تراثنا ـ العددان [ 63 و 64 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 63 و 64 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

في بعض المواضع بما لا يليق ، فمثلاً وصفه الذهبي في موضع بـ «الخساف المتهّور»! (١) وبـ «الخساف المتفاصح» (٢).

١٠ ـ أبو الفتح الأزدي (٣٧٤) :

ومنهم : أبو الفتح محمّـد بن الحسين الأزدي الموصلي ، ذكره الذهبي ووصفه بـ «الحافظ البارع ، صاحب كتاب الضعفاء» ثمّ قال بترجمته : «قلـت : وعليـه في كـتابه في الضعفـاء مؤاخـذات ، فإنّـه ضعَّـف جمـاعةً بلا دليل ، بل قد يكون غيره قد وثّقهم» (٣).

وقال ابن حجر ـ بالرغم من اعتماده على آرائه في مواضع كثيرة ـ معلّقاً على طعنه في أحـد رجال البخاري : «قد قدّمت غيـر مرّة أنّ الأزدي لا يعتبر تجريحه ، لضعفه هو» (٤).

١١ ـ الدارقطني (٣٨٥) :

ومنهم : أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي. قال الذهبي : «الدارقطني الإمام الحافظ المجوِّد ، شيخ الإسلام ، علم الجهابذة» .. «كان من بحور العلم ومن أئمّة الدنيا ، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله».

ثمّ نقل عن الخطيب : «حدّثني حمزة بن محمّـد بن طاهر : أنّ

___________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٦٧.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٨.

(٤) مقدّمة فتح الباري : ٤٣٠.

٤١

الدارقطني كان يحفظ ديوان السـيّد الحميري ، فنُسب لذا إلى التشيّع» (١).

أقـول :

أكان يحفظ شعر السـيّد الحميري ، الذي هو من أبدع مدائح أهل البيت ، وأقوى الأشعار في مناقبهم الدالّة على أفضليّتهم ، ولذا وُصف بـ «الرافضي الجلد» (٢) لجودته الشعريّة فقط؟! ومن غير قبول للمعاني المشتمل عليها؟!

لا أحد يصدِّق بهذا أبداً .. ولذا نُسـب إلى التشـيّع!!

١٢ ـ ابن حزم (٤٥٦) :

ومنهم : علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، فإنّهم ينقلون عنه كثيراً ويقبلون قوله في الرجال والحديث.

وقد جاء بترجمته (٣) : «كان ممّا يزيد في شنآنه تشيّعه لأُمراء بني أُميّة ماضيهم وباقيهم ، واعتقاده بصّحة إمامتهم ، حتّى نُسب إلى النصْب».

«وقد امتُحن لتطويل لسانه في العلماء ، وشُرّد عن وطنه».

«قال أبو العبّاس ابن العريف : كان لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقين».

وقال ابن حجر : «كان واسع الحفظ جدّاً ، إلاّ أنّه لثقته بحافظته كان يهجم ، كالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الرواة ، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة. وقد تتبّع كثيراً منها الحافظ قطب الدين الحلبي ثمّ المصري

___________

(١) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ٨ / ٤٤.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٨٤.

٤٢

من المحلّى خاصّةً ، وسأذكر منها أشياء ...» (١).

١٣ ـ ابن الجوزي (٥٩٧) :

ومنهم : أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ، له كتاب في «الضعفاء» وكتاب الموضوعات وكتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية.

قال الذهبي بترجمة أبان بن يزيد العطّار : «قد أورده العلاّمة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء ، ولم يذكر فيه أقوال من وثّقه ، وهذا من عيوب كتابه ، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق» (٢).

وقال ابن حجر بترجمة ثمامة بن الأشرس بعد ذِكر قصّة : «دلّت هذه القصّة على أنّ ابن الجوزي حاطب ليلٍ لا ينتقد ما يحدّث» (٣).

وقال الذهبي بترجمته عن الموقاني : «وكان كثير الغلط في ما يصنّفه ، فإنّه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره» قال الذهبي : «قلت : له وهم كثير في تواليفه» (٤).

