بلاغات النساء

أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر [ ابن طيفور ]

بلاغات النساء

المؤلف:

أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر [ ابن طيفور ]


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مكتبة بصيرتي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٢٤

ان اهلها اصحاب غنم ليس باصحاب خيل قال والتقمح في الشراب مأخوذ من الناقة القامح وهي التي ترد الحوض فلا تشرب قال أبو عبيد فاتقمح أي أروى حتى ادع الشرب من شدة الري وكل رافع رأسه فهو مقامح وجمعه وقامح فإن فعل ذلك بانسان فهو مقمح وقد روى فاتقنح والمراد واحد وقولها جعلني في صهيل واطيط تعني انه ذهب بها الى اهله وهم أهل جمال وخيل وابل لأن الصهيل اصوات الخيل والاطيط اصوات الابل تقول نقلني الى قوم ذوي خيل دايس يدوسون الطعام ومنق ينق الطعام واناس من حلى اذني أي حلاني قرطه تتنوس والنوس الحركة (بجحها) سرها وفرحها باحسانه إليها (انام فاتصبح أي لها من يكفيها ويخدمها فهي لا تكلف بخدمة اتقنح تقول الماء لها ممكن فهى متى شاءت شربت وقولها فاقول فلا اقبح تريد ان اقولي مقبول وخطئي مستور وقال غير ابن الاعرابي أهل دايس منق أي دايس الغنم والمنق الدجاج قال واتقنح اشرب شربة بعد شربة (يقول الشارح) اذكر هنا ما يزيل الغموض الذي جاء في بعض شرح المصنف وازيد ايضا ما فاته شرحه قولها (بشق) انهم كانوا في شق جبل أي ناحيته ولقلتهم وسعهم والاطيط اصله صوت اعواد المحامل والرحال على الجمال فارادت انهم اصحاب محامل تشير بذلك الى رفاهتهم وقولها (ودايس ومنق) إما ان يكون المراد من دايس ان الخيل تدوس الطعام أي الحب فكأنها ارادت انهم اصحاب زراعة أو ان عندهم طعاما منتقى وهم في دياس شئ آخر أي في بقيته فخيرهم متصل ـ وقولها ملأ من شحم عضدي ـ فالعضد إذا سمنت سمن سائر الجسد وإنما خصت العضد بالذكر لانه اقرب ما يلي

٨١

بصر الانسان من جسده وقولها ـ واناس من حلى اذني ، أنه ملا اذنيها بالحلى كما جرت عادة النساء

والمراد من قولها كله انه نقلها من شظف عيش اهلها الى الثروة الواسعة من الخيل والابل والزرع الخ

ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع تكفيه ذراع الجفرة ومضجعه مثل مسل الشطبة (الجفرة) العناق بنت اربعة اشهر أو خمسة اشهر والذكر جفر والشطبة السعفة وقالوا الحربة تقول هو خفيف العظم واصل الشطبة ما شطب من جريد النخل وهو بسعفة فاخبرت انه مهفهف ضرب اللحم (يقول الشارح) الجفرة الانثى من ولد الماعز إذا كانت بنت اربعة اشهر وفصل عن امه واخذ في الرعي والشطبة سيف سل من غمده

والمراد انها تصف ابن أبي زرع بقلة الاكل وخفة الجسم وهذان ممدوحان بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع ملأ فنائها وصفر ردائها ورضا امها وعبر جارتها تقول إذا جلست في فنائها ملاته من حسنها وكمالها رضا امها لا تعتب عليها في شئ عبر جارتها تقول إذا رأتها جارتها استعبرت من جمالها وحسنها (يقول الشارح) صفر ردائها الرداء الثوب يلبس فوق سائر اللباس أي ان ردائها كالخالي الفارغ إذ لا يمس من جسمها شيئا لأن ردفها وكتفيها يمنعن مسه من خلفها شيئا من جسمها ونهدها يمنع مسه شيئا من مقدمها أي ان امتلاء ردفها ومنكبيها وقيام نهديها يرفعان الرداء عن جسمها قال الشاعر

ابت الروادف والنهود لقمصها

من ان تمس بطونها وظهورها

خادم أبي زرع وما خادم أبي زرع لا ينث حديثنا تنثيثا ولا تفرق ميرتنا

٨٢

تنقيثا ولا تملا بيتنا (تغشيشا) لا تنت لا تظهر (تنقيثا) تعني الطعام لا تأخذه فتذهب به تصفها بالامانة والتنقث الاسراع في السير قال الفراء خرج فلان ينتقث إذا اسرع في سيره

