نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

العلامة الأميني

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

المؤلف:

العلامة الأميني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٠

وقال في ص ١٩ بعد الجمع بين القضيّتين : وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض ، فكيف يُدَّعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرّد هذا التوهّم ، ولو فُتح الباب لردِّ الأحاديث لادُّعي في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. انتهى.

وأمّا ما استصحَّه من حديث الخلّة والخوخة فهو موضوعٌ تجاه هذا الحديث كما قال ابن ابي الحديد في شرحه ٣ ص ١٧ (١) : إنَّ سدَّ الأبواب كان لعليٍّ عليه‌السلام فقلّبته البكريّة إلى ابي بكر. وآثار الوضع فيه لائحةٌ لا تخفى على المنقِّب :

منها : أنَّ الأخذ بمجامع هذه الأحاديث يُعطي خُبراً بأنَّ سدَّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهريّة والمعنويّة فلا يمرُّ به أحدٌ جنباً ولا يجنب فيه أحدٌ.

وأمّا ترك بابه صلى‌الله‌عليه‌وآله وباب أمير المؤمنين عليه‌السلام فلطهارتهما عن كلِّ رجس ودنس بنصِّ آية التطهير ، حتّى أنَّ الجنابة لا تُحدث فيهما من الخبث المعنويِّ ما تُحدث في غيرهما ، كما يُعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربّه أن يطهِّره لهارون وذريَّته ، أو أنَّ ربّه أمره أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلّا هو وهارون ، وليس المراد تطهيره من الاخباث فحسب فإنَّه حكم كلِّ مسجد.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٨ (تحقيق محمد ابو الفضل).

١٨١

ويُعطيك خبراً بما ذكرناه ما مرَّ في الأحاديث من : أنَّ أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يدخل المسجد وهو جنب (١) وربما مرَّ وهو جنبٌ (٢) ، وكان يدخل ويخرج منه وهو جنبٌ (٣).

وما ورد عن ابي سعيد الخدري من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يحلُّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (٤).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا إنَّ مسجدي حرامٌ على كلِّ حائضٍ من النساء وكلِّ جنبٍ من الرِّجال إلا لآل محمّد وأهل بيته : عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين (٥).

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا لا يحلُّ هذا المسجد بجنب ولا لحائض إلّا

__________________

(١) راجع حديث ابن عباس ص ٥٨. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) راجع لفظ جابر بن سمرة ص ٥٩. «المؤلف رحمه‌الله».

(٣) راجع ما مر عن بريدة الأسلمي ص ٦١. «المؤلف رحمه‌الله».

(٤) أخرجه الترمذي في جامعه ٢ ص ٢١٤ ، البيهقي في سننه ٧ ص ٦٦ ، البزار ، ابن مردويه ، ابن منيع في مسنده ، البغوي في المصابيح ٢ ص ٢٦٧ ، ابن عساكر في تاريخه ، محب الدين في الرياض ٢ ص ١٩٣ ، ابن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٢ ، سبط ابن الجوزي في التذكرة ٢٥ ، ابن حجر في الصواعق ، ابن حجر في فتح الباري ٧ ص ١٢ ، السيوطي في تاريخ الخفاء : ١١٥ ، البدخشي في نزل الابرار ٣٧ ، الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤. «المؤلف رحمه‌الله».

انظر ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ١ / ٢٩٢ ح ٣٣١ ، اللآلي المصنوعة للسيوطي ١ / ٣٥١ ، وابن الوكيع في اخبار القضاة ٣ / ١٤٩.

(٥) البيهقي في سننه ٧ ص ٦٥ ، الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٧٤. «المؤلف رحمه‌الله».

١٨٢

لرسول الله ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، الا قد بيَّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا.

سنن البيهقي ٧ : ٦٥.

وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ : أمّا أنت فإنّه يحلُّ لك في مسجدي ما يحلُّ لي ويحرم عليك ما يحرم عليَّ ، قال له حمزة بن عبد المطلب : يا رسول الله أنا عمّك وأنا أقرب إليك من عليٍّ.

قال : صدقت يا عمّ إنّه والله ما هو عنّي ، إنّما هو عن الله تعالى (١).

وقول المطلب بن عبد الله بن حنطب ، إنّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن أذن لأحد أن يمرَّ في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنبٌ إلّا عليّ بن أبي طالب لأنَّ بيته كان في المسجد (٢).