وقال السيوطي : «قال الذهبي في التاريخ الكبير : لا يوصف ابن الجوزي بالحفـظ عندنا باعتبار الصنعة ، بل باعتبار كثرة اطّلاعه وجمـعه» (٥).

وقال السيوطي في تعقيباته : «واعلم أنّه جرت عادة الحفّاظ كالحاكم

___________

(١) لسان الميزان ٤ / ٢٤٠ الطبعة الحديثة.

(٢) ميزان الاعتدال ١ / ١٦.

(٣) لسان الميزان ٢ / ٨٣ الطبعة القديمة.

(٤) تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٣٤٧.

(٥) طبقات الحفّاظ : ٤٨٠.

٤٣

وابن حِبان والعقيلي وغيرهم أنهم يحكمون على حديثٍ بالبطلان من حيثيّة سندٍ مخصوص ، لكون راويه اختلق ذلك السند لذلك المتن ، ويكون ذلك المتن معروفاً من وجهٍ آخر ، ويذكرون ذلك في ترجمة ذلك الراوي يجرحونه به ، فيغترّ ابن الجوزي بذلك ويحكم على المتن بالوضع مطلقاً ويورده في كتاب الموضوعات ، وليس هذا بلائق ، وقد عاب عليه الناس ذلك ، آخرهم الحافظ ابن حجر».

١٤ ـ الذهبي (٧٤٨) :

ومنهم : شمس الدين أحمد بن عثمان الذهبي ، صاحب المصنّفات الرجالية والتاريخية الكثيرة ، فإنّه الذي يرجع إليه في القرون الأخيرة ، وعلى كتبه يعتمد الباحثون والمحقّقون.

ولكنّه موصوفٌ بالتعصّب الشديد ضدّ المخالفين له في العقيدة والمذهب ، فقد وصفه تلميذه السبكي ـ بعد أنّ ذكره بالألقاب الفخمة ، وأثنى عليه الثناء البالغ الجميل ـ بما هذا نصّه : «وكان شيخنا ـ والحقّ أحقّ ما قيل ، والصدق أَوْلى ما آثره ذو السبيل ـ شديد الميل إلى آراء الحنابلة ، كثير الإزراء بأهل السُـنّة ... فلذلك لا ينصفهم في التراجم ، ولا يصفهم بخير» .. «صنّف التاريخ الكبير وما أحسنه لولا تعصّب فيه» (١).

وذكر السبكي عن الحافظ العلائي أنّ الذهبي قد أثّرت عقيدته في طبعه انحرافاً شديداً عن مخالفيه ، فإذا ترجم أحداً منهم لا يبالغ في وصفه ، بل يكثر من قول من طعن فيه ...

___________

(١) طبقات الشافعية ٩ / ١٠٣ و ١٠٤.

٤٤

بل قال السبكي : «والذي أدركنا عليه المشايخ النهي عن النظر في كلامه ، وعدم اعتبار قوله ، ولم يكن يستجرئ أنْ يُظهر كتبه التاريخية إلاّ لمن يغلب على ظنّه أنّه لا ينقل عنه ما يعاب عليه» (١).

أقـول :

فمن كان هذا حاله مع علماء مذاهب السُـنّة من الحنفية والشافعية ، ومع غيرهم من المخالفين له في العقيدة أو الفروع ، كيف يرتجى منه أن يترجم للشيخ أبي جعفر الكليني الإمامي مثلاً بأكثر من ثلاثة أسطر؟!

ومن كان لا ينصف علماء المذاهب السُـنّية في التراجم ولا يذكرهم بخير ، كيف يرتجى منه أن لا يقول في حقّ الشيخ أبي جعفر الطوسي : «أعـرض عنـه الحفّـاظ لبدعتـه ، وكـان يعـدُّ من الأذكيـاء لا الأزكيـاء»؟! ولا يقول في حقّ الشيخ محمّـد بن النعمان المفيد : «قيل : بلغت تواليفه مئتين ، لم أقف على شيء منها ولله الحمد»؟!

هذا في كتابه سير أعلام النبلاء ، وتجد الأفظع من ذلك في حقّ الإماميّة وأئمّتهم في سائر كتبه أيضاً.