ام أبي زرع وما ام أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح (العكوم) الاحمال والاعدال التي فيها الاوعية من صنوف الاطعمة والمتاع واحدها عكم ورداح عظام ومنه قيل للمرأة رداح إذا كانت عظيمة الكفل تعني ان المرأة ذات كفل عظيم فإذا استقلت نتأ الكفل بها من الارض حتى يصير تحتها فحرة نحرى تحتها الرمان وبعضها يقول هو الثديان يقول الشارح ان الجملة الموضوعة بين قوسين وردت في الاصل ولا يظهر لها معنى في نفسها ولا وجه اتصالها بما قبلها ولا شك انه عبثت بها أيدي النسخ ومحصل قول زوجة أبي زرع في امه انها وصفتها بانها كثيرة الاثاث والمال واسعة البيت فهي في خير وفير وعيش رغد واشارت بهذا الوصف الى ان زوجها أبا زرع كثير البر بامه وانه ليس كبير السن لأن ذلك هو الغالب في من يكون له والدة توصف بمثل ما وصف به هنا

خرج أبو زرع والاوطاب تمخض فابصر امرأة معها ولدان لها يلعبان من تحت خصرها برمانتين فنكحها وطلقني فتزوجت بعده رجلا سريا ركب شريا واخذ خطيا واراح علي نعما ثريا وجعل لي في كل رائحة زوجا وقال لي يا ام زرع كلي وميري اهلك قالت فو الله لو جمعت جميع ما اعطاني ما بلغ اصغر آنية أبي زرع قالت عائشة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عائشة كنت لك كابي زرع لام زرع ـ قولها خطيا رمح سمي خطيا لانه من قرية يقال لها الخط فنسبت الرماح إليها وإنما اصل الرماح من الهند

٨٣

ولكنها تحمل الى الخط في البحر ثم تفرق في البلاد قولها نعما ثريا تعني الابل والثرى الكثير من المال يقول الشارح الاوطاب ج وطب وهو وعاء اللبن تمخض من المخض وهو اخراج الزبدة من اللبن بالكيفية المعروفة بالمخض والمراد انه خرج في زمن الخصب والربيع والخيرات في داره وفيرة ـ رجلا سريا أي من سراة الناس أي كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة ـ ركب شريا تعني فرسا خيارا فائقا ـ واراح علي نعما ثريا ـ أي جاء بها في الرواح وهو آخر النهار اشارت الى انه ربحها من الغزو وذلك دليل شجاعته والنعم الابل خاصة ويطلق على جميع المواشي إذا كان فيها ابل وثريا أي كثيرة ـ رائحة الاتية وقت الرواح ـ زوجا أي اثنين ـ ميري اهلك أي اطعميهم من الميرة وهي الطعام هكذا بالغ في اكرامها ومع ذلك كانت احواله عندها محتقرة بالنسبة لابي زرع لأن أبا زرع كان اول ازواجها فسكنت محبته في قلبها وما الحب إلا للحبيب الاول

قال أبو الفضل وقد حدثناه الزبير بن أبي بكر بن عبد الله بن مصعب قال حدثنا محمد بن الضحاك بن عثمان عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان رسول الله (ص) دخل عليها وعندها بعض نسائه فقال يا عائشة انا لك كأبي زرع لام زرع قالت يا رسول الله وما حديث أبي زرع وأم زرع فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون أهل اليمن فكان منهم احدى عشرة امرأة وانهن خرجن الى مجلس لهن فقال بعضهن لبعض تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم ولا نكذب فتعاهدن على ذلك فقيل للاولى

٨٤

تكلمي بنعت زوجك فقالت الليل ليل تهامة والغيث غيث غمامة ولا حر ولا خامة أي ولا وخمة وقيل للثانية تكلمي وهي عمرة بنت عبد عمرو فقالت المس مس ارنب وذكر الكلام وقيل للثالثة تكلمي وهي حبي بنت كعب قالت مالك وما مالك وذكر الكلام وقيل للرابعة تكلمي وهي مهدر بنت أبي هزومة فقالت زوجي لحم جمل وذكر قولها وقيل للخامسة تكلمي وهي كبشة قالت زوجي رفيع العماد وذكر قولها وقيل للسادسة تكلمي وهي هند فقالت زوجي كل داء له داء ان حدثته سبك وان مازحته فلك (أي جرحك في رأسك وجسدك من توحشه في مزاحه) وإلا جمع كلالك وقيل للسابعة تكلمي وهي ابنة أوس بن عبد فقالت زوجي إذا اكل لف وذكر كلامها وقيل للثامنة تكلمي وهي حبي بنت علقمة فقالت زوجي إذا دخل وذكر كلامها إلا انه زاد ولا يرفع اليوم لغد ـ أي انه حازم في اموره فلا يؤخر ما يجب عمله اليوم الى غد أو انه كريم لا يدخر ما حصل عنده اليوم من اجل الغد ـ وقيل للتاسعة تكلمي فقالت زوجي من لا اذكره ولا ابث خبره اخاف ان لا اذره ان اذكره اذكر عجره وبجره وقيل للعاشرة تكلمي وهي كبيشة بنت الارقم قالت نكحت العشنق ان سكت علق وان تكلمت طلق قيل لام زرع وهي ام زرع بنت اكميمل بن ساعد تكلمي فقالت أبو زرع وما أبو زرع ثم ذكر الحديث إلا أنه زاد في القول بنت أبي زرع وما بنت زرع ملء ازارها وصفر ردائها وزين أمهاتها ونسائها وقالت خرج من عندي أبو زرع والاوطاب تمخض فإذا هو بام غلامين كالفهدين (أي نجيبين) يرمي من تحت خصرها بالرمانتين (تريد ثدييها) فتزوجها وطلقني فاستبدلت بعده