أخرجه الجصّاص بالإسناد فقال : فأخبر في هذا الحديث بحظر النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الاجتياز كما حظر عليهم القعود ، وما ذكر من خصوصيّة عليٍّ رضى الله عنه فهو صحيحٌ ، وقول الراوي : لأنّه كان بيته في

__________________

(١) أخرجه ابو نعيم في فضائل الصحابة ، ومن طريقه الحمويي في الفرائد في ب ٤١. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) اخرجه الجصاص في أحكام القرآن ٢ : ٢٤٨ ، والقاضي اسماعيل المالكي في أحكام القرآن كما في القول المسدد لابن حجر ١٩ وقال : مرسل قوي ، ويوجد في تفسير الزمخشري ١ : ٣٦٦ ، وفتح الباري ٧ ص ١٢ ، ونزل الابرار ٣٧. «المؤلف رحمه‌الله».

١٨٣

المسجد ظنٌّ منه لأنَّ النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر في الحديث الأوّل بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيتوهم في المسجد ، وإنّما كانت الخصوصيّة فيه لعليّ رضى الله عنه دون غيره ، كما خصّ جعفر بانَّ له جناحين في الجنّة دون سائر الشهداء ، وكما خصّ حنظلة بغسل الملائكة له حين قُتل جنباً ، وخُصّ دحية الكلبي بأنَّ جبرئيل كان ينزل على صورته ، وخُصّ الزبير بإباحة ملبس الحرير لَمّا شكا من أذى القمل ، فثبت بذلك أنَّ سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين. انتهى.

فزبدة المخض من هذه كلّها : أنَّ إبقاء الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله ممّا خصّ به مبتنٍ على نزول آية التطهير النافية عنهم كلَّ نوع من الرَّجاسة ، ويشهد لذلك حديث مناشدة يوم الشورى ، وفيه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أفيكم أحد يطهِّره كتاب الله غيري حتّى سدَّ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس وقالا : يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب عليٍّ ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم : بل الله فتح بابه وسدَّ أبوابكم.

فقالوا : لا.

ولم يكن أبو بكر من أهل هذه الآية حتّى أن يُفتح له بابٌ أو خوخةٌ ، فالفضل مخصوصٌ بمن طهّره الكتاب الكريم.

١٨٤

ومنها : أنّ مقتضى هذه الأحاديث انّه لم يبق بعد قصّة سدِّ الأبواب بابٌ يُفتح إلى المسجد سوى باب الرسول العظيم وابن عمِّه ، وحديث خوخة ابي بكر يصرِّح بأنَّه كانت هناك أبوابٌ شارعة وسيوافيك البعد الشاسع (١) بين القصتين ، وما ذكروه من الجمع بحمل الباب في قصة أمير المؤمنين عليه‌السلام على الحقيقة ، وفي قصة ابي بكر بالتجوّز بإطلاقه على الخوخة ، وقولهم : «كأنَّهم (٢) لمّا امروا بسدِّ الأبواب سدّوها وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها فامروا بعد ذلك بسدِّها». تبرُّعيٌّ لا شاهد له ، بل يُكذِّبه انَّ ذلك ما كان يتسنّى لهم نصب عين النبيِّ ، وقد أمرهم بسدِّ الأبواب لئلّا يدخلوا المسجد منها ، ولا يكون لهم ممرٌّ به ، فكيف يمكنهم إحداث ما هو بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع ، ولذلك لم يترك لعمَّيه : حمزة والعبّاس ممرّاً يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه ، ولم يترك لمن أراد كوَّةً يُشرف بها على المسجد ، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية ، وإرادة الخوخة من الباب لا تُبيح المحظور ولا تُغيِّر الموضوع.

__________________

(١) يأتي ان الاول في اول الامر والآخر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة ايام أو اقل. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) تجد هذه العبارة في فتح الباري ٧ ص ١٢ ، عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢ ، نزل الابرار ٣٧. «المؤلف رحمه‌الله».

١٨٥

ومنها : ما مرّ ص ٥٧ من قول عمر بن الخطاب في أيّام خلافته : لقد اعطي عليُّ بن ابي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي خصلةٌ منها أحبّ إليَّ من أن اعطي حمر النعم ... الحديث.

