تراثنا ـ العدد [ 13 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 13 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٥٤

الأنباري من طريق العتبي ، قال : كتب معاوية إلى زياد ، ويطلب عبيد الله ، فلما قدم عليه كلمه ، فوجده يلحن ، فرده إلى أبيه ، وكتب إليه كتابا يلومه فيه ، ويقول : أمثل عبيد الله يضيع؟! فبعث زياد إلى أبي الأسود ، فقال : يا أبا الأسود ، إن هذه الحمراء ـ وأراد بهم العجم لغلبة الحمرة على ألوانهم ـ قد أفسدت ألسن العرب ، فلو وضعت شيئا يصلح به الناس كلامهم ويعرب به كتاب الله ، فأبى ذلك أبو الأسود ، فوجه زياد رجلا ، فقال له : اقعد في طريق أبي الأسود فإذا مربك فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ، ففعل ذلك ، فلما مر به أبو الأسود رفع صوته يقرأ (إن الله برئ من المشركين ورسوله) فاستعظم ذلك أبو الأسود فقال : عز وجه الله أن يتبرأ من رسوله ، ثم رجع من فوره إلى زياد ، فقال : قد جئتك إلى ما سألت ، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن ، فابعث إلى ثلاثين رجلا ، فأحضرهم زياد ، فاختار أبو الأسود عشرة ، ثم لم يزل يختارهم حتى اختار منهم رجلا من عبد القيس ، فقال : خذ المصحف وصبغا يخالف لون المداد ، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف ، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحروف ، فإذا كسرتهما فاجعل النقطة في أسفل الحرف ، فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين ، فابتدأ بالمصحف حتى أتى على آخره ، ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك» (١٠٧).

وهناك روايات وآراء أخرى تؤكد نسبة التنقيط لأبي الأسود ، وإن كان هناك بعض الاختلاف الضئيل في متون هذه الروايات ، ولكن لو تأملنا فيها لرأينا عدم تعارضها واختلافها ، إذ يمكن الجمع بينها.

والملاحظ أن هذا العمل من أبي الأسود قد تم في زمان زياد ومعاوية ـ كما تؤكده الروايات ـ وأن أبا الأسود كان عالما به قبل هذا الزمان ، وربما كان بتعليم وتوجيه من الإمام ـ عليه‌السلام ـ كما تحتمله عبارة السيرافي ـ وكما سنذكره بعد ذلك ـ ولكن بالرغم من علمه بذلك في زمان سابق فإن أبا الأسود كان

__________________

(١٠٧) نزهة الألباء : ٩ ، وروضات الجنات ٤ / ١٦٧.

٨١

يخفيه وكان به ضنينا ، ويمكن أن نحتمل أسبابا كثيرة أدت إلى إخفائه وإلى تأخير إظهاره إلى زمان زياد ومعاوية ، يمكن أن نحتمل منها الأسباب التالية :

فربما كان السبب في التأخير الظروف السياسية والاجتماعية والحربية الصاخبة آنذاك في الفترة التي عاشها أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ حيث لم تسمح له بنشر هذا العمل.

وربما كان السبب هو المنع الذي كان مفروضا على التدوين والكتابة عامة وخاصة بما يرتبط بالشريعة الإسلامية ، وبالأخص على أصحاب أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ومواليه وشيعته ، خوفا من كتابة ونشر بعض الكتابات التي ترفع من شأن أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ وتحط من أعدائهم ومخالفيهم ، فالشيعة كانوا مطاردين في تصرفاتهم وأقوالهم وكتاباتهم ، لذلك لم تسمح السلطة بأمثال هذه الأعمال منهم ، فربما لو كان أبو الأسود يبدأ بهذا العمل من نفسه لم يكن له مثل هذا الانتشار والتأثير ، وربما حاربته السلطة الحاكمة ، ولكنه كان ينتظر الفرصة المناسبة التي يشعر بها المسؤولون والحكام أنفسهم بخطورة اللحن على الأمة وبإلحاح من الظروف والناس ليطلبوا منه أو من غيره القيام بهذا العمل.

وربما كان حجة الذين منعوا من التدوين والكتابة بصورة عامة ، وخاصة بما يرتبط بالشريعة الإسلامية ، هو الخوف من اختلاطها بالقرآن الكريم ، وبذلك لا يحافظ على أصالة القرآن الكريم وسلامته.

إذا فكيف بمثل هذا العمل الذي يتعرض بصورة مباشرة للقرآن الكريم ومحاولة تحريكه وتشكيله وإضافة بعض الكتابات فيه ، مما يكون عامل المنع فيه أقوى ، وهذه الحجة وإن كان وراءها دوافع وأغراض سياسية ، ولكن قد تذرع بها البعض للمنع من التدوين والكتابة.

أو أن السبب في ذلك عدم انتشار اللحن في القرآن الكريم وفي كلام العرب ، وإنما أخذ بالانتشار والذيوع بعد اختلاط العرب بغيرهم مما أدى إلى ظهور اللحن باتساع وإلى الشعور أكثر بخطورة المشكلة.

