تراثنا ـ العددان [ 63 و 64 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 63 و 64 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

وعطف النسـق والبـدل ، و (في التوضـيح والتخصـيص) أخرج التأكيد ، و (جامداً) ذكره توكيداً لإخراج النعت ؛ فإنّه من جهة المعنى أشبه شيءٍ بعطف البيان. [وقوله] : أو منزل منزلته [أي منزلة الجامد] هو العلم الذي كان أصله صـفة ، فغلبت وصارت علماً بالغلبة كالصَعِق» (١).

وقد أشار ابن مالك بعد ذِكره هذا الحدّ إلى أنّ هناك موارد لا يمكن فيها إعـراب عطف البـيان بدلاً حتّى تبعاً لاخـتلاف القصـد ، كما لو «قُـرِنَ بـ (أل) بعد منادى ، أو تَبع مجرّداً بإضافة صفة مقرونة بـ (أل) وهو غير صالحٍ لإضافتها إليه ، وكذا إذا أُفردَ تابعاً لمنادى» (٢).

وحدّه ابن الناظم (ت ٦٨٦ هـ) بأنّه : «التابع الموضّـح والمخصّـص متبوعه ، غير مقصودٍ بالنسبة ، ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ ...

فخرج بقولي : (الموضّح والمخصّص) التوكيد وعطف النسق ، وبقولي : (غير مقصود بالنسبة) البدل ؛ لأنّه في نيّة تكرار العامل ... وبقولي : (ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ) النعت» (٣).

وحدّه أبو حيّـان (ت ٧٤٥ هـ) بحدّين :

أوّلهـما : إنّه «تابع أشهر من متبوعه ، نحو : جاءَ أبو حفصٍ عمر ، إذا كان عمر أشهر من الأوّل» (٤).

ويلاحظ عليه : إنّه لم يقيّده بكونه جامداً أو غير مشتقّ ، فلا يكون مانعاً من دخول ما يخرج بهذين القيدين.

___________

(١) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبـدالله البركاتي ٢ / ٧٦٣.

(٢) تسهيل الفوائد : ١٧١.

(٣) شرح ابن الناظم على الألفـيّة : ٢٠١.

(٤) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ٢ / ٢٤٠.

٢٨١

وثانيهـما : «هو التابع لمثله أو دونـه في الشـهرة جامـداً» (١) ، وهو مقارب لحدّ ابن عصفور مضموناً.

وحدّه ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) بحدّين أيضاً :

أوّلهـما : إنّه «تابع غير صفة يوضّح متبوعه أو يخصّـصه» (٢).

وهو مماثل لحدّ ابن الحاجب المتقدّم مضافاً إليه قيد (أو يخصّصه) ، وقال في شرحه : «وقولي : (غير صفة) مخرج للصفة ؛ فإنّها توافق عطف البـيان في إفادة توضيح المتبـوع إن كان معرفة وتخـصيصه إن كان نكرة ، فلا بُـدّ من إخراجها وإلاّ دخلت في حدّ [عطف] البيان ، وقولي : (يوضّح متبوعه أو يخصّصه) مخرج لِما عدا عطف البيان» (٣).

أقـول :

إنّ تقييد عطف البيان بكونه (غير صفة) ؛ لإخراج الصفة في هذا الحدّ وغيره ، ليس فنّـيّاً ؛ لأنّ المطلوب في الحدّ بيان ذاتيّات المحدود بنحوٍ يميّز الأفراد الداخلة فيه عن الخارجة عنه ، ولو كانت طريقة الاستثناء في تمييز عطف البيان عن بقية التوابع صحيحة ، لكان بالإمكان منذ البداية أن نقول في حدّه : إنّه تابع غير صفة ولا توكيد ولا بدل ولا عطف نسق.

وثانيهما : إنّه «تابع موضّـح أو مخصّـص جامد غير مؤوّل» (٤).

وهو بمضمـون حدّ ابن الناظم المتـقدّم نفسـه ، إلاّ إنّه لم يذكر فيه

___________

(١) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيّـان ، مخطوط ٩ / أ.

(٢) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٤٣٤.

(٣) شرح شذور الذهب : ٤٣٥.

(٤) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٢٩٧.

