صورة الأرض - ج ١

أبي القاسم بن حوقل النصيبي

صورة الأرض - ج ١

المؤلف:

أبي القاسم بن حوقل النصيبي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
المطبعة: مطبعة بريل
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٥٠
الجزء ١ الجزء ٢

وهى (١) ضيعة ذات ثلث حارات كبار كثيرة الأهل غزيرة السكّان بها حمّام وجامع وقاض وعامل ولها كورة جليلة واسعة ومن أبى يحنس اليها ستّة سقسات ، ومن شبروالاو الى منوف مدينة كبيرة عظيمة واسعة الغلّات والخيرات والكتّان وبها وال عليها وبها حاكم وحمّامات وجامع وأسواق كثيرة حسنة وكور عدّة برسمها واسعة ستّة عشر سقسا ، ومن منوف الى طنتتا (٢) ضيعة جليلة حسنة عظيمة الأهل بها جامع وحمّام ولها ضياع برسمها وعامل ذو عدّة وعتاد وفيها أسواق وجامع لطيف ولها موعد لسوق يقف بها فى كلّ جمعة أربعة عشر سقسا ، ومن طنتتا (٣) الى فيشة بنى سليم ضيعة فيها حمّام وسوق وجامع وكورة مضافة اليها اثنا عشر سقسا ، ومن فيشة بنى سليم الى البنداريّة ضيعة فيها جامع وأسواق وبرسمها ضياع ولها عامل وفيها حمّام طيّب عشرة سقسات ، ومن البنداريّة الى محلّة المحروم مدينة بها سلطان وشحنة لها وقاض [وخيل ورجل](٤) وجامع وحمّام وأسواق [٤٢ ب] عشرة سقسات ، ومن محلّة المحروم الى قليب العمال وهى من الجانب الغربىّ عن الخليج مدينة فيها جامع وحمّام ولها كورة ذات ضياع وأسواق وبها حاكم وبها سلطان عشرة سقسات ، ومن قليب العمال الى ببيج مدينة كبيرة فيها جامع وبيع كثيرة عامرة ودهاقين تجتبى جماجمهم وبها جامع وحاكم وسلطان وبرسمها ضياع كثيرة غزيرة عشرة سقسات ، وبين ببيج ومحلّة ببيج الخليج الآخذ من بين شابور ومحلّة نقيده (٥) وهما جانبان أيضا وينفصل هذا الخليج أيضا قطعتين فيشرع إحداهنّ الى فرنوه مغرّبة من ناحية ببيج ومحلّة ببيج والأخرى مشرّقة الى صا وصا هذه مدينة فيها جامع وبيع كثيرة وحاكم وسلطان وأسواق وحمّام وبها العين المعروفة بعين موسى عليه‌السلام ويقال أنّه سجن بها ستّة سقسات ، ومن صا (٦) الى ديّاى ضيعة كبيرة فيها جامع وبرسمها كورة (٧) ذات

__________________

(١) (وهى) ـ (فهى) ، (٦) (طنتتا) ـ حط (طندتا) ، (٨) (طنتتا) ـ (طننتا) وفى حط (طندتا)،

(١٢) [وخيل ورجل] مأخوذ من حط ، (١٩) (نقيده) ـ (نفيدة) ، (٢٣) (صا) ـ (صا وصا) ، (٢٤) (كورة) ـ (كور) ،

١٤١

ضياع وعامل وحاكم وبيع وأحوالها متقاربة فى الزجاء عشرة سقسات ، ومن ديّاى الى الصافية ضيعة كبيرة كثيرة قصب السكّر وبها غير معصرة للسكّر وبها جامع وبيع وحاكم وعامل وأسواق حسنة عشرة سقسات ، ومن الصافية الى دمى جمول ضيعة كبيرة أيضا كثيرة قصب السكّر والمعاصر (١) وعمل السكّر بها والقند ولها منبر وسوق وحاكم ستّة سقسات ، ومن دمى جمول الى سنديون ضيعة آهلة واسعة الغلّات وبها جامع وبيع وسوق وحاكم ثمنية سقسات أو تزيد قليلا ، ومن سنديون الى بلهيب ستّة سقسات ، وأمّا الشعبة الآخذة من ببيج ومحلّة ببيج الى فرنوه فإنّ فرنوه منها على نحر الماء وفى غربيّه وهى مدينة كثيرة البادية وهى الغالبة (٢) عليها وبها جامع وسلطان وحاكم وبيع عداد وأسواق لا بأس بها وبينهما اثنا عشر سقسا ، ومن فرنوه الى محلّة مسروق مدينة لها كورة عظيمة فيها الموز الحسن الكثير والفواكه الواسعة وتجلب فواكهها الى الفسطاط وبها حمّام وجامع وبيع وحاكم وصاحب معونة خمسة عشر سقسا ، ومن محلّة مسروق الى محلّة أبى خراشة مدينة كثيرة الأسواق وبها جامع وحمّام وحاكم وصاحب معونة فى عسكر صالح ولها كورة ذات غلّات كثيرة ستّة سقسات ومن محلّة أبى خراشة الى فيشة ضيعة فيها منبر ولها بادية لا بأس بها اثنا عشر سقسا ، ومنها الى سندبيس ضيعة فسيحة كثيرة الدهاقين والبيع والخنازير صالحة الارتفاع خمسة عشر سقسا ، ومن سندبيس الى سنباذة ضيعة تشاكل سندبيس خمسة عشر سقسا ، ومنها الى بلهيب نحو عشرة سقسات ، ويجتمع ببلهيب الخليجان المتشعّبان من ببيج أحدهما آخذا على فرنوه والآخر على صا (٣) قدّام بلهيب وهى مدينة كبيرة بها جامع [٤٣ ظ] وهى على ساحل الإسكندريّة (٤) فى الربيع وبها حاكم وصاحب

__________________

(٤) (والمعاصر) ـ (والمعاصير) ، (٩) (الغالبة) ـ (العاليه) ، (٢١) (صا) ـ (صا وصا) ، (٢٢) (الإسكندريّة) ـ (للاسكندريه) ،

١٤٢

معونة وجامع وأسواق ولا حمّام بها وجميع ما على شطّى النيل من بلهيب (١) الى رشيد ضياع لا منابر فيها ويطول ذكرهما ،

(٨) ولمصر وأعمالها غير كتاب مؤلّف مستوفى بصفات ضياعها وجباياتها وخواصّها وقد تغيّرت مذ وقت دخل المغاربة أرضها ورزحت من جميع أسبابها وبقيت منها رسوم وبقايا دمن خالية تشهد بما سلف فيها من الأمور الرفيعة العالية ، فلذلك حرّرت أوصافها ولم أستقص حالها ، (٩) وأمّا الشعبة الآخذة من شطنوف مشرّقة الى دمياط وتنّيس فقد ذكرت بين أشكال مدنها مسافاتها ويستغنى بذلك عن إعادة لفظ فيه وتكرير قول منه ولو أمكن مثل ذلك فى جميع هذه الخلجان لكان أجمل وأحسن ولمّا تعذّر ولم يمكن فيه إعادة ذكره بالكلّيّة اقتصرت على المشهور المعروف حسب ما توخّيته من ذكر سواد كلّ بلد وريف كلّ ناحية ووصفها جملة غير مفصّلة بعد تصوير مدنها وبقاعها وطرقها موصّلة ومفصّلة إذ كان ذلك القصد والبغية ، ولمّا كان العلم بكلّيّته بإزاء قوى أبناء (٢) البشر بكلّيّتهم فلن يبلغ الإنسان الواحد منه بجزئيّة إلّا قدر ما اقتضته سعادته ،

