بلاغات النساء

أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر [ ابن طيفور ]

بلاغات النساء

المؤلف:

أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر [ ابن طيفور ]


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مكتبة بصيرتي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٤
١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر : هذا كتاب بلاغات النساء وجواباتهن وطرائف كلامهن وملح نوادرهن واخبار ذوات الراى منهن على حسب ما بلغته الطاقة واقتضته الرواية واقتصرت عليه النهاية مع ما جمعنا من اشعارهن في كل فن مما وجدناه يجاوز كثيرا من بلاغات الرجال المحسنين والشعراء المختارين وبالله ثقتنا وعليه توكلنا

(كلام عائشة ام المؤمنين رحمها الله)

حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني محمد بن أبي على البصري قال حدثنا محمد عبيد الله السدوسى قال حدثنا أبو المنهال سويد على بن سويد بن منجوف عن هشام بن عروه عن أبيه قال بلغ عائشة ان ناسا نالوا من أبي بكر فبعثت الى جماعة منهم فعذلت وقرعت ثم قالت أبي ما أبيه لا تعطوه الايدي ذاك والله حصن منيف وظل مديد انجح إذ اكديتم وسبق إذ ونيتم سبق الجواد إذا استولى على الامد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يريش مملقها ويفك عانيها ويرأب صدعها ويلم شعثها حتى حلته قلوبها واستشرى في دينه فما برحت شكيمته في ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما امات المبطلون وكان غزير الدمعة وقيذ الجوانح شجى النشيج فانصفقت عليه نسوان أهل مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤون به والله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون واكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت إليه سهامها فامتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وارست اوتاده ودخل الناس فيه افواجا من

٣

كل فرقة ارسالا واشتاتا اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله ما عنده فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضرب الشيطان برواقه وشد طنبه ونصب حبائله واجلب بخيله ورجله والقى بركبه واضطرب حبل الدين والاسلام ومرج عهده وماج اهله وعاد مبرمه انكاسا

وبغى الغوائل وظن رجال ان قد اكثبت اطماعهم نهزتها ولات حين الذي يرجون وانى والصديق بين اظهرهم فقام حاسرا مشمرا قد رفع حاشيتيه وجمع قطريه فرد نشر الدين على غره ولم شعثه بطيه واقام اوده بثقافه فابذ قر النفاق بوطأته وانتاش الدين فنعشه فلما اراح الحق على اهله وافر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في اهبها وحضرته منيته نضر الله وجهه فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب لله در أم حفلت له ودرت عليه لقد اوحدت ففنخ الكفرة وديخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الارض وبخعها ففاءت اكلها ولفظت خبيئها ترأمه ويصد عنها وتصدى له ويأباها ثم وزع فيئها فيها وتركها كما صحبها فاروني ما ذا ترتأون وأي يومي أبي تنقمون أيوم اقامته إذ عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ـ وحدثني أبو محمد قال حدثنا حبان بن موسى الكشمهانى قال اخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك قال اخبرنا معمر عن الزهري عن القاسم قال معاوية ما رايت احدا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابلغ من عائشة ـ قال وحدثني اسماعيل بن اسحاق الانصاري قال حدثني على بن اعين عن أبيه قال بلغنا ان عائشة لما قبض أبو بكر ودفن قامت على قبره فقالت نضر الله يا ابت وجهك وشكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلا بادبارك عنها وللاخرة معزا باقبالك عليها