٨٢

أو أن السبب هو احتياط بعض المسلمين وتورعهم عن إضافة بعض الكتابات في المصحف الشريف ، لأنهم كانوا يشعرون بأنه يلزم الحفاظ على المصحف الشريف كما نزل على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ دون إضافة ، ومن هنا كان تجنبه تورعا عن القيام بمثل هذا العمل ، ولكن بعد أن أدرك أن الضرورة الإسلامية تحتم عليه القيام بهذا العمل ، قام به خير قيام ، وكما قال الدكتور شوقي ضيف : «كان ذلك عملا خطيرا حقا فقد أحاطوا لفظ القرآن الكريم بسياج يمنع اللحن فيه» (١٠٨) ويقول الدكتور مازن المبارك : «ومعنى وضع أبي الأسود لشكل المصحف أنه وضع الضوابط التي تمنع القارئ من الزلل أو اللحن في القرآن ، وهل للنحو غاية أخرى أبرز من حفظ اللسان من الخطأ؟!» (١٠٩).

وهناك عوامل أخرى ـ ربما لا نعلمها ـ كانت السبب في تأخير أبي الأسود إظهار هذا العمل ، وتشمل بعض هذه الأسباب النحو أيضا ، إذ تأخر أبو الأسود في الاعلان عنه أيضا.

أما عن وجود هذا المصحف الذي شكله أبو الأسود ، فهل هو موجود أوضاع كما ضاع الكثير من كتب التراث؟

ذكر السيد محسن الأمين في كتابه «أعيان الشيعة» أنه رأى في خزانة الكتب الشريفة الرضوية مصحفا بخط الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ عليه مثل هذا الشكل والتنقيط ، وهذا يؤيد ما ذكرناه بأن أبا الأسود قد تلقى تحريك المصحف بالتنقيط من الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ كما تلقى النحو منه إلا أن نقول بأن تحريك هذا المصحف الشريف الذي كتبه الإمام ـ عليه‌السلام ـ بخطه قد أضيف إليه من قبل أبي الأسود أو غيره ـ بعد كتابته ـ كما يحتمل ذلك السيد الأمين.

يقول السيد محسن الأمين عن القرآن المنسوب إلى خط أمير المؤمنين

__________________

(١٠٨) المدارس النحوية ـ للدكتور شوقي ضيف ـ : ١٧.

(١٠٩) النحو العربي ـ مازن المبارك ـ : ٣٠.

٨٣

ـ عليه‌السلام ـ : «جزء من القرآن منسوب إلى خطه الشريف أيضا ـ أي أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ من أول سورة هود إلى آخر سورة الكهف ، بشكل ما نسميه سفينة ويسميه الفرس بياضا ، أي أن أسفل كراريسه من جهة العرض لا من جهة الطول ، وكذلك باقي المصاحف التي رأيناها ، رأيناه في خزانة الكتب الشريفة الرضوية في ١٢ ربيع الثاني ١٣٥٣ ، عند تشرفنا بزيارة مشهد الرضا ـ عليه‌السلام ـ ، مكتوب على الجلد الرقيق الذي لا يفترق كثيرا عن الكاغذ بخط كوفي غير منقط ، وعليه نقط بالحمرة مدورة هي علامات على الشكل ، والظاهر تأخرها عن كتابته ، فللكسرة نقطة تحت الحرف ، وللفتحة نقطة فوقه ، وللضمة نقطة أمامه ، وإذا كان في وسط الكلمة توضع النقطة بجانبه ، وللتنوين نقطتان فوقه للمنصوب ، وتحته للمخفوض ، وأمامه للمرفوع ، أما الحرف الساكن فليس عليه علامة ، وقد كانت المصاحف أولا غير منقطة ، لا للإعجام ولا للشكل.

وأول من نقطها للشكل أبو الأسود الدؤلي في إمارة زياد ، كان يقول للكتاب : إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، وإن ضممت في فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف ، وذكره ابن النديم في الفهرست وزاد ابن الأنباري في نزهة الألباء : فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين ، وهذا بعينه تنقيط المصاحف التي رأيناها ، وهو يؤيد أنها بخطوطهم ـ عليهم‌السلام ـ ، وفي آخره سطرين هكذا : كتبه علي بن أبي طالب

وجلده مذهب ، موضوع في صندوق مذهب ، كلاهما في غاية الإتقان ، مكتوب على جلده : وقف الشاه عباس الصفوي سنة ١٠٠٨ ، عدد أوراقه ٦٨ ، سطور كل صفحة ١٥ ، طوله ٣٤ سانتيما ، عرضه ٢٣ سانتيما ، قطره ٣ سانتيمات ، وكتب الشيخ البهائي على ظهره بخط يده ما صورته : هذا الجزء من القرآن المجيد الذي هو بشريف خط سيد الأوصياء ، وحجة الله على أهل الأرض

٨٤

والسماء ، نفس الرسول ، وزوج البتول ، وأبي السبطين ، وإمام الثقلين ، والمخصوص باختصاص إنما وليكم الله ، المعزز بإعزاز من كنت مولاه فعلي مولاه ...» (١١٠).