٢٨٢

قيد (غيـر مقصـود بالنسـبة) : ولا بُـدّ أنّه يرى عدم الحاجـة إليـه ؛ لخروج البـدل بقيـد (الموضّـح) ، وقـد تابعـه على هـذا الحـدّ كـلّ مـن الفاكهي (ت ٩٧٢ هـ) (١) لا ، والخضري (٢).

وممّا ذكره في شرحه : «وقولي : (غير مؤوّل) مخرجٌ لِما وقع من النعوت جامداً ، نحو : (مررتُ بزيدٍ هذا) و (بقاعٍ عرفجٍ) ؛ فإنّه في تأويلِ المشـتقّرحمه الله ألا ترى أنّ المعنى : مررتُ بزيدٍ المشار إليه ، وبقاعٍ خَـشِـنٍ» (٣).

وقد أشار ابن هشام إلى أنّه لا يمكن إعراب عطف البيان بدلاً إذا «امتنع الاستغناءُ عنه ، نحو : هندٌ قامَ زيدٌ أخوها (٤) ، أو [امتنع] إحلاله محلّ الأوّل (٥) طن ، نحو : يا زيدُ الحارثُ» (٦).

وحدّه ابن عقيل (ت ٧٦٩ هـ) بأنّه : «التابع الجامد المشبه للصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله ... فخرج بقوله : (الجامد) الصفة ؛ لأنّها مشـتقّة أو مؤوّلة به ، وخرج بما بعد ذلك : التوكيد ، وعطف النسق ؛ لأنّهما لا يوضّحان متبوعهما ، والبدل الجامدُرحمه الله لأنّه مستقلّ» (٧).

___________

(١) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّـد الطيّب الإبراهيم : ١٧٩ ـ ١٨٠.

(٢) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ٢ / ٦١٦.

(٣) شرح قطر الندى : ٢٩٧.

(٤) وجه الامتناع : إنّ البدل في نيّة تكرار العامل ، فلو أعربنا كلمة «أخ» بدلاً ، لكان التقدير : هندٌ قامَ زيدٌ ، قامَ أخوها ، فيخلو خبر الجملة الأُولى من رابط يربطه بالمبتدأ.

(٥) وجه الامتناع : إنّه محلّى بـ (أل) ، وأداة النداء لا تدخل على ما فيه (أل).

(٦) أوضح المسالك إلى ألفيّـة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ٣ / ٣٤.

(٧) شرح ابن عقيل على ألفيّـة ابن مالك ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ٢ / ٢١٨ ـ ٢١٩.

٢٨٣

وقد عقّب الخضري على كلام ابن عقيل بأنّ : «ظاهره إنّ البدل خرج بعدم الاستقلال دون ما قبله ، وليس كذلك ؛ لأنّه يخرج بقيد الإيضاح أيضاً ، فلا حاجـة لذِكر الاسـتقلال ، ولا يـرد على إخراجه أنّ كلّ عطف بيان يصـحّ بدلاً ؛ لأنّ جواز الأمرين منزّل على مقصـدي الإيضـاح والاسـتقلال» (١).

والمتحصّـل من كلام الخضري أنّه يحدّ عطف البيان بأنّه : التابع الجامد الذي يوضّح المتبوع أو يخصّـصه.

* * *

___________

(١) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ٢ / ٦١٧.

٢٨٤

من ذخائر التراث

٢٨٥
٢٨٦

٢٨٧
٢٨٨

مقدّمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحـمد لله ربّ العالمين ، وباعث الأنبياء والمرسلين ، والصلاة والسلام على جميع أنبيائه ورسله ، لا سيّما سيّدهم وخاتمهم ، وعلى آلهم والسائرين على نهجهم إلى يوم الدين.

وبعـد :

فهذه مقدّمة وجيزة عن الكتاب وكاتبه وموضوعه ونسخته وتحقيقه.

المؤلّف :

جاء في أوّل صفحة من الكتاب :

«هذا كتاب تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبـدالله ـ أبو النبيّ محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ وأبي طالب ، ـ أبو الإمام عليّ رضي الله عنه ـ ، تأليف الشيخ العلاّمة ، والعمدة الفهّامة ، السيّد الحسين بن السيّد عبـدالله بن

٢٨٩

السيّد حسين ، المشرّف هو وأُصوله وفروعه بمجاورة الحرم المحترم ، الشهير بالسمرقندي الحسيني ، غفر الله له .. آمين».