٤

ولئن كان اعظم المصائب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رزؤك واكبر الاحداث بعده فقدك فإن كتاب الله عز وجل ليعدنا بالصبر عنك حسن العوض منك وانا متنجزة من الله موعده فيك بالصبر عليك ومستعينته بكثرة الاستغفار لك فسلام الله عليك توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاء فيك وحدثنا هارون مسلم بن سعدان قال حدثنا العتبي عن أبيه عن أبيه قال ذكرت عائشة اباها فاستغفرت ثم قالت ان أبي كان غمرا شاهده غمرا غيبه غمرا صمته إلا عن مفروض ذلله عند الحق إذا نزل به يتمخج الامر هويناه ويريع الى قصيراه ان استغزز اسجح وان تعزز عليه طامن طيار بفناء المعضلة بطئ عن مماراة الجليس منشئ لمحاسن قومه موقور السمع عن الاذاة يا طول حزني وشجاي لم الع على مثكول بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لوعي على أبي طامن المصائب رزؤه وكنت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا زرء احفله وعاء الوحى وكافل رضاء الرب وامين رب العالمين وشفيع من قال لا اله إلا الله ثم انشات تقول

ان ماء الجفون ينزحه اله

م وتبقى الهموم والاحزان

ليس يا سواجوي المرازئ ماء

سفحته الشؤون والاجفان

قال وحدثني أبو السكين زكريا بن يحيى قال حدثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن حارثة بن منهب بن خيبري بن جدعا قال حججت في السنة التي قتل فيها عثمان فصادفت طلحة والزبير وعائشة بمكه فلما ساروا الى البصرة سرت معهم فلما وقفت عائشة بالبصرة قالت : ان لي عليكم حرمة الامومة وحق الموعظة لا يتهمني الا من عصى ربه (قال أبو السكين ارادت يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا) قبض رسول

٥

الله صلى الله عليه وآله وسلم بين سحري ونحرى وانا احدى نسائه في الجنة له ادخرني ربي وحصننى من كل بضع وبي ميز مؤمنكم من منافقكم وبي ارخص الله لكم في صعيد الابواء (وفي نسخة) (ثم ابي ثاني اثنين الله ثالثهما) وأبي رابع اربعة من المسلمين واول من سمي صديقا قبض رسول الله وهو عنه راض وقد طوقه وهف الامامة ثم اضطرب حبل الدين فاخذ أبي بطرفيه ورتق لكم اثناءه فوقد النفاق واغاض نبع الردة واطفأ ما تحش يهود وانتم يومئذ جحظ العيون تنظرون العدوة وتستمعون الصيحة فرأب الثأي واوزم العطلة وامتاح المهواة واجتحى دفين الداء ثم انتظمت طاعتكم بحبله فولى امركم رجلا شديدا في ذات الله عز وجل مذعنا إذا ركن إليه بعيد ما بين اللابتين عركة للاذاة بجنبه فقبضه الله واطأ على هامة النفاق مذكيا نار الحرب للمشركين يقظان الليل في نصرة الاسلام صفوحا عن الجاهلين خشاش المراة والمخبرة فسلك مسلك السابقية تبرأت الى الله من خطب جمع شمل الفتنة ومزق ما جمع القرآن أنا نصب المسالة عن مسيري هذا الاواني لم اجرد اثما ادرعه ولم ادلس فتنة اوطئكموها اقول قولي هذا صادقا وعدلا واعتذارا وتعذيرا واسأل الله ان يصلي على محمد وآله عبده ورسوله وان يخلفه في امته بافضل خلافة المرسلين واني اقبلت لدم الامام المظلوم المركوبة منه الفقر الاربع حرمة الاسلام وحرمة الخلافة وحرمة الصحبة وحرمة الشهر الحرام فمن ردنا عن ذلك بحق قبلناه ومن خالفنا قتلناه وربما ظهر الظالم على المظلوم والعاقبة للمتقين قال وحدثنا عاصم علي بن عاصم عن الماجشون قال قالت عائشة قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بابي لهاضها اشرأب