ثم يذكر السيد الأمين أنه توجد نسخة أخرى من القرآن الكريم بخط منسوب للإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وهو «كالجزء السابق بجميع مميزاته سوى أن سوره غير سوره ، ونقط قليلة خضر من تحت وفوق ، وأقل منها زرق غير نقط الشكل الحمر لم نتحقق المراد منها ، وفي آخره في سطرين هكذا : كتبه علي بن أبي طالب»

وهكذا نرى بأن أبا الأسود كان قد تلقى علومه من الإمام أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ ، ولا عجب في ذلك فإنه من تلامذته وأصحابه الموالين والمخلصين ـ كما ذكرناه في ترجمته ـ ، ولعله كان لدين مصحف بخط الإمام ـ عليه‌السلام ـ مشكل بهذا الشكل ، وهو الذي أخذه من الإمام ـ عليه‌السلام ـ وهو الذي كان به ضنينا ـ كما في قول السيرافي ـ.

وبعد هذا الذي ذكرناه حول عمل أبي الأسود في تحريك المصحف الشريف بالتنقيط ، نعود لمناقشة هذا الاعتراض ، ومناقشته تكون على خطوات :

١ ـ فالملاحظ أن المعارضين الذين يعارضون نسبة النحو ـ بمعناه المصطلح ـ لأبي الأسود ، جميعهم يؤيدون نسبة التنقيط والتحريك إليه ، مع أن عملية تحريك المصحف الشريف بالتنقيط ـ وبالصورة التي ذكرت ، والتي رويت عن أبي الأسود نفسه ـ تعتمد على ملاحظة حركات الإعراب ، وهي عملية تحتاج إلى أن يكون صاحبها عالما ببعض الأفكار والمسائل النحوية ، إضافة إلى أنها عملية لا تقل تعقيدا وتركيزا عن عملية وضع بدايات النحو ، فالقادر على التحريك لا تعصب عليه عملية وضع النحو في بداياته ، وهذه العملية يفسرها أبو الأسود كما في الرواية «خذ المصحف ، وصبغا يخالف لون المداد ، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق

__________________

(١١٠) أعيان الشيعة ١ / ٩٠.

٨٥

الحروف ، إذا ضممتها فاجعل النقط إلى جانب الحرف ، وإذا كسرتها فاجعل النقطة إلى أسفله ، وإذا اتبعت شيئا من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين» (١١١).

ونحن حينما نتأمل هذه الرواية جيدا ـ والتي يؤيدها حتى المعارضون لفكرة وضعه النحو ـ نرى أن هذه العملية التي قام بها أبو الأسود تدل على مدى ثقافة أبي الأسود النحوية واللغوية وعلى مدى تركيز ذهنيته وتطورها ، ونرى أيضا أن هذه الرواية تشير إلى بعض المصطلحات ، كالحركات والكسر والفتح والضم ، وهي مصطلحات تدل على وجود قابلية الابداع والتركيز ـ ولو بصورة بدائية بسيطة ـ عند بعض رجال ذلك العصر ، وعلى تقدير اكتساب هذه العملية ـ عملية التحريك بالتنقيط ـ ومصطلحاتها من السريان آنذاك ـ كما يتبنى هذا الرأي أحمد حسن الزيات (١١٢) ـ فإن ذلك لا يؤخر مرحلة وضعها عن زمان أبي الأسود وأنه الواضع لها.

فالمعارضون يقولون : «بأن الأمر قد اختلط على الرواة إذ كانوا يقصدون بالنحو ضبط الكلام على سبيل العرب وسمتها في القول ، فأبو الأسود نقط المصحف ، وهذا النقط هو النحو المقصود بكلام الرواة» (١١٣).

٢ ـ ولكن الملاحظ من الروايات «أنها لم تكتف بأن أبا الأسود وضع النحو أو العربية فقط ، بل ذكرت أبوابا من النحو نسبت إليه ، فكيف نأخذ شق الرواية ونترك شقها الآخر؟! الأولى أن تؤخذ جميعا أو تطرح جميعا» (١١٤) فمن الأبواب التي ينسب وضعها إلى الإمام ـ عليه‌السلام ـ وبعضها تنسب لأبي الأسود : باب التعجب والإضافة والظاهر والمضمر وتقسيم الكلمة ... إلى آخره.

٣ ـ إضافة إلى أن بعض الروايات تشير إلى أن أبا الأسود وضع تشكيل المصحف الشريف بالنقط والنحو أو العربية ، فتفصل بينهما ، مما يدل على

__________________

(١١١) إنباه الرواة : ٥.

(١١٢) تاريخ الأدب العربي : ١٥٤.

(١١٣) نقلا عن مدرسة البصرة النحوية : ١٥٤.

(١١٤) مدرسة البصرة النحوية : ٥٧.

٨٦

اختلاف معنييهما ومما يدل على أنه كان هناك فرق بين مفهومي التنقيط وبين العربية والنحو في أذهان الرواة والمؤرخين ، وأين حجر ينقل رواية تؤكد مثل هذا الفصل بين مفهومي التنقيط والنحو ، فقد نقل : «إن زيادا أمر أبا الأسود أن ينقط المصاحف فنقطها ، ورسم من النحو رسوما» (١١٥) وهناك روايات وآراء أخرى تؤكد وتصرح بهذا المعنى ، ويقول أبو العباس المبرد : «أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود الدؤلي» (١١٦).

