نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

العلامة الأميني

نظرة في كتاب منهاج السنّة النبويّة لابن تيميّة الحرّاني

المؤلف:

العلامة الأميني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٠٠

١٣٠٤ ، في تقريب المرام في شرح تهذيب الكلام للتفتازاني ٢ / ٣٢٩ ط مصر ، وتكلّم فيه كبقية المتكلّمين مخبتاً إلى اتفاق المفسرين على أنّها نزلت في أمير المؤمنين (١).

وأمّا الكلام في الدلالة فلا يخالج الشك فيها أيَّ عربي صميم مهما غالط وجدانه ، وإنّما الخلاف فيها نشأ من الدخلاء المتطفلين على موائد العربية ، وبسط القول يتكفله كتب أصحابنا في التفسير والكلام (٢).

لفظ الحديث

عن أنس بن مالك انَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول : مَن يُقرض الملي الوفي وعليٌّ عليه‌السلام راكعٌ يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.

__________________

(١) توجد ترجمة كثير من هؤلاء الاعلام في الجزء الاول من كتابنا ، راجع باعتبار القرون «المؤلف».

(٢) تفسير القمي ١ / ١٧٠ ، تفسير العياشي ١ / ٣٢٧ ، مجمع البيان ٣ / ٢١٠ ، تأويل الآيات الظاهرة ، البرهان في تفسير القرآن ٢ / ٣١٦ ، نور الثقلين ١ / ٤٥.

وانظر ايضاً مسار الشيعة : ٥٨ ، الاحتجاج : ٤٥٠ ، مصباح المتهجد : ٧٠٣ ، امالي الصدوق : المجلس ٢٦ ص ١٠٩ ، غاية المرام : ١٠٩ ، مناقب آل ابي طالب ٣ / ٥ ، احقاق الحق ٢ / ٣٩٩ (بتعليق السيد شهاب الدين المرعشي).

٦١

قال رسول الله : يا عمر وجبت.

قال : بأبي أنت واميِّ يا رسول الله ما وجبت؟

قال : وجبت له الجنَّة ، والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كلِّ ذنب ومن كلِّ خطيئة.

قال : فما خرج أحدٌ من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ.)

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول :

ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكلّ بطيءٍ في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحي والمحبّين ضائعاً؟

وما المدح في ذات الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكعٌ

فدتك نفوس القوم يا خير راكعِ

بخاتمك الميمون يا خير سيدٍ

ويا خير شارٍ ثمَّ يا خير بائعِ

فأنزل الله فيك خير ولايةٍ

وبيّنها في محكمات الشرائعِ

٦٢

وهناك الفاظ اخرى نقتصر على هذا روماً للاختصار ، وقد أسلفناه بلفظ ابي ذرّ ج ٢ ص ٥٢ (١).

اشكال مزيَّف

قال السيد حميد الدين عبد الحميد الآلوسي في كتابه نثر اللآلي على نظم الأمالي : ١٦٩ عند ذكره آية الولاية : انّ الآية ليس نزولها في حقّ علي خاصة كما زعموا ، بل نزلت في المهاجرين والأنصار ،

__________________

(١) أخرج ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره عن ابي ذر قال : اما إني صلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً من الايام الظهر فسأل سائلٌ في المسجد فلم يُعطه أحد شيئاً ، فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد نبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يُعطني احد شيئاً ، وكان علي رضى الله عنه في الصلاة راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم ، فاقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأى من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طرفهُ الى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من اهلي هارون أخي اشدد به أزري واشركه في امري ، فأنزلت عليه قرآناً : «سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون اليكما». اللهم واني محمد نبيك وصفيّك اللهم واشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري.

قال ابو ذر رضى الله عنه : فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه‌السلام من عند الله عزوجل وقال : يا محمد اقرأ «انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ...». «المؤلف رحمه‌الله».

رواية ابي ذر هذهِ أخرجها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ، ونقلها عنهُ بألفاظها ابن شهر أشوب في مناقب آل أبي طالب ٣ / ٦.

٦٣

وهو من جملتهم ، فإنّ قوله : الّذين صيغة جمع فلا يكون عليّ هو المراد وحده.