٦

النفاق بالمدينة وارتدت العرب فو الله ما اختلف المسلمون في لفظة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الاسلام ومن راى ابن الخطاب علم أنه خلق غناء للاسلام كان والله احوذيا نسيج وحده اعد للامور اقرانها وقال هارون بن مسلم بن سعدان عن القتيبي عن أبيه قال اتت ام سلمة رحمة الله عليها عثمان بن عفان لما طعن الناس عليه فقالت يا بني ما لي ارى رعيتك عنك مزورين وعن ناحيتك نافرين لا تعف سبيلا كان رسول صلى الله عليه وآله وسلم لحبها ولا تقدح زندا كان اكباها توخ حيث توخى صاحباك فإنهما ثكما الامر ثكما ولم يظلماه لست بغفل فتعتذر ولا بحلو فتعتزل ولا تقول ولا يقال إلا لمظن ولا يختلف الا في ظنين فهذه وصيتى اياك وحق بنوتك قضيتها اليك لله عليك حق الطاعة وللرعية حق الميثاق فقال لها عثمان رحمه الله يا امنا قد قلت فوعيت واوصيت فاستوصيت ان هؤلاء النفر رعاع غثرة تطاطات لهم تطاطؤ الماتح الدلاة وتلددتهم تلدد المضطر فأرانيهم الحق اخوانا واراهمونى الباطل شيطانا اجررت المرسون منهم رسنه وابلغت الراتع مسقاته فانفرقوا علي فرقا ثلاثا فصامت صمته انفذ من صول غيره وساع اطاعني شاهده ومنعني غائبه ومرخص له في مدة رينت له على قلبه فانا منهم بين السنة حداد وقلوب شداد وسيوف حداد عزيري الله منهم الا ينهى منهم حليم سفيها ولا عالم جاهلا والله حسبي وحسبهم يوم لا ينطقون ويؤذن لهم فيعتذرون وقال هارون عن العتبي عن أبيه قال قالت ام سلمة (في نسخة كتبت إليها ام سلمة) رحمة الله عليها لعائشة لما همت بالخروج الى الجمل يا عائشة انك سدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين امته حجابك مضروب على حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا

٧

تندحيه وسكن الله من عقيراك فلا تصحريها من وراء هذه الامة قد علم رسول الله مكانك لو أراد ان يعهد فيك عهد بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد ما كنت قائلة لو ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عارضك باطراف الفلوات ناصة قعودا من منهل الى منهل ان بعين الله مثواك وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعرضين ولو امرت بدخول الفردوس لااستحييت ان القى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هاتكة حجابا جعله الله علي فاجعليه سترك وقاعة البيت قبرك حتى تلقيه وهو عنك راض فقالت عائشة يا ام سلمة ما اقبلني لموعظتك واعرفني بنصحك ليس الامر كما تقولين ما انا بمعبرة بعد تعود ولنعم المطلع مطلعا اصلحت فيه بين فئتين متناجزتين (وفي نسخة يروى بعد ذلك. فإن اقم ففي غير جرح وان اخرج ففي اصلاح بين فئتين من المسلمين متناجزتين) والله المستعان ، زعم لي ابن أبي سعد انه صح عنده ان العتابى كلثوم بن عمر صنع هذين الحديثين وقد كتبتهما على ما فيهما

الزبير بن بكار عن أبيه قال قيل لعائشة ام المؤمنين ان قوما يشتمون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم فقالت قطع الله عنهم العمل فاحب ان لا يقطع عنهم الاجر

وذكر الزبير عن مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان ان عائشة رات رجلا متماوتا فقالت ما هذا فقالوا زاهد قالت كان عمر بن الخطاب زاهدا وكان إذا قال اسمع وإذا مشى اسرع وإذا ضرب في ذات الله اوجع وقال الزبير عن أبيه ان عائشة لما احتضرت جزعت فقيل لها اتجزعين يا ام المؤمنين وأنت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وام المؤمنين وابنة (ويروى

٨

وبنت) أبي بكر الصديق فقالت ان يوم الجمل معترض في حلقي ليتنى مت قبله أو كنت نسيا منسيا