بالإضافة إلى أن المفهوم من كلمة النحو أو العربية غير المفهوم من كلمة التنقيط كما هو ظاهر ، فكيف يكون المعنى في كليهما واحدا؟!

ويذكر السيد محسن الأمين : «وإعراب القرآن لا دخل له بوضع علم النحو ، الذي كان في زمن أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وبأمره لا بأمر زياد ، ويجوز أن يكون أبو الأسود أظهر كتابه يومئذ ، وكان ألفه قبل ذلك ، أو رتب يومئذ ما كان تلقنه من أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ وأضافه هو إليه فجعله كتابا» (١١٧).

وأخيرا .. فالملاحظ أن هناك علاقة وثيقة بين النحو وإعراب القرآن ، فالمتمكن من إعراب القرآن الكريم والذي يقوم بمهمة تحريك المصحف الشريف يدل على أن له علما ومعرفة بالنحو وتركيزا في التفكير ، ولكن على كل حال فإن العمل بوضع النحو غير العمل بتحريك القرآن وتنقيطه كما يؤكد ذلك المؤرخون.

الخلاصة :

من خلال ما ذكرناه نستطيع التوصل للنتيجة التالية : إن الإمام ـ عليه‌السلام ـ شعر بضرورة وضع القواعد التي تحفظ اللسان من الخطأ ، وخاصة في قراءة القرآن الكريم بعد أن وجد اللحن شائعا على الألسنة ، وبما أنه خليفة

__________________

(١١٥) الإصابة ـ لابن حجر ـ ٢ / ٢٤١.

(١١٦) الأغاني.

(١١٧) أعيان الشيعة ١ / ١٦٢.

٨٧

المسلمين آنذاك كانت عليه مهمة الحفاظ على سلامة القرآن الكريم من اللحن ، وبما أن الأسود كان مرجعا للخلفاء والولاة في القيام بمثل المهام التي تمس اللغة العربية ـ نتيجة لثرائه في اللغة ولذكائه ومستواه الثقافي ـ فأعطى الإمام ـ عليه‌السلام ـ مهمة وضع هذه القواعد لأبي الأسود بعد أن مهد له الطريق بوضع بعض القواعد الأساسية ليسير على ضوئها ويواصل البحث من خلالها ، وقد سار أبو الأسود في هذا الدرب الذي رسمه الإمام ـ عليه‌السلام ـ وواصل البحث فيه بصورة أشمل فاكتشف بعض المسائل والأبواب النحوية التي ترتبط وثيقا بشيوع اللحن ، أي أن المجال الذي يشيع فيه اللحن كان يدفع أبا الأسود للبحث والنظر فيه حتى بأخذ فكرة عامة عنه ، وبسيطة بدائية لا فكرة مفصلة متطورة كالتي نراها اليوم في الكتب النحوية ، ولذلك قلنا : إن النحو الذي وضعه أبو الأسود كان بدائيا بسيطا ، ويقتصر على أبواب قليلة دعت إليها الحاجة وضرورة محاربة شيوع اللحن فيها خاصة.

والدليل على هذا الرأي : تواتر الروايات ، وتضافر الآراء ، وكثير من الرواة قريبو العهد بعصر الإمام ـ عليه‌السلام ـ.

وقد احتمل البعض اكتساب النحو من الحضارات الأجنبية ، ولم يتم مثل هذا الاتصال الوثيق بالثقافات الأجنبية إلا في زمن متأخر من عصر الإمام ـ عليه‌السلام ـ.

ولا يمكن أن يكون الاكتساب من النحو اليوناني ، لأن النحو العربي كان موجودا قيل ترجمة الكتب اليونانية ، ولأنه يختلف في طبيعته عن النحو اليوناني.

وكذلك لا يمكن أن يكون مكتسبا من النحو العبري ، لأن مرحلة نشأته متأخرة عن النحو العربي.

إذا فلا بد أن يكون الاكتساب من النحو السرياني ـ على القول بأنه سبق النحو العربي في وضعه ـ لوجود السريانيين في المجتمع الإسلامي آنذاك ، ونتيجة لاحتكاك المثقفين من العرب بهم انتقل النحو منها.

٨٨

ولكن هذا الاحتمال لا يؤخر بداية النحو عن تلك الفترة من عصر الإمام ـ عليه‌السلام ـ إذ أن السريانيين دخلوا الإسلام في خلافة عمر ، وهم كانوا مقيمين داخل المجتمع الإسلامي ، فيحتمل ـ ما دام الأمر يقوم على الاحتمال والفروض دون الاعتماد على الروايات التي لا تشير إلى هذه الفكرة ـ أن اطلع الإمام ـ مع الغض عن فكرة علم الإمام المعصوم ـ أو اطلع أبو الأسود على ثقافة السريان وعلى نحوهم فاكتسب منهم بعض قواعدهم وآرائهم النحوية ، ولا يمنع مثل هذا الاتصال والاكتساب أي مانع.

لكن هذا الاحتمال الأخير إنما يعتمد على الفرض والاحتمال دون أن يكون له أي سند روائي ، وكذلك يعتمد على القول بأن النحو العربي مكتسب وليس أصيلا ، وهذا الفكرة الأخيرة ينفيها كثير من المحدثين من العرب والمستشرقين ، بالإضافة إلى أن التاريخ لا يشير أبدا إلى فرضية الاكتساب مع اختلاف طبيعة النحو السرياني عن النحو العربي ، كما ذكره البعض.

