صورة الأرض - ج ١

أبي القاسم بن حوقل النصيبي

صورة الأرض - ج ١

المؤلف:

أبي القاسم بن حوقل النصيبي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
المطبعة: مطبعة بريل
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٥٠
الجزء ١ الجزء ٢

أخوان (١) منهم متلاصقة داراهما متصاقبة الحيطان وقد عمل كلّ واحد منهما مسجدا لنفسه ليكون جلوسه فيه وحده ، وفى جملة هذه العشرة المساجد التى ذكرتها مسجد يصلّى فيه أبو محمّد ابن القفصىّ هذا وبينه وبين دار ولد له يتفقّه دون الأربعين (٢) خطوة وقد ابتنى ابنه مسجدا الى جانب داره وهو أحد حدودها الأوّل جديدا مغلق الباب أبدا ويحضر أوقات الصلاة وهو جالس فى دهليز داره المجاورة الملاصقة لمسجده فلا يصلّى فيه ، وكأنّ رغبته كانت فى ابتنائه أن يقال مسجد الفقيه بن الفقيه وهو حدث له من نفسه محلّ عظيم وخطر (٣) جسيم وكأنّه لعظم خطره عنده أنّه يظنّ (٤) أبو أبيه أو أنّه بغير أب لبأوه وصلفه وحسن ركبته وزيّه وفى هذه الأربعين خطوة التى ذكرت بين مسجده ومسجد أبيه مسجد آخر معلّق له إمام وفيه مكتب ،

(٥) وبها رباطات كثيرة على ساحل البحر مشحونة بالرياء والنفاق والبطّالين والفسّاق متمرّدين شيوخ وأحداث أغثاث رثاث قد عملوا السجّادات منتصبين لأخذ الصدقات وقذف المحصنات نقم منزلة وبلايا شاملة وحتوف مصبوبة منصوبة وأكثرهم يقودون ومنهم من لا يرى ذلك لشدّة الرياء والسمعة وأكثرهم بالزور تطوّعا يشهدون مع جهل لا يفرّق فيه بين فرض الوضو وسنّته ويقصدهم من أعوزه المكان لبطالته والموضع لعيارته (٥) فيؤونه وربّما شاركوه بتافه من المأكول على أحوال يقبح ذكرها وليس هذا الكتاب ممّا يذكر فيه مثلها ، وأحسب تأسيسها كان على غير التقوى حسب ما أسّست عليه المساجد المتقدّم ذكرها فهارت وباد أهلها بما جنوه من الفتن والعصيان وشقّ عصا السلطان والله أعلم ،

(٦) وكنت ذكرت أحوال الخالصة وأبوابها وما فيها ولم أذكر بلرم وهى

__________________

(١) (أخوان) ـ (اخوين) ، (٤) (دون الأربعين) ـ (بنحو عشرين) ، (٨) (خطره) ـ (خطرها) ، (٩) (يظنّ) ـ (يظنّ) ، (١٨) (لعيارته) ـ (لعبارته) ، (فيؤونه .... الى آخر القطعة) يوجد مكان ذلك فى حط (وإنّما أووا الى هناك لعجزهم وعدم السكنى ومهانة أنفسهم) فقط ،

١٢١

المدينة القديمة وأشهر أبوابها باب البحر وسمّى بذلك لقربه من البحر ويليه باب أحدثه أبو الحسين (١) أحمد بن الحسن (٢) بن أبى الحسين لشكوى أهل هذه الناحية بعد مخرجهم فعمله على نشز مطلّ على نهر وعين تدعى عين شفاء وبها يعرف هذا الباب وقتنا هذا ولمن قرب منه مرفق بهذه العين ، ثمّ باب يعرف بشنتغاث وهو باب قديم واليه باب يعرف بباب روطه وروطه نهر كبير يهبط من هذا الباب اليه وأصله تحت هذا الباب وفيه ماء صالح عليه أرحية كثيرة متقاطرة ، ثمّ باب الرياض وهو أيضا محدث استحدثه أبو الحسين أحمد بن الحسن وكان بجواره باب يعرف بابن قرهب فى موضع غير حصين وكانت المدينة قوتلت عليه قديما فدخل على أهلها منه معرّة وضرر جسيم فسدّه أبو الحسين (٣) وأزاله وبجواره باب الأنباء وهو أقدم أبوابها واليه باب السودان تجاه الحدّادين (٤) ثمّ باب الحديد ومنه المخرج الى حارة اليهود واليه باب استحدثه أبو الحسين (٥) أيضا ولم يسمّ باسم ويخرج منه الى حارة أبى جمين (٦) وجميعها تسعة أبواب ، وهذه المدينة مستطيلة ذات سوق قد أخذ من شرقها الى غربها [٣٦ ظ] يعرف بالسماط مفروش بالحجارة عامر من أوّله الى آخره بضروب التجارة ويطيف بها عيون كثيرة منصبّة من غربها الى شرقها ويكون مقدارها ما يدير رحى (٧) وعلى مائها (٨) غير رحى تطحن فى غير مكان ويجاور مصبّ ماء هذه العيون من حيث بدؤ مسيلها الى حيث (٩) مصبّها فى البحر أراض كثيرة تغلب عليها السباخ وآجام فيها قصب فارسىّ وبحائر ومقاث صالحة وفى خلال أراضيها بقاع قد غلب عليها البربير وهو البردىّ المعمول منه الطوامير ولا أعلم لما (١٠) بمصر من هذا البربير نظيرا على وجه الأرض إلّا ما

__________________

(٢) (أبو الحسين) ـ حط (أبو الحسن) ، (٣) (الحسن) ـ (المحسن) ، (١٠) (أبو الحسين) ـ حط (أبو الحسن) ، (١١) (الحدّادين) ـ حط (باب الحدّادين) ، (١٢) (أبو الحسين) ـ حط (أبو الحسن) ،

(١٣) (أبى جمين) ـ حط (ابى حماز) ، (١٧) (رحى) ـ (رحا) وفى حط (رحوين) ، (١٨) (مائها) تابعا لحط وفى الأصل (بابها) ، (١٩) (الى حيث) ـ (الى حين) ، (٢١) (لما) ـ (بما) ،

١٢٢

بصقلّيه منه وأكثره يفتل حبالا لمراسى المراكب وأقلّه يعمل للسلطان منه طوامير القراطيس ولن يزيد على قلّة كفايته ،

