علومهم ومعارفهم يصدرون ، وإلى أقوالهم وأفعالهم يسكنون. ومن كان هذا وصفه ومقامه فيحتلّ من مخروط الأمّة مكان الرأس والقمة ، ونعم ما قال القائل :
فَوال أُناساً قولهم وكلامهم |
|
روى جدنا عن جبرئيل عن الباري |
وما ربّما يرى من أنّ أحد الأئمّة ، يروي حديثاً عن صحابي أو تابعي كالاِمام الباقر عليهالسلام إذا روى مثلاً عن جابر ، فإنّما هو لأجل إقناع السائل الذي اعتاد بقبول الرواية إذا أُسند إلى النبي الأكرم وإلاّ فالاِمام الباقر عليهالسلام في غنى عن الاِسناد إليه وهو معدن علم النبي وموئله وهكذا أبناوَه المعصومون.
هذا هو حال أئمة أهل البيت وأمّا العلماء المنتمون إليهم بالنسب كالحسنيّين والحسينيّين فيصدرون عن معارفهم ويحتجون بأقوالهم وأفعالهم أيضاً وربّما ينقلون عن الغير ويسكنون إليهم وذلك لا للاِعراض عن أئمتهم ، بل اقتداء بقول نبيهم صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الحكمة ضالة الموَمن أين وجدها أخذها » ولأجل ذلك نرى أنّ زيد الثائر أخذ الحديث عن غيرهم ، كما أخذ عنه الكثيرون من المحدّثين والفقهاء. وإليك بيان هذا الفصل من فصول حياته.
كان لزيد الثائر تنقلات وسفرات كثيرة بين المدن الاِسلامية بين المدينة ومكّة ، والحجاز والشام والعراق ، ففي هذه الرحلات أخذ العلم والحديث عن لفيف ، وإليك أسماء مشايخه أوّلاً ، ثم تلامذته.
روى عن : أبان بن عثمان بن عفان ، وعبيد اللّه بن أبي رافع ، وعروة بن الزبير ، وأبيه علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، وأخيه أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام (١).
__________________
١ ـ المزي : تهذيـب الكمال : ١٠ / ٩٦ ، الذهبي : سير أعلام النبلاء : ٥ / ٣٨٩ ، تاريخ الاسلام القسم المختص بحوادث (سنة ١٢١ ـ ١٤١)ص ١٠٥ ، ابن حجر العسقلاني : تهذيب التهذيب : ٣ / ٤١٩.