ومثله قول عبد الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها بلفظه ص ٥٦ فتراهما يعدّان هذه الفضائل الثلاث خاصّة لأمير المؤمنين لم يحظ بهنَّ غيره ، لا سيَّما انَّ ابن عمر يرى في أوَّل حديثه إنَّ خير الناس بعد رسول الله ابو بكر ، ثمَّ أبوه ، لكنَّه مع ذلك لا يشرك ابا بكر مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث الباب ولا الخوخة.

فلو كان لحديث ابي بكر مقيلٌ من الصحّة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرسالة صلى‌الله‌عليه‌وآله والسامعين حديثه لما تأتّى منهما هذا السياق.

على أنَّ هذه الكلمة على فرض صدورها منه صلى‌الله‌عليه‌وآله صدرت أيّام مرضه فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة المرويِّ في الصِّحاح والمسانيد ، فلما ذا يُؤمن ابن تيميّة ببعض ويكفر ببعض؟

وشتّان بين حديث الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لابي بكر فإنَّ الأوَّل كما هو المتسالم عليه وقع يوم الخميس ، وحديث ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس ، لا يخفى على أيِّ أحد.

فأجازوا حوله ما قيل فيه والنبيُّ يخاطبهم ويقول : لا ينبغي عندي تنازعٌ ، دعوني فالَّذي أنا فيه خيرٌ ممّا تدعوني إليه ، وأوصى

١٨٦

في يومه ذاك بإخراج المشركين من جزيرة العرب ، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم (١) فلم يقولوا في ذلك كلّه ما قيل في حديث الكتف والدواة.

وأمّا حديث سدِّ الخوخات ففي اللمعات : لا معارضة بينه وبين حديث ابي بكر لأنَّ الأمر بسدِّ الأبواب وفتح باب عليٍّ كان في أوَّل الأمر عند بناء المسجد ، والأمر بسدِّ الخوخات إلّا خوخة ابي بكر كان في آخر الأمر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أو اقل (٢).

وقال العيني في عمدة القاري ٧ ص ٥٩٢ : إنّ حديث سدِّ الأبواب كان آخر حياة النبيِّ في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمّهم إلّا ابو بكر ، والمتَّفق عليه من يوم وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين. فعلى هذا يقع حديث الخوخة يوم الجمعة أو السبت ، وبطبع الحال إنَّ مرضه صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يشتدّ كلّما توغَّل فيه ، فما بال حديث الخوخة لم يحظ بقسطٍ ممّا حطي به حديث الكتف والدواة عند المقدّسين لمن قال قوله فيه؟

أنا أدري لِمَ ذلك ، والمنجِّم يدري ، والمغفَّل ايضاً يدري ، وابن عبّاس أدرى به حيث يقول : الرزيّة كلُّ الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٧٦٣. «المؤلف رحمه‌الله».

(٢) راجع هامش جامع الترمذي ٢ / ٢١٤. «المؤلف رحمه‌الله».

١٨٧

[حديث «أنت ولي كل مؤمن بعدي»]

وممّا كذَّبه ابن تيميّة من الحديث قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي». قال : فإنَّ هذا موضوعٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث.

ج ـ كان حق المقام أن يقول الرجل : إنَّ هذا صحيحٌ باتِّفاق أهل المعرفة ، غير أنّه راقه أن يموِّه على صحّته ، ويشوِّهه ببهرجته كما هو دأبه ، أفهل يحسب الرجل انَّ من أخرج هذا الحديث من أئمّة فنِّه ليسوا من أهل المعرفة بالحديث؟ وفيهم إمام مذهبه أحمد بن حنبل أخرجه بإسناد صحيح ، رجاله كلّهم ثقاتٌ قال :

حدّثنا عبد الرَّزاق ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدّثني يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله سريّة وأمَّر عليها عليَّ بن أبي طالب فأحدث شيئاً في سفره فتعاقد أربعة من أصحاب محمّد أن يذكروا أمره إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال عمران : وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلّمنا عليه قال : فدخلوا عليه فقام رجلٌ منهم فقال : يا رسول الله إنَّ علياً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.

ثمّ قام الثاني فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه.

١٨٨

ثمّ قام الثالث فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا.

ثمّ قام الرّابع فقال : يا رسول الله إنَّ عليّاً فعل كذا وكذا.