وأمّا طعنه في رواتهم في كتابه ميزان الاعتدال لأجل كونهم شيعة لعليٍّ وأهل البيت عليهم السلام ، فلا يمكن حصره ولا وصفه ...

بل إنّ الرجل من أشدّ الناس ميلاً عن أهل البيت ، ومن أميلهم إلى بني أُميّة وأتباعهم ... وقد حقّقنا ذلك في كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء.

___________

(١) طبقات الشافعية ٢ / ١٣ ـ ١٤.

٤٥

١٥ ـ ابن حجر العسقلاني (٨٥٢) :

ومنهم : شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ، صاحب المصنَّفات الكثيرة في مختلف العلوم ، الملقّب عندهم بشيخ الإسلام ، والموصوف بالحافظ على الإطلاق ، والمرجوع إليه في الحديث والرجال ، وإلى يومنا هـذا ...

لكنّ هذا الرجل نظر في أحوال الرواة على مبنى أنّ أكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأُمور الديانة ، بخلاف من يوصف بالرفض ، فإنّ غالبهم كاذب ولا يتورّع في الأخبار ... وقد جعل هذا الوجهَ في «توثيقهم الناصبي غالباً ، وتوهينهم الشيعة مطلقاً».

هذا ، وسيأتي الكلام على معنى «الرافضي» و «الشيعي» بالتفصيل.

ومن هنا نرى ابن حجر يقول في تقريبه بترجمة مثل عمر بن سعد ابن أبي وقّاص ـ بعد أن يذكر في تهذيبه قول يحيى بن معين : كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟! ـ : «صدوق ، لكنْ مقته الناس ، لكونه كان أميراً على الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» (١).

فهو «صدوق»!! «لكنْ مقَتَه الناس»!! أمّا هو فغير معلوم مقته إيّاه!! «لكونه كان أميراً على الجيش الّذين قتلوا الحسين بن عليّ» فهو كان مجرّد أميرٍ على الجيش!! لكنْ يحيى بن معين وصفه بـ «من قتل الحسين» ، بل قال الذهبي : «باشر قتال الحسين وفَعَل الأفاعيل»!!

___________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ٥٦.

٤٦

أقـول :

ومنهم : ابن سعد صاحب الطبقات ، والحاكم النيسابوري صاحب المستدرك ... وسيأتي التعريف بهما ...

فهؤلاء أشهر أئمّة القوم في الجرح والتعديل ، وهم بين فاسقٍ وناصبيٍ ومتعصّبٍ ومتّهم ...

وإذا كان هذا حال علماء القوم وأئمّتهم في توثيق الرجال والرواة ، وجرحهم ، فكيف يعتمد على أقوالهم وآرائهم؟! وكيف يجوز البناء على قبولهم وردّهم؟! وأيّ قيمةٍ للعقيدة أو الأحكام الشرعية المبنيّة على أساس توثيقات هؤلاء وتجريحاتهم؟!

فهذا مجمل أحوالهم ، قبل أنْ ندرس الضوابط والقواعد المقرّرة عندهم لآرائهم وأقوالهم ...

للبحث صـلة ...

٤٧

المَسْك الفتيق

في ولادة عليٍّ عليه السلام بالبيت العتيق

الشيخ محمّـد باقر الإلهي القمّي

بسـم الله الرحمن الرحيـم

الحمد لله المحمود في أرضه وسمائه ، المشكور على سوابغ آلائه ونعمائه ، والصلاة والسلام على أشرف رسله وأنبيائه ، محمّـدٍ المصطفى وعلى آله وأحبّائه ، لا سيّما ابن عمّه عليٍّ سـيّد أوصيائه.

وبعـد :

فلا يكاد يخفى على منصفٍ ما اختصّ الله تعالى به عليّـاً أمير المؤمنين عليه السلام من غرر الخصائص المنيفة ، ودرر الفضائل الشريفة ، منذ ولادته إلى حين لقاء ربّه تبارك وتعالى.

ومن عيون مناقبه الكثيرة ، وخصائصه الشهيرة ، ولادته عليه الصلاة والسلام في جوف الكعبة ، زادها الله تعظيماً وتشريفاً ، من دون أن يولد فيها أحد قبله ولا بعده ، كرامةً من ربّ البيت الحرام.