اخبرنا أحمد بن الحارث عن المدائني عن مسلمة بن محارب عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود عن أبيه قال بعثني وعمران بن حصين عثمان بن حنيف الى عائشة فقلنا يا ام المؤمنين اخبرينا عن مسيرك هذا اعهد عهده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ام راي رايته قالت بلى راي رايته حين قتل عثمان انا نقمنا عليه ضربة السوط وموقع المسحاة المحماة وامرة سعيد والوليد فعدوتم عليه فاستحللتم منه الحرم الثلاث حرمة البلد وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام بعد ان مصناه كما يماص الاناء فستبقيناه فركبتم منه هذه ظالمين وغضبنا لكم من سوط عثمان ولا نغضب لعثمان من سيفكم قلت ما أنت وسيفنا وسوط عثمان وأنت حبيس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرك ان تقري في بيتك فجئت تضربين الناس بعضهم ببعض قالت وهل أحد يقاتلني أو يقول غير هذا قلت نعم قالت ومن يفعل ذلك ازنيم بن عامر هل أنت مبلغ عني يا عمران قال لا لست مبلغا عنك خيرا ولا شرا (أي أبو الاسود) لكني مبلغ عنك هات ما شئت قالت اللهم اقتل مذمما قصاصا بعثمان وارم الاشتر بسهم من سهامك لا يشوى وادرك عمارا بخفرته في عثمان وروى ان عائشة كانت تقول لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء وكانت تقول لا تطلبوا ما عند الله من غير الله بما يسخط الله

حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثني أبو الصقر يحيى بن يزداز قال حدثني أحمد بن زيد قال حدثني حماد بن خالد عن افلح بن حميد عن القاسم بن

٩

محمد عن عائشة انها دخلت على ابيها في مرضه مات فيه فقالت يا ابت اعهد الى حامتك وانفذ رايك في سامتك وانقل من دار جهازك الى دار مقامك انك محضور متصل بقلبي لوعتك وارى تخاذل اطرافك وانتقاع لونك والى الله تعزيتي عنك ولديه ثواب حزني عليك ارقأ فلا ارقى وابل فلا انقى قال فرفع راسه إليها فقال يا امة هذا يوم يجلى لي عن غطائي واعاين جزائي ان فرح فدائم وان ترح فمقيم اني اطعت بامامة هؤلاء القوم حين كان النكوص اضاعة وكان الخطو تفريطا فشهيدي الله ما كان هبلي اياه تبلغت بصحفتهم وتعللت بدرة لقحتهم واقمت صلاي معهم في ادامتهم لا مختالا اشرا ومكاثرا بطرا لم اعد سد الجوعة وورى العورة وقوامة القوام حاضري الله من طوى ممعض تهفو منه الاحشاء وتجب له المعا واضطررت الى ذاك اضطرار البرض الى المعتب الآحن فإذا انا مت فردي إليهم صحفتهم ولقحتهم وعبدهم ورحاهم ووثارة ما فوقي اتقيت به اذى البرد ووثارة ما تحتي اتقيت به نز الأرض كان حشوها قطع السعف المشع قال ودخل عليه عمر بن الخطاب فقال يا خليفة رسول الله كلفت القوم بعدك تعبا ووليتهم نصبا فهيهات من يشق غبارك فكيف باللحاق بك وقال المدائني عن مسلمة بن محارب عن عبد الملك عمير قال قالت عائشة يوم الحكمين رحمك الله يا ابتى فلئن اقاموا الدنيا لقد اقمت الدين حين وهى شعبه وتفاقم صدعه ورجفت جوانبه انقبضت عما إليه اصغوا وشمرت فيما عنه ونوا واصغرت من دنياك ما اعظموا ورغبت بدينك عما اغفلوا اطالوا عنان الامل واقتعدت مطي الحذر فلم تهتضم دينك ولم تنس غدك ففاز عند المساهمة قدحك وخف مما استوزروا ظهرك (حدثنا)