(٧) وشرب أهل المدينة وهم المجاورون لسورها من نحو باب الرياض الى نحو عين شفاء من مياه هذه العيون وباقى أهلها وأهل الخالصة وجميع أهل الحارات شربهم من أبآر دورهم خفيفا كان أو ثقيلا من الماء ويلذّ لهم على كثرة المياه العذبة الجارية عندهم وذلك لكثرة أكلهم البصل ، وشرب أهل المعسكر (١) فمن العين المعروفة بالغربال وماؤها صالح وبالمعسكر عين تعرف [بعين التسع دون الغربال فى كثرة الماء وعين تعرف](٢) بعين أبى سعيد دونها وعين تعرف بعين أبى علىّ وكان من بعض ولاتهم فهى مضافة اليه وشرب الناحية المعروفة بالغربيّة فمن العين المعروفة بعين الحديد وهناك معدن للسلطان من الحديد يصرف ما يستثار منه لحاجته فى مراكبه وقرسطياته (٣) وكان هذا المعدن لبنى الأغلب يجدى عليهم الكثير [وهو بقرب قرية تعرف ببلهرا وفيها عيون وأنهار تتفجّر منها وهى تمدّ وادى عبّاس وتقوّيه وهى كثيرة البساتين والكروم](٤) ، ويحيط بالبلد عيون غير مشهورة وينتفع بمياهها كالقادوس فى ناحية القبلة وبها الفوّارة الصغيرة والفوّارة الكبيرة على أنف الجبل من البلد وهى أغزر عيونهم ماء وتنصرف هذه المياه الى أجنّتهم ، ولقرية البيضاء عين حسنة تعرف بالبيضاء وتصاقب الغربال والغربيّة وشرب الناحية المعروفة ببرج البطّال من العين المعروفة بعين أبى مالك وأكثر مياه الدبور من أراضى المدينة لأجنّتهم فبالسوانى ، ولهم أجنّة كثيرة الخير وبساتين أعذاء بخوس لا تسقى كالشأم وأكثر مياه البلد والحارات من الأبآر ثقيلة غير مرئة وإنّما صرفهم الى شربها رغبة عن شرب الماء الجارى العذب قلّة مروآتهم وكثرة أكلهم للبصل وفساد حواسّهم بكثرة تغذّيهم بالنىّ منه وما فيهم من

__________________

(٧) (وبالمعسكر) ـ (وبالعسكر) ، (٨) [بعين ... وعين تعرف] مستتمّ عن حط ، (التسع) وفى حل (بال؟؟؟) ، (١٢) (وقرسطياته) ـ (وقرسطيا؟؟؟) ، (١٤) (١٣ ـ ١٤) [وهو ... والكروم] مأخوذ من حط ،

١٢٣

لا يأكله كلّ يوم أو يؤكل فى داره صباح مساء من سائر طبقاتهم وهو الذي أفسد تخيّلهم وضرّ أدمغتهم وحيّر حواسّهم وغيّر عقولهم ونقص أفهامهم وبلّد معارفهم وأفسد سحنة وجوههم وأحال أمزجتهم حتّى رأوا الأشياء (١) أو أكثرها على خلاف ما هى به ،

(٨) وممّا يؤيّد قولى ويشهد ببرهانه ما حكاه يوسف بن إبراهيم الكاتب فى كتاب أخبار الأطبّاء عند نزوله بدمشق على عيسى بن الحكم وهو المسيح (٢) المتطبّب قال ذاكرته بالبصل فلم يزل فى ذمّه ووصف معائبه وكان عيسى وسلمويه بن بيان يسلكان طريق الرهبان (٣) ولا يحمدان شيئا يزيد [٣٦ ب] فى الباءة ويقولان أنّ ذلك يتلف الأبدان ويذهب الأنفس فلم أستحسن الاحتجاج عليه بزيادة البصل فى الباءة فقلت قد رأيت منه فى سفرى هذا منفعة فسأل عنها فقلت إنّى كنت أذوق الماء فى بعض المناهل فأجده كريها فآكل البصل وأعاود شربه فأجد حاله قد نقصت وكان عيسى قليل الضحك فاستضحك من قولى ثمّ استرجع بجزع منه وقال يعزز علىّ أن يغلط مثلك هذا الغلط لأنّك صرت الى أسمج نكتة فى البصل فجعلتها منقبة يا هذا أليس متى حدث بالدماغ فساد فسدت الحواسّ حتّى ينقص حسّ الشمّ وحسّ الذوق والسمع والبصر فقلت اجل فقال إنّ خاصّيّة البصل إحداث فساد فى الدماغ وإنّما قلّل حسّك لملوحة الماء ولكراهيته ما أحدثه البصل فى دماغك من الفساد ، وهذه قضيّة عقليّة فأمّا نتيجتها فليس بالبلد عاقل ولا فاضل ولا عالم بالحقيقة بفنّ من فنون العلم ولا ذو مروءة ولا متديّن والغالب عليه الرعاع وأكثر أهله سقّاط أوضاع لا عقول لهم ولا دين كامل وأكثرهم برقجانه وموال يدّعون ولاء قوم افتتحوها وقد هلكوا ،

(٩) وحدّثنى غير إنسان منهم أنّ عثمن بن الخرّاز ولى قضاءهم وكان ورعا قد ركن الى قوم منهم فى العدالة والشهادة ووقف آخرين عن قبولهم

__________________

(٤) (الأشياء) ـ (الاشاء) ، (٧) (المسيح) ـ (المسيّح) ، (٨) (الرهبان) ـ (البرهان) ،

١٢٤

فرفعت (١) اليه امرأة اعتورتها مطالبة فى دار لها باطلة فسألها البيّنة وادّعت ملك اليد الى شهود وشهادات معها وأحضرتهم عنده فاستزادها شهودا وكان يسكن الى شهادة أبى إبراهيم إسحاق بن الماجلىّ المعلّم وكان له بأمرها علم وسألته إقامة الشهادة وهو ينكل عنها الى أن ضمنت له رشوة رباعيّات على أدائها فشهد لها بذلك واتّفق أنّ عثمن بادر بإمضاء تنفيذ الحكم بشهادة إسحاق وعمل على التسجيل لها بذلك وطلب إسحاق (٢) ما ضمنته المرأة له فدفعته وأبت أن تعطيه ما ضمنته له ظنّا بحقّها وثقة أنّ الشهادة قد قامت وأنّها لا تحتاج الى إسحاق ولا غيره وأحضر الحاكم إسحاق ليبدأ بشهادته على نفسه بإنفاذ الحكم للمرأة بشهادته فقال أعزّ الله الحاكم هذه الشهادة أنا راجع عنها لأمور قد أشكلت علىّ منها وكان الحاكم قد حفظ على إسحاق فى الشهادة ما لا يجوز معه الرجوع فاستراب قصّته وكشف عنها بالفحص الشديد فظهرت له القصّة على وجهها فكان لا يقبل شهادته ولا شهادة غيره وخرّج جماعتهم وأسقط شهادتهم ، وصارت أكثر أحكامه جارية على الصلح وشكّ فيهم فلم تثنه اليهم رغبة ولا رهبة الى أن هلك بينهم وحضرته المنيّة فقال ليس بجميع البلد من يوصى اليه ودفع ديوانه الى رجل كان بها من الغرباء يعرف بالغضائرىّ من أهل القيروان وكان يزكّيه وظهرت هذه القصّة لأهل البلد فكانت إحدى وسائل ابن الماجلىّ فى إجلابهم واختيارهم له وتصييره حاكما عليهم وخطيبا لهم رغبة من بعضهم فى مظاهرته على ما يرجوه من الخيانة ، وكان إسحاق على قولهم خفيف الوزن شديد الجهل كثير الإعجاب بتخلّفه غير ركيز ولا مهيب ولا فى سمت القضاة وحسبك بمعلّم برقجانىّ [٣٧ ظ] جعل قاضيا ،

(١٠) وحدّثنى رجل من المقيمين بها يعرف بأبى الحرث فحل بن فلاح اللهيصىّ ثمّ الكتامىّ ورأيته يخبر كثيرا من أخبار البلد أنّه كان ورجل سمّاه بين يدى إسحاق بن الماجلىّ بعد أن ولى (٣) الحكم بها يوما وهو فى