٨٥

وكل بدل اعور فتزوجت شابا سريا ركب اعوجيا (أي فرسا اعوجيا أي كريم الاصل) واخذ خطيا واراح نعما ثريا وقال كلي ام زرع وميري اهلك فجمعت اوعيته فما تعدل وعاء واحدا من أوعية أبي زرع قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة فكنت لك كأبي زرع لام زرع وحدثناه عبد الله بن عمرو قال حدثنا أبو صالح العبدي المؤدب قال اخبرني عيسى ابن يونس بن أبي اسحق السبعي عن هشام بن عروة عن اخيه عن أبيه عن عائشة ام المؤمنين قالت اجتمعت إحدى عشرة امرأة فتعاقدن وتواثقن ان لا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن ثم ذكر الحديث فقدم وأخر وكل بمعنى واحد ولفظ يزيد وينقص

أبو محلم قال مدحت امرأة زوجها بكرم الاخلاق وخصب الغنائم فقالت لامها يا امه من نشر ثوب الثناء فقد أدى واجب الجزاء وفي كتمان الشكر جحود لما أوجب منه ودخول في كفر النعم فقالت لها امها أي بنية طيبت الثناء وقمت بالجزاء ولم تدعي للذم موضعا ومن لم يذم ولا ثناء إلا بعد اختبار قالت يا أمه ما مدحت حتى اختبرت ولا وصفت حتى شممت قال الزوج ما وفيتك حقك ولا شكرت إلا بفضلك ولا اثنيت إلا بطيب حسبك وكريم نسبك والله أسأل ان يمتعني بما وهب لي منك

أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي قال حدثني محمد بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس ان رجلا من العرب استبي امرأة فولدت له سبعة بنين ثم قالت له ازرني اهلي ليذهب عني اسم السباء ففعل ووقعت في نفس رجل من اهلها يقال له هلباجة فقال لاصحابه انزعوا هذه المرأة من هذا الرجل فانه سبة عليكم ان تكون سبية وزوجونيها فاراد صاحبها ان يردها

٨٦

فقالت قد أبى القوم إلا ان ينزعوني منك فقال لا أفارقك حتى تثني علي بما تعلمين فقالت العشية إذا اجتمع القوم فاجتمعوا وحضرا فقال

نشدتك هل خبرتني أو علمتني

كريما إذا اسود الكراسيع ازهرا

قالت نعم فقال

نشدتك هل خبرتني أو علمتني

شجاعا إذا هاب الجبان وقصرا

قالت نعم فقال

نشدتك هل خبرتني أو علمتني

صبورا إذا ما الشئ ولى فأدبرا

قالت نعم وانصرف وزاد في قول هذه الابيات

تبكي على ليلى بحق بلادها

وأنت عليها بالملا كنت اقدرا

تبغاني الاعداء اما ذوي دم

وأما اخا شغب العشيات مسعرا

إذا المرء لم يبغ المعاش لنفسه

شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا

وكان على الادنين كلا واوشكت

صلات ذوي القربى ان تنكرا

فتزوجها الهلباجة فولدت له بنين ثم تباغضا فسألته الطلاق فقال لا حتى تثني علي فقالت لا اثني عليك فانه خير لك فأبى فقالت فهو غدك إذا اجتمع القوم فلما اجتمعوا قالت اعلمك إذا اكلت احتففت وإذا شربت اشتففت وإذا اشتملت التففت واعلمك تشبع ليلة تضاف وتنام ليلة تخاف واعلم عينك نؤمة واستك يقظة وعصاك خشبة ومشيك لبجة قولها احتففت اكلت بيديك جميعا بشره واشتففت شربت جميع ما في الاناء من الماء (أحمد) بن الحارث عن علي بن محمد السمري عن مسلمة بن محارب قال قال الاحنف بن قيس ذكرت بلاغات النساء عند زياد بن أبيه فاخبرته ان قيس بن عاصم اسلم وعنده امرأة من حنيفة فأبى أهلها وأبوها ان يسلموا وخافوا اسلامها فاقسموا لها

