خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٣

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

خاتمة مستدرك الوسائل - ج ٣

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
964-5503-84-1

الصفحات: ٥٧٥

القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه‌الله أن أشرح كتاب نهج البلاغة شرحا ، وأصرح إقذاء الالتباس عن شربه صرحا ، فصدّني الزمان عن إتمامه صدّا ، وبنى بيني وبين مقصودي سدّا ، وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجّة بحر الحياة إلى الساحل ، وطوى من العمر جميع المراحل ، وودع أفراس المقام في دار الدنيا مع الرواحل ، وكل انسان وإن طال عمرة فإن. وكان ذلك الإمام قارعا باب العفاف ، قانعا عن دنياه بالكفاف ، رحمة الله عليه.

إلى أن قال : وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل السيد العالم عماد الدولة والدين ، جلال الإسلام والمسلمين ، ملك النقباء في العالمين ، أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى بن هبة الله الحسيني ، فإنه جمع في الشرف بين النسب والحسب ، وفي المجد بين الموروث والمكتسب ، إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم وإمامهم ، وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فهو سيّدهم وهمامهم ، وإذا أشير إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم ، وإذا عدّ أرباب المراتب فهو فخرهم. فأبقاه الله تعالى للسادات والعلماء صدرا ما صار الهلال بدرا (١). انتهى.

المقصود من نقله إحياء لدارس اسمه.

وذكر في هذا الكتاب بعض طرقه إلى الرضي ، ونحن نذكر عين عبارته ، قال : قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ ، وهو وأبوه في فلك الأدب قمران ، وفي حدائق الورع ثمران ، في شهور سنه ست عشرة وخمسمائة ، وخطّه شاهد لي بذلك ، والكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي الفقيه ، والكتاب سماع لي عن والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمّد البيهقي.

وله إجازة. عن الشيخ جعفر الدوريستي ، وخطّ الشيخ جعفر شاهد

__________________

(١) معارج نهج البلاغة : ٦ ـ ٧.

١٠١

عدل بذلك.

وبعض الكتاب أيضا سماع لي عن رجال لي (رحمة الله عليهم) والرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية أبي الأغر محمّد بن همام البغدادي تلميذ الرضي ، وكان عالما بإخبار أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

السادس والعشرون : أبو القاسم البيهقي والد الشيخ المتقدم.

قال ابن شهرآشوب في المعالم : أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي ، له حلية الأشراف ، وهي في أنّ أولاد الحسين عليه‌السلام أولاد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

وقال في المناقب في أثناء أسانيده إلى كتب الخاصة : وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف (٣).

وفي ما ذكره إشكال من جهتين :

الأولى : أنّ كنية البيهقي هذا أبو القاسم لا أبو الحسين أو أبو الحسن.

والثانية : أن اسم والده محمّد لا الحسين ، والإشكالان آتيان في كلام المنتجب وأربعينه أيضا.

ففي الأول : الشيخ أبو الحسين زيد بن محمّد بن الحسن البيهقي ، فقيه صالح (٤).

وفي الثاني : الحديث الثلاثون : أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن محمّد البيهقي ـ قدم علينا الري ـ قراءة ، أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن محمّد

__________________

(١) معارج نهج البلاغة : ٢ ـ ٣.

(٢) معالم العلماء : ٥١ / ٣٤٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ١٢.

(٤) فهرس منتجب الدين : ١٨١ / ١٧٦.

١٠٢

ابن جعفر الحسيني الأسترآبادي (١). إلى آخره.

ويمكن أن يوجّه بتعدد الكنية له ، وهو غير عزيز في الأصحاب والرواة ، وأن اسم أبي علي جدّه ـ كما تقدم في شرح نهج ولده ـ هو : الحسن ، فما في المنتجب يوافقه ، وما في الأربعين والمناقب من باب سهو القلم. وتقديم الجدّ على الأب ، وكم له نظير في كلمات أمثالهم من المكثرين في التأليف ، واحتمال كون المراد بأبي الحسن في المناقب هو الولد صاحب الشرح ساقط ، لكون حلية الأشراف من مؤلفات أبيه.

هذا ، وقال ـ ولده في شرح الخطبة الأولى من النهج ـ : وقد لقيت في زماني من المتكلمين من له السّنان الأخضم ، والمقام الأكرم ، يتصرف في الأدلة والحجج تصرف الرياح في اللجج ، كالنجم المضيء للساري ، والثوب القشيب للعاري ، منهم والدي الإمام أبو القاسم قدس الله روحه ، ومن تأمل تصنيفه المعمول بلباب اللباب ، وحدائق الحدائق (٢) ، ومفتاح باب الأصول ، عرف أنه في هذا الباب سبّاق غايات ، وصاحب آيات (٣). إلى آخره.

وقد ظهر ممّا ذكرنا أنه يروي :

أ ـ عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي.