__________________

(١) (فرفعت) ـ (فرفعت) ، (٦) (وطلب إسحاق) ـ (وطلب عثمن) ، (٢٤) (بعد أن ولى) ـ (بعد اولى) ،

١٢٥

محراب الجامع جالسا وبيده قضيّة لهما فى مهر وهو مقبل على قراءتها فكلما مرّ له فصل [داوم](١) على تقريظه لحسن ما تأتّى (٢) له من المعانى الجيّدة والشروط البديعة واستيفاء أسباب البلاغة وهما سكوت وهو مع كلّ فصل يفعل ذلك الى أن قام من المحراب وكان فيه متصدّرا كالقضاة فجلس بين أيديهما ولم يزل يقرأه ويعيد وصفه ويقول ما أراكما تسمعان هذه الحكومة التى ما حكم بمثلها والله أحد على وجه الأرض وأعاد قراءتها ثمّ رجع الى مكانه من المحراب ، قال وكان ربّما مدّ يده الى الخصوم بالضرب ، وأخبرنى جماعة منهم أنّ رجلا تقدّم اليه بخصم له فراجعه فى مناظرته وكان بين يديه مقصّ كبير فأخذه وأومأ به الى الرجل ليضربه فى وجهه فأقبل الرجل على نعل إسحاق وكانت بين يديه فتناولها فقال ولم مسست نعلى لتضربنى بها فقال لا ولكن خشية أن تقصد بالمقصّ وجهى لأتّقى بها منك ، وله أخبار كثيرة فى أنواع من الجنون والخباط كان من مجانين المعلّمين وحمقاهم وكان من كبارهم وعليتهم،

(١١) والغالب على البلد المعلّمون والمكاتب به فى كلّ مكان وهم فيه على طبقات مختلفة ومنازل شتّى متباينة من الصراع والخباط على ما يفوق جنون معلّى كلّ بلد وحمقى كلّ ناحية حتّى أنّهم المتكلّمون على السلطان فى سيره واختياراته والإطلاق بالقبائح من ألسنتهم بمعائبه وإضافة (٣) محاسنه الى قبائحه ، وبالبلد (٤) منهم ما يقارب ثلثمائة معلّم ولم ينقص من ذلك إلّا القليل وليس كهذه العدّة بمكان من الأماكن ولا فى بلد من البلدان وإنّما توافرت عدّتهم مع قلّة منفعتهم لفرارهم من الغزو ورغبتهم عن الجهاد وذلك أنّ بلدهم ثغر من ثغور الروم وناحية تحادّ العدوّ والجهاد فيهم لم يزل قائما والنفير دائما مذ فتحت صقلّيه وولاتهم لا يفترونه وإذا نفروا لم يفتروا بالبلد أحدا إلّا من بذل الفدية عن نفسه أو أقام العذر فى نخلّفه مع رابطة السلطان وكان قد سبق الرسم بإعفاء المعلّمين قديما بينهم من

__________________

(٢) [داوم] مستتمّ على التخمين ، (٣) (تأتّى) ـ (تأتا) ، (١٧) (وإضافة) ـ (واصافة) ، (١٨) (وبالبلد .... الخ) قد اختصر هذا النصّ بكثير فى حط ،

١٢٦

النوائب وحملت عليهم المغارم ففزع الى التعليم بلههم وحسّنه لديهم جهلهم مع قلّة الانتفاع به والجدوى منه فإنّ فيهم الكثير تمرّ به السنة فلا يصيب من جميع صبيانه وهم كثير عشرة دنانير فأىّ منزلة أقبح وصورة أخسّ وأوتح من رجل باع ما أوجب الله تعالى عليه من الجهاد وشرفه والغزو وعزّه بأخسّ منزلة وأوضع حرفة وأسقط صنيعة على أنّها فى أعيان البلاد مع تخريج أولاد السراة وأهل الإمكان عنصر الخذلان ومظانّ الحرمان وبالإجماع منهم ومن كلّ إنسان أنّ المعلّم أحمق محكوم عليه بالنقص والجهل والخفّة وقلّة العقل ، ومن أعظم الرزيّة وأشدّ البليّة وأقطع النازلة أنّ جميع أهل صقلّيه لصغر أحلامهم ونقص [٣٧ ب] درايتهم وبعد أفهامهم يعتقدون أنّ هذه الطائفة أعيانهم ولبابهم وفقهاؤهم ومحصّلوهم وأرباب فتاويهم وعدولهم وبهم عندهم يقوم الحلال والحرام وتعقد الأحكام وتنفذ الشهادات وهم الأدباء الخطباء ، ولقد رأيت ولدا كان لإسحق ابن الماجلىّ المعلّم القاضى المتقدّم ذكره يخطبهم نحو حولين يجزم الأسماء مع الصلة (١) ويجرّ الأفعال من أوّل خطبته الى آخرها ، وخاطبت أديبا كان من أهلها يسعى ويدّعى الدراية (٢) بجميع الأحوال وقد نصب هذا الخطيب ما لم يسمّ فاعله أو رفع منصوبا وأظنّه كان مفعولا به فقلت أما سمعت الخطيب وما كان منه وذكرته له وقد ذهب عنّى اللفظ فقال كأنّه والله يا سيّدى كما تقول غير أنّا نحن لا نأبه لمثل هذا ،

(١٢) ومن كبائر المذكورين من المعلّمين بها فى السير والعدالة وهو بالضدّ للغباء والجهالة وأشدّهم تقدّما عندهم أبو عبد الله محمّد بن عيسى ابن مطر المعلّم فى مسجد الزهرى بالسماط وقد سافر يشرّق (٣) ودخل المشرق وكتب الحديث ، وأبو الحسن علىّ بن بانة المعروف بابن ألف سوط وهو اليه فى العدالة ويراه قوم منهم فوقه فى العلم والفقه وظلف النفس وكلاهما غبىّ عم (٤) ناقص رزىّ المنظر والمخبر ، وحدّثنى أبو عبد الله محمّد بن عيسى

__________________

(١٣) (الصلة) ـ (الصلة) ، (١٥) (الدراية) ـ (الدارية) ، (٢١) (يشرّق) على التخمين وفى الأصل (تزقّ) أو (نزقّ) ، (٢٤) (عم ـ عمى) ،