(١٠) فأمّا ما يحيط بجميع مصر من الحدّ المشتمل عليها فقد تقدّم ذكره فى غير مكان (٣) ومن القلزم الى أن تعطف على التيه بساحل البحر ستّ مراحل ومن حدّ التيه الى أن تتّصل ببحر الروم نحو ثمانى مراحل ويمتدّ الحدّ على البحر الى أوّل الحدّ الذي ذكرته نحو اثنتى عشرة مرحلة ، (١١) ومن الرملة الى مدينة الفسطاط إحدى عشرة مرحلة فمن ذلك

__________________

(١) (من بلهيب) كما فى حط وفى الأصل (الى بلهيب) وكذلك فى نسختى حط ، (١٤) (أبناء) ـ (بناء)، (١٧) (١٦ ـ ١٧) (فقد تقدّم .... مكان) يوجد مكان ذلك فى نسختى حط (فمن ساحل بحر الروم من العريش [الى أن] يتّصل بأرض النوبة من وراء الواحات نحو خمس وعشرين مرحلة ومن حدّ النوبة ممّا يلى الجنوب على آخر حدود النوبة نحو ثمان مراحل ومدينة النوبة العظمى تعرف بدنقلة [ومنها] الى اسوان نحو أربعين مرحلة) وقد استتمّ ذلك على التخمين ،

١٤٣

أن تخرج من الرملة الى ابنى (١) مدينة نصف مرحلة ومنها الى يزدود مدينة أيضا قصدة تمام مرحلة ومن يزدود الى غزّة مدينة حسنة كثيرة الخير ولها ربض مرحلة ومنها الى رفح مدينة صالحة وجامع حسن مرحلة ، ومن رفح الى العريش مدينة ذات جامعين مفترقة المبانى والغالب عليها الرمل وهى قريبة من الساحل ولها فواكه وثمار حسنة مرحلة ، وذكر عبد الله بن عبد الحكم الفقيه صاحب الكتب المؤلّفة أنّ الجفار بأجمعه كان أيّام مصعب بن الوليد فرعون موسى فى غاية العمارة بالمياه والقرى والسكّان وأنّ قول الله تعالى ودمّرنا (٢) ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (٣) [عن هذه المواضع] وأنّ العمارة كانت متّصلة منه الى (٤) اليمن قال ولذلك سمّيت العريش عريشا ، ومن العريش [الى] الورّادة منزل قريب الحال مرحلة ، ومن الورّادة الى البقّارة قرية مرحلة ، ومن البقّارة الى الفرما مدينة صالحة على نحر بحر الروم كثيرة النخيل والرطب والسمك غير طيّبة الماء يردها التجّار فى البرّ والبحر ليلا ونهارا [٤٣ ب] من الفسطاط والشأم لأنّها على الطريق مرحلة وسابلتها (٥) غير منقطعين ، ومن الفرما الى جرجير مرحلة وهى مدينة ، ومن جرجير الى فاقوس مدينة صالحة أيضا مرحلة وربّما لم يمكن السائر الى جرجير السير من فاقوس فسار من الفرما (٦) الى الهامة الى بلبيس وبلبيس مدينة أيضا مرحلة ، ومنها الى الفسطاط مرحلة ،

(١٢) وطول أرض مصر من اسوان الى بحر الروم نحو عشرين (٧) مرحلة فمن ذلك أنّ من اسوان الى اتفوا (٨) أربعة أبرد ونصف ومن اتفوا الى اسنى بريدان ومن اسنى الى ارمنت بريدان ومن ارمنت الى قوص بريد

__________________

(١) (ابنى) ـ (لبنى) ، (٨) (ودمّرنا) ـ (دمّرنا) ، (٩) (ودمّرنا .... يعرشون) سورة الأعراف (٧) الآية ١٣٣ ، [عن هذه المواضع] مستيمّ تابعا لحط عن المقريزىّ ، (١٠) [الى] يفقد فى الأصل ، (١٤) (وسابلتها) ـ (وسلب بلتها) ، (١٧) (الفرما) ـ (الفرما) ، (١٩) (نحو عشرين) ـ حط (خمس وعشرون) ، (٢٠) (اتفوا) ـ (؟؟؟) ،

١٤٤

ونصف ومن قوص الى البلينا (١) أربعة أبرد ونصف ومن البلينا الى اخميم بريد ونصف ومن اخميم الى قاو بريدان [ومن قاو الى اسيوط بريد ومن اسيوط الى منسارة بريدان](٢) ومن منسارة الى الاشمونين بريدان وهى تجاه انصنى ، ومن الاشمونين الى طحا (٣) بريدان فى الحاجر ، ومن طحا الى مصر عشرة أبرد [ثمّ تركب فى السفينة الى أىّ موضع وبلدة تريد فإنّ طرقاتهم فى الماء بالمراكب] ، (٤)

(١٣) وعلى النيل مضيقان بين جبلين قد قطع كلّ واحد منهما ليستمرّ الماء فى طريقه أحدهما بين اسنى وارمنت لصيق (٥) القرية المدعوّة قرية القسّ وقد خربت والمضيق الثانى يعرف بالحنس على ثلثة أبرد من اسوان الى أسفل منها وبينه وبين اتفوا بريد ونصف ، وبالنيل موضعان يعرفان بالجنادل أحدهما فوق اسوان بثلثة أميال فى حدّ الإسلام وهو جبل قطع أيضا لطريق الماء وترك ما قطع منه على غاية الوعورة فالماء يتسرّب فيه بين أحجار عظام لا تقدر المراكب أن تسير فيه لوعورته وإذا جاءته حملت فى البرّ متاعها الى أن تلحق بمسيل الماء المستقيم ومقداره رميتا سهم وبينه وبين آخر حدّ الإسلام ثلثة أميال وكأنّه ترك ردءا لمن قصد بلد العدوّ أو ردءا لمن أراد مصر من ناحية العدوّ ، والجنادل الثانى بالقرب من دنقله ويسمع صوت الماء وجريه فيها ليلا ونهارا على أميال كثيرة ،

(١٤) ومن صفات مدنها وبقاعها أنّ مدينتها العظمى تسمّى الفسطاط وهى على شمال النيل لأنّه يجرى فى نحوها بين المشرق والجنوب (٦) وهى مدينة

__________________

(١) (البلينا) ـ (البلنيا) المرّتين ، (٣) (٢ ـ ٣) [ومن قاو .... بريدان] مستتمّ عن حب ١٢ ب ويفقد أكثر هذه الفقرة فى حط ، (٤) (طحا) ـ (صخا) المرّتين ، (٦) (٥ ـ ٦) [ثمّ تركب ... بالمراكب] مستتمّ عن حب ١٢ ب ، (٨) (لصيق) ـ (لضيق) ، (٢٠) (على شمال ... والجنوب) يوجد مكان ذلك فى حط (فى شرقىّ النيل وذلك أنّ النيل ينزل عليها من الجنوب ويصبّ فى الشمال الى الشرق ما هو) ويلى ذلك خرم فى نسختى حط ،