قال : فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيَّر وجهه وقال : «دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، دعوا عليّاً ، إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي» (١).

وأخرجه الحافظ ابو يعلى الموصلي عن عبد الله بن عمر القواريري والحسن بن عمر الحمري والمعلّى بن مهدي كلّهم عن جعفر بن سليمان (٢) ، وأخرجه بن ابي شيبة (٣) ، وابن جرير الطبري وصحَّحه (٤) ، وابو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ج ٦ ص ٢٩٤ ، ومحبّ الدين الطبري في الرِّياض النضرة ٢ ص ١٧١ ، والبغوي في المصابيح ٢ ص ٢٧٥ ولم يذكر صدره ، وابن كثير في تاريخه ٧ ص ٣٤٤ ، والسيوطي والمتَّقي في الكنز ٦ ص ١٥٤ ، ٣٠٠ وصحّحه ، والبدخشي في نزل الأبرار ٢٢.

__________________

(١) مسند احمد ٤ / ٤٣٧.

(٢) لفظة «ما تريدون من علي» في لفظ الحاكم غير مكررة «المؤلف رحمه‌الله».

مسند ابي يعلى الموصلي ١ / ٢٩٣ ح ٣٥٥.

(٣) المصنَّف ١٢ / ٧٩ ح ١٢١٧٠.

(٤) كنز العمال ١٥ / ١٢٤ عن ابن جرير ولعله في تهذيب الآثار إذ لم اجده في التاريخ.

١٨٩

صورة اخرى

«ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! ما تريدون من عليٍّ؟! إنَّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلِّ مؤمن بعدي».

اخرجه بهذا اللفظ الترمذي في جامعه ٢ ص ٢٢٢ بإسناد صحيح رجاله كلّهم ثقاتٌ ، وكذلك النسائي في الخصائص ٢٣ ، الحاكم النيسابوري في المستدرك ٣ ص ١١١ وصحَّحه وأقرَّه الذهبي ، ابو حاتم السجستاني ، محبّ الدين في الرياض ٢ ص ٧١ ، ابن حجر في الإصابة ٢ ص ٥٠٩ وقال : إسنادٌ قويٌّ ، السيوطي في الجمع كما في ترتيبه ٦ ص ١٥٢ ، البدخشي في نزل الأبرار ٢٢.

اسناد آخر

أخرج ابو داود الطيالسي ، عن شبعة ، عن ابي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عبّاس : انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّ : «أنت وليُّ كلِّ مؤمن بعدي» (١).

تاريخ ابن كثير ٧ ص ٣٤٥ ، والإسناد كما مرَّ غير مرَّة صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.

فإن كان هؤلاء الحفّاظ والأعلام خارجين عن أهل المعرفة

__________________

(١) مسند ابي داود الطيالسي : ٨٢٩.

١٩٠

بالحديث فعلى إسلام ابن تيميّة السَّلام ، وإن كانوا غير داخلين في الاتِّفاق فعلى معرفته العفاء ، وإن كان لم يُحط خبراً بإخراجهم الحديث حين قال ما قال فزه بطول باعه في الحديث ، وإن لم يكن لا ذاك ولا هذا فمرحباً بصدقه وأمانته على ودائع النبوَّة.

هذه نبذةٌ يسيرةٌ من مخاريق ابن تيميّة ، ولو ذهبنا إلى استيفاء ما في منهاج بدعته من الضَّلالات ، والأكاذيب ، والتحكّمات ، والتقوُّلات ، فعلينا أن نعيد استنساخ مجلداته الأربع ونردفها بمجلَّدات في ردِّها ، ولم أجد بياناً يُعرب عن حقيقة الرجل ، ويُمثِّلها للملأ العلميِّ ، غير انّي اقتصر على كلمة الحافظ ابن حجر في كتابه الفتاوى الحديثيّة ص ٨٦ قال :

ابن تيميّة عبدٌ خذله الله وأضلَّه وأعماه وأصمَّه وأذلَّه ، وبذلك صرَّح الأئمّة الَّذين بيَّنوا فساد أحواله ، وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتَّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد ابي الحسن السبكي ، وولده التاج والشيخ الإمام العزّ بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعيّة والمالكيّة والحنفيّة ، ولم يقصر اعتراضه على متأخِّري الصوفيّة بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما.