١٢٧

المعروف بالناشى القروىّ المتكلّم وكنّا معا بصقلّيه قال بينا أنا واقفا بالسماط بقرب مكتب ابن مطر أحادث إخوانا لى إذ وقف بهم ابن مطر فسلّموا عليه وسلّم علىّ فرددت عليه وأخذ فى صفتى وما أعتقده بأقبح عبارة وأبشع لفظ وإشارة وقال فى خلال قوله لى يعزز علىّ بعدك (١) عن الحقّ فقلت لعن الله أبعدنا عن الحقّ وأقلّنا علما به فالتاث لونه وتغيّر فقال له القوم قد أنصفك لأنّه إنّما لعن الأبعد من الحقّ ولم يقصد إلّا الأقلّ علما بالله فقال الست عراقىّ المذهب فقلت لا وذلك أنّ أهل العراق يدّعون مرجئة وإنّما وسموا بذلك لتركهم القطع على أهل الكبائر بالخلود وأخذت أصف المسألة بيننا وبينهم فقال ما أرى قولكم إلّا قريبا من قولنا فقلت يا هذا إنّما أصف لك رأى أهل العراق المذموم عندى وأنا ضدّهم فقال وكيف فقلت نحن نقطع على تخليد أهل الكبائر فى النار فقال ما ظننت يقول بهذا غير أهل العراق وهو بجهله صباح مساء يكفّرهم فى كلّ مقعد ومشهد ويكفّر المعتزلة ولا يعلم اعتقادها بين الفرقتين التى هى أشهر أهل المذاهب ويطلق اللعن عليهما وهو لا يفرّق بين الوعيدىّ من المرجئ وهذه المنزلة أعلى منازل البله ورحم الله ناقلا (٢) فلقد ظلمه نقلة الأخبار بقطعهم (٣) عليه بالانفراد بالجهل ، وكنت جالسا بصقلّيه يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة اثنتين وستّين على دكّان المعروف بابن الانطاكىّ فى سماط بلرم وكان يوما مطيرا فى الساعة السادسة وعلى القيام الى الجامع وابن الانطاكىّ معا والجامع منّا على غلوة [٣٨ ظ] إذ أقبل ابن ألف سوط من نحو الجامع ومنزله بالقرب منه فقلنا الى أين فقال قد صلّى الناس وأنا أمضى أتقدّم لأشهد جنازة الخطيب وكان ابن الماجلىّ الخطيب الذي قدّمت ذكر تخلّفه توفّى ليلة الجمعة هذه ومضى يريد باب البحر وأطال ثمّ رجع وقد أئسنا من الصلاة فقلنا الى أين فقال بلغنى أنّهم ما صلّوا بعد فعدت لعلّى ألحق الصلاة ومضى فبقينا حيارى فى أمره نتعاود قلّة تحصيله وما يدفع الناس اليه فى شهادة مثله إذ أقبل فقلنا

__________________

(٤) (بعدك) ـ (ببعدك) ، (١٥) (ناقلا) ـ (باقلا) ، (١٦) (بقطعهم) ـ (يقعطهم) ،

١٢٨

هيه فقال قد صلّوا وأنا ماض لأصلّى فى المصلّى وهذا الرجل عندهم أثبت القوم عدالة وأشفّهم منزلة وهذه صورته ،

(١٣) وأكثرت (١) عنه وعن ابن مطر وجماعتهم واصفا قلّة فطنهم وكلال أفهامهم وحدّة جهلهم وسرعة طيشهم وموت يقظتهم وبراعة لؤمهم مع دوام غفلتهم وبشاعة تعاطيهم وكثرة معائبهم وسخف أغذيتهم المؤكّدة جهلهم وسوء تخلّيهم فى كتاب (٢) جعلته أبوابا عشرة بدأت منها بذكر ما يتفاخر به أهل الأمصار والقبائل والبلدان وما يلحقهم من الفضائل وكيفيّة لحاقها بالكور والمدن والرذائل المقصرة ببعضها عن الفخر والطيب والحسن ووسمته بكتاب صقلّيه ولم أترك لهم من فضيلة ورذيلة الى جميع ما خصّوا به ومنعوه وأعطوه وما حرموه الى غلظ طباعهم وسوء أخلاقهم وما انفردوا به من المطاعم المنتنة والأعراض القذرة الدرنة وغلبة كثرة الجفاء وطول المراء وسمّيت جميع معلّميهم الى ما وصل الىّ من أخبارهم ومحلّهم فى الرقاعة وخلعهم على مرّ الأيّام للسلطان والطاعة وحال الفرقة التى ليست كفرقة من فرق الإسلام ولا نحلة من النحل ولا فى بلد من البلدان ولا بدعة من البدع ولا مشاكلة لنحلة فى دين من الأديان ، وهم المشعمذون أكثر أهل حصونهم وباديتهم وضياعهم رأيهم التزويج الى النصارى على أنّ ما كان بينهم من ولد ذكر لحق بأبيه من المشعمذين وما كانت من أنثى فنصرانيّة مع أمّها لا يصلّون ولا يتطهّرون ولا يزكّون ولا يحجّون وفيهم من يصوم شهر رمضان ويغتسلون إذا صاموا من الجنابة وهذه منقبة لا يشركهم فيها أحد وفضيلة دون جميع الخلق أحرزوا بها فى الجهل قصب السبق ، ولقد أعددت (٣) كتابى هذا بذكرهم فيه ولكنّ نفوس أهل النبل وقلوب أهل الفضل متطلّعة الى علم الكلّ ولذكرها فى الخزائن منزلة ليست على ما هى به فى الحقيقة ،

(١٤) ومن أرثّ ما رأيته بها وأغثّه خمسة معلّمين فى مكتب واحد

__________________

(٣) (وأكثرت) ـ (وعن اكثرت) ، (٦) (٣ ـ ٦) (وأكثرت .... كتاب) يوجد فى حط مكان هذه الفقرة (وقد وضعت فيهم كتابا فيه جميع أخبارهم) ، (٢١) (أعددت) ـ (عددت) ،

١٢٩

يعلّمون فيه الصبيان شركاء متشاكسون على باب عين شفاء يرؤسهم شيخ يعرف بالملطاط جبس ضبس أشقر أزرق من أقدم الناس على شهادة زور وولدان له ورجل يعرف بابن الودانى وآخر يدعى بأخى رجاء على مراتب فى شركتهم ، وخرجت من صقلّيه وقد مات ابن الودانى فلو شاهدهم أكثر الناس حزنا وأشدّهم إخباتا وسمتا عند وفاته [٣٨ ب] وتفجّعهم له وحنينهم عليه وتساكرهم فى بكائهم عند عزائهم لقهقه (١) وضحك أو أبلس لجهلهم كالمرتبك ،

(١٥) وأمّا حال يسارهم فإنّهم مع قلّة مؤنهم ونزور نفقاتهم وكثرة غلّاتهم ليس فيهم رجل ملك بدرة عين ولا رآها قطّ إلّا عند سلطان إن كان ممّن يدخل اليه ومحلّه محلّ من يؤذن له عليه ، وبالأموال والجبايات واليسار يعتبر أحوال أهل المدن والكور والأقاليم وكذلك النبل والفضل الى غير ذلك مع أنّ مال جزيرة صقلّيه وقتنا هذا وهو أجلّ أوقاتها وأكثره وأغزره بأجمعه من سائر وجوهه وقوانينه خمسها (٢) ومستغلّاتها ومال اللطف والجوالى المرسومة على الجماجم (٣) ومال البحر والهدية الواجبة فى كلّ سنة على أهل قلوريه وقبالة الصيود وجميع المرافق وجهاتها وهذه جملة ارتفاعها ...... (٤) ، فأمّا غلّاتها وخصبها وما هى عليه فى أسباب المآكل والمشارب فكالمواضع المشار اليها فى صدر الكتاب بالخصب والسعة قديما وفيما مضى ودخلتها وقد استحالت جميع أمورها من الخصب الى الجذب وخلق (٥) أربابها من أهل باديتها فكأرباب الجزائر العجم الغتم الصمّ البكم وسكّانها الذين لم يصفهم الأسفار من وراء بهيميّة غامرة لألبابهم وغفلة عن الحقوق والمواجب ظاهرة فى معاملاتهم وقول من الحقّ بعيد وشنآن للغريب والطارئ عليهم عظيم شديد لا يألفون ولا يؤلّفون آخذين لذلك عن حاضرتهم لأنّهم أيضا فى بغض التجّار والغرباء المجهّزين بمنزلة