١٤٥

حسنة ينقسم لديها النيل قسمين فيعدى من الفسطاط الى عدوة أولى فيها أبنية حسنة ومساكن جليلة تعرف بالجزيرة ويعبر اليها بجسر فيه نحو ثلثين سفينة ويعبر من هذه الجزيرة على جسر آخر الى القسم الثانى كالجسر الأوّل الى أبنية جليلة ومساكن على الشطّ الثالث تعرف بالجيزة ، والفسطاط مدينة كبيرة نحو ثلث بغداذ ومقدارها نحو فرسخ على غاية العمارة والخصب والطيبة واللذّة ذات رحاب فى محالّها وأسواق عظام ومتاجر فخام وممالك جسام الى ظاهر أنيق وهواء رقيق وبساتين نضرة ومتنزّهات على مرّ الأيّام خضرة ، وبالفسطاط قبائل وخطط للعرب تنسب اليها محالّهم كالكوفة والبصرة إلّا أنّها أقلّ من ذلك فى وقتنا هذا وقد باد أكثرها بظاهر المعافر وهى سبخة الأرض غير نقيّة التربة ، والدار تكون بها طبقات سبعا وستّا وخمس طبقات وربّما سكن فى الدار المأئتان من الناس ، وبالفسطاط دار [٤٤ ظ] تعرف بدار عبد العزيز بن مروان وكان يسكنها ويصبّ فيها لمن فيها فى كلّ يوم عهدنا هذا أربع مائة راوية ماء وفيها خمسة مساجد وحمّامان وغير فرن لخبز عجين أهلها ، ومعظم بنيانهم بالطوب وأكثر سفل دورهم غير مسكون ، وبها مسجدان لصلاة الجمعة بنى أحدهما عمرو بن العاص فى وسط الأسواق والآخر بأعلى الموقف بناه أبو العبّاس أحمد بن طولون ، وكان خارج مصر أبنية بناها أحمد بن طولون مساحتها ميل فى مثله يسكنها جنده تعرف بالقطائع كبناء بنى الأغلب خارج القيروان لرقّادة (١) وقد خربا جميعا فى وقتنا هذا ورقّادة (٢) أشدّ تماسكا وصلاحا ، وقد (٣) استحدثت المغاربة بظاهر مصر مدينة سمّتها القاهرة استحدثها جوهر صاحب أهل المغرب عند دخوله الى مصر لجيشه وشمله وحاشيته وقد ضمّت من المحالّ والأسواق وحوت من أسباب القنية

__________________

(١٩) (لرقّادة) ـ (لرقادة) ، (٢٠) (ورقّادة) ـ (ورفادة) ، (٢١) (٢٠ ـ ١) (وقد ... بالحمّامات) يوجد مكان ذلك فى حط (وأخلق الله عوض القطائع بالقاهرة وهى مدينة أجدّها أبو الحسن جوهر فتى أمير المؤمنين ومصباح دولته صلوات الله عليه لجيوشه وحشمه وقد ضمّت من المحالّ والأسواق والحمّامات) ،

١٤٦

والارتفاق بالحمّامات والفنادق الى قصور مشيدة ونعم عتيدة وقد أحدق بها سور منيع رفيع يزيد على ثلثة أضعاف ما بنى بها وهى خالية كأنّها تركت محالّا للسائمة عند حصول خوف ، وبها ديوان مصر ومسجد جامع حسن نظيف غزير القوّام والمؤذّنين وقد ابتنت بعض نساء أهل المغرب جامعا آخر بالقرافة (١) موضع بظاهر مصر كان مساكن لقبائل اليمن ومن اختطّ بها هناك قديما عند فتحها وهو من الجوامع الفسيحة الفضاء الرائعة البناء أنيق السقوف يهىّ المنظر ، وبالجزيرة والجيزة أيضا جامعان آخران دون جامع القرافة فى نبله وحسنه ،

(١٥) وبمصر نخيل كثيرة وبساتين وأجنّة صالحة وتمتدّ زروعهم بماء النيل من حدّ اسوان الى حدّ الإسكندريّة والباطن ويقيم الماء فى أرضهم بالريف والحوف منذ امتداد الحرّ الى الخريف (٢) وينضب على ما قدّمت ذكره فيزرع ولا يحتاج الى سقى ولا مطر من بعد ذلك ، وأرض مصر لا تمطر ولا تثلج ، وليس بأرض مصر مدينة يجرى فيها الماء من غير حاجة الى زيادة النيل إلّا الفيّوم والفيّوم اسم الإقليم وبالفيّوم مدينة وسطة ذات جانبين تعرف بالفيّوم ويقال أنّ يوسف النّبيّ عليه‌السلام اتّخذ لهم مجرى وزنه ليدوم لهم دخول الماء فيه وقوّمه بالحجارة المنضّدة وسمّاه اللاهون (٣) ،

(١٦) وماء النيل فلا يعلم أحد مبتدأه وذلك أنّه يخرج من مفاوز وراء أرض الزنج لا تسلك حتّى ينتهى الى حدّ الزنج ويقطع فى مفاوز النوبة وعماراتهم فيجرى لهم فى عمارات متّصلة الى أن يقع فى أرض مصر ، [قال (٤) كاتب هذه الأحرف زعم مؤلّف الكتاب أنّ النيل لا يعلم أحد مبتدأه وأنّه

__________________

(٥) (٤ ـ ٥) (وقد ابتنت ... بالقرافة) مكان ذلك فى حط (وبنت السيّدة جامعا رابعا بالقرافة) ، (١١) (الخريف) ـ (الحريف) ، (١٧) (اللاهون) ـ (الاهون) ، (٢١) (٢١ ـ ١٢) [قال ... الموفّق] من مضافات حب ١٣ ظ وتلى ذلك فى الورقة ١٣ ب صورة النيل وهذه الصورة تشاكل صورة النيل التى فى نسخة كتاب صورة الأرض الذي للخوارزمىّ ويوجد تلك الصورة فى اللوح الثالث المضاف لكتاب صورة الأرض (نشر هانس فون مژيك) وانظر رسمها فى ص. ١٤٩ ،