قال الأميني : كأنَّ الرجل يضرب في قوله هذا على وتر ابن كثير الدمشقي ، وينسج على نوله ، ويمتح من قليبه ، حيث قال في تاريخه حول الآية كما يأتي بُعيد هذا (١) : ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيّته ...

وقد عزب عن المغفلين أنّ إصدار الحكم على الجهة العامة ، بحيث يكون مصبّه الطبيعة ـ حتّى يكون ترغيباً في الاتيان بمثله ، أو تحذيراً عن مثله ـ ثُمَّ تقييد الموضوع بما يُخصّصه بفرد معين حسب الانطباق الخارجي أبلغ وآكد في صدق القضية من توجيهه إلى ذلك الفرد رأساً ،

وما أكثر له من نظير في لسان الذكر الحكيم وإليك نماذج منه :

١ ـ (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) (آل عمران : ١٨١).

ذكر الحسن : انّ قائل هذه المقالة هو حيي بن أخطب.

وقال عكرمة ، والسدى ، ومقاتل ، ومحمّد بن إسحاق : هو فنحاص بن عازوراء.

__________________

(١) عند البحث عن مخاريق كتابه البداية والنهاية «المؤلف رحمه‌الله».

تقدّم منا تحقيق هذا الرد ونشره في رسالة مفردة.

٦٤

وقال الخازن : هذه المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من اليهود لكنّهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى جميعهم.

راجع تفسير القرطبي ٤ / ٢٩٤ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٣٤ ، تفسير الخازن ١ / ٣٢٢.

٢ ـ (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) (التوبة : ٦١).

نزلت في رجل من المنافقين إمّا في الجلاس بن سويد ، أو : في نبتل بن الحرث أو : عتاب بن قشير.

راجع تفسير القرطبي ٨ / ١٩٢ ، تفسير الخازن ٢ / ٢٥٣ ، الإصابة ٣ / ٥٤٩.

٣ ـ (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) (النور : ٣٣).

نزلت في صبيح مولى حويطب بن عبد العزّى ، قال : كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة ، ففيَّ انزلت والذين يبتغون الكتاب.

اخرجه ابن مندة ، وابو نعيم ، والقرطبي كما في تفسيره ١٢ / ٢٤٤ ، اسد الغابة ٣ / ١١ ، الإصابة ٢ / ١٧٦.

٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) (النساء : ١٠).

٦٥

قال مقاتل بن حبّان : نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني.

تفسير القرطبي ٥ / ٥٣ ، الإصابة ٣ / ٣٩٧.

٥ ـ (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ...) (الممتحنة : ٨).

نزلت في أسماء بنت أبي بكر ، وذلك : انّ امّها قتيلة بنت عبد العزّى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي مشركة ، فقالت أسماء : لا أقبل منك هديَّة ، ولا تدخلي عليّ بيتاً حتّى استأذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فأمرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديَّتها وتكرمها وتحسن إليها.

اخرجه البخاري ، ومسلم ، وأحمد ، وابن جرير ، وابن ابي حاتم ، كما في تفسير القرطبي ١٨ / ٥٩ ، تفسير ابن كثير ٤ / ٣٤٩ ، تفسير الخازن ٤ / ٢٧٢ (١).

٦ ـ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ ...) (المائدة : ٤١).

__________________

(١) أخرجه بألفاظه الامام أحمد في المسند ٤ / ٤.

وقريب من ذلك ما رواه البخاري في الصحيح باب الهدية للمشركين ٣ / ٢٠١ ، وفي الآداب باب صلة الوالد المشرك ٨ / ٥.

واخرجه مسلم في باب فضل الصدقة والنفقة على الأقربين ٢ / ٦٩٦ ح ١٠٠٤ والحديث بهذه الالفاظ في مسند احمد ٦ / ٣٤٤ ، ٣٤٧.

٦٦

ذكر المكي في تفسيره : انّها نزلت في عبد الله بن صوريا.

تفسير القرطبي ٦ / ١٧٧ ، الإصابة ٢ / ٣٢٦.

٧ ـ (قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) (البقرة : ١١٨).

نزلت في رافع بن حريملة ، وأخرج محمّد بن اسحاق عن ابن عباس قال : قال رافع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل للهِ فيكلّمنا حتّى نسمع كلامه.

فأنزل الله في ذلك الآية.

تفسير ابن كثير ١ / ١٦١.

٨ ـ (الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) (النحل : ٤١).