وقال إسماعيل باشا في هديّة العارفين ، وعنه كحّالة في معجم مصنّفي الكتب العربية ومعجم المؤلّفين (١) :

«السـيّد حسين بن عبـدالله بن حسين المشرّف المكّي الحسيني ، الشهير بالسمرقندي ، المتوفّى حدود سنة ١٠٤٣ ، صنّف تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبـدالله أبي النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وعمّه أبي طالب».

والظاهر أنّه اقتبس هذه الترجمة ـ عدا تاريخ الوفاة ـ ممّا وجده مكتوباً على الصفحة الأُولى من هـذا الكتاب ، غير أنّه أخطأ في نعته بـ : «المشـرّف».

أمّا اتّجاهه العقائدي ، فالذي يوحي به الكتاب ، بل يدلّ عليه بوضوح ـ إضافة إلى كونه من سمرقند ، واستيطانه مكّة المكرّمة ـ أنّه عامّي المذهب والطريقة ، بَيْد أنّه وربّما بسبب فطرته السليمة ، ومعلوماته المفيدة ، والتقائه بالعلماء والحجّاج من مختلف الطوائف والأمصار ، وبسبب انتمائه إلى الأُسرة العَلَوية ، وهم روّاد المذهب الشيعي ، بل ربابينُه ، ربّما بسبب ذلك انفتح المصنّف على الفكر الشيعي شيئاً ما وتأثّر به ، فذكر الأئمّة الاثني عشر بأسمائهم وصفاتهم ومدّة إمامتهم ..

شأنه شأن الكثير ممّن تقدّمه أو تأخّر عنه من علماء العامّة الّذين ألّفوا رسائل وكتباً في ذلك ، أو ذكروهم ضمن أسفارهم وزبرهم بكلّ تبجيل

___________

(١) هديّة العارفين ١ / ٣٢٢ ، معجم مصنّفي الكتب العربية : ١٦٣ ، معجم المؤلّفين ٤ / ٢٣.

٢٩٠

واعتزاز ؛ مثل : ابن الصبّاغ المالكي المكّي ، وابن طولون الدمشقي ، وابن سلامة الحصكفي ، وابن طلحة الشافعي ، وابن يوسف الكنجي الشافعي ، وعبـد العزيز الجنابذي ، وابن خلّـكان ، وابن الفوطي ، وابن الخشّاب البغدادي الحنبلي ، وابن أبي الثلج ، وغيرهم.

وقد أُلّف هذا الكتاب سنة ٩٩٥ هـ كما يتبين من ترجمة قتادة بن إدريس الحسني من هذا الكتاب ، ويتبيّن من نسخة برلين أنّ المصنّف انتهى من تأليف الكتاب سنة ١٠٠٢ هـ.

الكتاب :

قال المصنّف في المقدّمة :

«أمّا بعد ، فهذه تحفـة الطالب بمعرفة من ينـتـسـب إلى عبـدالله وأبي طالب ، أذكر فيها فروعهم وفروع فروعهم ، وأُميّز غالباً من اشتهر مِن نسل مَن ذُكر ، وصفاتهم ، ومحلّ ولادتهم ، ومدّة أعمارهم ، ووفاتهم وشهادتهم».

ويعتمد في موادّ الكتاب في الغالب على عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة ، المتوفّى سنة ٨٢٨ ، دون تصريح في الأكثر ، ومع تلخيصٍ عجول وغير دقيق لمحتوياته ؛ ممّا تسبّب في الخلط ، فالوهم أحياناً ؛ وبما أنّ للعمدة نسخاً مختلفة هي الصغرى والوسطى والكبرى ، والمطبوعة هي الوسطى مع نواقص فيها وفي طباعتها ؛ فلا يمكننا البتّ النهائي في تحديد الكمّية التي أخذها المصنّف من هذا الكتاب ، وينقل أيضاً من مختصر عمدة الطالب ، كما صرّح بذلك في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن أبي سبحة موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السلام.

٢٩١

ولا تزال العمدة الكبرى إلى يومنا هذا غير مطبوعة ، وتوجد منها نسخة مخطوطة في مكتبة السيّد المرعشي بقم ، وأُخرى في مكتبة جامعة طهران.