١٤٧

يخرج من مفاوز وراء بلاد الزنخ وقد رأيت فى رسالة جغرافيا أنّ مبدأ النيل بطيحتان مدوّرتان يصبّ الى كلّ واحدة خمسة أنهار من جبل القمر ويخرج من هاتين البطيحتين من كلّ واحدة أربعة أنهار الى بطيحة مدوّرة فى الإقليم الأوّل قطرها جزآن ومركزها عند طول نج (١) والعرض من الإقليم الأوّل ب (٢) لآ ثمّ يخرج من هذه البطيحة نهر هو نيل مصر ويصبّ اليه نهر يجرى من عين يخرج من خطّ الاستواء عند طول نط لآ ويأتى الى قرب من بلد النوبة فينقسم قسمين يصبّ أحدهما الى النيل عند طول نج (٣) لآ والعرض عند يو لآ (٤) فى الإقليم الأوّل والثانى (٥) مصبّه فى الإقليم الثانى عند طول نج (٦) لآ وعرض يح لآ ثمّ يمتدّ ولا يزال ينعطف انعطافات كثيرة ليس هذا موضع شرحها حتّى يأتى الى اسوان ثمّ يمرّ الى مصر مماسّا لها عند طول ند لآ والعرض كط لآ ثمّ يتفرّق من مصر فى سبعة خلجان الى البحر الأوّل الى الإسكندريّة عند طول نا م والآخر عند طول نج (٧) لآ والثالث عند طول نج ل والرابع عند طول نج م والخامس عند نج نه (٨) والسادس عند طول ندك (٩) والسابع عند طول ند ل كما نصوّره فى الصفحة الأخرى من هذه الورقة والله الموفّق ،] وهو نهر يكون عند امتداده أكبر من دجلة والفرات إذا اجتمعا وماؤه أشدّ عذوبة وحلاوة وبياضا من سائر أنهار الإسلام [وهو متّصل بالبرّيّة التى لا تسلك لجنّها](١٠) ، وذكره بطلميوس فى كتاب جغرافيّا (١١) فلم يعز أصله الى مكان ، ويكون فيه التماسيح والسقنقور وسمكة تعرف بالرعّادة (١٢) لا يستطيع أحد أن يقبض عليها وهى حيّه حتّى ترتعش يده وتسقط منها فإذا ماتت فهى كسائر السمك ، والتمساح دابّة [٤٤ ب] من دوابّ الماء مستطيل الذنب والرأس ورأسه نحو نصف طول ذنبه وله أنياب لا تقبض بها على دابّة ما كانت من سبع أو جمل إلّا مدّه فى الماء وله على كلّ شىء سلطان إلّا الجاموس فإنّه لا قوام له بالكبير منها ويخرج من الماء فيمشى فى البرّ ويقيم فيه خارج الماء اليوم والليلة ونحو ذلك وليس سلطانه فى البرّ كسلطانه فى الماء وقد يتضرّى (١٣) بعضها فى البرّ على الناس فيكون من جاوره معه فى

__________________

(٤) (نج) ـ (؟؟؟) ، (٥) (ب) ـ (ب) ، (٦) (طول نج) ـ (طو؟؟؟) ، (٧) (يو) ـ (؟؟؟) ، (٨) (الثانى) ـ (الأوّل) ، (٩) (نج) ـ (با) ، (يح) ـ (؟؟؟) ، (١٠) (نج) ـ (؟؟؟) وكذا مرّتين فى السطر التالى ، (١١) (نج نه) ـ (نح نه) ، (١٢) (ند) ـ (؟؟؟) ، (١٥) (١٤ ـ ١٥) [وهو ... لجنّها] مأخوذ من حط ، (١٦) (جغرافيّا) ـ (جعرافيّا) ، (١٧) (بالرعّادة) ـ (بالرعادة) ، (٢٣) (يتضرّى) ـ (تيضّرا) ،

١٤٨

إيضاح ما يوجد من الأسماء والنصوص فى صورة النيل المرسومة فى الورقة ١٣ ب من نسخة حب ، قد رسم فى أعلى الصورة جبل القمر ومن أسفله البطيحة الأولى والبطيحة الثانية ثمّ تحت البطيحتين خط مستقيم افقىّ كتب عنده خطّ الاستواء ، وفى الساحة تحت هذا الخطّ كتب الإقليم الأوّل وفيه كلمتا بطيحة وخليج ، ويلى ذلك الى الأسفل خطّ ثان كتب عليه مدينة النوبه وفى الساحة تحت هذا الخطّ الإقليم الثانى وفيه من الأسماء الجنادل واسوان ، ومن أسفل ذلك خطّ ثالث كتب فى الساحة تحته الإقليم الثالث وفيه من الأسماء مصر ، جزيره ، الجيزه ، الاسكندريه ، وفى أسفل الصورة فى الزاوية اليمنى البحر المالح ،

١٤٩

أذيّة حتّى يحتال فى قتله وله جلد لا يعمل فيه شىء من السلاح إلّا تحت إبطيه وباطن فخذيه ، والسقنقور صنف يتولّد منه ومن السمك فلا يشاكل السمك لأنّ له يدين ورجلين ولا التمساح لأنّ ذنبه أجرد أملس غير مضرّس وذنب التمساح مسيّف مضرّس ويتعالج بشحم السقنقور للجماع ولا يكون بمكان إلّا فى النيل [من حدّ اسوان](١) أو بنهر مهران من أرض الهند والسند وكذلك التمساح ، وكانت مدينة اسوان ثغرا على النوبة قديما إلّا أنّهم اليوم مهادنون ،

(١٧) وبصعيد مصر من جنوب النيل معدن الزبرجد فى برّية منقطعة عن العمارة ويكون من حدّ جزائر بنى حدان الى نواحى عيذاب (٢) وهى ناحية للبجة وقوم من العرب من ربيعة وليس بجميع الأرض معدن للزمرّد غيره وفى شمال النيل جبل يمتدّ عليه الى الفسطاط يعرف بالمقطّم فيه وفى نواحيه حجر الخماهن (٣) وشىء من البلّار وتحادّه ناحية الزمرّد ويمتدّ هذا الجبل الى أقاصى بلد السودان (٤) وفيه بنواحى مصر قبر محمّد بن إدريس الشافعىّ الفقيه رحمه‌الله فى جملة المقابر التى فى سفحه لأهل مصر ويقال أنّه دفن بها من الأنبياء يوسف ويعقوب والأسباط وموسى وهرون وبها ولد عيسى عليه وعليهم السلم بكورة اهناس ولم تزل نخلة مريم [تعرف](٥) باهناس الى آخر أيّام بنى أميّة ،

(١٨) ومن مشاهير مدنها وعجيب آثارها الإسكندريّة وهى مدينة على نحر بحر الروم رسومها بيّنة وآثار أهلها ظاهرة تنطق عن ملك وقدرة وتعرف عن تمكّن فى البلاد وسموّ ونصرة (٦) وتفصح عن عظة وعبرة كبيرة الحجارة جليلة العمارة وبها من العمد العظام وأنواع الأحجار الرخام الذي لا تقلّ القطعة منه إلّا بألوف ناس قد علقت بين السماء والأرض على فوق المائة ذراع ممّا يكون الحجر منها فوق رؤوس أساطين دائر

__________________

(٥) [من حدّ اسوان] مستتمّ عن حط ، (٩) (عيذاب) ـ (عيداب) ، (١٢) (الخماهن) تابعا لحط ولحب وفى الأصل (الجماهر) ، (١٣) (أقاصى بلد السودان) مكان ذلك فى حط (النوبة) ، (١٧) [تعرف] مستتمّ عن حط ، (٢٠) (وسموّ ونصرة) ـ (وسموّه ونضرة) ،

١٥٠

الاسطوان منها ما بين الخمس عشرة ذراعا الى عشرين ذراعا والحجر فوقه [عشر أذرع](١) فى عشر أذرع فى سمك عشر أذرع بغرائب الألوان وبدائع الأصباغ ،