وقد أجمع شـيعته المرضـيّون قاطبةً على ذلك ، كما صرّح به الإمام

٤٨

الحافظ ابن شهرآشوب المازندراني رحمه الله تعالى في المناقب (١) ، وحكاه غير واحدٍ من أعلام الأئمّة ، وجهابذة الأُمّة ، حتّى طفحت بحديث الولادة أسفارهم وأشعارهم ..

بل اعتـرف بصـحّـته جمهـور مخالفيـهم ، إلاّ مـن شـذّ منهـم كابن أبي الحديد المعتزلي ؛ إذ قال ـ مكابراً ـ في شرح نهج البلاغة : واختلف في مولد عليّ عليه السلام أين كان!! فكثير من الشيعة يزعمون أنّه وُلد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام بن خويلد بن أسـد بن عبـد العزّى بن قصي (٢).

واقتفى الديار بكري أثره ، فقال في تاريخ الخميس : ويقال كانت ولادته ـ يعني عليّـاً عليه السلام ـ في داخل الكعبة ، ولم يثبت (٣).

وحكى علي بن برهان الدين الحلبي في سيرته المسمّاة إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ، عن صاحب الـنـور ، أنّه قال : حكيم بن حزام وُلد في الكعبة ولا يُعرف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنّ عليّـاً عليه السلام وُلد فيها فضعيف عند العلماء (٤).

وجرى القاري على ذلك في شرح الشفا ، فقد قال : لا يُعرف أحد وُلد في الكعبة غيره ـ يعني حكيماً ـ على الأشهر (٥).

ثمّ حكى كلام الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين دون دعوى التواتر على ولادة عليّ عليه السلام في جوف الكعبة ، وسنذكره بتمامه إن

___________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٧٥.

(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ١٤.

(٣) تاريخ الخميس ١ / ٣٠٧.

(٤) إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (السيرة الحلبية) ١ / ٢٢٧.

(٥) شرح الشفا ١ / ١٥١ طبعة الآستانة.

٤٩

شاء الله تعالى.

ولا غرو في ذلك ، فإنّ من الناس من أنكر ـ بوقاحةٍ ـ طرفاً من أحاديث فضائله المتواترة عليه الصلاة والسلام ؛ فيكون إنكاره لمثل هذا الخبر وجحده له أهون وأيسـر.

وبما أنّه قد يغترّ بتلك الأقاويل ، ويعوّل على هاتيك الأباطيل ، بعض مَن لم يُحط خُبراً بحديث الولادة من أبناء العامّة ؛ فقد جمعنا طائفة من كلمات أعلامهم ، وسردنا نبذة من أقوال معتمَدي علمائهم ، في شأن انفراد الإمام أمير المؤمنين وسـيّد الوصيّـين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالولادة المباركة في الكعبة البيتِ الحرام ، مشفوعةً بتزييف بعض الدعاوى الباطلة المزعومة في المقام ، في رسالة مفردة سمّيتها المَسْـك الفتـيق في ولادة عليّ بالبيت العتـيق.

والله أسأل أن ينفع بها عباده الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ، ويهدي إلى الحقّ من صغى قلبه ، ويكشف الرين عنه ، إنّه سميع مجيب.

تـنبـيه :

اعلم أنّ الصحيح الثابت أنّه عليه الصلاة والسلام وُلد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.

فما في كلام بعض مَن أوردنا أقوالهم في هذه الرسالة ممّا يخالف ذلك ليس بصوابٍ ، والمعتمَد كلامه في أصل تحقّق الولادة في بيت الله الحرام حسب ، فليكن ذلك على ذُكرٍ منك ، والله المستعان.

* * *

٥٠

في سـرد نبذة

من كلمات أكابر العلماء وأرباب السير والتواريخ

في ولادة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

بالبيت العتيق زاده الله شرفاً

ونقتصر في ذلك على إيراد ما وسعنا الوقوف عليه على العُجالة ، وفيه غُنية ـ إن شاء الله تعالى ـ لمن ألقى السمع وهو شهيد.

