قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر عجائب الدنيا

مختصر عجائب الدنيا

مختصر عجائب الدنيا

تحمیل

مختصر عجائب الدنيا

295/416
*

ومن الجار السوء : إن رأى (١) حسنة سترها ، وإن رأى (٢) سيئة نشرها وذكرها.

ومن المرأة السوء : إن غاب زوجها خانت وإن حضر أساءت عشرته وأهانته.

ومما وقع للمتوكل مع جاريته محبوبة :

كانت من أحس أهل زمانها وجها وأجودهم غناءا وشعرا. فكان يوما جالسا في مقام أنسه ، وإذا بعلي بن الجهم قد دخل عليه ، فقال له أمير [المؤمنين] : دخلت اليوم على محبوبة فرأيتها قد كتبت اسمي بالمسك على صدرها ، فما رأيت أحسن من ذلك السواد على ذلك البياض ، فقل في ذلك شعرا.

قال : فذهبت لأقول ، فارتج عليّ وسمعت محبوبة المقال من وراء الستار فطلبت الدواة وكتبت لساعتها تقول :

وكاتبة في الصدر بالمسك جعفرا

بروحي فديت المسك من حيث أثرا

لأن كتبت في الصدر سطرا بكفها

لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا

فيا من لمملوك بملك يمينه

مطيعا له فيما أسر وأجهرا

يا من منامها في سريرة جعفر

رعا الله قلبا ساكنا فيه جعفرا

قال علي بن الجهم : لما وقعت عليّ هذه الأبيات فنعوت على نفسي جودة قريحتها.

فأمر أمير [المؤمنين] جعفر المتوكل بإنفاذ الشعر لغريب لتصوغ له لحنا ، وأمر أن لا يغنى ذلك اليوم إلّا به ، وأنعم عليها وأجزل عطايا ندماءه ذلك اليوم فوق عادتهم.

ومما وقع / لعيسى مع بنت أبي العائشي المعتصم أخت جعفر المتوكل :

قال : كان عيسى يهوى جارية من جواري الست عائشة أخت جعفر المتوكل ، وكانت بارعة الجمال ، كريمة في النوال ، لها الشعر الرقيق التي فاقت به على شعراء أهل زمانها. فلما بلغها ذلك قالت : والله لو استوهبها مني لوهبته إياها.

فبلغ ذلك عيسى فكتب يقول :

يا بنت عم الهاشمي المرسل

أخت الخليفة جعفر المتوكل

بالله إلّا جدت لي بحبيبتي

في سرعة قبل الصباح المقبل

ومري رفيقتها تغمض عينها

عني وعنها ساعة وتفضلي

__________________

(١) في المخطوط : وا ، وهو تحريف.

(٢) في المخطوط : وا ، وهو تحريف.