وفي هذا الكتاب ـ أعني تحفة الطالب ـ نصوص كثيرة لا توجد في العمدة المطبوعة ، ولا شكّ في أنّه أخذها منها ، ونصوص أُخرى هي مطابقة لعبارات العمري في المجدي ، أو العبيدلي في تهذيب الأنساب ، لكنّا لا ندري أنّ المصنّف قد أخذها منهما بواسطة العمدة أو دون واسطة.

أمّا ما يرتبط بالأئمّة الاثني عشر ، فنصوص الكتاب في الغالب مطابقة لِما ورد في الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي المكّي ، المتوفّى سنة ٨٥٥.

أمّا مقدّمة الكتاب فلم نتعرّف على مصدر المصنّف فيها.

ولم يقتصر المصنّف على معلومات الآخرين وكتبهم ، بل طعّمها أيضاً بمعلوماته الشخصيّة ممّا زاد في قيمة الكتاب وأهمّـيّته.

ومن حيث ترتيب الكتاب فقد انتهج المصنّف فيه نهجاً جديداً لم أجد أحداً سبقه إليه ، ولم يتابع فيه كتب الأنساب ، فجعل للكتاب مقدّمة ذكر فيها ما يرتبط بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وأُمّه وجدّه ، والسيّدتين خديجة وفاطمة عليهما السلام ، وبعض أعمامه ، ثمّ ذكر أبا طالب وأولاده ، ثمّ قسّم الكتاب إلى ثلاثة أُصول ـ حسب أولاد أبي طالب الثلاثة المعقّبين ـ :

الأصل الأوّل : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

الأصل الثاني : جعفر الطيّار.

الأصل الثالث : عقيل بن أبي طالب.

٢٩٢

فقدّم ذكر أمير المؤمنين ـ مع أنّه الأصغر ـ على أخويه جعفر وعقيل لشرفه وفضله عليهما ، والأصل الأوّل هو معظم الكتاب ، أمّا الثاني والثالث فقد شغلا ورقةً من الكتاب لا غير.

ثمّ قسّم الأصل الأوّل إلى خمسة أبواب حسب أولاد أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام الخمسة المعقّبين :

الباب الأوّل : في ذكر الحسن عليه السلام ، وقسّم ذرّيّته إلى فصلين في ستّة أسباط ..

الفصل الأوّل : الحسن المثنّى ، وقسّمه إلى خمسة أسباط :

* السبط الأوّل : عبـدالله المحض ، وقسّمه إلى ستّة فروع.

* السبط الثاني : إبراهيم الغمر ، وقسّمه إلى فرعين.

* السبط الثالث : الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى.

* السبط الرابع : داود بن الحسن المثنّى.

* السبط الخامس : جعفر بن الحسن المثنّى.

الفصل الثاني : زيد بن الحسن ، وجعل منه :

* السبط السادس : الحسن بن زيد بن الحسن ، وقسّمه إلى سبعة فروع.

الباب الثاني : في ذِكر الإمام الحسين عليه السلام ، وعقد فصلاً للإمام زين العابدين عليه السلام ، وجعل ذرّيّته على ستّة أسباط :

* السبط الأوّل : الإمام الباقر عليه السلام ، وفرّع عليه الإمام الصادق عليه السلام ، ثمّ جعل ذرّيّـة الإمام الصادق عليه السلام على خمس تتمّات ؛ خصّ الأُولى منها بالإمام الكاظم عليه السلام ، وجعله على ١٤ فرعاً أو قسماً ، خصّ الثالث منها بالإمام الرضا

٢٩٣

بالإمام الرضا والإمام محمّـد الجواد والإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري والإمام محمّـد المهديّ المنتظَر عليهم السلام.

التتمّة الثانية وحتّى الخامسة ، فجعلها لسائر أبناء الإمام الصادق عليه السلام ، وهم : إسماعيل ، وعلي ، ومحمّـد ، وإسحاق.

* السبط الثاني : عبـدالله بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الثالث : زيد بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الرابع : عمـر بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط الخامس : الحسين بن زين العابدين عليه السلام.

* السبط السادس : علي بن زين العابدين عليه السلام.

وذكـر في الأخيـر سـبب اختيار هذا التقسـيم بما ملخّصـه : إنّ رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَعَد أن تفترق ذرّيّته عدد أسباط بني إسرائيل ، وقـد افترق وُلد الحسـن عليه السلام ستّة أسباط ، والحسـين عليه السلام كذلك.