والحاصل : أن لا يُقام لكلامه وزنٌ ، بل يُرمى في كلِّ وعرٍ

١٩١

وحزن ، ويُعتقد فيه انَّه مبتدعٌ ضالٌّ مضلٌّ غال ، عامله الله بعدله ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله .. آمين.

إلى أن قال : إنَّه قائلٌ بالجهة وله في إثباتها جزءٌ ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسميّة والمحاذاة والاستقرار ، اي : فلعلّه في بعض الأحيان كان يصرّح بتلك اللوازم فنُسب إليه ، سيَّما وممّن نسب إليه ذلك من أئمَّة الإسلام المتَّفق على جلالته وإمامته وديانته ، وإنّه الثقة العدل المرتضى المحقِّق المدقِّق ، فلا يقول شيئاً إلّا عن تثبّت وتحقّق ومزيد احتياطٍ وتحرٍّ ، سيَّما إن نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره ، وردَّته ، وضلاله ، وإهدار دمه ... الكلام.

(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى

عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها

فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (الجاثية ٧ ، ٨)

١٩٢

فهرس المصادر

الاحسان بترتيب صحيح بن حبان ، علي بن بلبان ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، دار الكتب العالمية ، ط ١ ـ ١٩٨٧ م.

الاحتجاج ، احمد بن علي الطبري ، تحقيق محمد باقر الخرسان ، مشهد ـ ١٩٨١ م.

احقاق الحق ، نور الله المرعشي ، مع تعليقات شهاب الدين المرعشي ، نشر مكتبة المرعشي ، قم ـ ١٤٠٥ ه‍.

امالي الصدوق ، محمد بن علي الصدوق ، مؤسسة الأعلمي بيروت ، ط ٥ ـ ١٩٨٠ م.

الامامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق طه محمد الزيني ، مؤسسة الحلبي ـ مصر.

١٩٣

الباب الحادي عشر ، العلامة الحلي ، تحقيق مهدي محقق ، نشر مؤسسة مطالعات اسلامي دانشكاه مك كيل ، طهران ـ ١٣٦٥.

بحار الأنوار ، محمد باقر المجلسي ، مؤسسة الوفاء بيروت ، ط ٢ ـ ١٩٨٣.

البداية والنهاية ، ابن كثير الدمشقي ، دار الفكر بيروت.

تاريخ الاسلام ، الذهبي ، دار الكتاب العربي ، تحقيق عمر عبد السلام تدمري ، ط ١ ـ ١٩٨٧ م.

تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي ، دار الكتاب العربي ، تصحيح محمد سعيد العرفي.

تاريخ الخلفاء ، السيوطي ، دار الكتب العلمية بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٨ م.

تأويل الآيات الظاهرة ، علي الحسيني الاسترآبادي ، مؤسسة النشر ، ط ١ ـ ١٤٠٩ ه‍.

ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق ، ابن عساكر ، دار التعارف للمطبوعات ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، ط ١ ـ ١٩٧٥ م.

تفسير البحر المحيط ، محمد بن يوسف ابو حيان الاندلسي ، ط ٢ ـ ١٩٨٣.

تفسير العياشي ، محمد بن مسعود العياشي ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاتي.

تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير الدمشقي ، دار المعرفة بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٦ م.

تفسير القمي ، علي بن ابراهيم القمي ، تحقيق طيب الموسوي الجزائري ، ط ٣ ـ ١٤٠٤ ه‍.

١٩٤

تفسير الكشاف ، جار الله الزمخشري ، دار المعرفة بيروت.

التفسير الكبير ، فخر الدين الرازي ، ط ٣ بيروت.

تفسير نور الثقلين ، عبد علي العروسي الحويزي ، تحقيق هاشم الرسولي المحلاتي.

تقريب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ، دار الكتب الاسلامية ، ط ١ ، ١٣٩٣ ه‍.

تهذيب الاحكام ، محمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق حسن الخرسان ، دار الكتب الاسلامية ، ط ٣.

تهذيب تاريخ دمشق الكبير ، ابن عساكر ، تهذيب عبد القادر بدران ، دار احياء التراث ، ط ٣ ـ ١٩٨٧.

تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ، دار الفكر بيروت ، ط ١ ـ ١٩٨٤.

ثواب الاعمال ، محمد بن علي الصدوق ، تحقيق علي اكبر الغفاري ، مكتبة الصدوق ، طهران.