وإذا تأمّلت هذه النقول بإمعانٍ أذعنت بأنّ حديث الولادة مشتهر بين أهل الإسلام قاطبةً ، منذ الصدر الأوّل إلى اليوم ، فلا يبقى مجال لتفوّه المغرضين الناصبين ، والمفسدين المشاغبين ، ولو بكلمة تمسّ هذا الأمر المتواتـر ، بل ينقطع دونه لسان كلّ جاحد مكابر ، والله وليّ الهداية والتوفيق.

* قال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري ـ في عدّ فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبه ـ : العِرق صحيح من آدم عليه السلام ، والنسب صريح ، والمولد مكان معظّم (١) ... إلى آخره.

قلت :

أراد بالمكان المعظّم : جوف البيت الحرام الذي وُلد فيه عليّ عليه السلام ، وتراه قد أرسل ذلك إرسال المسلّمات.

___________

(١) ينابيع المودّة : ١٥٣.

٥١

والجاحظ مع كونه متّهماً في عليٍّ وآل الرسول صلوات الله وسلامه عليهم أجمعـين ، حتّى إنّـه يُضـرب به المثل في المناصبة والبغضاء لهـم ، إلاّ إنّه لم يسعه إنكار الولادة في الكعبة لاشتهارها بين أهل الإسلام شهرةً عظيمة لا يقوى على جحدها إلاّ مكابر عنيد ، أو جاهل بليد.

ولو كان قد ثبت عنده في ولادة حكيم بن حزام بالكعبة شيء لَما جاوزه إلى عليّ عليه السلام ، كما لا يخفى على من عرف ديدنه في مثل ذلك .. والحقّ ينطق منصفاً وعنيداً.

* وقال الشيخ الإمام الحافظ الفقيه أبو بكر محمّـد بن علي بن إسماعيل الشاشي ، المعروف بالقفّال : لم يولد في الكعبة إلاّ عليّ عليه السلام (١).

وكذا قال شيخ الإسلام إبراهيم بن محمّـد الجويني (٢).

* وقال الإمام الحافظ أبو عبـدالله الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسـد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة (٣).

* وأخرج الإمام الحافظ أبو عبـدالله محمّـد بن يوسف الكنجي في كتابه كفاية الطالب عن الحاكم أيضاً نحو ذلك ..

قال : أخبرنا الحافظ أبو عبـدالله محمّـد بن محمود النجّار ، بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفّار بنيسابور ، أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبـدالله محمّـد بن عبـدالله الحافظ النيسابوري ، قال : وُلد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكّة ، في

___________

(١) إحقاق الحقّ ٧ / ٤٨٩.

(٢) فرائد السمطين ١ / ٤٢٥.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٤٨٣ ذ ح ٦٠٤٤.

٥٢

بيت الله الحرام ، ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ؛ إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم (١).

* وقال شمس الدين أبو المظفّر يوسف بن قزأوغلي ، الشهير بسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواصّ : روي أنّ فاطمة بنت أسـد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعليٍّ عليه السلام ، فضربها الطلق ، ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها (٢).

* وقال حمد الله بن أتابك بن حمد المستوفي القزويني (٣) في تاريخ گزيده ـ ما ترجمته وملخّصه ـ : إنّ مولده عليه السلام كان سنة ثلاثين من عام الفيل الموافقة لسنة ٩١٢ الإسكندريّة ، لثمان سنين مضين من ملوكية پرويز ، وكان في الكعبة ، حيث كانت أُمّه في الطواف ، فبان عليها أثر الطلق ، فأشارت إلى البيت ووضعته في جوفه.

* وقال نور الدين علي بن محمّـد بن الصبّاغ المكّي المالكي في كتابه الفصـول المهمّة : وُلد عليّ عليه السلام بمكّة المشرّفة بداخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشـر من شهر الله الأصمّ ، رجب الفرد ، سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة ..

قال : ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، إجلالاً له ، وإعلاءً لمرتبته ، وإظهاراً لتكرمته ..

قال : ومن كتاب المناقب ، لأبي المعالي الفقيه المالكي ، روى خبراً

___________

(١) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب : ٤٠٧.