٨٧

انها ان فعلت لم يكونوا معها في شئ ما بقيت ففارقها قيس فلما احتملت الى أهلها وحضرها بعضهم قال قيس ان كنت لسارة ولقد فارقتك غير عارة ولا الصحبة منك مملولة ولا الخلائق منك مذمومة ولو لا ما آثرت ما فرق بيننا إلا الموت ولكن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرهما أحق ان يطاع فقالت اثنيت بحسبك وفضلك وأنت والله ان كنت لدائم المحبة كثير القفية قليل الالية معجب الخلوة بعيد النبوة ولأن تكون ايمتي في حياتك أهون منها علي لمماتك ولتعلمن أني لا اريح الى حضن زوج بعدك قال فقال قيس ما فارقت نفسي شيئا تتبعته كما تتبعتها

وقال أحمد بن الحارث حدثني عبد الله بن علي عن أبي عمرو بن العلا قال تزوج رجل في الجاهلية بامرأة من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر وكان الرجل من بني غدانة ففارقها فدخل عليه من فراقها غم شديد فلما فارقته قال استمعي ويستمع من حضر أما لقد اعتمدتك برغبة وعاشرتك بمحبة ولم اجد عليك زلة ولم تدخلني لك ملة وان كان ظاهرك لسرورا وباطنك للهوى ولكن القدر غالب وليس له صارف فقالت المرأة مجيبة اثنيت وانا منثية فجزيت من صاحب ومصحوب خيرا فما استرثت خيرك ولا شكوت خيرك وتمنت نفسي غيرك وما ازددت اليك إلا شرها ولا احسست في الرجال لك شبها قال ثم افترقا

حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن طمهان قال حدثني محمد بن زياد الاعرابي قال قامت امرأة عروة بن الورد العبسي بعد ان طلقها في النادي أما انك والله الضحوك مقبلا السكوت مدبرا خفيف على ظهر الفرس ثقيل على متن العدو رفيع العماد كثير الرماد

٨٨

ترضى الاهل والاجانب قال فتزوجها رجل بعده فقال اثنى علي كما اثنيت عليه قالت لا تحوجني إلى ذلك فاني ان قلت قلت حقا فأبى فقالت ان شملتك الالتفاف وان شربك الاشتفاف وانك لتنام ليلة تخاف وتشبع ليلة تضاف

قال بندار بن عبد الله حدثني أبو موسى الطائي الاعرابي قال تذاكر نسوة الازواج فقالت احداهن الزوج عز في الشدائد وفي الرخاء مساعد ان رضيت عطف وان سخطت تعطف وقالت الاخرى الزوج لما عناني كاف ولما شفني شاف رشفه كالشهد وعناقه كالخلد لا يمل عن قرب ولا بعد وقالت الاخرى الزوج شعار حين اصرد يسكن حين ارقد ومنى لذتي شف مفرد وما عاد إلا كان العود أحمد وقالت الاخرى الزوج نعيم لا يوصف ولذة لا تنقطع ولا تخلف

وقال اسحق الموصلي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال حدثني أبو دينار بن الزغبل بن الكلب العنبري قال كنت عند صاحب فيد فجاء طائي وطائية فاختلعت منه فتشاتما فقال لها ان كنت والله لطلعة قنعة لما سئلت منعة فقالت وأنت والله قليل الخير كثير الشر خفيف العجز ثقيل الصدر

وذكر لنا عن المدائني قال تزوج حصن بن خليد بنت الورد بن الحارث ثم طلقها فجاء اخوتها ليحملوها فقالت مروا بي على المجلس بالحي اسلم عليهم فنعم الاحماء كانوا فاقبل هو وهي في قبتها فقالت جزاكم الله خيرا فما اكرم الجوار واكف الاذى قالوا ما الذي كان عن ملا منا ولا هوى قالت اني اريد ان اشهد على شهادة فاني حامل فوثب حصن فقال كل

٨٩

مملوك لي كل ان كنت كشفت لها كتفا قالت الله اكبر إنما اردت ان اعلمكم اني اطلق من بغض ولا قلى فعليكم السلام

