قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

نهج البلاغة

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

المؤلف :محمد عبده

الموضوع :الحديث وعلومه

الصفحات :271

تحمیل

نهج البلاغة [ ج ٢ ]

240/271
*

٢١٨ ـ ومن كلام له عليه السّلام

قاله عند تلاوته «يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ اَلْكَرِيمِ» أدحض مسئول حجّة (١) ، وأقطع مغترّ معذرة ، لقد أبرح جهالة بنفسه.

يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، وما غرّك بربّك ، وما آنسك بهلكة نفسك؟ أما من دائك بلول (٢) ، [أم] ليس من نومك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك؟ فربّما ترى الضّاحى من حرّ الشّمس فتظلّه (٣) ، أو ترى المبتلى بألم يمضّ جسده (٤) فتبكى رحمة له ، فما صبّرك على دائك ، وجلّدك بمصابك ، وعزّاك عن البكاء على نفسك وهى أعزّ الأنفس عليك؟ وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة (٥) وقد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته ، فتداو من داء

__________________

(١) أدحض : خبر محذوف ، تقديره الانسان ، ودحضت الحجة ـ كمنع ـ : بطلت ، و «أبرح بنفسه» أى : أعجبته بجهالتها

(٢) بل من مرضه يبل ـ كقل يقل ـ بلولا : حسنت حاله بعد هزال

(٣) ضحا ضحوا : برز فى الشمس ، وفى المختار «ضحى للشمس ـ بكسر الحاء ـ ضحاء ـ بالفتح والمد ـ أى : برز لها ، وضحى يضحى ـ كسعى يسعى ـ ضحاء أيضا ـ بالفتح والمد مثله ـ» اه‍ وفى القاموس «ضحا ضحوا وضحوا وضحيا ـ الأول بفتح فسكون ، والثانى بضمتين ، والثالث بضم فكسر ـ برز للشمس ، وكسعى ورضى ضحوا وضحيا : أصابته الشمس»

(٤) يمض جسده : يبالغ فى نهكه

(٥) أى : خوف أن تبيت بنقمة من اللّه ورزية تذهب بنعيمك ، وقد وقعت بمعاصيه فى طرق سطوته وتعرضت لانتقامه