اخرج ابن عساكر في تاريخه ٧ / ١٣٣ من طريق عبد الرزاق ، عن داود بن ابي هند : انّ الآية نزلت في ابي جندل بن سهيل العامري.

وذكره القرطبي في تفسيره ١٠ / ١٠٧ من جملة الأقوال الواردة فيها.

٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ ...) (فاطر : ٢٩).

٦٧

نزلت في حصين بن المطلب بن عبد مناف كما في الإصابة ١ / ٣٣٦.

١٠ ـ (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) السورة.

عن ابيّ بن كعب قال : قرأت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سورة والعصر فقلت : يا رسول الله بأبي وأُمّي أفديك ما تفسيرها؟

قال : والعصر قسمٌ من الله بآخر النهار ، إنَّ الإنسان لفي خسر : ابو جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا : ابو بكر الصدّيق. وعملوا الصالحات : عمر بن الخطاب. وتواصوا بالحقّ : عثمان بن عفان. وتواصوا بالصبر علي بن ابي طالب. الرياض النضرة ١ / ٣٤.

قال الأميني : نحن لا نصافق القوم على هذه التأويلات المحرَّفة المزيَّفة ، غير أنّا نسردها لإقامة الحجَّة عليهم بما ذهبوا إليه.

١١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ) (آل عمران : ٧٧).

نزلت في عيدان بن أسوع الحضرمي ، قال مقاتل في تفسيره. الإصابة ٣ / ٥١.

١٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء : ٥٩).

أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير ٧ / ٦٠ ، وأحمد

٦٨

في مسنده : ٣٣٧ ، ومسلم في صحيحه كما في تاريخ بن عساكر ٧ / ٣٥٢ ، وتفسير القرطبي ٥ / ٢٦٠ ، وغيرهم : انّها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي.

١٣ ـ (يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا) (آل عمران : ١٥٤).

القائل هو عبد الله بن ابي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الآية.

واخرج ابن ابي حاتم عن طريق الزبير : انّها نزلت في معتب بن قشير.

تفسير القرطبي ٤ / ٢٦٢ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤١٨ ، تفسير الخازن ١ / ٣٠٦.

١٤ ـ (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) (آل عمران :

١٧٣).

المراد من الناس الأوَّل هو نعيم بن مسعود الأشجعي.

قال النسفي في تفسره (١) هو جمعٌ اريد به الواحد ، أو : كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه.

__________________

(١) المطبوع بهامش تفسير الخازن ١ / ٣١٨ «المؤلف رحمه‌الله».

٦٩

وقال الخازن : فيكون اللفظ عامّاً اريد به الخاصّ.

واخرج ابن مردويه باسناده عن ابي رافع انّ النبيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجّه عليّاً في نفر معه في طلب ابي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال : إنَّ القوم قد جمعوا لكم ، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فنزلت فيهم هذه الآية.

تفسير القرطبي ٤ / ٢٧٩ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٣٠ ، تفسير الخازن ١ / ٣١٨.

١٥ ـ (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) (النساء : ١٧٦).

نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري. وهو المستفتي ، وكان يقول : انزلت هذه الآية فيَّ.

تفسير القرطبي ٦ / ٢٨ ، تفسير الخازن ١ / ٤٤٧ ، تفسير النسفي هامش الخازن ١ / ٤٤٧.

١٦ ـ (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ...) (البقرة : ٢١٥).

نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال فقال : يا رسول الله بما ذا نتصدَّق؟ وعلى من نُنفق؟ فنزلت الآية.

تفسير القرطبي ٣ / ٣٦ ، تفسير الخازن ١ / ١٤٨.

١٧ ـ (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) (١).

__________________

(١) الانعام : ٢٦.

٧٠

ذهب القوم إلى انَّها نزلت في أبي طالب.

وقد فصَّلنا القول فيها في الجزء الثامن ص ٣ : ٨ (١).

__________________

(١) أخرج الطبري وغيره من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس انهُ قال : إنّها نزلت في أبي طالب ، ينهى عن أذى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يؤذى ، وينأى ان يدخل في الاسلام. تاريخ الطبري ٧ / ١١٠ ، تفسير ابن كثير ٢ / ١٢٧ ، الكشاف ١ / ٤٤٨ ، طبقات ابن سعد ١ / ١٠٥.