حدثنا هارون بن مسلم قال اخبرني حفص بن عمر قال حدثني مورج عن سعيد بن جرير عن أبيه وقال حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى قال تزوج فضالة بن عبد الله الغنوي امرأة بخراسان فابغضته فنافرته الى قتيبة بن مسلم قال له هل بينك وبينها قرابة قال لا قال ففيم تحتمل هذا لها وقد جعل الله لك الى الراحة منها سبيلا قال اني أحبها ولقد كنت اهزؤ بالرجل تبغضه المرأة وهو يحبها فابتليت فقال قتيبة فلا تحبن من لا يحبك فهى والله تنظر اليك بعين فارك ثم قال لها ما لك ويحك ولزوجك قالت ابغضته لخصال اذكرها هو والله قليل الغيرة سريع الطيرة كثير العتاب شديد الحساب قد اقبل بخره وادبر ذفره واسترخى ذكره وطمحت عيناه واضطربت رجلاه يفيق سريعا وينطق رجيعا وهو ايضا ياكل هرسا ويمشي خلسا ويصبح رجسا لا يغتسل من جنابة ولا يأمن من شره اصحابه ان جاع جزع وان شبع خشع فقال له قتيبة اف لك ان قلت كما تقول طلقها قبح الله رأيك فطلقها وقال الاصمعي حدثني عبد الرحمن المدائني قال قلت لابي جفنة الهذلي وطالت صحبته لامرأة وكانت تدعى ام عقار ما تقول في ام عقار فقال ان كنت متزوجا فإياك وكل مجفرة منكرة منتفخة الوريد كلامها وعيد وظهرها حديد سعفاء فوهاء قليلة الارعواء دائمة الدعاء طويلة العرقوب عالية الظنبوب مقم سلفع لا تروى ولا تشبع حديدة الركبة سريعة الوثبة قصيرة النقبة شرها يفيض وخيرها يغيض لا ذات رحم قريبة ولا غريبة نجيبة امساكها مصيبة وطلاقها حريبة

٩٠

بادية القتير عالية الهرير شثنة الكف غليظة الخف وحش غير ذلك سكن تعين على بعلها الزمن وتدفن الحسن لا تعذر بقلة ولا تجاوز عن زلة تأكل لما وتوسع ذما إذا ذهب هم احدثت هما ذات الوان واطوار تؤذي الجار وتفشي الاسرار قال فقلت لام عقار أما تسمعين ما يقول جفنة قالت فلعن الله أبا جفنة فبئس والله ما علمت زوج المرأة المسلمة قضمة حطمة احمر المأكمة محروم اللهزمة له جلدة هرمة وأذن هدباء ورقبة هلباء وشعرة صهباء لئيم الاخلاق ظاهر النفاق أخو ظنن وصاحب هم وحزن وحقد وإحن رهين الكاس دائم الافلاس من كل خير يرتجي عند الناس خيره محبوس وشره ملبوس أشأم من البسوس يسأل الحافا وينفق اسرافا لا ألوف يفيد ولا متلاف قصود (أي لا مقصود) شر اشنع وبطن اجمع ورأس اصلع مجمع مضفدع في صورة كلب ويد انسان هو الشيطان بل ام الصبيان قال فحكينا قولها لابي جفنة فقال فما فمها ببارد ولا ثديها بناهد ولا بطنها بوالد ولا شعرها بوارد ولا انا ان ماتت بواجد وذلك ان الشر فيها ليس بواحد فحكينا قوله لها فقالت هو والله ما علمته قصير الشبر ضيق الصدر لئيم النجر عظيم الكبر كثير الفخر

علي بن الصباح قال اخبرنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال بعث النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن نضر الى نسوة من العرب منهن فاطمة بنت الخرشب وهي من بني انمار بن بغيض وهي أم الربيع ابن زياد وإخوته والى قيلة بنت الحسحاس الاسدية وهي أم خالد بن صخر بن الشريد والى تماضر بنت الشريد وهي أم قيس بن زهير وإخوته كلهم والى الرواع النمرية وهي أم يزيد بن الصعق فلما اجتمعن

٩١

عنده قال إني قد اخبرت بكن واردت ان أنكح اليكن فاخبرنني عن بناتكن فقالت فاطمة عندي الفتخاء العجزاء اصفى من الماء وأرق من الهواء واحسن من السماء وقالت تماضر عندي منتهى الوصاف دفية اللحاف قليلة الخلاف وقالت الرواع عندي الحلوة الجهمة لم تلدها أمة وقالت قيلة عندي ما يجمع صفاتهن وفي ابنتي ما ليس في بناتهن فتزوج اليهن جميعا فلما اهدين إليه دخل على ابنة الانمارية فقال ما أوصتك به أمك قالت قالت لي عطري جلدك واطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبك ثم دخل على ابنة السلمية فقال ما أوصتك به أمك قالت قالت لي لا تجلسي بالفناء ولا تكثري من المراء واعلمي ان أطيب الطيب الماء ثم دخل على ابنة النمرية فقال ما أوصتك به أمك قالت قالت لي لا تطاوعي زوجك فتمليه ولا تعاصيه فتشكيه وأصدقيه الصفاء واجعلي آخر طيبك الماء ثم دخل على ابنة الاسدية فقال ما أوصتك به أمك قالت قالت ادني سترك واكرمي زوجك واجتنبي الاباء واستنظفي بالماء