١٠

عبد الله بن عمرو قال حدثني أحمد بن عثمان الوركاني قال حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي قال سمعت أبي يقول لما قتل عثمان اقبلت عائشة فقالت اقتل أمير المؤمنين قالوا نعم قالت فرحمه الله وغفر له أما والله لقد كنتم الى تشييد (ويروى الى تسديد) الحق وتاييده واعزاز الاسلام وتاكيده احوج منكم ما نهضتم إليه من طاعة من خالف عليه ولكن كلما زادكم الله نعمة في دينكم ازددتم تثاقلا في نصرته طمعا في دنياكم أما والله لهدم النعمة ايسر من بنائها وما الزيادة اليكم بالشكر اسرع من زوال النعمة عنكم بالكفر وايم الله لئن كان فنى اكله واخترمه اجله لقد كان عند رسول كزراع البكرة الازهر ولئن كانت الابل اكلت اوبارها انه لصهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد عهدت الناس يرهبون في تشديد ثم قدح حب الدنيا في القلوب ونبذ العدل وراء الظهور ولئن كان برك عليه الدهر بزوره واناخ عليه بكلكله انها لنوائب تترى تلعب باهلها وهي جادة وتجد بهم وهي لاعبة ولعمري لو ان ايديكم ـ ويروى ايديهم ـ تقرع صفاته لوجدتموه عند تلظى الحرب متجردا ولسيوف النصر متقلدا ولكنها فتنة قدحت فيها ايدي الظالمين أما والله لقد حاط الاسلام واكده وعضد الدين وايده ولقد هدم الله به صياصي الكفر وقطع به دابر المشركين ووقم به اركان الضلالة فلله المصيبة به ما افجعها والفجيعة به ما اوجعها صدع الله بمقتله صفاة الدين وثلمت مصيبته ذروة الاسلام بعده وجعل لخير الامة عهده قال وعلى (عليه السلام) جالس في القوم فلما قضت كلامها قام وهو يقول ارسل الله على قتلته شهابا ثاقبا وعذابا واصبا وروي ان عائشة كانت تقول مكارم الاخلاق عشر تكون

١١

في العبد دون سيده وفي الخامل دون المذكور وفي المسود دون السيد صدق الحديث واداء الامانة والصدق والصبر في البأس والتذمم للصاحب والتذمم للجار والاعطاء في النائبة واطعام المسكين والرفق بالمملوك وبر الوالدين (ويروى ـ مكارم الاخلاق عشرة صدق الحديث وصدق البأس واداء الامانة وصلة الرحم والمكافئة بالصنيع وبذل المعروف والتذمم للصاحب وقرى الضيف ورأسهن الحياء)

* (كلام فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم * قال أبو الفضل ذكرت لابي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ص) كلام فاطمة (عليها السلام) عند منع أبي بكر اياها فدك وقلت له ان هؤلاء يزعمون انه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء (الخبر منسوق البلاغة على الكلام) فقال لي رايت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه ابناءهم وقد حدثنيه أبي عن جدى يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل ان يولد جد أبي العيناء وقد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن يذكره عن أبيه ثم قال أبو الحسين وكيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكرونه وهم يرون من كلام عائشة عند موت ابيها ما هو اعجب من كلام فاطمة يتحققونه لو لا عداوتهم لنا أهل البيت ثم ذكر الحديث قال لما اجمع أبو بكر (ره) على منع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدك وبلغ ذلك فاطمة (عليها السلام) لاثت خمارها على راسها واقبلت في لمة من حفدتها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتى دخلت أبي بكر