(٢) تذكرة الخواصّ : ١٠.

(٣) عدّه في «أنساب النواصب» من العامّة ؛ كما في الذريعة ٣ / ٢٨١ رقم ١٠٣٨.

٥٣

يرفعه إلى عليّ بن الحسين رضي الله عنهما ، أنّه قال : كنّا عند الحسين رضي الله عنه في بعض الأيّام وإذا بنسوة مجتمعين ، فأقبلت امرأة منهنّ علينا فقلت لها : مَن أنتِ يرحمكِ الله؟

قالت : أنا زيدة ابنة العجلان من بني ساعدة.

فقلت لها : هل عندك من شيء تحدّثينا به؟

قالت : إي والله ، حدّثتني أُمّ عمارة بنت عبادة بن فضلة بن هالك بن عجلان الساعدي أنّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً ، فقلت له : ما شأنك؟

قال : إنّ فاطمة بنت أسـد في شـدّة من الطلق ؛ ثمّ أخذ بيدها وجاء بها إلى الكعـبة ، فدخل بها وقال : اجلسي على اسم الله ، فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاماً نظيفاً منظَّفاً لم أر أحسن وجهاً منه ، فسمّاه أبو طالبٍ عليّـاً ، وقال شعراً :

سمّيته بعليٍّ كي يدوم له

عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومُه

وجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحمله معه إلى منزل أُمّه.

قال عليّ بن الحسين : فوالله ما سمعت بشيء حسن قطّ إلاّ وهذا من أحسـنه (١).

* وقال الصفوري في نزهة المجالس : رأيت في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة ، أنّ عليّـاً رضي الله عنه ولدته أُمّه بجوف الكعبة ـ شرّفها الله ـ وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها ، ذلك أنّ فاطمة بنت أسـد رضي الله عنها أصابها

___________

(١) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ٣٠ ـ ٣١ ، نور الأبصار : ١٥٦.

٥٤

شـدّة الطلق ، فأدخلها أبو طالب الكعبة فطلقت طلقة فولدته يوم الجمعة في رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ..

قال الصفـوري : وأمّـا حكيم بن حزام فولـدته أُمّـه في الكـعبة اتّفاقاً لا قصداً (١).

قلـت : سيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني بسط الكلام في دعوى ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام وبيان بطلانها.

* وذكر الشيخ عبـد الرحمن الجامي حديث الولادة في شواهد النبوّة وأسـنده إلى بعضهم (٢).

وفي كتاب روضة الصفا ، للمؤرّخ الشهير الضليع محمّـد خاوند شاه ما ترجمته ملخّصاً : كان ميلاده عليه السلام في جوف الكعبة ، فإنّ أُمّه كانت تطوف بالبيت ، أو أنّ المشيئة الإلهيّة أجاءتها إلى فنائه وكانت في أوان الطلق ، فكانت ولادته فيها ..

قال : ولم تتح هذه السعادة لأيّ أحدٍ منذ بدء الخليقة إلى الغاية ، وإنّ لصحّة هذا الخبر بين المؤرّخين المتحفّظين على الفضائل صيت لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن أن يصحبه الشكّ والترديد.

شد او در بيت الحرامش صدف

كسى را ميسَّر نشد اين شرف (٣)

* وقال علي بن برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبيّة : إنّه عليه السلام وُلد في الكعبة وعمره ـ يعني النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثلاثون سنة (٤).

___________

(١) نزهة المجالس ٢ / ٢٠٤.

(٢) انظر : عليّ وليد الكعبة : ١٢٢.

(٣) انظر : عليّ وليد الكعبة : ٦٠.

(٤) السيرة الحلبيّة ١ / ٢٢٧.

٥٥

* وقال صفيّ الدين أحمد بن محمّـد بن باكثير الحضرمي في كتابه وسيلة المآل بذِكر فضائل الآل : كانت ولادته ـ يعني عليّـاً عليه السلام ـ بالكعبة المشرّفة ، وهو أوّل من وُلد بها ، بل لم يُعلم أنّ غيره وُلد بها (١).