الباب الثالث والرابع والخامس : محمّـد ، والعبّـاس ، وعمر ، أبناء أمير المؤمنين عليه السلام.

وهذه الأبواب لا تشغل من الكتاب إلاّ خمس صفحات.

نسـخة الكتاب :

والنسـخة الوحيـدة التي اعتمدنا عليها كان قد اقتـناها شـيخنا الوالد من مصر في سفرته إلى تلك الديار ؛ للتطلّع إلى فرص الطبع والنشر ، والتعرّف على المخطوطات ، وكان بصحبته أخي الأكبر المجاهد الشيخ محمّـد جعفر المحمودي رحمه الله ، وذلك في شهر ذي القعدة من سنة ١٣٩٦ هـ

٢٩٤

قبيل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وهذه النسخة مسجّلة في معهد إحياء المخطوطات العربية في دمياط ، برقم ١٩ ، ورقم الفيلم ٩ ، وتاريخ الاستنساخ ١٠٩٣ هـ ، بخطّ نسخ عادي ، وعدد الأوراق ٤٠ في ٢٢ سطراً ، وعليهـا بعـض التملّـكات والتوقيعـات والقـراءات مؤرّخـة بسـنوات ١١١٢ و ١١٤١ و ١١٦٨ ، وغيرها.

وقد تمّ استنساخ الكتاب وتحقيقه تلبية لرغبة شيخنا الوالد في نشر هذا الأثر ، استنسخه ابن عمّي العزيز الشيخ محمّـد الجواد حفظه الله تعالى ، ثمّ قابله بالنسخة المخطوطة بمعية شيخنا الوالد.

وللكتاب نسخ أُخرى ، منها :

نسخة في مكتبة مكّة المكرّمة ، رقم ١٠ / تراجم ، في ٤٤ ورقة ، كتبت سنة ١٣١٥ هـ.

ونسختان كتبتا في القرن ١١ ، في مكتبة پرشتون في لوس أنجلس برقم ٤٧١٣ و ٢٨٨٣.

ونسـخة في المكـتبة الوطنية في برلين برقم ٩٤٠٦ وأُخرى فيها أيضاً برقم ٩٤٠٥ ، كتبت سنة ١٠٤٣ هـ ، ذكر في فهرسها ٤ / ٢٧ : أنّها منقولة عن نسخة بخطّ المؤلّف سنة ١٠٠٢ هـ.

ونسخة في مكتبة المتحف البريطاني برقم ١٨٥١ ، تاريخها ١١٧٩ هـ.

فلاحظ ما كتبه السـيّد الطباطبائي قدس سره في تراثنا ٢ / ٥٦ ـ ٥٧ رقم ١٠٠ ، وأهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية : ٨١ ـ ٨٢ رقم ١٥٦ ، ولاحظ ما كتبه أيضاً السيّد المرعشي قدس سره في مقدّمة كتاب لباب الأنساب للبيهقي ١ / ١٠٠ رقم ١٤٧ في أعلام القرن العاشر من النسّابـين.

٢٩٥

التحقيـق :

عرضنا موادّ هذا الكتاب على سائر الكتب ، وقدّمنا المصادر التي اعتمدها المصنّف على غيرها ، مثل : عمدة الطالب والفصول المهمّة ، وصححّنا ما وجدناه مصحّفاً ، وأثبتنا المغايرات في الهامش ، واستفدنا من تهذيب الأنساب للعبيدلي ، والمجدي في الأنساب للعمري ، والشجرة المباركة للفخر الرازي ، والفخري للمروزي ، وغيرها من كتب الرجال والتاريخ والحديث والمناقب والأنساب ، ومن الفهارس الرجالية لمجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، وأضفنا بعض الكلمات والجمل على الكتاب ممّا كان يستدعيه السياق أو الضـرورة ووضعنا الإضافات وأرقام أوراق المخطوطة بين المعقوفتين [ ] ، وتركنا بعض الاصطلاحات الملحنة والأخطاء الشائعة على حالها حفظاً للأمانة.

على أنّ كتاب العمدة ناقص ومشحون بالأغلاط ، ويمكن تصحيح بعض تلك الأغلاط من كتابنا هذا.

والحمـد لله أوّلاً وآخراً.

