

١٥٤

غير أنَّ نظّارة التنقيب لا تزال مكبِّرة لها من شتّى النواحي :

الاولى : قوله : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى» وهو يُعطي إثبات كل ما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من رُتبةٍ ، وعملٍ ، ومقامٍ ، ونهضةٍ ، وحُكمٍ ، وإمارةٍ ، وسيادةٍ لأمير المؤمنين عدا ما أخرجه الاستثناء من النبوة كما كان هارون من موسى كذلك.

فهو خلافةٌ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنزالٌ لعليٍّ عليه‌السلام منزلة نفسه لا محض استعمال كما يظنّه الظانّون ، فقد استعمل صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل هذه على البلاد اناساً ، وعلى المدينة آخرين وأمَّر على السرايا رجالاً لم يقل في أحد منهم ما قاله في هذا الموقف ، فهي منقبةٌ تخصّ أمير المؤمنين فحسب.

الثانية : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما مرَّ عن سعد بن ابي وقّاص : «كذبوا ولكن خلّفتك لَما ورائي».

لَمّا طعن رجالٌ من المنافقين في إمرة عليٍّ عليه‌السلام ولا يوعز صلى‌الله‌عليه‌وآله به إلّا إلى ما اشرنا إليه عن خشية الإرجاف بالمدينة عند مغيبه ، وانَّ إبقاءه كان لإبقاء بيضة الدين عن أن تنتهك ، وحذار أن يتَّسع خرقها بهملجة المنافقين ، لو لا هناك من يطأ فورتهم بأخمص بأسه وحجاه ، فكان قد خلّفه لمهمّةٍ لا ينوء بها غيره.

الثالثة : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ عليه‌السلام في حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا : قال حين أراد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يغزو : «انَّه لا بدَّ من أن اقيم أو

١٥٥

تقيم» فخلّفه ... الحديث (١).

وهو يدلّ على أنَّ بقاء أمير المؤمنين عليه‌السلام على حدِّ بقاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلاءة بيضة الدين ، وإرحاض معرَّة المفسدين ، فهو أمرٌ واحدٌ يُقام بكلٍّ منهما على حدٍّ سواء ، وناهيك به من منزلةٍ ومقام.

الرابعة : ما صحَّ عن سعد بن ابي وقّاص من قوله : والله لإن يكون لي واحدة من خلال ثلاث أحبُّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، لإن يكون قال لي ما قال له حين ردَّه من تبوك : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي». أحبّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ... الحديث (٢).

وقال المسعودي في المروج ٢ ص ٦١ بعد ذكر الحديث : ووجدت في وجه آخر من الروايات وذلك في كتاب عليِّ بن محمّد

__________________

(١) أخرجه الطبراني باسنادين احدهما رجاله رجال الصحيح الا ميمون البصري وهو ثقة ، وثقه ابن حبان كما في مجمع الزوائد ٩ ص ١١١ ، راجع ما مر في الجزء الاول ص ٧١. «المؤلف رحمه‌الله».

ابو عبد الله ميمون البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة ، وثقهُ ابن حبّان كما في مجمع الزوائد ٩ / ١١١ ، وقال ابن حجر في القول المسدّد : ١٧ : ميمون وثقه غير واحد وتكلم بعضهم في حفظه ، وقد صحّح له الترمذي حديثاً. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر المعجم الكبير ٥ / ٢٠٣ ح ٥٠٩٤ ، ٥٠٩٥ باسنادين.

(٢) خصائص النسائي ٣٢ ، مروج الذهب ٢ ص ٦١. «المؤلف رحمه‌الله».

١٥٦

بن سليمان النوفلي في الإخبار عن ابن عائشة وغيره أنَّ سعداً لمّا قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية وقال له : اقعد حتّى تسمع جواب ما قلت ، ما كنتَ عندي قطُّ ألأم منك الآن فهلّا نصرته؟ ولِمَ قعدتَ عن بيعته؟ فانّي لو سمعت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل الّذي سمعت فيه لكنت خادماً لعليٍّ ما عشت.

فقال سعد : والله إنّي لأحقُّ بموضعك منك.

فقال معاوية : يأبى عليك بنو عذرة.

وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة ... الكلام.

وصحَّ عند الحفّاظ الأثبات أنَّ معاوية أمر سعداً فقال : ما منعك أن تسبَّ ابا تراب؟!

قال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلن اسبه ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُ اليّ من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعليّ وخلّفه في تبوك فقال له عليٌّ : يا رسول الله تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟! إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي ... الحديث (١).