وعلى أي احتمال ، فإن بداية وضع النحو العربي لا تخرج من تلك الفترة ـ فترة عصر الإمام (عليه‌السلام) ـ سواء قلنا بأصالة النحو العربي في بداياته كما هو الرأي الحق ، ورأي إجماع القدماء وبعض المعاصرين ، أو قلنا بأنه مكتسب من النحو السرياني كما هو رأي البعض الآخر من المعاصرين.

والحمد لله رب العالمين.

هاشم الهاشمي

٨٩

الشيخ المفيد ..

دراسة في كتبه الكلامية

الشيخ محمد علي الحائري الخرم آبادي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.

وبعد : فإن التحقيق في حياة العظماء الذين صاروا سببا لتحولات عظيمة في عالم العلم والفكر ، لا بد أن يكون بعد التحقيق في المجتمع الذي عاشوا فيه من الناحية السياسية والدينية والفكرية.

ونحن الآن في قبال شخصية لها أبعاد مختلفة ، كل بعد منها يحتاج إلى تحقيقات واسعة في جهات شتى ، وشخصية المفيد ـ رحمه‌الله ـ تشبه محيطا مواجا لا يمكن الغوص فيه وسبر أعماقه بسهولة لكل أحد ، بل يحتاج إلى المحققين الكبار الذين يستطيعون أن يتحفونا بنفائس من جواهر هذا الخضم الزاخر.

الشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ متكلم ومحدث وفقيه وأصولي وفيلسوف ومؤرخ ، وبكلمة واحدة هو موسوعي الثقافة جامع لعلوم عصره ، وقد برز في جميع المعارف الإسلامية ، واشتهر في الآفاق ، إلى الحد الذي لا يقدر كبار علماء الأديان وأصحاب المذاهب والآراء مقاومته في البحث والمناظرة ، وكان يتغلب عليهم ويفلجهم بالحجة الواضحة والبرهان الدامغ وهم أعلام الأديان وفحول العلماء

٩٠

وأساطين المذاهب.

وهذا أمر اعترف به جميع المؤرخين حتى المتعصبين منهم ، فلأجل ذلك يأملون موته ، وبزعمهم الباطل يطلبون من الله التخلص منه. فهذا الذهبي في كتابه «العبر في خبر من غير» يقول : «والشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ، ويعرف أيضا : بابن المعلم ، عالم الشيعة وإمام الرافضة ، وصاحب التصانيف الكثيرة. قال ابن أبي طي في تاريخه ـ تاريخ الإمامية ـ : هو شيخ مشايخ الطائفة ، ولسان الإمامية ، ورئيس الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة ، في الدولة البويهية.

قال ـ أي ابن أبي طي ـ : وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس. وقال غيره : كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد. وكان شيخا ربعة نحيفا أسمر ، عاش ستا وسبعين سنة ، وله أكثر من مائتي مصنف ، كانت جنازته مشهورة ، وشيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة والخوارج ، وأراح الله منه [!] وكان موته في رمضان رحمه‌الله» (١).

ويذكر ابن كثير في تاريخه أن : «عبيد الله بن عبد الله بن حسين أبو القاسم الخفاف ، المعروف بابن النقيب ، كان من أئمة السنة ، وحين بلغه موت ابن المعلم فقيه الشيعة سجد لله شكرا ، وجلس للتهنئة ، وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم» (٢).

نعم ، هكذا يتمنون موت من تربى في حجر مدرسة أهل بيت الوحي والرسالة عليهم‌السلام؟!

فبعد أن مضى من انبثاق الإسلام أكثر من ثلاثة قرون ، ما تفتأ السلطة الحاكمة والأيادي الخبيثة المتصلة بها لحظة واحدة عن الضغط والمكر والغدر واللئامة في حق أهل بيت النبوة ، وهدم مذهبهم ، ومحو الآثار والمعارف الإسلامية

__________________

(١) العبر في خبر من غير ٣ / ١٥ و ١١٤ ، طبع دائرة المطبوعات والنشر في الكويت ١٩٦١.

(٢) البداية والنهاية في التاريخ ـ لابن كثير ـ ١٢ / ١٨ ، طبع مطبعة السعادة المصرية.

٩١

التي صدرت من بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

فبنو أمية ، فعلوا ما فعلوا في حق علي وأولاده الكرام ـ عليهم‌السلام ـ ، وآل العباس ـ أيضا ـ بلغوا في ظلم آل الله واضطهادهم ما لم يسبقهم إليه سابق حتى قيل في ذلك :

تالله ما فعلت أمية فيهم

معشار ما فعلت بنو العباس

ففي مجتمع بهذه الخصوصية ، والآفاق السوداء ، أقام المفيد ـ رحمه‌الله ـ علم الانتصار لسيد المظلومين أمير المؤمنين علي وأولاده المعصومين ـ عليهم‌السلام ـ ، وتحمل في هذا السبيل جميع المصائب والمكاره من الطعن واللعن والطرد والتبعيد.