فلو سئلت عن أهلها لرأيتها

مخبّرة من حالهم بالعظائم ،

ولها طرقات مفروشة بأنواع الرخام والحجر الملوّن وفى بيعها عمد لصفاء صقاله وحسن ألوانه يبين كالزمرّد الأخضر وكالجزع الأصفر منه والأحمر وجلّ أبنيتها بالعمد المسمّر ومنه شىء على قضبان نحاس قد دبّر بأنواع أخلاط لئلّا يغيّره الزمان وتحت الأسطوانة منه الثلاثة سرطانات نحاس وأربعة والاسطوانة فى الهواء عليها ضروب الصور المعروفة والمجهولة ، [وفيها المنارة المشهورة المبنيّة بالحجارة المركّبة المضبّبة بالرصاص](٢) [٤٥ ظ] وليس بجميع الأرض لمنارتها نظير يدانيها أو يقاربها فى أشكالها ومبانيها وعجائبها ومعانيها تشتمل على آية بيّنة ويستدلّ بها على مملكة كانت قاهرة لملك عظيم ذى حال جسيم وسلطان عقيم ، وهى المنارة المشهورة فى جمهور الأرض أخبارها التى جميع العامّة والخاصّة من أهل الدراية مجمعون على أنّ مؤسّسها اخترعها لرصد الفلك وأدرك ما أدركه من علم الهيئة بها وفيها وجميع ما أخبر به من حال الفلك فإنّما حصل له ولمن خلفه بانكشاف فضائها وسعة سمائها وقلّة أبخرة صحرائها لأنّ لكلّ ارض سرابا على مقدارها وليس لها سراب وسمكها كان يزيد على ثلثمائة ذراع فوقعت منه قبّة عظيمة كانت رأس المنارة لطول العهد لا كما يدّعى المحاليّون فى حماقات ورقاعات مصنّفة أنّها بنيت لمرآة كانت فيها يرى سائر ما يدخل الى بحر الروم من درمون حمّال الى شلندى مستعدّ للقتال ويزعم قوم أنّ بانيها وبانى الهرمين ملك واحد ويروى آخرون غير ذلك ، (١٩) ومن حدّ الفسطاط فى غربىّ النيل أبنية عظام يكثر عددها مفترشة فى سائر الصعيد يدعى الأهرام ، وليست كالهرمين اللذين تجاه

__________________

(٢) [عشر أذرع] مستتمّ عن حب ، (١٠) [وفيها .... بالرصاص] مأخوذ من حط ،

١٥١

الفسطاط وعلى فرسخين منها ارتفاع كلّ واحد منهما أربع مائة ذراع وعرضه كارتفاعه مبنىّ بحجارة الكذّان التى سمك الحجر وطوله وعرضه من العشر الأذرع الى الثمان حسب ما دعت الحاجة الى وضعه فى زيادته ونقصه وأوجبته الهندسة عندهم لأنّهما كلّما ارتفعا فى البناء ضاقا حتّى يصير أعلاهما من كلّ واحد مثل مبرك جمل وقد ملئت حيطانهما (١) بالكتابة اليونانيّة (٢) ، وفى داخل كلّ واحد منهما طريق كان يسير فيه الناس رجّالة الى أعلاه وفى ذين الهرمين مخترق فى باطن الأرض واضح من أحدهما الى الآخر وقد ذكر قوم أنّهما قبران وليسا كذلك وإنّما حدا صاحبهما أن عملهما أنّه قضى بالطوفان وهلاك جميع ما على وجه الأرض إلّا ما حصّن فى مثلهما فخزن ذخائره وأمواله فيهما وأتى الطوفان ثمّ نضب فصار ما كان فيهما الى بيصر بن نوح وقد خزن فيهما بعض الملوك المتأخّرين أهراءه ،

(٢٠) ومن جليل مدنها وفاخر خواصّها ما خصّت به تنّيس (٣) ودمياط وهما جزيرتان بين الماء المالح والعذب أكثر السنة فى وجه النيل لا زرع فيهما ولا ضرع بهما وفيهما يتّخذ ويعمل رفيع الكتّان وثياب الشرب والدبيقىّ والمصبّغات من الحلل التنّيسيّة التى ليس فى جميع الأرض ما يدانيها فى القيمة والحسن والنعمة والترف والرقّة والدقّة وربّما بلغت الحلّة من ثيابها مائين دنانير (٤) إذا كان فيها ذهب ، وقد يبلغ ما لا ذهب فيه منها مائة دينار وزائدا وناقصا وجميع ما يعمل بها من الكتّان فربّما (٥) بلغ مثقال غزل من غزولها دنانير ، وإن كانت شطا ودبقوا ودميره وتونه وما قاربهم بتلك الجزائر يعمل بها الرفيع من هذه الأجناس فليس ذلك بمقارب للتنّيسىّ والدمياطىّ والشطوىّ ممّا كان الحمل على عهدنا [٤٥ ب] يبلغ من عشرين ألف دينار الى ثلثين ألف دينار لجهاز العراق

__________________

(٥) (حيطانهما) ـ (حيطانها) ، (٦) (اليونانيّة) يلى ذلك فى نسختى حط (السريانيّة) إلّا أنّ هذه الكلمة مكتوبة فى حو فوق (اليونانية) ، (١٣) (تنّيس) ـ (تنيس) ، (١٨) (مائين دنانير) ـ حط (مائة دينار)،

(١٩) (فربّما) ـ (وربّما) ،

١٥٢

فانقطع بالمغاربة وخصّ بقطعه اللعين أبو الفرج بن كلّس وزير العزيز فإنّه استأصل ذلك بالنوائب والكلف والمغارم والسخر الدائمة للصنّاع حتّى لجعل جزية على جميع الداخلين والخارجين الى تنيس ، وبمصر غير طراز رفيع وسآتى على ذكره ،

(٢١) وأمّا النيل فأكثر جريه الى الشمال وكذلك جرى نهر الاردنّ وعرض العمارة عليه بجنبتيه من حدّ اسوان ما بين نصف مرحلة الى يوم الى أن ينتهى الى الفسطاط فتعرض العمارة على وجه الأرض فيصير عرضها من حدّ الإسكندريّة الى الحوف الذي يتّصل بعمارة القلزم نحو ثمنية أيّام وأكثر ولم يكن فى أرض مصر سيّما ما جاور النيل قفار غير معمورة (١) بل كانت آهلة قبل فتح الإسلام فلم يبق بها ديّار ولا مخبر ،

(٢٢) وأمّا الواحات فإنّها بلاد كانت معمورة بالمياه والأشجار والقرى والروم قبل فتحها وكان يسلك من ظهرها الى بلاد السودان بالمغرب على الطريق الذي كان يؤخذ ويسلك قديما من مصر الى غانه فانقطع ولا يخلو هذا الطريق من جزائر النخيل وآثار الناس وبها الى يومنا هذا ثمار كثيرة وغنم وجمال قد توحّشت فهى تتوارى وللواحات من صعيد مصر اليها فى حدّ النوبة نحو ثلثة أيّام فى مفازة حدّ ولم تزل سافرتهم وسافرة أهل مصر على غير طريق تتصرّف الى المغرب وبلد السودان فى برارىّ ولم ينقطع ذلك الى حين أيّام دولة أبى العبّاس أحمد بن طولون وكان لهم طريق الى فزان والى برقة فانقطع بما دار على الرفاق فى غير سنة بسافية الريح للرمل على الرفاق حتّى هلكت غير رفقة فأمر أبو العبّاس بقطع الطريق ومنع أن يخرج عليه أحد ،