ب ـ وعن السيد أبي الحسن علي بن محمّد ، المتقدم (٤).

في الرياض : كان من مشاهير سادات العلماء (٥).

عن والده السيد محمّد بن جعفر.

ج ـ وعن السيد علي بن أبي طالب الحسيني ـ أو الحسني ـ الآملي.

__________________

(١) الأربعين : لم نعثر عليه ، نقل بتوسط في الرياض ٢ : ٣٥٧.

(٢) في المصدر : حدائق الحقائق.

(٣) معارج نهج البلاغة : ٣٥ / ١٦١ و ١٦٢.

(٤) تقدم في صفحة : ١٠٢.

(٥) رياض العلماء ٤ : ١٩٢.

١٠٣

في المنتجب : فقيه صالح (١).

عن السيد أبي طالب يحيى بن الحسين (٢) بن هارون الحسيني الهروي ، كان من أكابر علمائنا ، يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة. له كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في مؤلفاته ، وصاحب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين.

وفي الرياض : وجدت في بعض أسانيد كتاب الأربعين ، ولعلّه لجدّ الشيخ منتجب الدين ، هكذا : أخبرني أبو علي محمّد بن محمّد المقري رحمه‌الله بقراءتي عليه ، قال : حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون العلوي الحسني أصلا قال : حدثنا أبو أحمد محمّد بن علي رحمه‌الله قال : حدثنا محمّد بن جعفر القمي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن صفوان بن يحيى ، عن الصادق عليه‌السلام (٣). انتهى.

وفي هذا السند مواقع للنظر ليس هنا مقام ذكرها.

السابع والعشرون من مشايخ رشيد الدين ابن شهرآشوب ـ : الطود الأشم ، والبحر الخضم ، السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل الله ابن علي بن عبد الله. إلى آخر النسب المنتهى إلى الامام السبط الزكي عليه‌السلام ، وقد ذكرناه في الفائدة السابقة في حال كتابه النوادر (٤) ، وذكرنا بعض مقاماته العالية ، فإنّه كان علاّمة زمانه ، وعميد أقرانه ، وأستاذ أئمة عصره ، وله تصانيف ، منها : ضوء الشهاب في شرح الشهاب (٥).

__________________

(١) فهرس منتجب الدين : ١٣١ / ٢٨٢.

(٢) نسخة بدل : الحسن (منه قدس سرّه)

(٣) رياض العلماء ٥ : ٣٣٣.

(٤) تقدم في الجزء الأول صفحة : ١٧٣.

(٥) لا شك أنّ مشايخ الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب تناهز المائة كما قال المصنّف رحمه‌الله ،

١٠٤

قال في البحار : وكتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل على فوائد جمّة خلت عنها كتب الخاصّة والعامة (١) ، وهذا ظاهر لمن نظر فيما نقله عنه في البحار.

ومما استطرفنا عنه ـ وفيه غرابة وموعظة واعتبار ـ ما ذكره في شرح قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، المروي في الشهاب : كاد الفقر أن يكون كفرا (٢) ، وكاد الحسد أن يغلب القدر (٣). بعد شرح متن الخبر ما لفظه :

وهذا من أعجب القصص في الحسد ، وهي من أعاجيب الدنيا. كان أيام موسى الهادي ببغداد رجل من أهل النعمة ، وكان له جار في دون حاله ، وكان يحسده ، ويسعى بكل مكروه يمكنه ، ولا يقدر عليه. قال : فلمّا طال عليه أمره ، وجعلت الأيام لا تزيده إلاّ غيظا ، اشترى غلاما صغيرا فربّاه وأحسن إليه ، فلمّا شبّ الغلام واشتدّ وقوي عصبه ، قال له مولاه : يا بني ، إنّي أريدك لأمر من الأمور جسيم ، فليت شعري ، كيف لي أنت عند ذلك؟

قال : كيف يكون العبد لمولاه ، والمنعم عليه المحسن إليه. والله ـ يا مولاي ـ لو علمت أن رضاك في أن أتقحم في النار لرميت نفسي فيها ، ولو علمت أن رضاك في أن أغرق نفسي في لجّة البحر لفعلت ذاك ، وعدّد عليه أشياء ، فسر بذلك من قوله ، وضمه إلى صدره ، وأكبّ عليه يترشفه ويقبّله ، وقال : أرجو أن تكون ممّن يصلح لما أريد.

__________________

وقد ذكر هنا منهم سبعة وعشرون شيخا ، وفي المشجرة سبعة عشر شيخا ، كلّهم ذكروا هنا إلاّ اثنان هم :

١ ـ إلياس بن هاشم الحائري.

٢ ـ السيد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين وذلك بالتدبيج.

(١) بحار الأنوار ١ : ٣١.

(٢) شهاب الأخبار : ٢٦٩ و ٢٧١.