حارب المفيد ـ رحمه‌الله ـ بسيف اللسان والقلم ، فقال وأفاد وكتب ، حتى خضع له أكابر عظماء العصر من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وغيرهم.

وقد قبلت الأوساط العلمية الإسلامية ما أسسه في المعارف الإسلامية مما استقاه من أهل بيت الوحي والسفارة.

ولم ترق هذه العظمة لبعض المتعصبين الذين ليس لهم أي شأن من شؤون الإنسانية ، فوجهوا إليه شتى التهم التي كانوا متخصصين في اختراعها متفننين في ابتداعها.

فهذا الخطيب البغدادي بلغ الغاية في خباثة اللسان في الطعن على شيخنا المعظم ، قال في تاريخه : «محمد بن محمد بن النعمان ، أبو عبد الله ، المعروف بابن العلم ، شيخ الرافضة ، والمتعلم على مذاهبهم ، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم ، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين وعامة الفقهاء المجتهدين ، وكان أحد أئمة الضلال ، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه ، ومات في يوم الخميس ثاني شهر رمضان من سنة ثلاث عشر وأربعمائة» (٣).

__________________

(٣) تاريخ بغداد ـ للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ـ ٣ / ٢٣١ ، مطبعة السعادة المصرية ، عام ١٣٤٩ ه.

٩٢

نعم ، لا نتعجب من ذلك ، لأن الخفاش لا يقدر على أن يتحمل ضوء الشمس الساطع.

لقد صرف الشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ عمره الشريف في سبيل الحق والحقيقة ، وكان حاصل هذه الجهود المبذولة زهاء مائتي كتاب ورسالة ، حررها في الموضوعات المختلفة.

والتحقيق حول آثار هذا المفكر الإسلامي الشيعي الكبير المؤسس ، الذي تخرجت من مدرسته شخصيات إسلامية عظيمة ، يفتخر بهم التاريخ والأمة الإسلامية ، كالشيخ الطوسي ، والقاضي الكراجكي ، والشريف السيد المرتضى علم الهدى وغيرهم ... التحقيق حول هذه الآثار يجب أن يتم بيد رجال ذوي همم عالية ، كي يؤدوا للشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ بعض حقوقه.

ويكفي في الدلالة على عظمة شخصيته ـ رحمه‌الله ـ التوقيع المبارك الصادر من الناحية المقدسة لمولانا صاحب الأمر بقية الله الأعظم عجل الله تعالى فرجه الشريف.

التوقيع المبارك

«للأخ السديد ، والولي الرشيد ، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد ابن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ ، من مستودع العهد المأخوذ على العباد.

بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين ، المخصوص فينا باليقين ، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين ، ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق ...».

وبالتدقيق في مفاد ما ورد من الناحية المقدسة وكلماتها وعباراتها ، تتبين لنا عناية صاحب الأمر ـ عليه‌السلام ـ المخصوصة ، بالنسبة إلى الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه.

٩٣

وفقدان الشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ مصيبة عظيمة لأهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ ولمحبيهم وشيعتهم ، فإنه :

 ................................

يوم على آل الرسول عظيم

اهتم الشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ في تآليفه القيمة اهتماما بالغا بإحياء شخصية أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ ، ونشر فضائلهم ومناقبهم ، وقد خصص زهاء أربعين أثرا من آثاره الهامة بتلك الذوات المقدسة ، خاصة في موضع إمامة سيد المظلومين أمير المؤمنين علي ـ عليه‌السلام ـ.

نذكر هنا ثبتا منها في هذا النطاق ، بإذن الله تعالى :

(١)

الافصاح في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

الذريعة ٢ / ٢٥٨ رقم ١٠٥١ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ (٤) ، رجال النجاشي : ٣٩٩ (٥). تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٨ (٦) ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ (٧) ، معجم المؤلفين ١١ / ٣٠٦ (٨) الأعلام ـ للزركلي ـ ٧ / ٢١ (٩) ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٢.

__________________

(٤) الفهرست ، للطوسي ، طبع المكتبة المرتضوية ، النجف الأشرف ، وكل ما ننقل عن هذا الكتاب فمن هذه الطبعة.

(٥) رجال النجاشي ، الطبعة الحروفية الجديدة ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم ١٤٠٧ ه ، وكل ما ننقل عن هذا الكتاب فمن هذه الطبعة.

(٦) تاريخ التراث العربي ، لسزگين ، تعريب : محمود فهمي حجازي وفهمي أبو الفضل ، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٧٨ ، وكل ما ننقل عن هذا الكتاب فمن هذه الطبعة.

(٧) أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين ، طبع دار التعارف للمطبوعات / بيروت ١٤٠٣ ه ـ ١٩٨٣ م ، وكل ما ننقل عن هذا الكتاب فنم هذه الطبعة.

(٨) معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، مطبعة الترقي / دمشق ١٣٨٠ ه ـ ١٩٦٠ م ، وكل ما ننقل / عن هذا الكتاب فمن هذه الطبعة.

(٩) الأعلام ، للزركلي ، طبع دار العلم للملايين / بيروت ـ لبنان ، وكل ما ننقل عن هذا الكتاب فمن هذه الطبعة.