قال وقال هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال كانت امرأة من العرب عند رجل فولدت له اولادا اربعة رجالا ثم هلك عنها زوجها فتزوجت بعده فنأى بها زوجها عن بنيها وتزوجوا بعدها ثم انها لقيتهم فقالت يا بني اني سائلتكم عن نسائكم فاخبروني عنهن قالوا نفعل فقالت لاحدهم اخبرني عن امرأتك فقال غل في وثاق وخلق لا يطاق حرمت وفاقها ومنعت طلاقها وقالت للثاني كيف وجدت امرأتك فقال حسن رايع وبيت ضايع وضيف جايع قالت للثالث كيف وجدت امرأتك قال ذل لا يقلى ولذة لا تقضى وعجب لا يفنى وفرح مضل اصاب ضالته

٩٢

وريح روضة اصابت ربابها (سقط الولد الرابع) قالت فهل اصف لكم كيف وجدت زوجي قالوا بلى قالت جمل ظعينة وليث عرينة وكل صخر وجوار بحر

قال وقال أبو المنذر هشام عن أبيه قال كانت ملكة سبأ لا تريد الازواج فقلن لها نسوة كن يكن معها الا تتزوجين اصلحك الله قالت ويحكن وما التزويج قلن لها ان فيه من اللذة ما ليس في شئ من الاشياء قالت فلتصف كل امرأة منكن زوجها فإن كان يدعو الى اللذة فبالحري ان افعل قلن نحن نصف لك ازواجنا قالت فصفن لي فقالت الاولى هو عز في الشدائد وفي الرخاء مساعد وان رجعت الطف وان غضبت تعطف قالت نعم الشئ هذا قالت الثانية هو عندي كاف ولما شفني شاف رشفه كالشهد وعناقه كالخلد لا يمل لطول العهد قالت هذا والله الذي لا عدل له قالت الثالثة هو شعاري حين اصرد وسكني حين ارقد ومنى نفسي لشبق يتردد قالت سبحان الله هذا والله الذي لا يعدله شئ وكلكن قد احسن الصفة فإن كان كما زعمتن اكرمتكن واحسنت اليكن وإلا عذبتكن واسأت اليكن فتزوجت بابن عم لها يقال له شداد بن زرعة فاحتجبت عن الناس شهرا ثم خرجت فجلست في مجلسها الذي كانت تجلس فيه فجئن النسوة إليها فسألنها عن خبرها فقالت نعيم لا يوصف ولذة لا تنقطع

قال واخبرنا هشام عن أبي مسكين قال جلس دريد بن الصمة بفناء بيته وعنده اناس من اصحابه فانشدهم

ارث جديد الحبل من ام معبد

بعاقبة واخلفت كل موعد

٩٣

وبانت ولم أحمد اليك جوارها

ولم ترج فينا درة اليوم أو غد

قالت فاخرجت رأسها من جانب الخباء فقالت بئس لعمر الله ما اثنيت أبا قرة أما والله لقد اطعمتك مأدومي وحدثتك مكتومي وجئتك باهلا غير ذات صرار فقال اللهم غفرا

حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني عبد الله بن سعيد قال سمعت الاصمعي يقول طلق رجل امرأته فقالت لم طلقتني فقال لخبث خبرك وسوء منظرك وكثرة سحبك ودوام ذربك وانك مبغضة في الاهل مستأثرة على البعل ان سمعت خيرا دفنته وان كان شرا اذعته مؤذية لجارك مستأثرة على عيالك ان شبعت بطرت وان استغنيت فجرت مشرفة الاذنين جاحظة العينين قصيرة الانامل ذات قصب متضائق جبهتك ناتئة وعورتك بادية تعطين من كذبك وتحرمين من صدقك فقالت امرأته وأنت والله ما علمت تغتنم الاكلة في غير جوع ملح بخيل إذا نطق الاقوام اقصعت وإذا ذكر الجود افحمت لما تعلم من قصر باعك ولؤم ابائك مستضعف من تأمن ويغلبك من تخاف ضيفك جائع وجارك ضائع اكرم الناس من اهانك واهونهم عليك من اكرمك القليل عندك كثير والكثير عندك حقير سود الله وجهك وبيض جسمك وقصر باعك وطول ما بين رجليك حتى ان دخل انثنى أو ان رجع التوى

حدثني عمر بن شبة قال حدثني الوليد بن هشام القحذمي قال حدثني إبراهيم بن حميد قال قال سحبان بن العجلان في بنته وهو يرقصها