(٣) شهاب الأخبار : ٢٧٧.

١٠٥

قال : يا مولاي ، إن رأيت أن تمنّ على عبدك فتخبره بعزمك هذا ليعرفه ، ويضمّ عليه جوانحه ، قال : لم يأن ذلك بعد ، وإذا كان فأنت موضع سري ، ومستودع أمانتي.

فتركه سنة ، فدعاه ، فقال : أي بني ، قد أردتك للأمر الذي كنت أرشحك له.

قال له : يا مولاي مرني بما شئت ، فو الله لا تزيدني الأيام إلاّ طاعة لك.

قال : إن جاري فلانا قد بلغ مني مبلغا أحبّ أن أقتله.

قال : فأنا أفتك به الساعة.

قال : لا أريد هذا ، وأخاف أن لا يمكنك ، وإن أمكنك ذلك أحالوا ذلك عليّ. ولكنّي دبّرت أن تقتلني أنت وتطرحني على سطحه ، فيؤخذ ويقتل بي.

فقال له الغلام : أتطيب نفسك بنفسك ، وما في ذلك تشف من عدوك؟ وأيضا فهل تطيب نفسي بقتلك ، وأنت أبرّ من الوالد الحدب والام الرفيقة؟

قال : دع عنك هذا ، فإنّما كنت أربّيك لهذا ، فلا تنقض عليّ أمري ، فإنه لا راحة لي إلاّ في هذا.

قال : الله الله في نفسك يا مولاي ، وأن تتلفها للأمر الذي لا تدري أيكون أم لا ، وإن كان لم تر منه ما أمّلت وأنت ميّت.

قال : أراك لي عاصيا ، وما أرضى حتى تفعل ما أهوى.

قال : أما إذا صحّ عزمك على ذلك فشأنك وما هويت ، لأصير إليه بالكره لا بالرضا ، فشكره على ذلك ، وعمد إلى سكين فشحذها ودفعها إليه ، وأشهد على نفسه أنّه دبّره ، ودفع إليه من ثلث ماله ثلاثة آلاف درهم ، وقال : إذا فعلت ذلك فخذ في أي بلاد الله شئت. فعزم الغلام على طاعة المولى بعد التمنع والالتواء.

١٠٦

فلما كان في آخر ليلة من عمره قال : تأهب لما أمرتك به فإني موقظك في آخر الليل ، فلما كان في وجه السحر قام وأيقظ الغلام فقام مذعورا ، وأعطاه المدية ، فجاء حتى تسوّر حائط جاره برفق ، فاضطجع على سطحه ، واستقبل القبلة ببدنه ، وقال للغلام : ها ، وعجّل. فترك السكين على حلقه ، وأفرى أوداجه ورجع إلى مضجعه ، وخلاّه يتشحّط في دمه.

فلما أصبح أهله خفي عليهم خبره ، فلما كان آخر النهار أصابوه على سطح جاره مقتولا ، فأخذ جاره واحضروا وجوه المحلّة لينظروا إلى الصورة ، ورفعوه وحبسوه ، وكتبوا بخبره إلى الهادي ، فأحضره فأنكر أن يكون له علم بذلك ، وكان الرجل من أهل الصلاح ، فأمر بحبسه.

ومضى الغلام إلى أصبهان ، وكان هناك رجل من أولياء المحبوس وقرابته ، وكان يتولّى العطاء للجند بأصبهان ، فرأى الغلام وكان عارفا فسأله عن أمر مولاه ، وقد كان وقع الخبر إليه ، فأخبره الغلام حرفا حرفا ، فأشهد على مقالته جماعة وحمله إلى مدينة السلام ، وبلغ الخبر الهادي فأحضر الغلام فقص أمره كلّه عليه ، فتعجب الهادي من ذلك ، وأمر بإطلاق الرجل المحبوس ، وإطلاق الغلام أيضا (١). انتهى.

ومن مؤلفاته الدائرة رسالته في أدعية السرّ ، وسنده إليها ، وقد فرّقها الأصحاب في كتب الأدعية ، وقد أدرجها بتمامها الكفعمي في البلد الأمين ، وعندنا منها نسخة ، ولم أعثر على باقي مؤلفاته ، كالكافي في التفسير ، وترجمة الرسالة الذهبية ، والأربعين.

وله أولاد وأحفاد وأسباط علماء أتقياء مذكورون في تراجم الأصحاب ، منهم :

__________________

(١) ضوء الشهاب : غير متوفر لدينا.

١٠٧

السيد الإمام أبو الحسن عزّ الدين علي بن السيد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله.

قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة : هو شبل ذلك الأسد ، وسالك نهجه الأسدّ ، والعلم بن العلم ، ومن يشابه أبه فما ظلم ، كان سيّدا عالما ، فاضلا فقيها ، ثقة أديبا ، شاعرا ، ألّف وصنّف ، وقرّط بفوائده الأسماع وشنّف ، ونظم ونثر ، وحمد منه العين والأثر ، فوائده في فنون العلم صنوف ، وفرائده في آذان الدهر شنوف.