جامع الاصول ، ابن الاثير ، تحقيق عبد القادر الارناءوط.

الجامع الصغير في احاديث البشير النذير ، جلال الدين السيوطي ، دار الفكر ، ط ١ ـ ١٩٨١ م.

الجامع لاحكام القرآن ، القرطبي ، تحقيق احمد عبد العليم البرذوني ، دار احياء التراث بيروت.

الجرح والتعديل ، الرازي ، دار احياء التراث العربي ، اوفسيت حيدرآباد الركن ، ط ١ ـ ١٩٥٢ م.

الحكمة المتعالية ، صدر الدين محمد الشيرازي ، مكتبة المصطفوي ، قم.

١٩٥

حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، ابو نعيم الاصفهاني ، دار الكتاب العربي ، ط ٤ ـ ١٩٨٥ م.

خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، النسائي ، تحقيق احمد ميرين البلوشي ، ط ١ ـ ١٩٨٦.

الخصال ، محمد بن علي بن بابويه الصدوق ، تصحيح علي اكبر الغفاري ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤٠٣ ه‍.

الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، جلال الدين السيوطي ، اوفسيت مكتبة المرعشي ، قم ـ ١٤٠٤ ه‍.

ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، محب الدين الطبري ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ـ ١٩٨١.

روح المعاني ، محمود الآلوسي ، اوفسيت دار احياء التراث العربي.

سلسلة الينابيع الفقهية ، علي اصغر مرواريد ، مؤسسة فقه الشيعة ، الدار الإسلامية ، ط ١ ـ ١٩٩٠.

السنة ، ابن ابي عاصم ، المكتب الإسلامي ، ط ١ ـ ١٤٠٠ ه‍.

شرح المقاصد ، سعد الدين التفتازاني ، تحقيق عبد الرحمن عميرة ، ط ١ ـ ١٩٨٩.

شرح المواقف ، علي بن محمد الجرجاني ، مطبعة السعادة مصر.

شرح نهج البلاغة ، ابن ابي الحديد ، دار احياء الكتب العربية ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط ٢ ـ ١٩٦٧.

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، الحاكم الحسكاني ، مؤسسة الاعلمي ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، ط ـ ١٩٧٤.

علل الشرائع ؛ محمد بن علي بن بابويه الصدوق ، منشورات

١٩٦

المكتبة الحيدرية ، النجف ـ ١٩٦٦.

الغدير ، عبد الحسين احمد الأميني ، مطبعة الحيدري ، ط ٤ ـ ١٩٧٦.

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل البخاري ، دار احياء التراث بيروت.

الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيثمي ، دار الكتب العلمية بيروت ، ط ٣ ـ ١٩٩٣.

صحيح مسلم ، مسلم بن القشيري ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

الضعفاء الكبير ، محمد بن عمرو العقيلي ، دار الكتب العلمية ، تحقيق عبد المعطي امين قلعچي.

عبقات الانوار ، حامد حسين الكهنوي ، تحقيق غلام رضا البروجردي ، ط ١ ـ ١٤٠٤ ه‍.

عيون اخبار الرضا ، محمد بن علي الصدوق ، تحقيق مهدي اللاجوردي.

غاية المرام وحجة الخصام ، هاشم البحراني ، طبعة خالية عن المواصفات.

فتح الباري ، ابن حجر العسقلاني ، دار احياء التراث العربي ، ط ٤ ـ ١٩٨٨.

فتح القدير ، محمد بن علي الشوكاني ، دار المعرفة بيروت.

فرائد السمطين ، ابراهيم بن محمد الجويني ، مؤسسة المحمودي ، ط ١ ـ ١٩٧٨.

فضائل علي بن ابي طالب ، احمد بن حنبل ، طبعة خالية من المواصفات.

١٩٧

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتاب الستة ، الذهبي ، تحقيق عزت علي عطية وموسى محمد علي ، ط ١ ـ القاهرة ١٣٩٢ ه‍.

الكافي ، محمد بن يعقوب الكليني ، تحقيق علي أكبر الغفاري ، دار الكتب الإسلامية ، ١٣٩١ ه‍.

الكامل في التاريخ ، ابن الاثير. دار صادر بيروت ـ ١٩٧٩.