٩٤

نسخة منه في مكتبة المجلس النيابي الإيراني في طهران ، رقم ١٠٥٤٧ غير المفهرس.

نسخة في مكتبة الإمام الحكيم العامة ، في النجف الأشرف ، مذكورة في فهرسها ١ / ٦٦.

وعرف العلامة الرازي في الذريعة ست نسخ أخرى رآها فراجع.

طبع في النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، سنة ١٣٦٨ ، في ١٣٦ صفحة ، وفي إيران بالأوفسيت ، ضمن كتاب «عدة رسائل للشيخ المفيد ـ رحمه‌الله ـ» ، منشورات مكتبة المفيد ـ قم ، من صفحة ١ ـ ١٦٣.

(٢)

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

في تواريخ الأئمة الطاهرين الاثني عشر ـ عليهم‌السلام ـ والنصوص عليهم ومعجزاتهم وطرف من أخبارهم وغير ذلك.

الذريعة ١ / ٥٠٩ رقم ٢٥٠٦ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ ، رجال النجاشي : ٣٩٩ ، بحار الأنوار ١ / ٧ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٢ ، ريحانه الأدب ٥ / ٣٦٣ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٨ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٧ / ٢١.

وعرف سزگين ١١ نسخة منها فراجع.

وطبع في طهران على الحجر سنة ١٢٩٥ و ١٢٩٨ و ١٣٠٣ و ١٣١٧ و ١٣٢٠ و ١٣٧٧ و ١٣٧٧ أيضا ، وفي تبريز سنة ١٢٨٥ و ١٣٠٨ ه ، وفي أصفهان على الحروف سنة ١٣٦٤ ه ، وفي النجف الأشرف بالمطبعة الحيدرية.

وترجمه إلى الفارسية المولى محمد مسيح الكاشاني ـ المتوفى قبل ١١٢٥ ه ـ بعنوان «التحفة السليمانية» وطبع في إيران سنة ١٣٠٣ ه كما في الذريعة.

٩٥

(٣)

أقسام المولى في اللسان

رسالة في تحقيق أقسام المولى في اللسان العربي وبيان معانيه العشرة ، والمراد منه في قوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث الغدير : «من كنت مولاه فعلي مولاه».

الذريعة ٢ / ٢٧٢ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤.

نسختان منها في مكتبة المجلس النيابي الإيراني ، في طهران ، مذكورتان في فهرسها ٧ / ١٧ [٢١ / ٨] وأيضا ـ ٧ / ٢٧٢ ضمن مجموعة.

ورأيت ثلاث نسخ منها في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، مذكورة في فهرسها ١ / ٩٣ ضمن المجموعة (٧٨) ، وفي ص ٢٦٩ ضمن المجموعة (٢٤٣) ، وفي ص ٢٨٥ ضمن المجموعة (٢٥٥).

طبعت في النجف الأشرف ، من منشورات مكتبة دار الكتب التجارية ، مع المسائل الجارودية ، ورسالة في النص على أمير المؤمنين بالخلافة ، والثقلان ، من صفحة ٢٠ ـ ٢٨ ، وفي إيران ضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد» ، نشر مكتبة المفيد ـ قم ، من صفحة ١٨٦ ـ ١٩٣.

(٤)

الإيضاح في الإمامة

بدأ فيه برد شبهات العامة وأدلتهم على إثبات الخلافة ، ثم ذكر أدلة إمامة المعصومين عليهم‌السلام.

الذريعة ٢ / ٤٩٠ رقم ١٩٢٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ ، رجال النجاشي : ٣٩٩ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣. معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٢ ، ريحانة

٩٦

الأدب ٥ / ٣٦٣ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٨ ، معجم المؤلفين ١١ / ٣٠٦.

وقد صرح الشيخ المفيد ـ قدس‌سره ـ في كتاب «الإيضاح» في الفصل الأخير من كتابه «الفصول العشرة في الغيبة» فقال : «ورسمت منه جملة مقنعة في آخر كتابي المعروف ـ بالإيضاح ـ ، فمن أحب الوقوف على ذلك فليلتمسه» (١٠).

توجد منه نسخة في مكتبة السيد محمد مهدي ، في ضلع فيض آباد الهند ، في (الماري ـ ٣) كما في فهرسها (١١).

(٥)

إيمان أبي طالب

استدل فيه على إيمان أبي طالب ، وولائه ونصرته ومحبته لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بدافع العقيدة والإسلام لا بدافع العصبية القبلية.

الذريعة ٢ / ٥١٣ رقم ٢٠١٦ ، رجال النجاشي : ٣٩٩ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٣ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٣ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٨ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٧ / ٢١ ، وذكره العلامة المجلسي من مصادر البحار في ١ / ٧.

نسختان منه في مكتبة المجلس النيابي الإيراني في طهران ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٢٧ [٣ / ٨] و ٧ / ٢٧٢ ضمن مجموعة.

ونسخة في مكتبة الإمام الحكيم ، في النجف الأشرف ، مذكورة في فهرسها ١ / ٨٢ [٤٣٣ م].

ونسخة في مكتبة ملك ، في طهران ، ضمن المجموعة ٦١٥١ رقم ٤.