ومن تصانيفه تفسير كلام الله المجيد ، لم يتمه. والطراز المذهب في إبراز المذهب ، ومجمع اللطائف ومنبع الطرائف ، وكتاب غمام الغموم ، وكتاب مزن الحزن ، وكتاب نثر اللآلي لفخر المعالي ، وكتاب الحسيب النسيب للحسيب النسيب ، وهو ألف بيت في الغزل والتشبيب. وكتاب غنية المتغني ومنية المتمني ، ومن نظمه الباهر المرزي بعقود الجواهر (١). ، ثم ساق جملة من إشعاره. انتهى.

وعندنا نسخة من نهج البلاغة بخط بعض أسباطه ، قال في آخره : فرغ من إتمام تحريره العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله وغفرانه ، الحسن بن محمّد ابن عبد الله بن علي الجعفري الحسني ، سبط الامام أبي الرضا الراوندي قدّس الله روحه ، في ذي القعدة من سنة إحدى وثلاثين وستمائة. انتهى.

والجعفري : نسبة إلى جعفر بن الحسن المثنى من أجداد السيد ضياء الدين.

وفي الدرجات الرفيعة أيضا : وله مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير في وجه الأرض ، يسكنها من العلماء والفضلاء والزهاد والحجاج خلق كثير ، وفيها

__________________

(١) الدرجات الرفيعة : ٥١١.

١٠٨

يقول ارتجالا :

ومدرسة أرضها كالسماء

تجلّت علينا بآفاقها

كواكبها عزّ أصحابها

وأبراجها عزّ أطباقها

وصاحبها الشمس ما بينهم

تضيء الظلام بإشراقها

فلو أنّ بلقيس مرّت بها

لأهوت لتكشف عن ساقها

وظنّته صرح سليمان إذ

يمرد بالجن حذّاقها

قال رحمه‌الله : وكان السيد المذكور موجودا إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (١). انتهى.

ويروي هذا السيد الجليل عن جمّ غفير من المشايخ الأجلّة ، نذكر منهم ما عثرنا عليه :

الأول : الإمام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني ، كما مرّ في الفائدة السابقة في شرح حال كتاب نوادره (٢).

الثاني : السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل الحسيني المشهدي الذي مرّ في مشايخ القطب الراوندي (٣).

الثالث : شرف السادات السيد أبو تراب المرتضى :

الرابع : أخوه الجليل أبو حرب المنتهى ابنا السيد الداعي الحسيني ، ومرّ ذكرهما في مشايخ المنتجب (٤).

الخامس : السيد علي بن أبي طالب السليقي الحسني ، الذي مرّ

__________________

(١) الدرجات الرفيعة : ٥٠٦.

(٢) تقدم في الجزء الأول صفحة : ١٧٥.

(٣) تقدم في صفحة : ٨٣.

(٤) تقدّما في الجزء الثاني صفحة : ٤٣٠.

١٠٩

في مشايخ القطب الراوندي (١).

السادس : الشيخ البارع الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب البغدادي.

في الرياض : صرّح به السيد فضل الله نفسه في طيّ تعليقاته على كتاب الغرر والدرر (٢).

السابع : أبو جعفر محمّد بن علي بن محسن المقرئ من مشايخ القطب الراوندي.

الثامن : القاضي عماد الدين أبو محمّد الحسن الأسترآبادي المتقدم ذكره (٣).

التاسع : السيد نجم الدين حمزة بن أبي الأعزّ الحسيني يروي هو والقاضي الأسترآبادي :

عن القاضي أبي المعالي أحمد بن قدامة.

أ ـ عن السيدين الجليلين المرتضى والرضي.

قال في الرياض : إنه كان من مشايخ السيد فضل الله ، على ما وجدته بخطّه الشريف في بعض إجازاته (٤).

ب ـ ويروي ابن قدامة عن المفيد أيضا.

العاشر : الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد المتقدّم ذكره في مشايخ ابن شهرآشوب (٥).

في الرياض : وجدت على ظهر نسخة الأمالي للصدوق صورة خطّ هذا

__________________

(١) تقدم في صفحة : ٨٦.

(٢) رياض العلماء ٢ : ٨٥.

(٣) تقدم في صفحة : ٩٦.

(٤) رياض العلماء ٢ : ١٩٨.

(٥) تقدم في صفحة : ٦٣.

١١٠

السيد ـ يعني السيد فضل الله ـ هكذا : أخبرني بهذا الكتاب الشيخ الفقيه علي ابن عبد الصمد التميمي إجازة ، وكتب بها إليّ من نيسابور في شهر ربيع الأول (١) من سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، وكذلك أجاز لولديّ أحمد وعليّ أبقاهما الله ، قال : أخبرني والدي الشيخ الفقيه الزاهد علي بن عبد الصمد ، عن السيد العالم أبي البركات علي بن الحسين الجوري رحمه‌الله ، عن ممليه (٢).