وهبتها من قلق نطاقها

مشمر عرقوبها عن ساقها

يكثر في جيرانها احتراقها

٩٤

قال فأخذتها منه وقالت

وهبتها من شيخ سوء انكد

لا حسن الوجه ولا مسود

يأتي الامير بالدواهي الابد

ولا يبالي جاره ان يبعد

فأخذها وقال

وهبتها من ذات خلق سلفع

تواجه القوم بوجه اجدع

من بعد بيضاء سواي اربع

يا لهفي من بدل لي موجع

فقالت

لانكحن خرقا من الفتيان

مثل أبي عزة في الاحيان

واجتنب مثل أبي العجلان

كأنه عير وقربتان

فقال يا عدوة ذكرت زوجك الاول قالت وأنت ذكرت امرأتك الاولى أبو حفص عمر بن بدير عن الهيثم بن عدي قال حدثني رجل من كندة من بني بدا قال رحل الحارث بن السليل الاسدي زائرا لعلقمة ابن حفصة الطائي وكان حليفا له فنظر الى ابنة له يقال لها الرباب وكانت اجمل أهل زمانها فاعجب بها فقال جئتك خاطبا وقد ينكح الخاطب ويدرك الطالب وينجح الراغب فقال علقمة أنت كفؤ كريم ثم انكفأ الى امها فقال الحارث بن السليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا اتانا خاطبا فلا ينصرفن من عندنا إلا بحاجته فاريدي ابنتك على نفسها في أمره فقالت يا بنية أي الرجال احب اليك الكهل الحجحاج الفاضل الهياج ام الفتى الوضاح الذمول الطماح قالت الجارية الطماح قالت إن الفتى يغيرك وان الشيخ يميرك وليس الكهل الفاضل الكثير النائل كالحدث السن الكثير المن قالت يا امه إن الفتاة تحب الفتى كحب الرعاة انيق الكلا قالت يا بنيه ان الفتى شديد الحجاب كثير العتاب وان الكهل لين الجناح قليل الصياح

٩٥

قالت يا امه اخشى الشيخ ان يدنس ثيابي ويبلي شبابي ويشمت بي اترابي فلم تزل بها امها حتى غلبتها على رأيها فتزوجها الحارث بن السليل على خمس ديات من الابل وخادم والف درهم فابتنى بها ورحل الى قومه فبينا هو جالس ذات يوم بفناء مظلته وهي الى جنبه إذ اقبل فتية من بني اسد نشاط يعتلجون ويصطرعون فتنفست صعداء ثم ارخت عينيها بالدموع فقال لها ثكلتك ما يبكيك قالت ما لي والشيوخ الناهضين كالفروخ قال ثكلتك امك تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها فذهبت مثلا وقال الحقي باهلك فلا حاجة لي فيك فقالت اسر من الرفاء والبنين

قال أبو زيد عمر بن شبة كانت حميدة بنت النعمان بن بشير بن سعد تحت روح بن زنباع فنظر إليها يوما تنظر الى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده فلامها فقالت وهل ارى إلا جذاما فو الله ما احب الحلال منهم فكيف بالحرام وقالت تهجوه

بكى الخز من روح وانكر جلده

وعجت عجيجا من جذام المطارف

وقال العبا قد كنت حينا لباسهم

واكسية كردية وقطائف

(فقال روح يجيبها)

فإن تبك منا تبك ممن يهينها

وان تهوكم تهوى اللئام المقارف

وقال لها روح

اثني علي بما علمت فانني

مثن عليك بئس حشو المنطق

فقالت اثني عليك بأن باعك ضيق

وبأن اصلك في جذام ملصق

فقال اثني علي بما علمت فانني

مثن عليك بنتن ريح الجورب

فقالت فثناؤنا شر الثناء عليكم

اسوى وانتن من سلاح الثعلب

٩٦

وقالت فهل انا إلا مهرة عربية

سليلة افراس تحللها بغل

فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى

وان يك اقراف فمن قبل الفحل

فقال روح فما بال مهر رايع عرضت له

اتان فبالت عند جحفلة الفحل

إذا هو ولى جانبا ارتجت له

كما ارتجت قمراء في دمث سهل

(وقالت لاخيها ابان بن النعمان)

اطال الله شأنك من غلام

متى كانت مناكحنا جذام

اترضى بالفراسن والذنابى

وقد كنا يقر لنا السنام

(فقال ابن عم لروح يجيبها ويهجو قومها)