__________________

(٦) (لقهقه) ـ (لقهقهه) ، (١٣) (خمسها) ـ (حمسها) ، (١٤) (الجماجم) ـ (الحماحم) ، (١٦) (.....) يوجد هنا فى الأصل سطر خال لإدراج مبلغ الارتفاع ، (١٩) (وخلق) ـ (وخلو) ،

١٣٠

ليست لجيل من أجيال العالم الجفاة ولا فى أهل الجبال الأجلاف الجساة مع قوام مصالحهم بالجلّابين وفقرهم وفاقتهم الى المسافرين لأنّها جزيرة لم تختصّ بوجه من فضائل البلدان غير القمح والصوف والشعر والخمر وصبابة من القند الى شىء من ثياب الكتّان والحقّ فيها أحقّ أن يتّبع فإنّه لا نظير لها جودة ورخصا ويباع مستعملها ممّا يقطع قطعين من الخمسين رباعيّا الى ستّين رباعيّا فيزيد على ما يشترى من أمثاله بمصر بالخمسين والستّين دينارا كثيرا ، وجميع ما تقع اليه الضرورات وتدفع الحاجة اليه من سائر الطلبات بحلوب الى بلدهم ومحمول الى جزيرتهم ، وقد جمعت مع فساد عقول أهلها وأديانهم فساد التربة والقمح والحبوب ولا يحول الحول عليها عندهم إلّا وقد فسدت وربّما ساست فى الأنادر قبل دخول المطامير والأهراء وليس يشبه وسخهم فى دورهم وسخ أقذار اليهود ولا ظلمة منازلهم وسوادها سواد الأتاتين والأفران وأجلّهم منزلة يسرح الدجاج على مقعده وتذرق (١) الطيور على مصلّاه ومخدّته ،

(١٦) وهذه جمل من أوصاف المغرب وما استقلّ به ممّا يضاف اليه ويقع فى جملته ،

__________________

(١٣) (تذرق) ـ (تدرق) ،

١٣١

[مصر]

(١) فأمّا مصر فلها حدّ يأخذ من بحر الروم من الإسكندريّة ويزعم قوم من برقة فى البرّيّة حتّى ينتهى الى ظهر الواحات ويمتدّ الى بلد النوبة [٣٩ ظ] ثمّ يعطف على حدود النوبة من حدّ اسوان على أرض البجة فى قبلىّ اسوان حتّى ينتهى الى بحر القلزم ثمّ يمتدّ على بحر القلزم [ويجاوز القلزم الى طور سينا ويعطف على تيه بنى إسرائيل مارّا الى بحر الروم](١) فى الجفار خلف العريش ورفح ويرجع على الساحل مارّا على بحر الروم الى الإسكندريّة ويتّصل بالحدّ الذي قدّمت ذكره من نواحى برقة ، (٢) وما فى بطن هذه الصفحة صورة مصر ،

[٣٩ ب]

إيضاح ما يوجد فى القسم الأوّل من صورة مصر من الأسماء والنصوص ،

قد صوّر بحر القلزم موازيا لطرف الصورة الفوقانىّ وعلى هذا البحر من طرفه الأيسر مدينة القلزم ، ثمّ كتب تحت خطّ الساحل هذه الديار للبجه ونزلت عليهم أحياء ربيعة ومضر وصاهر رؤسآء ربيعة أكابر البجة وخالطوهم فهى مشحونة بقبائل الجميع وأعزّ القوم ربيعة وعن يمين هذا النّص مدينة العلاقى ، ثمّ تحت الكتابة المذكورة وموازيا لسلسلة الجبل هذا جبل المقطّم ويمتدّ الى بلد الحبشه ويقطع بلد النوبه فى عمارات دنقله وعلوه ، ومن أسفل الجبل مع خطّه بهذه الناحية رمل أحمر وأبيض غزير كثير يتّصل برمل الجفار ويشقّه النيل فيتّصل من غربىّ النيل برمال نفزاوه ويمرّ بظاهر سجلماسه الى اودغست ، ثمّ تحت ذلك نواحى اهريت وشرونه وبياض وصول والبرنيل ، وصوّر نهر النيل فى وسط الصفحة وكتب على كلّ واحد من جانبيه الصعيد تربط الكتابتان بكلمة بلد فمعناها بلد الصعيد ، وذكر على جانب النيل الأعلى من المدن

__________________

(٧) (٦ ـ ٧) [ويجاوز .... الروم] مستتمّ عن حط ،

١٣٢

ابتداء من اليمين اسوان ، المحدثه ، قوص ، اخميم ، انصنا ، اتفيح ، اسكر ، الحى ، الحرس ، حلوان ، الفسطاط ثمّ شكلا مدينتين لا اسم فيهما ، وعلى جانب النيل المقابل قريه ، (١) اتفو (٢) ، اسنا ، ارمنت ، هو ، البلينا ، بوتيج (٣) ، اسيوط ، منساره ، الاشمونين ، طحا ، القيس ، سمسطا ، دلاص ، اهناس ، اطواب ، الجيزه (٤) ، وبين الفسطاط والجيزة فى النيل الجزيره وعند الجيزة مثلّثان مكتوب فيهما هذان الهرمان ، وعلى شاطئ خليج النيل الذي يتشعّب بين منساره والاشمونين راجعا الى النيل بين اهناس واطواب من المدن طوفه ، البهنسه ، اللاهون (٥) ، بوصير قوريدس ، ويتشعّب من هذا الخليج عند اللاهون شعبة على جانبيها الفيوم ، وكتب بين الفيوم والهرمين هذه بحيرة اقنى وتنهمت وتمتدّ مسيرة يومين فى وسط جبال رمل أصفر وبها من الطير فى الشتاء ما ليس بمكان ما يدانيه ولا يقاربه ، ثمّ من أسفل النيل فى يمين الصورة ناحية الواحات وتحت ذلك مساكن بنى هلال ، وكتب تحت السلسلة الجبليّة الموازية لطرف الصورة التحتانىّ هذا جبل الواحات يمتدّ من بحيرة اقنى على النيل الى أن يصل الى جبل القمر وجلّه عامر ،

[٤٠ ظ]

إيضاح ما يوجد فى القسم الثانى من صورة مصر من الأسماء والنصوص ، يقرأ فى طرف الصورة الفوقانىّ هذه صورة مصر وينطبق ذلك أيضا على القسم الأوّل من الصورة ، وكتب فى النصف الأعلى من الصورة الحوف وفى النصف الأسفل الريف ، ويتشعّب النيل وسط طرف الصورة الأيمن شعبتين وبينهما مدينة شطنوف ، وعلى الجانب الأيمن من الذراع الآخذة الى الأعلى من المدن دجوه ، ينها العسل ، تفهنه ، القنطره وكتب عند منتهاها خليج سردوس يحفّ ، (٦) وتأخذ من هذه الذراع شعبتان الى الأيسر تبدأ الأولى من عند تنوهه والأخرى من عند صهرجت (٧) وبين هاتين الشعبتين من المدن زفتا جواد ، سند بسط ، تطابه ، وعن يسار صهرجت على شعبتها اشيه وعند منتهى الشعبة الآخذة من اشيه الى اليسار كتب خليج دقدوس ، وعن يسار تنوهه على شعبتها مدينة مخنان وتأخذ تجاه مخنان شعبة عليها أوّلا تطايه المتقدّم ذكرها ثمّ دمسيس من جانبيها ثمّ فى الجانب الأعلى تنا ، ابو صير ، سمنود ، اوش وفى الجانب الأسفل