الحادي عشر : أخوه الشيخ الجليل محمّد بن علي بن عبد الصمد وقد مرّ مع أخيه (٣)

الثاني عشر : الشيخ مكي بن أحمد المخلطي.

في الأمل : فاضل يروي عنه فضل الله بن علي الراوندي (٤).

وفي الرياض : ومنهم ـ أي من مشايخه ـ مكّي بن أحمد المخلطي ، عن أبي غانم العصمي الهروي ، عن المرتضى ، على ما وجدته بخطّه الشريف ، والخط متوسط على ظهر كتاب الغرر والدرر في إجازته لتلميذه السيد ناصر الدين أبي المعالي محمّد ، وللسيد فضل الله تعليقات كثيرة على كتاب الغرر والدرر (٥).

وقال صاحب المعالم : وذكر السيد غياث الدين في إجازته : أنّه يروي جميع كتب السيد المرتضى عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن والده ، عن السيد فضل الله الراوندي الحسني ، عن مكّي بن أحمد المخلطي ، عن أبي علي بن أبي غانم العصمي ، عنه (٦).

__________________

(١) في المصدر بدل الأوّل : الأخر.

(٢) رياض العلماء ٤ : ٢٧١.

(٣) تقدم في صفحة : ٦٤.

(٤) أمل الآمل ٢ : ٣٢٥ / ١٠٠٣.

(٥) رياض العلماء ٤ : ٣٧٠.

(٦) بحار الأنوار ١٠٩ : ٤٥.

١١١

الثالث عشر : أبو عبد الله جعفر بن محمّد الدوريستي (١) على ما ذكره في البحار في رواية النيروز (٢).

الرابع عشر : علي بن الحسين بن محمّد.

في الرياض : الشيخ الأجل علي بن الحسين بن محمّد ، من مشايخ السيد فضل الله الراوندي ، ويروي عنه المناجاة الطويلة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو يرويها عن أبي الحسن علي بن محمّد الخليدي ، عن الشيخ أبي الحسن علي ابن نصر القطاني رضى الله عنه ، عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن داود الوثابي القاشاني ، عن أبيه ، عن علي بن محمّد بن شيرة القاساني ، عن مولانا الحسن العسكري عليه‌السلام (٣).

وقال في موضع آخر : ويروي الشيخ تاج الدين محمّد بن محمّد الشعيري ، عن السيد فضل الله المناجاة الطويلة لعلي عليه‌السلام ، وهو يرويها عن علي بن الحسين. إلى آخره (٤).

الخامس عشر : الشيخ أبو جعفر النيسابوري الذي هو بعينه أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري ، صاحب كتاب المجالس الذي ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب. وذكر في المعالم أن له كتاب البداية (٥) نصّ على رواية السيد عنه السيد علي خان في الدرجات الرفيعة (٦) ، وهو يروي :

__________________

(١) ورد في المشجرة بعنوان : الدرويشي ، وهو اشتباه.

(٢) بحار الأنوار ٥٩ : ٩١.

(٣) رياض العلماء ٣ : ٤٣٣.

(٤) رياض العلماء ٤ : ٣٧٠.

(٥) معالم العلماء : ١٣٨ / ٩٥٥.

(٦) الدرجات الرفيعة : ٥٠٦.

١١٢

عن أبي علي ابن شيخ الطائفة ، كما يظهر من كتاب الدعوات للقطب الراوندي.

وقال العلامة في الإجازة الكبيرة : الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، رواها : الحسن بن الدّربي ، عن نجم الدين عبد الله ابن جعفر الدوريستي ، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني بقاشان ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسن المقري (١) ، عن الحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبيد الله الحسكاني ، عن أبي القاسم علي بن محمّد العمري ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه (٢). إلى آخره.

وقال الشيخ منتجب الدين : الشيخ الإمام قطب الدين أبو جعفر محمّد ابن علي بن الحسن المقري النيسابوري ، ثقة عين ، أستاذ السيد الإمام أبو الرضا والشيخ الإمام أبو الحسين ـ يعني القطب الراوندي ـ له تصانيف منها التعليق ، الحدود ، الموجز في النحو ، أخبرنا بها أبو الرضا فضل الله بن علي الحسني ، عنه (٣).

السادس عشر : الشيخ أبو الحسين النحوي كما صرّح به نفسه في كتابه ضوء الشهاب في شرح قوله عليه‌السلام : كاد الفقر أن يكون كفرا (٤).

السابع عشر : أبو علي الحداد صرّح به في الدرجات (٥) ، ولم أعرف حاله.