رضى الاشياخ بالقيطور نحلا

ونرغب بالحماقة عن جذام

يهودى له بضع العذارى

فقبحا للكهول وللغلام

تزف إليه قبل الزوج خود

كان شمس تدلت عن غمام

فابقى ذاكم خزيا وعارا

بقاء الوحى في الصم السلام

يهود جمعوا من كل اوب

وليسوا بالغطاريف الكرام

وقالت سميت روحا وأنت الغم قد علموا لا روح الله عن روح بن زنباع

فقال لا روح الله عمن ليس يمنعها

مال رغيب وزوج غير ممتاع

لسلفع حوقه نحل خواصرها

رتابة شثنة الكفين جياع

وقالت له تكحل عينيك برد العشى

كأنك مومسة زانية

وايه ذلك بعد الخفوق

تغلف رأسك بالغالية

وان بنيك لريب الزمان

امست رقابهم حالية

فلو كان أوس لهم شاهدا

لقال لهم ان ذا مالية

قال واوس رجل من جذام كان يقال انه استودع روحا مالا فلم يرده

٩٧

عليه فقال روح

ان يكن الخلع من بالكم

فليس الخلاعة من بالية

وان كان من قد مضى مثلكم

فأف وتف على الماضية

فما أن برأ الله فاستيقنيه

من ذات بعل ولا جارية

شبيها بك اليوم فيمن بقى

ولا كان في الاعصر الخالية

فبعدا لمحياك ما حييت

وبعدا لاعظمك البالية

قال وكان روح قال لها في بعض ما يتنازعان فيه اللهم ان بقيت بعدي فأبلها ببعل يلطم وجهها ويملا حجرها قيأ فتزوجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم بن عقيل وكان شابا جميلا يصيب من الشراب فأحبته وكان ربما اصاب من الشراب فسكر فيلطمها ويقئ في حجرها فتقول لقد رحم الله ابا زرعة لقد اجيب في (أي اجيب دعاؤه) وتقول

سميت فيضا ولا شئ تفيض به

إلا بجعرك بين الباب والدار

فتلك دعوة روح الخير اعرفها

سقى الاله صداه الاوطف الساري

وقالت لفيض

إلا يا فيض كنت فيضا

فلا فيضا وجدت ولا فراتا

وقالت ايضا

وليس فيض بفياض العطاء لنا

لكن فيضا لنا بالسلح فياض

ليث الليوث علينا باسل شرس

وفي الحروب هيوب الصدر حياض

قال فولدت من الفيض بنتا فتزوجها الحجاج بن يوسف وكانت عند الحجاج قبلها ام ابان بنت بشير فقالت حميدة للحجاج

إذا تذكرت نكاح الحجاج

من النهار أو من الليل الداج

٩٨

فاضت له العين بدمع ثجاج

واشتعل القلب بوجد وهاج

لو كان النعمان قتيل الاعلاج

مستوى الشخص صحيح الاوداج

لكنت منها بمكان النساج

قد ارجوا بعض ما يرجوا الراج

ان تنكحيه فملكا ذا تاج

فقدمت حميدة على ابنتها زائرة فقال لها الحجاج يا حميدة اني قد كنت احتمل مزاحك مرة فاما اليوم فلا وانا على أهل العراق وهم قوم سوء فإياك فقالت سأكف حتى ارحل ويقال ان الحارث بن خالد بن العاص ابن هشام بن المغيرة ويقال بل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة كان تزوج حميدة هذه قبل روح بن زنباع فقالت فيه

نكحت المدني إذ جاءني

فيا لك من نكحة غاوية

له دفر كصنان التيوس

أعيا على المسك والغالية

كهول دمشق وشبانها

احب الي من الجالية

(فقال زوجها مجيبا لها)

أسنا ضوء نار صخرة بالقفرة

أبصرت أم تنصب برق

أية ما يكن فقد هاج للقلب

اشتياقا وانه غير مبق

لسناء بين الحجون الى الحرة

في مغمرات ليل وشرق

ساكنات العقيق اشهى

الى القلب من ساكنات دور دمشق

يتضوعن إذ تمخضن بالمسك صنانا كأنه ريح مرق

ثم طلقها فتزوجها روح قال المرق صوف الاهاب إذا انتف والجالية هم الذين اجلاهم عبد الله بن الزبير من الحجاز من بني امية وغيرهم من اشياعهم الى الشام

٩٩

(وحدثنا أبو زيد) عمر بن شبة قال قال أبو العاج الكلبي لامرأته

عجوز ترجى أن تكون فتية

وقد لحب الجنبان واحدودب

الظهر تدس الى العطار ميرة اهلها

ولن يصلح العطار ما افسد الدهر

اقول وقد شدوا علي حجالها

ألا حبذا الارواح والبلد القفر

فقالت

الم تر ان الناب تحلب علبة

ويترك ثلب لا ضراب ولا ظهر

وقال فيها

قد زوجوني عجوزا متبعا رجلا

قد كنت قبلك حذرت المتابيعا

فقالت :

شنئت الشيوخ وابغضتهم

وذلك من بعض أفعاليه

ترى زوجة الشيخ مغبرة

وتمسي لصحبته قاليه

فلا بارك الله في عرده

ولا في عظام استه الباليه

(قال أبو زيد) قالت بنت عبد الله بن عتاب من عنزة لزوجها رجاء بن خيثمة بن عتاب

الحمد لله الذي اهانك وجعل الذريح من اخدانكا ببلدة تبلى بها اكفانكا

فقال يجيبها

قد جعلتني وذريحا ندين

وهي عجوز لا تساوي فلسين

محترقين من نحاس نحتين

كسلعة السوء تباع في الدين

فقالت

تركتني ببلد طموس

ليس بها جن ولا انيس

إلا بقايا الحبض والحليس

يا ليته في حفرة مرموس

(وقال) كانت تحت رجل من أزيم بن ثعلبة بن يربوع يقال له أبو مرحب بنت عم له فقالت

١٠٠