وقال القرطبي : هو عام في جميع الكفّار اي ينهون عن اتّباع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وينأون عنهُ.

وقيل هو خاص بأبي طالب ينهى الكفار ويتباعد من الايمان بهِ ٦ / ٤٠٦.

قال الاميني : نزول هذهِ الآية في أبي طالب باطلٌ لا يصح من شتى النواحي :

١ ـ إرسال حديثهُ بمن بين حبيب بن ابي ثابت وابن عباس.

٢ ـ ان حبيب بن ثابت انفرد به ولم يرده أحدٌ غيره ، ولا يمكن المتابعة على ما يروه ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبان : إنّهُ كان مدلساً ، والعقيلي : غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها. التهذيب ٢ / ١٧٩.

ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري ولا نؤاخذه بقول من قال : انهُ يدسّ ويكتب عن الكذّابين. ميزان الاعتدال ١ / ٣٩٦.

٣ ـ ان الثابت عن ابن عباس بعدّة طرق مسندة يضاد هذه المزعمة. ففيما رواه الطبري ، وابن المنذر ، وابن ابي حاتم ، وابن مردويه من طريق علي بن ابي طلحة. وطريق العوفي عنهُ انها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وينأون عنهُ. تفسير الطبري ٧ / ١٠٩ ، الدر المنثور ٣ / ٨ ، ٩ ، تفسير الآلوسي ٧ / ١٢٦.

٤ ـ سياق الآيات الكريمة الدال على ذم اناس ايحاء كانت سيرتهم سيئة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم متلبسون بها عند نزول الآية كما هو صريح الخبر المنقول عن القرطبي وان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر ابا طالب بنزول الآية.

٧١

١٨ ـ (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) (المجادلة : ٢٢).

نزلت في ابي عبيدة الجرّاح حين قتل أباه يوم بدر. أو : في عبد الله بن ابيّ.

تفسير القرطبي ١٧ / ٣٠٧ ، نوادر الاصول للحكيم الترمذي : ١٥٧.

١٩ ـ (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ...) (التوبة : ١٠٣).

نزلت في ابي لبابة الأنصاري خاصّة.

تفسير القرطبي ٨ / ٢٤٢ ، الروض الانف ٢ / ١٩٦.

٢٠ ـ (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) (التوبة : ٦٢).

إنّ رجلاً من المنافقين قال : والله إنَّ هؤلاء لخيارنا وأشرافنا ، وإن كان ما يقول محمَّدٌ حقّاً لهم شرٌّ من الحمير. فسمعها رجلٌ من المسلمين فقال : والله إنَّ ما يقول محمَّدٌ لحقٌّ ولأنت أشرّ من الحمار.

فسعى بها الرجل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فأرسل إلى الرَّجل

__________________

وقد تنبه لذلك المفسرون فلم يقيموا للقول بنزولها في ابي طالب وزناً ، فمنهم من عزاه الى القيل ، وجعل آخرون خلافهُ اظهر. ورأى غير واحد خلافهُ أشبه «المؤلف رحمه‌الله».

٧٢

فدعا ، فقال : ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله بأنّه ما قال ذلك ، وجعل الرَّجل المسلم يقول : اللهمّ صدِّق الصادق ، وكذّب الكاذب. فأنزل الله الآية.

تفسير القرطبي ٨ / ١٩٣ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣٦٦.

[الملازمة بين اثبات ايمان عليّ وايمان غيره من الصحابة والتابعين]

١٢ ـ قال : إنّ الرافضي لا يُمكنه أن يُثبت ايمان عليٍّ وعدالته وانَّه من أهل الجنّة فضلاً عن إمامته ، إن لم يُثبت ذلك لابي بكر وعمر وعثمان ، وإلّا فمتى أراد إثبات ذلك لعليٍّ وحده لم تُساعده الأدلَّة ، كما أنَّ النصرانيَّ إذا أراد إثبات نبوَّة المسيح دون محمَّد لم تساعده الأدلَّة ، ج ١ / ١٦٢ (١).

وقال ص ١٦٣ : الرافضة تعجز عن إثبات ايمان عليّ وعدالته مع كونهم على مذهب الرافضة ، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنّة ، فإن احتجّوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده فقد

__________________

(١) منهاج السنة ٢ / ٥٨.