١٢

وهو في حشد من المهاجرين والانصار فنيطت دونها ملاة ثم أنت انة اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فامهلت حتى سكن نشيج القوم وهدات فورتهم فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعاد القوم في بكائهم فلما امسكوا عادت في كلامها فقالت لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعا بالرسالة مائلا على مدرجة المشركين ضاربا لثبجهم آخذا بكظمهم يهشم الاصنام وينكث الهام حتى هزم الجمع وولوا الدبر وتغرى الليل عن صبحه واسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الاقدام تشربون الطرق وتقتاتون الورق اذلة خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم فانقذكم الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد اللتيا والتي وبعد ما منى بهم الرجال وذؤبان العرب (ومردة أهل الكتاب) كلما حشوا نارا للحرب اطفاها ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من المشركين قذف باخيه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطا صماخها باخمصه ويخمد لهبها بحده مكدودا في ذات الله قريبا من رسول الله سيدا في اولياء الله وانتم في بلهنية وادعون آمنون حتى إذا اختار الله لنبيه دار انبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان راسه من مغرزه صارخا بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم

١٣

خفافا واجمشكم فالفاكم غضابا فوسمتم غير ابلكم واوردتموها غير شربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل بدار (وفي نسخة إنما) زعمتم خوف الفتنة الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وانى بكم وانى تؤفكون وهذا كتاب الله بين اظهركم وزواجره بينة وشواهده لائحة واوامره واضحة ا رغبة عنه تدبرون ام بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ثم لم تريثوا إلا ريث ان تسكن نغرتها تشربون حسوا وتسرون في ارتغاء ونصبر منكم على مثل حز المدى وانتم الان تزعمون ان لا ارث لنا افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ويها معشر المهاجرين أأبتز ارث ابي افي الكتاب ان ترث اباك ولا ارث أبي لقد جئت شيئا فريا فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعه يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ثم انحرفت الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي تقول

قد كان بعدك انباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

انا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

قال فما رأينا يوما كان اكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم (حدثني) جعفر بن محمد رجل من أهل ديار مصر لقيته بالرافقة قال حدثني أبي قال اخبرنا موسى بن عيسى قال اخبرنا عبد الله بن يونس قال اخبرنا جعفر الاحمر عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن عمته زينب بنت الحسين عليهما السلام قالت لما بلغ فاطمة (عليها السلام) اجماع أبي بكر على منعها

١٤

فدك لاثت خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها تجر اذراعها ما تخرم من مشية رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتى وقفت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار فانت انة اجهش لها القوم بالبكاء فلما سكنت فورتهم قالت ابدأ بحمد الله ثم اسبلت بينها وبينهم سجفا ثم قالت الحمد لله على ما انعم والشكر على ما الهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء اسداها واحسان منن والاها جم عن الاحصاء عددها وناءى عن المجازاة امدها وتفاوت عن الادراك آمالها واستثن الشكر بفضائلها واستحمد الى الخلائق باجزالها وثنى بالندب الى امثالها واشهد ان لا اله إلا الله كلمة جعل الاخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها وأنى في الفكرة معقولها الممتنع من الابصار رؤيته ومن الاوهام الاحاطة به ابتدع الاشياء لا من شئ قبله واحتذاها بلا مثال لغير فائدة زادته إلا اظهارا لقدرته وتعبدا لبريته واعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته وجياشا لهم الى جنته واشهد ان أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل ان يجتبله واصطفاه قبل ان ابتعثه وسماه قبل ان استنجبه إذ الخلائق بالغيوب مكنونة وبستر الاهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة علما من الله عز وجل بمايل الامور واحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواضع المقدور ابتعثه الله تعالى عز وجل اتماما لامره وعزيمة على امضاء حكمه فراى صلى الله عليه وآله وسلم الامم فرقا في اديانها عكفا على نيرانها عابدة لاوثانها منكرة لله مع عرفانها فانار الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ظلمها وفرج عن القلوب بهمها وجلى عن الابصار غممها ثم قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