__________________

(١) جامع الترمذي ٢ ص ٢١٣ ، مستدرك الحاكم ٣ ص ١٠٨ وصححه واقره الذهبي وأخرجه باللفظ المذكور مسلم في صحيحه ، ونقله عنه الحافظ الكنجي في الكفاية ٢٨ ، والبدخشاني في نزل الابرار ص ١٥ عن مسلم

١٥٧

وورد في حديث انَّ سعداً دخل على معاوية فقال له : مالك لم تقاتل معنا؟!

فقال : إنّي مرَّت بي ريحٌ مظلمةٌ فقلت : اخ اخ ، فأنخت راحلتي حتى انجلت عنّي ثمَّ عرفت الطريق فسرت.

فقال معاوية : ليس في كتاب الله اخ اخ ولكن قال الله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ).

فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية.

فقال سعد : ما كنت لُاقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير انّه لا نبيّ بعدي».

فقال معاوية : مَن سمع هذا معك؟!

فقال : فلان ، وفلان ، وامّ سلمة.

فقال معاوية : أما إنّي لو سمعته منه صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قاتلت عليّاً.

__________________

والترمذي ، وذكره بهذا اللفظ ابن حجر في الاصابة ٢ / ٥٠٩ عن الترمذي ، وميرزا مخدوم الجرجاني في الفصل الثاني من نواقض الروافض نقلاً عن مسلم والترمذي. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر صحيح مسلم : ك فضائل الصحابة ، ب فضائل علي بن ابي طالب ٤ / ١٨٧٠ ح ٢٤٠٤.

١٥٨

تاريخ ابن كثير ٨ ص ٧٧.

فإنَّ هذا الذي كان يستعظمه سعدٌ في عداد حديث الراية ، والتزويج بالصدّيقة الطاهرة بوحي من الله العزيز الذين هما من أربى الفضائل ، ويراه معاوية لو كان سمعه فيه لما قاتل عليّاً ، ولكان يخدم عليّاً ما عاش ، لا بدَّ وأن يكون على حدِّ ما وصفناه حتّى يتسنّى لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس أو حمر النعم ، ولمعاوية ايجاب الخدمة له ، دون الاستخلاف على العائلة لينهض بشئون حياتها كما هو شأن الخدم ، أو يُنصب عيناً على المنافقين فحسب ، ليتجسَّس أخبارهم كما هو وظيفة الطبقة الواطئة من مستخدم الحكومات.

الخامسة : قول سعيد بن المسيّب بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن ابي وقّاص : فلم أرض فأحببت أن اشافه بذلك سعداً فأتيته فقلت : ما حديثٌ حدَّثني به ابنك عامر؟

فأدخل اصبعيه في اذنيه وقال : سمعت من رسول الله وإلّا فاستكَتّا (١).

فما ذا كان سعيد يستعظمه من الحديث حتّى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من ابنه ، فأكَّد له سعد ذلك

__________________

(١) أخرجه النسائي في الخصائص بعدة طرق ص ١٥.

١٥٩

التأكيد ، غير أنَّه فهم من مؤدّاه ما ذكرناه من العظمة.

السّادسة : قول الإمام ابي البسطام شعبة بن الحجّاج في الحديث : كان هارون أفضل امة موسى عليه‌السلام فوجب ان يكون عليٌّ عليه‌السلام أفضل من كلِّ امّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله صيانةً لهذا النّص الصحيح الصريح كما قال موسى لأخيه هارون : اخلفني في قومي وأصلح (١).

السّابعة : قال الطيبي : منّي خبر المبتدأ ، ومن اتِّصاليةٌ ، ومعلق الخبر خاصٌّ ، والباء زائدةٌ كما في قوله تعالى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) أي فإن آمنوا ايماناً مثل ايمانكم ، يعني أنت متَّصلٌ ونازلٌ منّي بمنزلة هارون من موسى.

وفيه تشبيهٌ ووجه الشبه مبهمٌ بيَّنه بقوله : «إلّا أنَّه لا نبيّ بعدي».

فعرف أنَّ الاتِّصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوَّة ، بل من جهة ما دونها وهي الخلافة (٢).

[حديث سد الابواب]

وممّا كذَّبه الرجل من الحديث قول : وسدّ الأبواب إلّا باب عليٍ

__________________

(١) أخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية ١٥٠.

(٢) شرح المواهب للعلامة الزرقاني ٣ ص ٧٠. «المؤلف رحمه‌الله».

١٦٠