الثامن عشر : الشيخ أبو نصر الغاري الذي تقدّم (٦) في مشايخ

__________________

(١) في البحار اضافة : عن الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري.

(٢) بحار الأنوار ١٠٧ : ١٢١.

(٣) فهرس منتجب الدين : ١٥٧ / ٣٦٣.

(٤) ضوء الشهاب : غير متوفر لدينا.

(٥) الدرجات الرفيعة : ٥٠٦.

(٦) تقدم في صفحة : ٨٥.

١١٣

القطب الراوندي.

هذا وعدّ الفاضل المعاصر في الروضات من مشايخه الحسين بن مؤدّب القمّي ، والشيخ هبة الله بن دعويدار ، وأبي السعادات الشجري (١) ، ولم أعثر على مأخذ كلامه ، وظنّي أنه اشتبه عليه السيد الراوندي بالقطب الراوندي ، فإن هؤلاء المشايخ من مشايخ القطب الراوندي ، كما تقدم (٢).

التاسع عشر : السيد عماد الدين أبو الصمصام (وأبو الوضاح) ذو الفقار بن محمّد بن معبد بن الحسن بن أبي جعفر أحمد ـ الملقب بحميدان أمير اليمامة ـ ابن إسماعيل ـ قتيل القرامطة ـ ابن يوسف بن محمّد بن يوسف الأخيضر بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن السبط الزكي الحسن بن علي عليهما‌السلام المروزي (٣).

في الدرجات : حسام المجد القاطع ، وقمر الفضل الساطع ، والإمام الذي عرف فضله الإسلام ، وأوجبت حقّه العلماء الأعلام ، ونطقت بمدحه أفواه المحابير ، وألسن الأقلام ، وسعى جهده في بث أحاديث أجداده الكرام عليهم‌السلام. قلّما خلت إجازة من روايته لسعة علمه ودرايته ، والثقة بورعه وديانته ، كان فقيها عالما متكلما ، وكان ضريرا (٤).

وفي المنتجب : عالم دين ، يروي عن السيد الأجل المرتضى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي ، والشيخ الموفق أبي جعفر محمّد بن الحسن قدّس الله

__________________

(١) روضات الجنات ٥ : ٣٦٦.

(٢) تقدم في صفحة : ٨٦.

(٣) هنا حاشية لشيخنا الطهراني يقول فيها : هكذا نسبه في عمدة الطالب ـ طبع لكنهو صفحة : ٩٣ ، وفي هامش صفحة : ١٨٩ ـ من الطبع المذكور ـ حكى عن نظام الأقوال ينهى نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام.

(٤) الدرجات الرفيعة : ٥١٩.

١١٤

روحهما ، وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشر سنة (١) (٢).

ووصفه صاحب عمدة الطالب بقوله : الفقيه العالم المتكلم الضرير (٣). إلى آخره.

وهذا السيد الجليل يروي عن جماعة :

أ ـ الشيخ الطوسي.

ب ـ الشيخ محمّد بن علي الحلواني ، تلميذ السيد المرتضى.

عنه رحمه‌الله.

ج ـ الشيخ الجليل خرّيت صناعة الرجال أبي العباس أحمد بن علي النجاشي (٤) ، صاحب الرجال.

د ـ الشيخ أبو الخير بركة بن محمّد بن بركة الأسدي.

في المنتجب : فقيه ديّن ، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي ، وله كتاب حقائق الإيمان في الأصول ، وكتاب الحجج في الإمامة ، وكتاب عمل الأديان والأبدان ، أخبرنا بها السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني المروزي ، عنه (٥).

ه ـ الشيخ سلاّر بن عبد العزيز الديلمي ، كما صرّح به صاحب المعالم في الإجازة الكبيرة (٦).

__________________

(١) فهرس منتجب الدين : ٧٣ / ١٥٧.

(٢) عن خط شيخنا الطهراني قال :

وكانت ولادة الشيخ منتجب الدين (سنة ٥٠٤ ه‍) فيكون دركه عارفا به حدود سنة ٥٢٠ ، فتكون ولادة أبي الصمصام حدود سنة ٤٠٥.

(٣) عمدة الطالب : ١١٥.

(٤) لم يذكر في المشجرة سوى الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي.

(٥) فهرس منتجب الدين : ٢٧ / ٥٤.

(٦) بحار الأنوار ١٠٩ : ٢٨.

١١٥

و ـ السيد المرتضى ، كما تقدم في كلام المنتجب (١).

العشرون : من مشايخه ومشايخ جلّ من في طبقته : الشيخ الجليل الملقب بالمفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري النيسابوري ثم الرازي.

في المنتجب : فقيه الأصحاب بالري ، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين من السادة والعلماء ، وهو قد قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه ، وقرأ على الشيخين سالار وابن البرّاج ، وله تصانيف بالعربية والفارسية في الفقه (٢).