٧٣

تواتر ذلك عن هؤلاء ، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني اميّة وبني العبّاس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم لِلكفّار (١).

ج ـ ما عشت أراك الدهر عجبا.

ليت شعري متى احتاج ايمان عليّ وعدالته إلى البرهنة؟! ومتى كفر هو حتّى يؤمن؟ وهل كان في بدء الإسلام للنبي أخٌ ومؤازرٌ غيره؟! على حين انَّ من سمّاهم لم يسلموا بعدُ ، وهل قام الإسلام إلّا بسيفه وسنانه؟! وهل هزمت جيوش الشرك إلّا صولته وجولته؟! وهل هتك ستور الشّبه والإلحاد غير بيانه وبرهانه؟! وهل طهَّر الله الكعبة البيت الحرام عن دنس الأوثان إلّا بيده الكريمة؟! وهل طهَّر الله في القرآن الكريم بيتاً عن الرِّجس غير بيت هو سيِّد أهله بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! وهل كان أحدٌ نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غيره بنصّ الذِّكر الحكيم؟! وهل أحدٌ شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ليلة المبيت غيره؟! وهل أحدٌ من المؤمنين أولى بهم من أنفسهم كرسول الله غيره؟! لاها الله.

إنّ احاديث الشيعة في كلِّ هذه متواترة وهي التي ألزمتهم بالاخبات إلى هذه المآثر كلّها غير أنَّهم إذا خاصموا غيرهم احتجّوا بأحاديث أهل السنَّة ؛ لأنّ الحجَّة تجب أن تكون ملزمةً

__________________

(١) المصدر السابق ٢ / ٦٢.

٧٤

للخصم من دون حاجة لهم إليها في مقام الثبوت ، وهذا طريق الحجاج المطّرد لا ما يراه علماء القوم فإنّهم بأسرهم يحتجّون في كلِّ موضوع بكتب أعلامهم وأحاديثهم ، وهذا خروجٌ عن اصول الحجاج والمناظرة.

وليتني أدري ما الملازمة بين ايمان عليٍّ وعدالته وايمان من ذكرهم ، هل يحسبهم وعليّاً أمير المؤمنين نفساً واحدة لا يُتصوّر التبعيض فيها؟! أو يزعم أنَّ روحاً واحدة سرت في الجميع فأخذت بمفعولها من ايمان وكفر؟!

وهل خفيت هذه الملازمة المخترعة وليدة ابن تيميّة على الصحابة ، والتابعين الشيعيّين ، وبعدهم على أئمة الشيعة ، وعلمائهم ، وأعلامهم في القرون الخالية في حجاجهم ، ومناشداتهم ، ومناظراتهم المذهبيَّة المتكثِّرة في الأندية والمجتمعات؟! أو ذهل عنها مخالفوهم في الذبِّ عنهم والمدافعة عن مبدئهم؟!.

لم يكن ذلك كلّه ، ولكن يروق الرجل أن يشبِّه الرافضة بالنصارى ، ويقرن بين ايمان عليٍّ عليه‌السلام وايمان معاوية الدهاء ، ويزيد الفجور ؛ والماجنين من جبابرة بني اميّة ، والمتهتِّكين من العبّاسيِّين ، وهذا مبلغ علمه ودينه وورعه وأدبه.

[الشيخ نصير الدين الطوسي]

١٣ ـ وفي ج ٢ ص ٩٩ قذف شيخ الامة نصير الملّة والدين

٧٥

الطوسي ، وأتباعه ، والرافضة كلّهم بأنواع من التهتّك والاستهتار من إضاعة الصَّلوات ، وارتكاب المحرَّمات واستحالها ، وعدم التجنّب عن الخمر والفواحش حتّى في شهر رمضان ، وتفضيل الشرك بالله على عبادة الله ، ويراها حال الرافضة دائماً.

إلى غيرها ممّا علمت البحّاثة أنّها أكاذيب وطامّات اريد بها إشاعة الفحشاء في الّذين آمنوا بتشويه سمعتهم ، والله تعالى هو الحَكم الفصل يوم تُنصب الموازين ، ويُسأل كلّ أحدٍ عمّا لفظه من قول ، وما يلفظ من قول إلّا لديه رقيبٌ عتيدٌ (١).