__________________

(١) (قريه) ـ (؟؟؟) وهى (قرية الشقاف) ، (٢) (اتفو) ـ (اتفو) ، (٣) (بوتيج) ـ (بوتيج) ،

(٤) (الجيزه) ـ (الجيره) ، (٧) (اللاهون) ـ (الاهون) ، (١٩) (يجفّ ـ (يجف) ، (٢٠) (صهرجت) ـ مهرجت) ،

١٣٣

طلخا (١) ، قجنجيمه ، دميره وأوّل اسم دميره فى الجانب الآخر من ذراع تنوهه ، وبين مخنان ودميره فى الجانب الأعلى محلّة شرقيون وفى الجانب المقابل مليج ، زمزور ، وعلى ظهر الشعبة المحيطة بهاذين البلدين من الأسفل طوخ ، محلّة روح ، وتأخذ تجاه دميره شعبة الى اليسار فتجتمع مع شعبة أخرى تبدأ من عند دقهله على العمود وكتب بين الشعبتين خليج دقهله (٢) ، وبحذاء دقهله كتب من أسفل العمود نواحى البرمونات وعن يسار ذلك من المدن شارم ساح ، شارم بارم ، بوره ، ثمّ تأخذ من العمود شعبتان إحداهما الى الأسفل الى نقيزه وكتب عند هذه الشعبة خليج زعفران والأخرى كتب عندها اشتوم دمياط وبينها وبين العمود دمياط ثمّ على البحر شطا ، وعند شطا فى البحر جزيرة تنيس ،

وعن يمين الذراع الآخذة من شطنوف الى الأسفل من المدن ذات الساحل ، ابو يحنس (٣) ، ترنوط تقابلها ترنوط مرّة (٤) ثانية ثمّ بستامه (٥) ، طنوب ثمّ بعد عطف الذراع الى اليسار شابور ، محلّة نقيده ، دنشال ، قرطسا ، شبروا ابو مينا ، قرنفيل ، الكريون وهى من جانبى الذراع ثمّ قرية الصير ، الاسكندريه وهى من الجانبين وفوق الإسكندريّة على ساحل البحر اجنا ، ودون شطنوف عن يسار هذه الذراع الجريسيات (٦) وبعد الجريسيات تأخذ شعبة الى اليسار وعلى جانبها الأعلى من المدن شبروالاو ، منوف ، تتا (٧) ، فيشه بنى سليم ، البنداريه ، محلّة المحروم ، صا ، دياى ، الصافيه ، دمى جمول (٨) ، سنديون (٩) ، فوه ، دسيو ، نطويه الرمان ، وعلى الطريق من شطنوف الى صا من المدن سبك العبيد ، منوف العليا ، محلّة صرد ، صخا ، شبرلمته (١٠) ، ثمّ من أسفل الشعبة الآخذة من عند شبروالاو طنتتا ، قليب العمال ، ببيج (١١) ، وتليها شعبة الى الأسفل ثمّ محلّة ببيح (١٢) ، فرنوه ، محلّة مسروق ، محلّة ابى خراشه ، فيشه ، سندبيس ، سنباذه ، بلهيب ، ديروط ، محلّة الامير ، محلّة بوله ، وكتب فى الجزيرة بين شعبتى صا ومحلّة ببيج سنهور (١٣) ،

[لم أجد (١٤) سبيلا الى إيراد صورة مصر فى صفحة واحدة فأثبتّها فى صفحتين

__________________

(١) (طلخا) ـ (طخا) ، (٥) (دقهله) ـ (دهقله) ، (١١) (١٠ ـ ١١) (ابو بحنس) ـ (ابو ينحس) ، (١٢) (ترنوط) ثانى مرّة ـ (؟؟؟ بوط ،) (١٣) (بستامه) ـ (بشامه) ، (١٤) (الجريسيات) ـ (الحريسيات) ، (١٥) (تتا) كأنّه آخر (طنتتا) التى هى فى الجانب المقابل ، (١٦) (دمى جمول) ـ (دى حمول) (١٧) ، (سنديون) ـ (دسيو) ، (١٨) (شبرلمنه) ـ (شبرلمت) ، (١٩) (بيج) ـ (؟؟؟) ، (٢٠) (محلّة ببيج) ـ (محله؟؟؟) ، (٢١) (سنهور) ـ (سنهوز) ، (٢٢) (٢٢ ـ ٤) [لم أجد ... الإسكندريّة ،] مأخوذ من حط ،

١٣٤

والصورة الأولى صورة الصعيد من اسوان الى الفسطاط وشطنوف عند انفصال النيل منها والثانية من انفصال النيل فى (١) خليجين أحدهما يأخذ من شرقىّ شطنوف الى تنّيس وأعمال دمياط والآخر عن غربىّ شطنوف آخذا الى رشيد من ساحل الإسكندريّة ،]

(٣) [٤٠ ب] مصر اسم للإقليم وقد ذكرت حدوده وهو قديم جليل عظيم جسيم العائدة فى سالف الزمان وإن قصر عن ذلك فى آنفه فلوجوه منها أنّه كان قديما قعدد الملك يسكنه عظام الفراعنة وكبار الجبابرة كمصعب بن الوليد فرعون موسى والوليد بن مصعب فرعون يوسف ومن كان بين عصريهما من أكابر الفراعنة ، ووجدتّ بخطّ أبى النمر الورّاق فى أخبار أبى الحسين الخصيبىّ قال حدّثنى أبو خازم (٢) القاضى قال قال لى أبو الحسن بن المدبّر لو عمرت مصر كلّها لوفت بأعمال الدنيا ، وقال تحتاج مصر الى ثمنية وعشرين ألف ألف فدّان وإنّما يعمر منها ألفا (٣) ألف فدّان ، قال وقال له أنّه (٤) كان يتقلّد الدواوين بالعراق يريد ديوان المشرق والمغرب قال ولم أبت قطّ ليلة من الليالى وعلىّ عمل أو بقيّة منه وتقلّدت مصر فكنت ربّما بتّ وقد بقى علىّ شىء من العمل فأستتمّه إذا أصبحت ، قال وقال له أبو خازم القاضى جبا عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطّاب رضى الله عنه اثنى (٥) عشر ألف ألف دينار فصرفه عنها عثمن بعبد الله بن أبى سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف دينار فقال عثمن لعمرو أبا عبد الله علمت أنّ اللقحة درّت بعدك فقال نعم ولكنّها أجاعت أولادها ، وقال أبو خازم (٦) إنّ هذا الذي جباها عمرو وعبد الله ابن أبى سرح إنّما كان من الجماجم خاصّة دون الخراج وغيره قال فاستثبتّه فى ذلك فقال هذا الصحيح عندنا ، وبها الهرمان اللذان ليس على وجه الأرض لهما نظير فى ملك مسلم ولا كافر ولا عمل ولا يعمل كهما

__________________

(٢) (فى) كذا فى حط وفى نسختيه (من) ، (١٠) (خازم) ـ حط (حازم) وقابل تأريخ مصر وولاتها نشر (گست) ص. ٥٠٩ ، (١٢) (ألفا) ـ حط (ألف) ، (١٣) (أنّه) ـ (انّه) ، (١٧) (اثنى) ـ (اثنا)، (٢٠) (خازم) ـ حط (حازم) ،