* وقال الشيخ العلاّمة محمود بن محمّـد بن علي الشيخاني المدني في كتابه الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام ، إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم (٢).

* وقال الشيخ عبـد الحقّ بن سيف الدين المحدّث الدهلوي في مدارج النبوّة ما ترجمته : قالوا : إنّ ولادته ـ يعني عليّـاً عليه السلام ـ كانت في جوف الكعبة (٣).

* وقال شاه وليّ الله أحمد بن عبـد الرحيم المحدّث الدهلوي في كتابه إزالة الخفاء : قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسـد ولدت أمير المؤمنين عليّـاً في جوف الكعبة ، فإنّه وُلد في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ، ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده (٤).

* ونقل الأمير محمّـد صالح بن عبـدالله الكشفي الترمذي في المناقـب ، عـن داود النباكـتي ـ ما ترجمـته ـ أنّه قال : لم يحظَ أحد قبل الإمام عليه السلام ولا بعده بشرف الولادة في البيت (٥).

* وقال أحمد بن منصور الكازروني في مفتاح الفتوح : ولدت فاطمة

___________

(١) وسيلة المآل بذكر فضائِل الآل : ٢٨٢ ـ نسخة مخطوطة.

(٢) الصراط السوي في مناقب آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ١٥٢ ـ نسخة مخطوطة.

(٣) انظر : عليّ وليد الكعبة : ١٢٣.

(٤) انظر : عليّ وليد الكعبة : ٢.

(٥) انظر : عليّ وليد الكعبة : ١٢٤.

٥٦

عليّـاً عليه السلام في الكعبة (١).

* وقال شاه محمّـد حسن الجشتي في كتابه مرآة التصوّف ـ ما ترجمته ـ : إنّه عليه السلام وُلد في الكعبة في ثامن عشر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل عند الضحى (٢).

* وقال العلاّمة السـيّد محمّـد بن أبي بكر الشلي العلوي الحسيني فـي المشـرع الرويّ : ولد علـيّ رضي الله عنه وكرّم وجهه يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل في جوف الكعبة على قول صحيح (٣).

* وقال محمّـد بن رستم الحارثي البدخشاني في كتابه مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ بعدما ذكر أنّ ولادة عليّ عليه السلام كانت بمكّة في البيت الحرام ـ : ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه قبله ولا بعده ، وهي فضيلة خصّه الله بها (٤) ..

وقال أيضاً في نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار : كانت ولادة عليّ عليه السلام يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثـين سـنة بمكّـة ، وروي أنّـه ما وُلـد في البيت الحرام أحد سواه لا قبله ولا بعده (٥).

* وقال محمّـد بن أحمد بن محمّـد بن رمضان نشانجي زاده في كتابه مرآة الكائنات ـ ما ترجمته ـ : وُلد عليه السلام ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون

___________

(١) انظر : عليّ وليد الكعبة : ١٢١.

(٢) مرآة التصوّف (آئينه تصوّف) : ٩.

(٣) صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر : ٦٢.

(٤) انظر : عليّ وليد الكعبة : ١٢٥.

(٥) نزل الأبرار بما صحّ في مناقب أهل البيت الأطهار : ١١٥.

٥٧

سنة ، كانت أُمّه فاطمة زائرة البيت فولدته فيه لحكمة لله سبحانه فيه ..

قال : ولم يُرزق هذا غيره وغير حكيم بن حزام (١).

وسيأتي البحث في الفقرة الأخيرة من كلامه إن شاء الله تعالى.

* وقال الشيخ العلاّمة محمّـد مبين بن محبّ الله بن أحمد السنهاني اللكهنوي الأنصاري في كتابه وسيلة النجاة : ولادة معدن الكرامة في جوف الكعبة ، ولم يولد فيها غيره ، وقد خصّـه الله تعالى بهذه الفضيلة ، وشرّف الكعبة بهذا الشرف (٢).

* وقال عمـر بن محمّـد بن عبـد الوهّاب في كتابه النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : مولده عليه السلام في الكعبة المعظّمة ، ولم يولد بها سواه (٣).