[الموقف من اصحاب الردَّة]

١٤ ـ قال : أشهر الناس بالردَّة خصوم ابي بكر الصدِّيق رضى الله عنه وأتباعه كمسيلمة الكذّاب وأتباعه وغيرهم ، وهؤلاء تتولّاهم الرافضة كما ذكر في غير واحد من شيوخهم مثل هذا الإماميّ ـ يعني العلّامة الحلّي ـ وغيره ويقولون : إنّهم كانوا على الحقِّ وان

__________________

(١) منهاج السنة ٣ / ٤٤٥ ـ ٤٥٠ ، الوجه الثاني من الوجوه التي اقامها للرد على العلامة الحلي عند استدلاله بقول الشيخ نصير الدين الطوسي وروايته حديث «ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة» الّا انهُ ضمّن هذا الوجه سيل من الشتائم كما نقل المؤلف رحمه‌الله بعضاً منها.

٧٦

الصدّيق قاتلهم بغير حقٍّ ٢ ص ١٠٢ (١).

ج ـ ليت هناك مسائلٌ هذا الرَّجل عمّن أخبره بتولّي الرافضة لمسيلمة ونظرائه ، وهم لا يفتئون يُسمّونه بالكذّاب ، ويروون الفضائح من أعماله ، وكتبهم مفعمةٌ بمخاريقه ، وهم لا يحصرون النبوَّة إلّا بخاتمها محمّد سيِّد الأنبياء صلوات الله عليه وآله وعليهم ، ويكفِّرون مَن يدَّعيها غيره.

وليته دلَّنا على أولئك الشيوخ الّذين نقل عنهم ذلك القول المائن ، أوَهل شافهوه بعقيدتهم؟! فلِمَ لم يذكر أسماءهم؟! ولِمَ لم يسمّ أشخاصهم؟! على أنَّه غير مؤتمن في النقل عنهم ، وهو لا يزال يتحرّى الوقيعة فيهم. أو انّه وجده في كتبهم؟! فما هي تلك الكتب؟! وأين هي؟! ولمن هي؟!

وأما شيخهم الأكبر العلّامة الحلّي فهذه كتبه الكلاميَّة وفي العقائد بين مخطوط ومطبوع ففي أيٍّ منها توجد هذه الفرية؟! نعم لا توجد إلّا في علبة عداء ابن تيميَّة ، وفي عيبة مخازيه ، أو في كتاب مفترياته اللهمَّ إليك المشتكى.

[نزول (هل أتى) في أهل البيت]

١٥ ـ قال : ذكر ـ العلّامة الحلّي ـ أشياء من الكذب

__________________

(١) المصدر السابق ٣ / ٤٥٨.

٧٧

تدلُّ على جهل ناقلها مثل قوله : نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى ، فإنَّ هل أتى مكيَّةٌ باتِّفاق العلماء ، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة ، وولد الحسن والحسين بعد نزول هل أتى ، فقوله : «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الأخيار. ٢ ص ١١٧ (١).

ج ـ إنَّ الرجل لا ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ في الفِرَق ، جاهلٌ في السيرة ، جاهلٌ في الأحكام ، جاهلٌ في الحديث ، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس ، وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ ج ١ ص ٢٥٥ ـ ٢٥٨ (٢).

__________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٢٠.

(٢) وإليك نص ما جاء هناك :

١ ـ سورة العنكبوت ، مكيّة الّا عشرة آيات من أوّلها.

تفسير الطبري ٢٠ / ٨٦ ، تفسير القرطبي ١٣ / ٣٢٣ ، السراج المنير للشربيني ٣ / ١١٦.

٢ ـ سورة الكهف ، مكيّة الّا سبع آيات من اولها ، وقوله «واصبر نفسك ...».

تفسير القرطبي ١٠ / ٣٤٦ ، اتقان السيوطي ١ / ١٦.

٧٨

__________________

٣ ـ سورة هود ، مكيّة الّا قوله : «واقم الصلاة طرفي النهار ...» كما في تفسير القرطبي ٩ / ١ ، وقوله : «فلعلّك تارك بعض ما يوحى اليك» كما في السراج المنير ٢ و ٤٠.

٤ ـ سورة مريم ، مكيّة الّا آية السجدة ، وقوله : «وان منكم إلّا واردها» كما في اتقان السيوطي ١ / ١٦.