١٣٥

وقرأ بعض بنى العبّاس على أحدهما إنّى قد بنيتهما فمن كان يدّعى قوّة فى ملكه فليهدمهما فالهدم أيسر من البناء فهمّ بذلك وأظنّه المأمون أو المعتصم فإذا خراج مصر لا يقوم به يومئذ وكان خراجها على عهده بالإنصاف فى الجباية وتوخّى الرفق بالرعيّة والمعدلة إذا بلغ النيل سبع عشرة ذراعا وعشر أصابع أربعة آلف ألف دينار ومائتى ألف وسبعة وخمسين (١) ألف دينار والمقبوض على الفدّان دينارين بعين (٢) ايين فأعرض عن ذلك ولم يعد فيه شيئا ،

(٤) (٣) ولمصر عادة وسنّة لم تزل مذ عهد فراعنتها فى استخراج خراجها وجباية أموالها واجتلاب قوانينها وذلك أنّه لا يستتمّ استيفاء الخراج من أهلها إلّا عند تمام الماء وافتراشه على سائر أرضها وتطبيقها ويقع إتمامه فى شهر توت ، فإذا كان ذلك وربّما كانت زيادة على ذلك أطلق الماء فى جميع نواحيها من ترعها ثمّ لا يزال يترجّح فى الزيادة والنقصان الى حين طلوع الفجر بالسماك وهو لثمان تخلو من شهر بابه فإذا انحسر الماء وقعت باكورة البذور بالأقراط (٤) والكتّان والحبوب والقرط (٥) الرطبة ، وببابه يتكامل رىّ (٦) الأرض عند ثمان تخلو منه وقد لا يستتمّ الماء فيه فيعجز بعض الأرض عن أن يركبها الماء فيرزح الخراج عن الكمال ، وبهاتور يبتدأ فى الحرث ويحصد الأرزّ ويكون الزرع البذرىّ فى أكثر نواحيهم وضياعهم ، وبكيهك يزرع فيه [٤١ ظ] من أوّله الى آخره الزروع المتأخّرة ولا يزرع بعده فى شىء من أرض مصر غير السمسم والمقاثى والعطب ، وبطوبه يطالب الناس بافتتاح الخراج ومحاسبة المتقبّلين على

__________________

(٦) (٥ ـ ٦) (وسبعة وخمسين) كذلك فى حب وفى حط (وتسعة وسبعين) ، (٧) (بعين ايين) ـ (؟؟؟ ايين) ولا توجد هاتان الكلمتان فيما نقل المقريزىّ من هذا النصّ عن ابن حوقل فى الخطط نشر (ويه ت) ج. ٢ ص. ١٢٤ و ٦٥ ولعلّ الصحيح (بعين أيّين كانا) ، (٨) تفقد القطعة (٤) فى حط ويوجد أكثر نصّها فى خلال ما ذكر المقريزىّ فى الخطط طبع بولاق ص. ٢٧٠ ـ ٢٧٤ من الشهور القبطيّة ، (١٤) (بالأقراط) ـ (بالاقراظ) ، (١٥) (والقرط) ـ (والقرظ) ، (١٦) (رىّ) ـ (دىّ) ،

١٣٦

الثمن من السجلّات من جميع ما بأيديهم من المحلول والمعقود ، وبأمشير يؤخذ الناس فيه بإتمام ربع الخراج من السجلّات ، وببرمهات يطلب الناس فيه بالربع الثانى والثمن من الخراج ويزرع قصب السكّر وما يشبهه ، وببرموده تقع المساحة على أهل الأعمال ويطالب الناس بإغلاق نصف الخراج عن سجلّاتهم ويحصد بذرىّ الزرع ، وببشنس تقرّر المساحة ويطالب الناس بما يضاف الى المساحة من أبواب وجوه المال كالصرف والجهبذة وحقّ المراعى والقرط والكتّان على رسوم كلّ ناحية ويستخرج فيه إتمام الربع ممّا تقرّرت عليه العقود والمساحة ويطلق الحصاد لجميع الناس ، وبونه (١) يستخرج فيه بتمام نصف الخراج ممّا بقى ولم يوزن بعد المساحة ، وبابيب يستتمّ فيه ثلثة أرباع الخراج وهو أصل زيادة ماء النيل ويكون ضعيفا وفيه يزرع الأرزّ بالفيّوم ويحصد فى هاتور وكيهك ، ومسرى يغلق فيه الخراج وفيه جمهور زيادة ماء النيل وفى ذين المشهّرين تتأخّر البقايا على دقّ الكتّان لأنّه يسلّ فى توت ويدقّ فى بابه ، وإذا أطلق ماء النيل شرب منه من يمشارق الفرما من ناحية جرجير وفاقوس من خليج تنّيس ومغائضه وشرب من (٢) خليج الإسكندريّة وما يفيض منه [من] بناحية النقيديّة وارسنيس وزرع عليه أهل الباطن وأهل البحيرة فى فجاج وأودية فيكون ذلك لماصلة قبيل من زناتة ورمجانة وبنى بزال (٣) وقبائل البربر واستوفى منهم الخراج ، وبين المكانين مسيرة شهر عمران فى محلول ومعقود وليس كهذه الحال تجرى أحوال الخراجات بسائر أصقاع الأرض لأنّ النيل إنّما يأتيهم إذا حصلت الشمس فى الجوزاء والسرطان بإمطار بلد السودان فى بلد الجنوب على مسافة شهور من أرض مصر وأكثر ما يصل أهل مصر بعضهم الى بعض عند زيادة النيل فى المراكب لأنّ الماء يحجب بإحاطته أكثر مدنها وضياعها ويستولى عليها فى جميع أراضيها فطرقات بعضهم الى بعض فى الماء بالمراكب ،

__________________

(٩) (وبونه) ـ (بونة) ، (١٥) [من] مستتمّ على التخمين ، (١٧) (وبنى بزال) كذا فى الأصل ولعلّ الصحيح (وبنى برزال) ،

١٣٧

(٥) وللفسطاط طريق على الظهر فى البرّ الى الإسكندريّة من جانب الصحراء وقد ذكرته فى صفة المغرب ومراحله على ذات الساحل الى ترنوط ، ولها طريق آخر إذا نضب الماء يأخذ بين المدائن والضياع وينزل فى كرائم المدن وذلك إذا أخذت من شطنوف الى سبك العبيد فهو منزل (١) فيه منبر لطيف وبينهما اثنا عشر سقسا (٢) ومن سبك العبيد الى مدينة منوف وهى كبيرة فيها حمّامات وأسواق وبها قوم تنّاء وفيهم يسار ووجوه من الناس منهم جابر المنوفىّ لا رضى الله عنه ولها إقليم عظيم وعمل يليه عامل جسيم وبينهما ستّة عشر سقسا ، ومن منوف الى محلّة صرد منبر فيه [حمّام](٣) وفنادق [٤١ ب] وسوق صالح ستّه عشر سقسا ، ومن محلّة صرد الى صخا مدينة كبيرة ذات حمّامات وأسواق وعمل واسع وإقليم جليل له عامل بعسكر وجند وكثرة أصحاب وله غلّات وبه الكتّان الكثير وزيت الفجل الى قموح عظيمة ستّة عشر سقسا ، ومن صخا الى شبرلمنه (٤) مدينة كبيرة بها جامع وأسواق صالحة ستّة عشر سقسا ، ومن شبر لمنه الى مسير مدينة لها جامع وأسواق كثيرة القمح وفنون الغلّات وبها عامل عليها للماء وقسمته ستّة عشر سقسا ، ومن مسير الى سنهور مدينة ذات إقليم كبير ولها حمّامات وأسواق وعامل كبير فى نفسه وكانت بها من النعم للكتّاب والدهاقين فى ضروب الكتّان والقموح وقصب السكّر وغير ذلك ما بلغنى أنّه قد تناقصت وقتنا هذا حالها فيما ذكرته وأذكره من سائر مدنها ستّة عشر سقسا ، ومن سنهور الى البجوم إقليم مدينته باسمه عظيمة بها عامل عليها وعسكر [وجامع](٥) وحمّامات وفنادق وأسواق واسعة ستّة عشر سقسا ، ومن البجوم الى نستراوه (٦) مدينة كانت حسنة وهى على بحيرة البشمور ويحيط بها المياه كثيرة الصيود من السموك وعليها