(٢٣) وبلد الواحات ناحيتان ويقال لهما الداخلة والخارجة وبين الداخلة والخارجة ثلث مراحل وأجلّهما الناحية الداخلة وهى واسطة البلد وقرار آل عبدون ملوكها وأصحابها وفيها مساكنهم وأموالهم وعدّتهم وذخائرهم وهما حارتان بينهما نصف بريد وبكلّ حارة منهما (٢) قصر الى جانبه مساكن

__________________

(٩) (معمورة) ـ (معمور) ، (٢٥) (منهما) ـ (منها) ،

١٥٣

لحاشية من ينزله وخاصّته وأصحابه وأضيافه وفيهما حرمهم ، وتعرف إحدى الحارتين (١) بالقلمون والأخرى بالقصر ، والناحية الخارجة تعرف ببيريس وبيخيط وهما خمسة أصقاع ويشتمل كلّ صقع منها على منابر تتقارب فى المنزلة والحال ، ولم تزل مذ أوّل ما فتحها المسلمون فى أيدى آل عبدون ومرجعهم الى حىّ من لواتة قبيل من البربر ملوك هذه الناحية يرجعون الى مروءة فاشية ومظاهرة بالحرّيّة ورغبة فى القاصدين ومحبّة للمنتجعين على جميع ضروب القصد مكرمين للتجّار نازلين على أحكامهم فى الأرباح وكان من أحرصهم على هذه الوتيرة يتقبّل (٢) المحاسن ويحبّ حسن الأحدوثة والشكر (٣) ويرغب فى جميل الذكر أبو الحسن مكبّر بن عبد الصمد بن عبدون رحمه‌الله [٤٦ ظ] بكبر نفسه وسعة قلبه وكثرة طوله وفاشى مروءته يزيد على من سلف له من أهله فى جميع المقاصد الكريمة ويركب منها الطرقات الصعبة الجسيمة ولمّا مضى قام مكانه وعمر موضعه عبدون ابن محمّد بن عبدون فى ضمن عبد له يعرف بمصبح بن ميمون مغربىّ الأصل مولّد بالواحات وهو رجل ندب وشيخ شهم (٤) ، ونواحيهم كثيرة المياه والأشجار والغياض والعيون الجارية العذبة متصرّفة فى نخيلهم وزروعهم وأجنّتهم وأكثر غلّاتهم بعد القمح والشعير الأرزّ ولديهم من العنّاب الكثير والفوّة الواسعة الغزيرة ما يغدق به الى كثير من النواحى ، وهى كالناحية المعتزلة فى مركز دائرة من النيل ومن أىّ نحو قصدت الواحات من أنحائها كان الوصول اليها من ثلاث مراحل الى أربع مراحل ، والناحية الخارجة منها المعروفة ببيخيط وبيريس أقرب الى النيل ومن قصدها من ناحية النوبة ويبرين وأعمالهم اجتاز بعين النخلة بماء عدّ لا ساكن عنده ولا يجد الماء الى بيريس ، ومن اجتاز بها من أرض مصر وقصدها من اسنى وارمنت تزوّد ماء النيل الى بيريس ، ومن قصدها من البلينا (٥) واخميم واسيوط والاشمون من أسافل الصعيد كان وصوله الى بيخيط وتزوّد ماء

__________________

(٢) (الحارتين) ـ (الناحيتين) ، (٨) (يتقبّل) ـ (يتقيّل) ، (٩) (والشكر) ـ (والسكر) ،

(١٤) (شهم) ـ (سهم) ، (٢٣) (البلينا) ـ (البلنيا) ،

١٥٤

النيل ، ومن قصدها من اسوان وأعلى الصعيد اجتاز بدنقل بماء عدّ فى أحساء تحفر باليد وعليه نخيل كثيرة بغير ساكن وتزوّد الماء الى بيريس ومسيرة كلّ طريق ممّا ذكرته اليها ثلث مراحل ، وأكثر هذه الطرق فى عقاب وأودية وجميع من قصدها من هذه الأربع نواحى يقطع الوادى المعروف بدواى وأحساء بنى فضالة ، ومن قصد الواح الداخلة وهى داره مملكة آل عبدون من ناحية القيس والبهنسة كان وصوله الى بهنسة الواح إذ بها ناحية تعرف بالبهنسة أيضا وبينها وبين الفرفرون مرحلة والفرفرون قرية ذات قصور ، وبين بهنسة مصر والقيس وبهنسة الواح أربع مراحل وهى فى جملة الواح الداخلة وتصيب (١) الماء فى هذا الطريق بموضع يعرف بماء النخلة وفيه نخلة ، والغالب على أهل الفرفرون القبط النصارى وبالفرفرون والبهنسة قصران لآل عبدون يليهما مساكن كمساكن القلمون ولا حرم فيهما ولا ذخيرة بل هى عدّة لنزول أهلها بها عند نزههم ويليهما مساكن الأكرة وبالبهنسة وببيخيط وبيريس قرى ظاهرة وباطنة وأمم عليهم لوازم للسلطان وجزية ولا يمدّ آل عبدون وخدمهم أيديهم فى شىء من الجباية سوى الخراج والجزية من النصارى وليس بجميع الواحات يهودىّ واحد فما فوقه وبالواحات من بنى هلال عدّة (٢) غزيرة وأمّة كثيرة وهى مصيفهم وقت الغلّة وميرتهم منها وليس بجميع الواحات حمّام ولا فندق يسكنه الطارئ والقادم اليها وإذا قدم التجّار والزوّار على آل عبدون أنزلوهم أين كانوا من قرارهم ولزمتهم الأنزال ودرّت عليهم الضيافات الى حين رحيلهم وعندهم بجميع نواحيهم المطاحن بالإبل والبقر وقّلما يمطرون ومياه عيونهم حارّة فهى تقوم لهم مقام الحمّامات وقد يقصد الواحات من ناحية المغرب ومن جزيرة [٤٦ ب] فيها نخيل وسكّان من البربر تعرف بسنتريّة (٣) فيكون أوّل وصولهم منها الى ناحية بهنستها ، وبجميع الواحات بيع قديمة أزليّة معمورة لأنّ البلد كان نصرانىّ الأصل قديما وكان غزير الدخل كثير المال فشاب وشمط بجور السلطان

__________________

(٩) (وتصيب) ـ (ويصيب) ، (١٦) (عدّة) ـ (عدّة) ، (٢٣) (بسنتريّة) ـ (بسنترة) ،

١٥٥

وقد استحدث المسلمون بهذه النواحى الخمس نحو خمسة عشر منبرا ولكلّ قرية من قرى هذه الخمس نواحى مساجد معمورة (١) بالصلوات الخمس ، وجميع من بها من القبط فى ولاء آل عبدون عتاقة وغلّات البلد فوق حاجتهم وبه من القموح والتمور الجليلة الكبار الحبّ والعنّاب والقطانى الى جميع الفاكهة والبقول ما يزيد على حاجتهم وينيف على فاقتهم وإرادتهم وبين آل عبدون والنوبة هدنة بعد حروب جرت وغارات دامت واتّصلت وهذه جملة من خبرها وأوصافها ،