وقال السيد علي بن طاوس في المهج : إنه قد حدّث الشيخ أبو علي ولد الشيخ الطوسي. إلى أن قال : وكذا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عزّ العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي ، في مدرسته بالري في شعبان سنة ثلاث وخمسمائة (٣). إلى آخره.

وفي الرياض : وجدت على ظهر نسخة من التبيان للشيخ الطوسي إجازة منه بخطه الشريف للشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار هذا ، وكانت صورتها هكذا : قرأ عليّ هذا الجزء ـ وهو السابع من التفسير ـ الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله الرازي ، أيّد الله عزّه ، وسمعه أبو محمّد الحسن بن الحسين بن بابويه ، وأبو عبد الله محمّد بن هبة الله الورّاق الطرابلسي ، وولدي أبو علي الحسن بن محمّد ، وكتب محمّد بن الحسن بن علي الطوسي في ذي الحجة من سنة خمس وخمسين وأربعمائة (٤). انتهى.

وهذا الشيخ يروي عن جماعة :

__________________

(١) تقدم في صفحة : ١١٤.

(٢) فهرس منتجب الدين : ١٠٩ / ٢٢٠.

(٣) مهج الدعوات : ٢١٧.

(٤) رياض العلماء ٣ : ٦٦.

١١٦

أولهم : شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله.

ثانيهم : القاضي ابن البرّاج ، وقد تقدم في مشايخ شاذان (١).

ثالثهم : الشيخ الجليل أبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي الطبرستاني ، المدعو : بسلاّر في ألسنة الفقهاء ، وجملة من التراجم تارة ، وبسالار فيها أخرى ، ولعلّه الأظهر ـ كما في الرياض ـ فإنه لا معنى يعرف للأول. وأمّا الثاني فهو الرئيس بلغة الفرس كما يقولون اسمه سالار ، وسپهسالار ، قال : ولعله كتب سلار بعنوان رسم الخط ، كما يكتبون الحارث بصورة : الحرث ، ومالك : ملك ، والقاسم : القسم ، وغيرها. فصحّف باللام المشددة (٢).

وبالجملة ، فهو الفقيه الجليل صاحب كتاب المراسم في الفقه المعروف : بالرسالة ، الذي اختصره المحقق صاحب الشرائع بالتماس بعض أصحابه وغيره.

في المنتجب : فقيه ثقة عين (٣).

وفي الخلاصة : شيخنا المتقدم في العلم والأدب ، وغيرهما. وكان ثقة وجها ، وله المقنع في المذهب. إلى آخره (٤).

وفي مجموعة الشهيد في طيّ أسامي الذين قرأوا على السيد المرتضى : أبو يعلى سلاّر بن عبد العزيز ، كان من طبرستان ، وكان ربّما يدرّس نيابة عن السيد ، وكان فاضلا في علم الفقه والكلام (٥).

وذكره السيوطي في الطبقات كما مرّ (٦) ، وفيها : إنه توفي في صفر سنة

__________________

(١) تقدم في صفحة : ٣٦.

(٢) رياض العلماء ٢ : ٤٤٠.

(٣) فهرس منتجب الدين : ٨٤ / ١٨٣.

(٤) رجال العلامة : ٨٦ / ١٠.

(٥) مجموعة الشهيد :

(٦) تقدم في الجزء الثاني صفحة : ٣٩٠.

١١٧

٤٤٨ (١). ولكن في نظام الأقوال ـ كما في الرياض ـ : إنه توفي بعد الظهر يوم السبت لست خلت من شهر رمضان سنة ٤٦٣ (٢) ، وعليه فتكون وفاته بعد الشيخ الطوسي ، وفيه بعد.

وفي الرياض : إن المولى حشري التبريزي الصوفي الشاعر ، قال في كتاب تذكرة الأولياء ـ الذي عقده لذكر أسامي الأولياء والعلماء والصلحاء والأكابر والمشاهير المدفونين في تبريز ونواحيه ـ : إن سلاّر بن عبد العزيز الديلمي مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز.

وأقول : قد وردت عليها أيضا ، وسمعت من بعض أكابرها ، بل عن جميع أهلها أنّ قبره بها ، وكان قبره هناك معروفا ، وقد زرته بها ، قال : وخسرو شاه على مرحلة من تبريز بقدر ستّة فراسخ (٣).

ويروي سلاّر :

عن شيخيه الجليلين علمي العلم والهدى : الشيخ المفيد ، والسيد المرتضى.

رابعهم : المولى الأجلّ ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب.

في الرياض : كان من أجلاء مشايخ أصحابنا المعاصرين للشيخ الطوسي.

ويروي عنه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي ، كما يظهر من صدر سند خمسة عشر حديثا للحسن بن ذكوان الفارسي ، صاحب أمير المؤمنين عليه‌السلام. ومن أواخر مجمع البيان للطبرسي أيضا.