__________________

(٥) (منزل) ـ (؟؟؟) ، (٦) (سقسا) ـ (سقفا) ، (٩) [حمّام] مستتمّ عن حط ، (١٤) (شبرلمنه) وفى الصورة (شبر لمت) وفى حط (شبرامية) ، (٢٠) [وجامع] مستتمّ عن حط ، (٢١) (نستراوه) ـ (نسنتراه) ،

١٣٨

قبالة كبيرة للسلطان وكان بها قوم مياسير ويوصل (١) اليها بالمعدّيات إذا زاد الماء وإذا نضب وصل اليها بالجسور عشرون سقسا ، ومن نستراوه (٢) الى البرلّس مدينة كثيرة الصيد أيضا من هذه البحيرة وبها حمّامات وهى مدينة جميلة الأمر عشر سقسات ، ومن البرلّس الى اجنا حصن على شطّ البحر المالح فيه منبر وخلق كثير وأسواق ورجال وصيّادون للصير (٣) به حمّام عشر سقسات ، ومن اجنا الى رشيد مدينة على النيل قريبة من مصبّ فوّهته الى البحر ويعرف هذه الفوّهة وهى المدخل من البحر بالاشتوم ثلثون سقسا وكانت بها أسواق صالحة وحمّام ولها نخيل كثيرة وارتفاع واسع وضريبة على ما يحمل من الإسكندريّة ويحمل اليها من متاع البحر الى سائر أسباب التجارة ، وهذا الطريق الآخذ من شطنوف الى (٤) رشيد ربّما امتنع سلوكه عند زيادة النيل لغلبة الماء وكثرته على وجه الأرض فربّما أخذ (٥) بعض الطريق (٦) على الظهر وبعضه فى المراكب والماء وربّما سلك من جهة البرّ على ما قدّمت ذكره ووصفه فيما ابتدأت به فى صفة طريق المغرب من الفسطاط ،

(٦) وقد ذكرت أنّ الماء الآخذ من شطنوف مغرّبا عن الماء الآخذ الى دمياط وتنّيس يشرع الى ضيعة تعرف بالجريسيّات وهى مع شطنوف فى برّ واحد ذات منبر وبها سوق صالح وبينهما ستّة سقسات ، ومن الجريسيّات الى أبى يحنس قرية ينفصل من دونها الماء فى خليجين آخرين أيضا عشر سقسات ، فيجرى أحدهما مغرّبا الى الإسكندريّة ويشرع على ترنوط وهى جانبان متحاذيان على الخليج وبها منبر فى الجانب البحرىّ منها وبيع كثيرة وفسيسون (٧) ورهبان وأسواق عامرة وحمّام ولها عامل بعسكر ذى عدّة وغلّات واسعة وبينهما عشر سقسات ، [٤٢ ظ] ويشرع

__________________

(١) (ويوصل) كما فى حط وفى الأصل (ويصل) ، (٢) (نستراوه) ـ (نسنتراه) ، (٥) (للصير) ـ (للطير) ، (١٠) (الى) ـ (على) ، (١٢) (فربّما أحذ) كما فى حط وفى الأصل (فأخذ) ، (١٣) (الطريق) ـ (الريطو) ، (٢١) (وقسيسون) ـ (وقسيسين) ،

١٣٩

أيضا هذا الماء على بستامه (١) ضيعة عظيمة ذات منبر وأسواق كثيرة وبادية تزيد على ألفى رجل وغلّاتهم واسعة وبينهما اثنا عشر سقسا ، ثمّ يمضى الماء منها الى شابور مدينة كثيرة العبيد والمقاتلة واسعة الغلّات فيها حمّام وعامل تحته خيل للحماية ستّة عشر سقسا ، ومنها الى محلّة نقيده وهى ضيعة كبيرة عامرة بها منبر وعامل عليها ولها حمّام وناحية كبيرة وغلّات غزيرة وضياع برسمها وفى ضمنها [جليلة ستّة عشر سقسا ، ومن محلّة نقيده الى دنشال بلد عامر فيه جامع وحمّام وكروم كثيرة وبرسمه ضياع جليلة](٢) وعمل مضاف اليها ستّة عشر سقسا ، ومن دنشال الى قرطسا وهو بلد كبير فيه حمّام ومنبر وبرسمه ناحية وضياع وافرة غزيرة فوق ما تقدّم ذكره ممّا بالمدن المضافة اليها الكور والضياع وبقرطسا كروم وفواكه غزيرة عظيمة ويجلب منها (٣) ستّة عشر سقسا ، ومن قرطسا الى شبرو ابو مينا ضيعة كبيرة بها جامع وخلق كثير وبادية ومزارع وغلّات واسعة اثنا عشر سقسا ، ومن شبرو ابو مينا الى قرنفيل ضيعة بها جامع وعمارة آهلة غنّاء اثنا عشر سقسا ، ولها وبرسمها ضياع تعرف بالجابريّة تدخل فى صفقتها ، ومن قرنفيل الى برسيق (٤) ضيعة بها منبر وبيع وأسواق ولها كورة كبيرة اثنا عشر سقسا ، ومن برسيق الى الكريون مدينة كبيرة حسنة فيها جامع وحمّام وفنادق وكروم تجلب أعنابها الى الأماكن وبرسمها كورة ذات ضياع وهى جانبان على خليج الإسكندريّة ومنها تركب التجّار فى الصيف عند زيادة النيل الى مصر ولها عامل عليها ومعه خيل ورجل ستّة عشر سقسا ، ومن الكريون الى قرية الصير منهل فيه صيّادون للصير ثمنية سقسات ، ومن قرية الصير الى الإسكندرية ثمنية سقسات وهذه مسافات على خليج الإسكندريّة ،

(٧) وأمّا الشعبة الخارجة تجاه ترنوط مشرّقة فتشرع (٥) الى شبروالاو (٦)

__________________

(١) (بسنامه) تابعا لحط وفى الأصل (بشامه) ، (٧) (٦ ـ ٧) [جليلة .... جليلة] مستتمّ عن حط ،

(١١) (منها) ـ (اليها) ، (١٥) (برسيق) ـ حط (ابرشيق) ، (٢٣) (فتشرع) ـ (وتشرع) ، (٢٤) (شبروالاو) ـ (شبروالاو) ،

١٤٠