(٢٤) وأمّا البحيرة التى هى بأرض مصر وفى شمال الفرما وتتّصل ببحر الروم [تعرف ببحيرة تنّيس](٢) فهى بحيرة إذا امتدّ النيل فى الصيف عذب ماؤها وإذا جزر فى الشتاء الى أوان الحرّ غلب ماء البحر عليها فملح ماؤها وغاص فيها ماء النيل وفيها (٣) مدن كالجزائر فيها يطيف ماء البحيرة بها ولا طريق اليها إلّا فى السفن من أجلّ جزائرها تنّيس ودمياط (٤) ودميره ودبقوا وشطا وتونه ، وهى قليلة العمق يسار فى أكثرها بالمرادى وتلتقى السفينتان تحكّ إحداهما الأخرى هذه صاعدة وهذه نازلة بريح واحدة مملّأة (٥) شرعهما بالريح متساوية فى سرعة السير ، وبهذه البحيرة سمكة تعرف بالدلفين فى خلقة الزقّ الكبير (٦) وتكثر فى مياء بحر الروم فى منحدر الماء العذب من البحر وذكر قوم فى مؤلّفات حماقات رقاعاتهم أنّ لها خاصّية مشهورة وذلك أنّها لا تزال تدفع الغريق عند غرقه وهو يجود بنفسه وتغتّه بإرهاقه ودفعه مرّة وشيله ورفعه تارة الى أن تخرجه الى الساحل أو الماء الرقيق والناس يكذبون لمّا كانت ذوات الأربع لا تنطق ، وذكر هذا المؤلّف فى بعض كتبه وغيره أنّ بالإسكندريّة سمكة تعرف بالعروس حسنة المنظر نقشة لذيذة الطعم إذا أكله الإنسان رأى فى منامه كأنّه

__________________

(٢) (معمورة) ـ (معموة) ، (٩) [تعرف ... تنّيس] مأخوذ من حط ، (١١) (وفيها) ـ (ففيها) ، (١٢) (ودمياط) ـ (ودمياط ودمياط) ، (١٥) (مملّأة) تابعا لحط وفى الأصل (مملا) ، (١٦) (الزقّ الكبير) ـ حط (الزقّ المنفوخ) ،

١٥٦

يؤتى (١) [إن لم يتناول عليها الشراب أو يكثر من أكل العسل](٢) بل يرى أنّ كثيرا من السودان يفعلون به ورأيتها وأكلتها أنا وجماعة من ذوى التحصيل فشهدوا بكذب هذه الحكاية ،

(٢٥) ومن حدّ هذه البحيرة الى حدّ فلسطين والشأم أرض رمال كلّها متّصلة حسنة اللون تسمّى الجفار بها نخيل ومنازل ومياه مفترشة الرمل غير منفصلة ويتّصل هذا الرمل برمل نفزاوه (٣) من أرض المغرب ورمل سجلماسه ويأخذ الى أرض اودغست وذلك أنّه يأخذ من الجفار مغرّبا عنها مع جبل المقطّم ويمتدّ على (٤) ساحل النيل من شرقه وغربه وحيتانه (٥) والنيل يشقّه بنواح كثيرة فمنها باهريت (٦) وشرونه وبياض وصول والبرنيل (٧) واتفيح واسكر والحى الى نواحى بوصير قوريدس واهناس ودلاص وسمسطا والقيس وطحا والاشمونين فيأخذ على أرض الفيّوم وبحيرة اقنى [٤٧ ظ] وتنهمت والبحيرة فى وسطه وتحت جبال منه فيمضى على بلد الشنوف ويستبطن طريق الباطن ويأخذ على غربىّ (٨) عقبة برقة مارّا على الطريق الأعلى وخلف طريق الجادّة ويقع شىء منه الى ساحل بحر برقة [وينقطع](٩) ولا ينقطع ما على الطريق الأعلى منه حتّى يرد قبلة اجدابيه وسرت فيكون فى وسطه ويأخذ عن الطريق مغرّبا الى صحارى جبل نفوسه ونفزاوه ويرتفع الى لمطه ورمال سجلماسه ويتّصل برمل اودغست المتّصل بالبحر (١٠) المحيط ، ويتّصل رمل الجفار من ناحية القبلة فى نفس البرّ الى ايلة ورمال القلزم ويفترش بالساحل وطريق جادّة مصر ويمضى الى مدينة يثرب ممتدّا على ما جاور أرض لخم وجذام وجهينة وبلىّ وما دنا من أرض

__________________

(١) (يؤتى) ـ (يوتا) (٢) ، [إن لم ... العسل] مأخوذ من حط ، (٦) (نفزاوه) ـ (نفراوه) ، (٨) (على) ـ (الى) ، (١٠) (وحيتانه) كذا فى الأصل ، (٩) (٨ ـ ٩) (على ساحل ... باهريت) يوجد مكان ذلك فى حط (على قبلة مصر مادّا على ساحل النيل الى نواحى اسوان وتعبر النيل فى غير موضع فيكون على جانبيه فأوّل ما تعدى النيل من الشرق الى الغرب فمن نواحى اهريت) ، (١١) (البرنيل) ـ (البرتيل) ،

(١٣) (غربىّ) ـ حط (قبالة) ، (١٤) [وينقطع] مستتمّ عن حط ، (١٧) (بالبحر) ـ (ببحر) ،

١٥٧

تبوك ويجتاز بوادى القرى مارّا بديار ثمود مشرّقا الى جبلى طىّء ويتّصل برمل الهبير ورمل الهبير متّصل برمل البحرين ورمال بادية البصرة وعمان الى أرض الشحر ومهرة وجميع أرض الشحر ومهرة رمل من البحر الى الجبل [ويعبر البحر فيكون تجاه الشحر ومهرة من بلاد الزبح رمل كهيئة رمل الشحر](١) ويحاذى رأس الجمجمة (٢) من نواحى حصن ابن (٣) عمارة وأرض هرموز ، فيمرّ شمالا الى أقاصى خراسان على أعمال الطبسين وهراة ورمال مرو وسرخس ويشرّق بعضه الى أعمال السند والديبل [وسوبارة](٤) وسندان وصيمور مارّا فى برارىّ الهند الى التبّت وبلاد الصين فيشرع فى البحر المحيط ، وجميع الرمل الذي على وجه الأرض متّصل متناسب لا أعرف فيه بلدا رمله ذو فصل إلّا القليل ، وكذلك جبال الأرض كلّها متناسبة متّصلة إلّا القليل اليسير منها ، ويتّصل حدّ الجفار ببحر الروم وحدّ بالتيه وحدّ بأرض فلسطين من الشأم وحدّ ببحيرة تنّيس وما اتّصل به من حوف (٥) مصر الى حدود القلزم ، وبالجفار حيات شبريّة تثب من الرمل الى المحامل والركّاب على الدوابّ فربّما لسبتهم وآذتهم ،