محمّـد الكاظم

٢ / شعبان / ١٤١٦ هـ

٢٩٦

٢٩٧

٢٩٨

بسـم الله الرحمن الرحـيم

الحمد لله ربّ العالمين ، الذي شرّف بمحمّـد صلّى الله عليه [وآلـه] وسلّم الآباء والأبناء في المبادئ والعواقب ، وجعل نسله المطهّر الأسنى من فاطمة البتول وعليّ بن أبي طالب ، وجمعهما في ذروة المجد وغرّة المكارم ، إلى عبـد المطّلب بن هاشم ، وهير السيادة (١) لسلالة سـيّد البشر ، مَن أذهب الله عنهم الرجس وطهّر ، فمحبّتهم من العذاب جُنّة ، ومودّتهم طريق موصلة إلى الجَنّة ، صلّى الله وسلم عليه وعليهم ، وحشرنا في زمرتهم ومع محبّيهم ، آمين.

أمّا بعـد :

فهذه تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبـدالله وأبي طالب ، أذكر فيها فروعَهم وفروعَ فروعهم ، وأُميّز غالباً مَن اشتهر مِن نسل مَن ذُكر ، وصفاتهم ، ومحلّ ولادتهم ، ومدّة أعمارهم ، ووفاتهم وشهادتهم.

فأقـول ـ وبالله التوفيق ، وأسأله الهداية إلى أقوم طريق ـ :

___________

(١) كذا في النسخة ، ولعلّ الصواب : وهي السيادة.

٢٩٩

عبـدالله وأبو طالب ابنا عبـد المطّلب ، واسمه : شيبة ، ويُدْعى : شيبة الحمد ، وقيل : اسمه عامر ، له عدّة أولاد ، أسلم منهم حمزة والعبّـاس وصفيّة (١).

وكان عبـدالله ـ أبو النبيّ صـلّى الله عليـه [وآله] وسـلّم ـ وأبو طالب ـ وهو أبو عليّ رضي الله عنه ـ من أُمّ واحدة ، وهي فاطمة بنت عمرو [بن عائذ] ، ويجتمع نسبهم في مرّة بن كعب.

فأولد عبـدالله النبيّ صلّى الله عليـه [وآله] وسلّم بمكّة يوم الاثنين (٢) في شهر ربيع الأوّل من عام الفيل (٣) ، وقيل : ثانيه (٤) ، وقيل : ثالثه (٥) ، وقيل : ثاني عشر (٦) ، وعليه الأكثر ، وقيل غير ذلك (٧).

___________

(١) وأبو طالب قد أسلم أيضاً بدلالة : اتّفاق أهل البيت عليهم السلام على ذلك وهم أدرى بما فيه ، هذا أوّلاً.

وثانياً : دلالة الكثير من النصوص الروائية والأدبية والتاريخية على ذلك ؛ فلاحظ مثلاً ديوان أبي طالب من جمع أبي هفّان المهزمي ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، وكتاب إيمان أبي طالب لفخار بن معد الموسوي من أعلام القرن السابع ..

والمصنّف هنا لم يبتّ في هذا الموضوع ؛ لأنّه ذكر عبـدالله وأبا طالب أوّلاً فاستغنى عن ذكرهما ثانياً ، بل استطراده لذكر إسلام عبـدالله في ما بعد دليل على أنّه لم يرد من قوله : «أسلم منهم» إلاّ ما عداهما.

(٢) السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ١ / ١٩٨ و ١٩٩.

(٣) السيرة النبويّة ـ لابن هشام ـ ١ / ١٦٧ ، السيرة النبويّة ـ للذهبي ـ : ٧.

(٤) السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ١ / ١٩٩ ؛ والواو في قوله : «وقيل» ينبغي أن تكون زائدة.

(٥) وهذا القول لم نعثر عليه. ولعلّه تصحيف عن : ثامنه ؛ وبهذا القول روايات ، منها : بحار الأنوار ١٥ / ٢٥٠ ح ١ ، الفصول في سيرة الرسول ـ لابن كثير ـ : ٩١ ، السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ١ / ١٩٩.

(٦) السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ١ / ١٩٩.

(٧) السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ١ / ٢٠٠ و ٢٠٣ ، السيرة النبويّة ـ للذهبي ـ : ٥ ـ ٦ ،

٣٠٠