١٥

قبض رافة واختيار رغبة بابي عن هذه الدار موضوع عنه العبء والاوزار محتف بالملائكة الابرار ومجاورة الملك الجبار ورضوان الرب الغفار صلى الله على محمد نبي الرحمة وامينه على وحيه وصفيه من الخلائق ورضيه صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته ثم انتم عباد الله (تريد أهل المجلس) نصب أمر الله ونهيه وحملة دينه ووحيه وامناء الله على انفسكم وبلغاؤه الى الامم زعمتم حقا لكم الله فيكم عهد قدمه اليكم ونحن بقية استخلفنا عليكم ومعنا كتاب الله بينة بصائره وآي فينا منكشفة سرائره وبرهان منجلية ظواهره مديم البرية اسماعه قائد الى الرضوان اتباعه مؤد الى النجاة استماعه فيه بيان حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وتبيانه الجالية وجمله الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر والصيام تثبيتا للاخلاص والزكاة تزييدا في الرزق والحج تسلية للدين والعدل تنسكا للقلوب وطاعتنا نظاما وامامتنا امنا من الفرقة وحبنا عزا للاسلام والصبر منجاة والقصاص حقنا للدماء والوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة وتوفية المكاييل والموازين تعبيرا للنحسة والنهى شرب الخمر تنزيها عن الرجس وقذف المحصنات اجتنابا للعنة وترك السرق ايجابا للعفة وحرم الله عز وجل الشرك اخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون واطيعوه فيما امركم به ونهاكم عنه فانه إنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت ايها الناس انا فاطمة وابي محمد صلى الله عليه وآله وسلم اقولها عودا على بدء لقد جاءكم رسول من انفسكم ثم ساق الكلام على ما رواه زيد بن علي (عليه السلام) في رواية أبيه

١٦

ثم قالت في متصل كلامها افعلى محمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول الله تبارك وتعالى وورث سليمان داود وقال الله عز وجل فيما قص من خبر يحيى بن زكريا رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب وقال عز ذكره واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله وقال يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين وقال ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم ان لا حق ولا ارث لي من أبي ولا رحم بيننا افخصكم الله بآية اخرج نبيه صلى الله عليه وآله وسلم منها ام تقولون أهل ملتين لا يتوارثون أو لست انا وأبي من أهل ملة واحدة لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون أأغلب على ارثي جورا وظلما وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وذكر انها لما فرغت من كلام أبي بكر والمهاجرين عدلت الى مجلس الانصار فقالت معشر البقية واعضاد الملة وحصون الاسلام ما هذه الغميرة في حقي والسنة عن ظلامتي اما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرء يحفظ في ولده سرعان ما اجدبتم فاكديتم وعجلان ذااهانة تقولون مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطب جليل استوسع وهيه واستنهر فتقه وبعد وقته واظلمت الأرض لغيبته واكثأبت خيرة الله لمصيبته وخشعت الجبال واكدت الامال واضيع الحريم واذيلت الحرمة عند مماته صلى الله عليه وآله وسلم وتلك نازل علينا بها كتاب الله في افنيتكم ممساكم ومصبحكم يهتف بها في اسماعكم وقبله حلت بانبياء الله عز وجل ورسله وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم

١٧

ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ايها بني قيلة ااهضم تراث أبيه وانتم بمرأى ومسمع تلبسكم الدعوة وتثملكم الحيرة وفيكم العدد والعدة ولكم الدار وعندكم الجنن وانتم الالى نخبة الله التي انتخب لدينه وانصار رسوله وأهل الاسلام والخيرة التي اختار لنا أهل البيت فباديتم العرب وناهضتم الامم وكافحتم البهم لا نبرح نامركم وتأمرون حتى دارت لكم بنا رحا الاسلام ودر حلب الانام وخضعت نعرة الشرك وباخت نيران الحرب وهدات دعوة الهرج واستوسق نظام الدين فانى حرتم بعد البيان ونكصتم بعد الاقدام واسررتم بعد الاعلان لقوم نكثوا ايمانهم اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين الا قد أرى ان قد اخلدتم الى الخفض وركنتم الى الدعة فعجتم عن الدين وبحجتم الذي وعيتم ودسعتم الذي سوغتم فإن تكفروا انتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد الا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم واستشعرته قلوبكم ولكن قلته فيضة النفس ونفثة الغيظ وبثة الصدر ومعذرة الحجة فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناكبة الحق باقية العار موسومة بشنار الابد موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع الافئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون قال أبو الفضل وقد ذكر قوم ان أبا العيناء ادعى هذا الكلام وقد رواه قوم وصححوه وكتبناه على ما فيه وحدثني عبد الله بن أحمد العبدى عن حسين بن علوان عن عطية العوفة انه سمع أبا بكر رحمه الله يومئذ يقول لفاطمة (عليها السلام)