كنز العمال ، المتقي الهندي ، مؤسسة الرسالة ، تحقيق بكري حياني ، صفوة السقا ، ط ٥ ـ ١٩٨٥.

اللآلي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة ، السيوطي ، دار المعرفة بيروت ، ١٩٨٣.

لسان الميزان ، ابن حجر العسقلاني ، مؤسسة الأعلمي ، اوفسيت مطبعة دائرة المعارف النظامية ، ط ٣ ـ ١٩٨٦.

المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ، محمد بن حبان ، تحقيق محمد ابراهيم الزائد ، ط ١ ـ ١٣٩٦.

مصنفات الشيخ المفيد ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، ١٤١٣ ه‍.

مجمع البيان ، الفضل بن الحسن الطبرسي ، مطبعة العرفان صيدا ، نشر ١٣٣٣ ه‍.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، علي بن ابي بكر الهيثمي ، دار الكتاب العربي ، ط ٣ ـ ١٩٨٢.

المحاسن والمساوي ، ابراهيم بن محمد البيهقي ، دار احياء العلوم بيروت ، تحقيق محمد سويد ، ط ١ ـ ١٩٨٨.

مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر ، تحقيق روحية النحاس ،

١٩٨

ط ١ ـ ١٩٨٤.

المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري ، دار الحديث بيروت ، ١٩٧٨.

مسند ابي داود الطيالسي.

مسند ابي يعلى الموصلي.

مسند الامام الرضا ، جمع عزيز الله العطاردي ، نشر مؤتمر الإمام الرضا ـ مشهد.

مسند أحمد بن حنبل ، دار صادر بيروت.

مصابيح السنة ، البغوي ، دار المعرفة بيروت ، تحقيق يوسف المرعشي.

المصنف في الاحاديث والآثار ، ابي بكر بن ابي شيبة ، دار السلفية ، تحقيق مختار احمد الندوي ، ط ١ ـ ١٩٨٢.

معاني الاخبار ، محمد بن علي الصدوق ، تصحيح علي أكبر الغفاري ، مؤسسة النشر ، ١٣٧٩.

المعجم الاوسط ، الطبراني ، تحقيق الطحان.

المعجم الصغير ، الطبراني ، دار الكتب العلمية ، ١٩٨٣.

المعجم الكبير ، الطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.

معرفة علوم الحديث ، الحاكم النيسابوري ، تحقيق معظم حسين ، ام ـ اي ، دي ـ فيل اكسن ، ط ٢ ـ ١٩٧٧.

المغني في الضعفاء ، الذهبي ، تحقيق نور الدين عنتر.

المقنعة ، محمد بن محمد بن النعمان المفيد ، مؤسسة النشر الإسلامي ، ١٤١٠ ه‍.

من لا يحضره الفقيه ، محمد بن علي الصدوق ، تصحيح علي اكبر

١٩٩

الغفاري ، مؤسسة النشر الاسلامي ، ط ٢ ـ ١٤٠٤ ه‍.

المناقب ، الموفق بن احمد الخوارزمي ، تحقيق مالك المحمودي ، ط ٢ ـ ١٤١١ ه‍.

مناقب آل ابي طالب ، ابن شهرآشوب ، تحقيق يوسف البقاعي ، ط ٢ ـ ١٩٩١ م.

مناقب الامام علي بن ابي طالب ، ابن المغازلي ، تحقيق محمد باقر البهبودي ، ١٩٨٣.

منهاج السنة النبوية ، ابن تيمية ، تحقيق محمد رشاد سالم ، جامعة الامام محمد بن سعود.

الموضوعات ، عبد الرحمن بن الجوزي ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان ، ط ١ ـ ١٣٨٦.

ميزان الاعتدال ، الذهبي ، دار المعرفة ، تحقيق علي محمد البجاوي.

الناسخ والمنسوخ ، في القرآن الكريم ، ابو جعفر النحاس ، مؤسسة الكتب الثقافية ، ط ١ ـ ١٩٨٩.

نظرة في البداية والنهاية ، عبد الحسين احمد الأميني ، اعداد احمد الكناني.

وسائل الشيعة ، محمد بن الحسن الحر العاملي ، مؤسسة آل البيت ، ط ١ ـ ١٤١٢.

ينابيع المودة ، القندوزي ، مؤسسة الاعلمي ، اوفسيت استانبول.

٢٠٠