* وقال الشيخ العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبـدالله الآلوسي ، مفتي بغداد ، في الخريدة الغيبيّة ، في شرح قول عبـد الباقي العمري الموصلي في عينيّـته العصماء :

أنت العَليُّ الذي فوق العُلا رُفعا

ببطن مكّـةَ وسْطَ البيت إذ وُضعا

ما هذا لفظه : وكون الأمير كرّم الله وجهه وُلد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذُكر في كتب الفريقين السُـنّة والشـيعة ..

قال : ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه ، وأحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه في ما هو قِبلة للمؤمنين ، سبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين (٤).

___________

(١) مرآة الكائنات ١ / ٣٨٣.

(٢) وسيلة النجاة : ٦٠.

(٣) النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : ١٦ ـ نسخة مخطوطة.

(٤) الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينيّة : ١٥.

٥٨

وقال أيضاً عند قول العمري :

وأنت أنت الذي حطّتْ له قَدمٌ

في موضعٍ يدَه الرحمنُ قد وَضَعا

ما لفظه : أحبّ عليه الصلاة والسلام ـ يعني عليّـاً ـ أن يكافئ الكعبة حيثُ وُلد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها ، فإنّها ـ كما ورد في بعض الآثار ـ كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول : أي ربّ! حتّى متى تُعبد هذه الأصنام حولي؟! والله تعالى يعدها بتطهيرها من ذلـك (١).

* وقال الشيخ محمّـد صدّيق بن حسن بن علي القنوجي البخاري في كتابه تكريم المؤمنين بتقويم الخلفاء الراشدين : ولادته عليه السلام في مكّة المكرّمـة في جوف بيت الله الحرام ، ولم يولد أحـد غيره في هذا المكان المقـدّس (٢).

* وقال الشيخ العلاّمة محمّـد حبيب الله الشنقيطي ، شيخ الأزهر ، في كتابه كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب : من مناقبه كرّم الله وجهه أنّه وُلد في داخل الكعبة (٣).

* وقال عبـد الحميد الدهلوي في كتابه سير الخلفاء ـ ما ترجمته ملخّصاً ـ : عن غير واحد من المؤرّخين أنّه عليه السلام وُلد في مكّة المكرّمة يوم الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يتولّد أحد قبله في حصار البـيت (٤).

___________

(١) الخريدة الغيبيّة : ٣٠.

(٢) تكريم المؤمنين بتقويم الخلفاء الراشدين : ٩٩.

(٣) كفاية الطالب لمناقب عليّ بن أبي طالب : ٣٧.

(٤) سير الخلفاء ٨ / ٢.

٥٩

* وقال صـدر الديـن أحمـد البردوانـي في كتابـه روائـح المصطـفى ـ ما ترجمته ـ : كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة بعد عام الفيل بثلاثين سنة يوم الجمعة ثالث عشر رجب (١).

* وذكر السـيّد علي جلال الدين الحسـيني المصري في كتابه الحسـين : أنّ عليّـاً عليه السلام وُلد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ..

قال : قال الشيخ المفيد : ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ..

وقال عبـد الباقي أفندي الموصلي العمري :

أنت العليّ الذي فوق العُلا رُفعا

ببطن مكّة وسط البيت إذ وُضعا (٢)

* وقال عبـد المسيح الأنطاكي من قصيدة علويّة مباركة تربو على خمسة آلاف بيت :

في رحبة الكعبة الزهرا قد انبثقت

أنوارُ طفل وضاءت في مغانيها

ومنها قوله :

إنّ الرضيع الذي شام الضياء

ببيت الله عزّته لا عزّ يحاكيها

ومنها قوله :

وهنّ أُعجبن بالمولود شمن به

شبلاً ببنيته سبحان بانيها

وعلّق على ذلك بقوله : ومن بشائر سعده عليه صلوات الله أنّه وُلد في الكعبة كرّمها الله ، ولدته أُمّه فيها (٣).

___________

(١) روائح المصطفى : ١٠.

(٢) الحسـين ١ / ١٦.

(٣) مجلّة «العمران» المصـريّة : ٦١ ـ ٦٢.

٦٠