١٨

يا ابنة رسول الله لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم بالمؤمنين رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا اليما وإذا عزوناه كان اباك دون النساء واخا ابن عمك دون الرجال آثره على كل حميم وساعده الامر العظيم لا يحبكم إلا العظيم السعادة ولا يبغضكم الا الردئ الولادة وانتم عترة الله الطيبون وخيرة الله المنتخبون على الاخرة ادلتنا وباب الجنة لسالكنا وأما منعك ما سألت فلا ذلك لي وأما فدك وما جعل لك ابوك فإن منعتك فانا ظالم وأما الميراث فقد تعلمين انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نورث ما ابقيناه صدقة قالت ان الله يقول عن نبي من انبيائه يرثني ويرث من آل يعقوب وقال وورث سليمان داود فهذان نبيان وقد علمت ان النبوة لا تورث وإنما يورث ما دونها فما لي امنع ارث ابي أأنزل الله في الكتاب إلا فاطمة بنت محمد فتدلني عليه فاقنع به فقال يا بنت رسول أنت عين الحجة ومنطق الرسالة لا يدلى بجوابك ولا ادفعك عن صوابك ولكن هذا أبو الحسن بيني وبينك هو الذي اخبرني بما تفقدت وانبأني بما اخذت وتركت قالت فإن يكن ذلك كذلك فصبرا لمر الحق والحمد لله اله الخلق (قال أبو الفضل) وما وجدت هذا الحديث على التمام إلا عند أبي حفان وحدثني هارون بن مسلم بن سعدان عن الحسن بن علوان عن عطية العوفي قال لما مرضت فاطمة (عليها السلام) المرضة التي توفيت بها دخل النساء عليها فقلن كيف اصبحت من علتك يا بنت رسول الله قالت اصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم لفظتهم بعد ان عجمتهم وشنئتهم بعد ان سبرتهم فقبحا لفلول الحد وخور القنا وخطل الرأي وبئسما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم لقد قلدتهم

١٩

ربقتها وشنت عليهم عارها فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الامين الطبن بامور الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا والله منه نكير سيفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله ويا لله لو تكافئوا على زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولاصدرهم بطانا قد تحرى بهم الري غير متجل منهم بطائل بعمله الباهر وردعه سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء وسياخذهم الله بما كانوا يكسبون الا هلمن فاسمعن وما عشتن اراكن الدهر عجبا الى أي لجأ لجأوا واسندوا وباي عروة تمسكوا ولبئس المولى ولبئس العشير استبدلوا والله الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم (يحسبون انهم يحسنون صنعا الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ويحهم افمن يهدي الحق احق ان يتبع امن لا يهدي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) أما لعمر الهكن لقد لقحت فنظرة رثيما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا ممقرا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما اسس الاولون ثم اطيبوا عن انفسكم نفسا وطامنوا للفتنة جأشا وابشروا بسيف صارم وبقرح شامل واستبداد من الظالمين يدع فيكم زهيدا وجمعكم حصيدا فيا حسرة لكم وانى بكم وقد عميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون ثم امسكت (عليها السلام)

(كلام زينب بنت علي بن أبي طالب عليه وعليها السلام)

قال لما كان من أمر أبي عبد الله بن على (عليه السلام) الذي

٢٠