طبع في العراق ضمن مجموعة «نفائس المخطوطات» سنة ١٣٧٢ ه ، وضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد» من الصفحة ٢٩٨ إلى ٣١٧ من منشورات

__________________

(١٠) الفصول العشرة في الغيبة ، المطبوع ضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد» ، ص ٣٨١ ، إيران ـ قم ، مكتبة المفيد.

(١١) الذريعة ٢ / ٤٩٠.

٩٧

مكتبة المفيد / إيران ـ قم.

(٦)

تفضيل الأئمة ـ عليهم‌السلام ـ على الملائكة

حول المفاضلة بين الأئمة الهداة المهديين من آل محمد ـ عليهم‌السلام ـ والملائكة ، والقول بأن الأئمة المعصومين ـ عليهم‌السلام ـ أفضل منهم.

الذريعة ٤ / ٣٥٨ رقم ١٥٥٧ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤.

(٧)

الجمل

أو «الجمل : النصرة في حرب البصرة».

أو «النصرة لسيد العترة في أحكام البغاة عليه بالبصرة».

استوفى الكلام فيها ـ رحمه‌الله ـ عن فتنة الجمل بالبصرة ومقالات الناس فيها وحكم المتولين للقتال بها.

وذكر الشيخ والنجاشي كل واحد من العنوانين كتابا مستقلا.

الذريعة ٢٤ / ١٧٧ رقم ٩١٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ ، رجال النجاشي : ٤٠٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥ ، ريحانة الأدب ٥ / ... ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٩ ، معجم المؤلفين ١١ / ٣٠٦.

عرف الشيخ الطهراني ـ رحمه‌الله ـ في الذريعة نسختان منها : الأولى عند السيد أبو القاسم الأصفهاني المحرر ، والثانية في مكتبة آل كاشف الغطاء.

ونسخة منها في مكتبة المجلس النيابي الإيراني ، في طهران ، رقم ١٠٥٩٣.

ونسخة في مكتبة الإمام الرضا ـ عليه‌السلام ـ في مشهد ، رقم ٧٨٧٠.

طبع في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف أولا ، وطبع ثانية في سنة

٩٨

١٣٦٨ ه في ٢١٨ صفحة ، وثالثة بالأوفسيت في قم ، من منشورات مكتبة الداوري.

(٨)

تفضيل أمير المؤمنين على سائر الصحابة

أو «على سائر البشر».

أو «على جميع الأنبياء غير محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ».

الذريعة ٤ / ٣٥٨ رقم ١٥٦١ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥.

نسخة منه في مكتبة كلية الآداب في جامعة أصفهان ، مذكورة في «نسخه هاى خطى» لدانش پژو ٥ / ٣٠٤ مجموعه ٤٠ رقم ٢.

نسختان في مكتبة المجلس النيابي الإيراني ، في طهران ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٥٠ و ٧ / ٢٧٢ ضمن مجموعة.

رأيت أربع نسخ منها في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، مذكورة في فهرسها ١ / ٩٤ ضمن مجموعة رقم (٧٨) ، وصفحة ٢٦٨ ضمن مجموعة رقم (٢٤٣) ، وصفحة ٢٨٦ ضمن مجموعة رقم (٢٥٥) ، وفي ٣ / ٣٣٤ ضمن مجموعة رقم (١١٦١).

(٩)

مسألة في النص الجلي

أو «رسالة في النص على أمير المؤمنين بالخلافة».

وهي صورة مناظرة دارت بين شيخنا المفيد مع القاضي أبي بكر محمد ابن الطيب بن محمد بن جعفر البصري الباقلاني.

الذريعة ٢٠ / ٣٩٧ رقم ٣٦٤٦ ، رجال النجاشي : ٤٠١ ، أعيان الشيعة

٩٩

٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٧٨.

نسختان منه في مكتبة المجلس النيابي الإيراني بطهران ، مذكورة في فهرسها ٧ / ٦٥ [٢٥ / ٨] و ٧ / ٢٧٢ ضمن مجموعة.

ورأيت ثلاث نسخ منها في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، مذكورة في فهرسها ١ / ٩٦ ضمن مجموعة (٧٨) ، وفي صفحة ٢٦٨ ضمن مجموعة (٢٤٣) ، وفي صفحة ٢٨٦ ضمن مجموعة (٢٥٥).

نشره الشيخ محمد حسن آل ياسين في مجموعة «نفائس المخطوطات» في بغداد ، وفي النجف الأشرف مع رسالة «الثقلان» وغيرها من منشورات مكتبة دار الكتب التجارية ، وفي إيران ضمن «عدة رسائل للشيخ المفيد» من منشورات مكتبة المفيد ـ قم.

(١٠)

كتاب في

إمامة أمير المؤمنين ـ عليه‌السلام ـ من القرآن

الذريعة ٢ / ٣٤١ رقم ١٣٥٨ ، رجال النجاشي : ٤٠٠ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٤ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٣.

(١١)

المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام

الذريعة ٢٠ / ٣٩٤ رقم ٣٦٣٤ ، رجال النجاشي : ٤٠٢ ، أعيان الشيعة ٩ / ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ١٧ / ٢٠٥ ، ريحانة الأدب ٥ / ٣٦٤.

* * *

١٠٠