٥ ـ سورة الرعد ، مكيّة الّا قوله : «ولا يزال الذين كفروا ..» ، وبعض آيها الاخر أو بالعكس كما نص به القرطبي في تفسيره ٩ / ٢٧٨. والرازي في تفسيره ٦ / ٢٥٨ ، والشربيني في تفسيره ٢ / ١٣٧.

٦ ـ سورة إبراهيم ، مكيّة إلّا قوله : «ألم تر الى الذين بدّلوا نعمة الله» الآيتين نصّ عليهما القرطبي عن تفسيره ٩ / ٣٣٨ ، والشربيني في السراج المنير ٣ / ١٥٩.

٧ ـ سورة الإسراء ، مكية الّا قوله : «وان كادوا ليستفزّونك من الارض ..» الى قوله : «واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً» كما في تفسير القرطبي ١٠ / ٢٠٣. والرازي ٥ / ٥٤٠ ، والسراج المنير ٢ / ٢٦١.

٨ ـ سورة الحج ، مكيّة الّا قوله : «ومن الناس من يعبد الله على حرف» كما في تفسيري القرطبي ١٢ / ١ الرازي ٦ / ٢٠٦ ، والسراج المنير ٢ / ٥١١.

٩ ـ سورة الفرقان ، مكيّة الّا قوله : «والّذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ...» كما في تفسير القرطبي ١٣ / ١ ، والسراج المنير ٢ / ٦١٧.

١٠ ـ سورة النمل ، مكيّة إلّا قوله : «وإن عاقبتم فعاقبوا ...» الى آخر السورة. نص بذلك القرطبي في تفسيره ١٥ / ٦٥ ، والشربيني في تفسيره ٢ / ٢٠٥.

١١ ـ سورة القصص ، مكيّة الّا قوله : «الذين آتيناهم الكتاب من قبله».

وقيل : الّا آية : «إن الذي فرض عليك القرآن ...» كما في تفسير القرطبي ١٣ / ٢٤٧ ، والرازي ٦ / ٥٨٥.

١٢ ـ سورة المدثّر ، مكيّة غير آية من آخرها على ما قيل كما في تفسير

٧٩

__________________

الخازن ٤ / ٣٤٣.

١٣ ـ سورة القمر ، مكيّة الّا قوله : «سيهزم الجمع ويولّون الدُّبر ، قاله الشربيني في السراج المنير ٤ / ١٣٦.

١٤ ـ سورة الواقعة ، مكيّة الّا اربع آيات كما في السراج المنير ٤ / ١٧١.

١٥ ـ سورة المطففين ، مكيّة الّا الآية الاولى ، ومنها انتزع اسم السورة كما اخرجه الطبري في ٣٠ / ٥٨ من تفسيره.

١٦ ـ سورة الليل ، مكيّة الّا اوّلها ، ومنها اسم السورة كما في الاتقان ١ / ١٧.

١٧ ـ سورة يونس ، مكيّة الّا قوله : «وإن كنت في شك» الآيتين او الثلاث او قوله : «ومنهم من يؤمن به ...» كما في تفسير الرازي ٤ / ٧٧٤ ، واتقان السيوطي ١ / ١٥ ، وتفسير الشربيني ٢ / ٢.

* * *

كما ان غير واحد من السور المدنية فيها آيات مكيّة :

منها : سورة المجادلة ، فانها مدنية الّا العشر الاول ، ومنها تسمية السورة كما في تفسير ابي السعود في هامش ج ٨ من تفسير الرازي ص ١٤٨ ، والسراج المنير ٤ / ٢١٠.

ومنها : سورة البلد ، مدنية الّا الآية الاولى «وبها تسميتها بالبلد» الى غاية الآية الرابعة كما قيل في الاتقان ١ / ١٧.

وسور اخرى لا نطيل بذكرها المجال.

* * *

على ان من الجائز نزول الآية مرتين كآيات كثيرة نص العلماء على نزولها مرّة بعد اخرى عظة وتذكيراً ، او اهتماماً بشأنها ، أو اقتضاء موردين لنزولها غير مرّة ، نظير البسملة ، واول سورة الروم ، وآية الروح ، وقوله «ما كان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين» ، وقوله : «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به» الى آخر النحل ، وقوله «من كان عدوا الله ...» ، وقوله «أقم الصلاة

٨٠