(٢٦) وأمّا تيه بنى إسرائيل فيقال إنّ طوله نحو أربعين فرسخا وعرضه قريبا منه وهو أرض فيها رمال وبعضه جلد وبه عيون ونخيل مفترشة قليلة ويتّصل حدّ له بالجفار وحدّ له بجبل طور سيناء وما اتّصل به وحدّ له بأراضى بيت المقدس وما اتّصل بها من فلسطين وحدّ له ينتهى الى ظهر حوف (٦) مصر الى حدّ القلزم ،

(٢٧) ومدينة الاشمونين وإن كانت صغيرة فهى عامرة ذات نخيل وزروع ويرتفع منها من الكتّان وثياب منه يجهّز كثير الى مصر وغيرها ، وتجاهها من شمال النيل مدينة بوصير وبها قتل مروان بن محمّد الجعدىّ ويقال أنّ سحرة فرعون الذين حشرهم يوم موسى من بوصير ،

__________________

(٤) (٤ ـ ٥) [ويعبر ... الشحر] مأخوذ من حط ، (٥) (الجمجمة) ـ (الجمحه) ، (٦) (ابن) ـ (بن) ، (٧) [وسوبارة] مأخوذ من حط ، (١٣) (حوف) ـ حط (ريف) ، (١٩) (ظهر حوف) فى حط مكان ذلك (مفازة فى ظهر ريف) ،

١٥٨

(٢٨) ومدينة اسوان كثيرة النخيل غزيرة الغلّات من التمور قليلة الزروع وهى أكبر (١) مدن الصعيد ، والبلينا (٢) واخميم مدينتان متقاربتان فى العمارة صغيرتان عامرتان بالنخل والزرع وذو النون المصرىّ من أهل اخميم وكان بغاية النسك والورع ، ولها جهاز من الكتّان المعمول شقّة ومناديل الى الحجاز ومصر ، وبها بربا من أعظم البرابى وأطرفها وهو مخزن لذخائر القوم الذين قضوا من أهل مصر [٤٧ ب] بالطوفان قبل وقته بقرانين واختلفوا فى مائيّته فقال بعضهم يكون نارا فتحرق جميع ما على وجه الأرض وقال آخرون بل يكون ماء وعملوا هذه البرابى قبل الطوفان ومنها بمصر وفى أرضها وصعيدها خاصّة ما لم أر على وجه الأرض لشىء من أبنيتها شبه رصانة فى الأحجار وإحكام فى التركيب وهندسة فى الأركان وعلوّا فى السمك الى تصاوير تزيد (٣) على العجب من أنواع لم ير قطّ لها شبه فى نفس أحجارها قد بتّت (٤) فى صخرها وعمدها ،

(٢٩) وبالفيّوم مدن كبار جليلة وطرز مشهورة وكور عظام للسلطان والعامّة وفيها من الأمتعة للجلب ما يستغنى بشهرته عن إعادته كاليهنسة المعمول بها الستور والاستبرقات والشرع والخيام والأحلّة (٥) والستائر والبسط والمضارب والفساطيط العظام بالصوف والكتّان بأصباغ لا تستحيل وألوان تثبت فيها من صورة البقّة الى الفيل ، ولم يزل لأصحاب الطرز من خدم السلطان بها الخلفاء والأمناء وللتجّار من أقطار الأرض فى استعمال أغراضهم بها من الستور الطوال الثمينة التى طول الستر من ثلثين ذراعا الى ما زاد ونقص ممّا قيمة الزوج منها ثلثمائة دينار وناقص وزائد ، وطحا مدينة أيضا فيها غير طراز ومنها أبو جعفر الطحاوىّ الفقيه العراقىّ صاحب كتاب اختلاف فقهاء الأمصار ، والفيّوم نفسها مدينة ذات جانبين على وادى اللاهون (٦) طيّبة فى نفسها كثيرة الفواكه والخيرات

__________________

(١) (أكبر) ـ (أكثر) ، (٢) (والبلينا) ـ (والبلنيا) ، (١١) (تزيد) ـ (تريد) ، (١٢) (بتّت) ـ (؟؟؟) ، (١٥) (والأحلّة) ـ (والاحلة) ، (٢٣) (اللاهون) ـ (الاهون) ،

١٥٩

غير صحيحة الهواء ولا موافقة للطارئ عليها ولا للغريب النازل بها ، وأكثر غلّاتها الأرزّ وإن كانت لا تعدم من أصناف الغلّات شيئا وبظاهرها آثار حسنة والناحية مسمّاة باسمها ، والفيّوم ناحية كانت فى قديم الأيّام وسالف الزمان عليها سور يشتمل على جميع أعمالها ويحيط بسائر مدنها وبقاعها ورأيت أكثره من جانب البرّيّة بيّنة أبراجه وقد غلب على أكثرها الرمل فطمّ منها ومنه وسقطت الحاجة اليه بالإسلام ودخول دولته على أهله وهذا السور يعرف بحائط العجوز وليس هو مختصّا بعمل الفيّوم دون أعمال النيل الى آخر عمل النوبة بل يحيط بالنيل من نواحى مصر على جنبتى النيل جميعا الى أعمال النوبة ،

(٣٠) والفرما مدينة على شطّ بحيرة تنّيس وهى مدينة خصبة وقد مرّ شىء من ذكرها وبها قبر جالينوس اليونانىّ ، ومن الفرما الى تنّيس فى البحيرة دون الثلاثة فراسخ وهى مدينة كثيرة الرطب جيّدته صالحة الفاكهة كثيرتها (١) ، وبتنّيس تلّان عظيمان مبنيّان بالأموات منضدين بعضهم على بعض ويسمّى هذان التلّان بوتوم (٢) ويشبه أن يكون ذلك من قبل أيّام موسى عليه‌السلام وبعثه لأنّ أهل مصر فى أيّام موسى كان فى شريعتهم الدفن ثمّ صارت للنصارى ودينهم أيضا الدفن ثمّ صارت للإسلام ، وعليهم أكفان [٤٨ ظ] من خشن (٣) الخيش وعظامهم وجماجمهم فيها صلابة الى يومنا هذا ،

(٣١) وبالفسطاط قرية تعرف بعين شمس عن شمال الفسطاط ومنف فى جنوبىّ الفسطاط واحدة تجاه الأخرى ويقال كانا مسكنين لفرعون وبها آثار عجيبة يتنزّه فيهما وعلى رأس جبل (٤) المقطّم فى قلّته مكان يعرف بتنّور فرعون يسع خمس مائة كرّ حنطة وهذا من نوع الخرافة ويقال أنّ فرعون كان إذا خرج من أحد المتنزّهين أصعد فى المكان الآخر من يعادله ليعاين شخصه بالوهم ولا تفقد هيئته ، وفى نيل مصر مواضع لا

__________________

(١٣) (كثيرتها) ـ (كثيرته) ، (١٤) (بوتوم) ـ حط (بوتون) ، (١٧) (خشن) تابعا لحط وفى الأصل (جنس) ، (٢١) (جبل) ـ (الجبل) ،

١٦٠