__________________

(١) بغية الوعاة ١ : ٥٩٤ / ١٢٥٥.

(٢) رياض العلماء ٢ : ٤٤٣.

(٣) رياض العلماء ٢ : ٤٤١.

١١٨

وقد أدرك الحسن بن ذكوان (١) المذكور زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا ، ولكن لم يره ، فإنه كان له يوم قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنتان وعشرون سنة ، وهو قد كان على دين المجوسية حينئذ ، ثم أدركته السعادة الربانية بعد ذلك ، فأسلم على يد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، إلاّ أنّ في صدر سند الأحاديث المذكورة ، وقع بعنوان : الرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن بارئ ، وهو يروي عن الشيخ أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد الجرجراني ، كما يظهر من أواخر مجمع البيان.

ويروي أبو الجوائز هذا عن جماعة ، ويروي أيضا عن علي بن عثمان بن الحسين ، عن الحسن بن ذكوان الفارسي المذكور ، كما يظهر من صدر سند الأحاديث المذكورة.

قال : وصدرها هكذا : حدّث الأجل السيد المخلص ، سعد المعالتين (٢) ، ذو الكفالتين ، أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمّد بن بارئ الكاتب رحمه‌الله تعالى بالنيل ، في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، في مشهد الكاظم عليه‌السلام.

قال : حدثنا علي بن عثمان بن الحسين صاحب الديباجي ، بتل هوازي من أعمال بطيحة ، سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، ولي يومئذ سبع سنين ، قال : كنت ابن ثماني سنين بواسط ، وقد حضرها الحسن بن ذكوان الفارسي (رحمة الله) في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ، أيام المقتدر بالله العباسي ، وقد بلغه خبره فاستدعاه إلى بغداد ليشاهده ويسمع منه ، وكان لابن ذكوان حينئذ ثلاثمائة وخمسة وعشرون سنة. إلى آخره.

__________________

(١) كذا في نسختي من الرياض ، والموجود في الأصل زكردان. (منه قدس‌سره)

(٢) كذا ، ولعلّها : المعالي.

١١٩

وهذه الأحاديث (١) موجودة عندنا ، وقد استنسخناها من نسخة في

__________________

(١) هنا وردت حاشية في الحجرية هي :

واعلم أنّ هذه الأحاديث مذكورة بالإسناد المذكور في الإجازات :

ففي إجازة السيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي المعالي ـ أستاذ الشهيد [بحار الأنوار ١٠٧ : ١٦٨] ـ ما لفظه : وأجزت له رواية الأحاديث المرويّة عن الحسن بن زكردان الفارسي ، عن نجيب الدين ـ يعني : يحيى بن أحمد بن الحسن بن سعيد الحلّي ـ ، عن السيد المذكور ـ يعني : محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة ـ ، عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القمّي ، قال : حدثني عماد الدين أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ، قال : أخبرني الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري قال : حدثنا أبو الجوائز. إلى آخر ما نقله في الرياض.

وبعد تأليف هذا الجلد عثرنا بحمد الله تعالى على هذه الأحاديث الشريفة بالسند المذكور ، وفيه بعد قوله : ثلاثمائة وخمس وعشرون سنة : وقد كان عمّي عرف أنه قد روى أخبارا عن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام بقرية إبراهيم من أعمال البطيحة ، وبواسط في اجتيازه إلى بغداد ، فأحبّ أن يكون له بذلك إجازة منه حين علم أنّ مسألة إعادة ما رواه لي يصعب عليه ، فدخل بي إليه ورفق في خطابه على ما يبعثه لي منه ، ولم يزل معه إلى أن اجتاز بي في الموضعين بحسب ما بلغني عنه ثمّ كبر سنّي وتطلعت إلى علم الحقائق نفسي فلقيت من لقيه ، فأخذت تلك الأخبار رواية ودراية ، فأحرزت بالإجازة علوّ الاسناد ، وبالدراية عند اشتداد الأزر بباب اليقين وصحّة الاعتقاد.

وقال الأجل المخلص أبو الجوائز الحسن بن علي رحمه‌الله : أرى أنّ الحسن بن زگردان قد عاصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن لم يره ولم يسمع منه ، لأنّه كان في أيام علي عليه‌السلام على ملّة المجوسيّة قبل أن يلقاه ، ثمّ أسلم على يده ، كذا ما أورده وأخبر به عنه ، فإنّه كان على هذه القاعدة وقد ولد بعد مبعث النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنة واحدة ، وبعد أن هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثنا عشر سنة ، وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولابن زكردان اثنتان وعشرون سنة ، وهو على دين المجوسيّة يومئذ ، ثمّ لحقته السعادة الربانيّة فهاجر حين أدركه التوفيق وأدّاه الإلهام إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فأسلم على يده وسمّاه باسم الحسن ولده ، وكان إذ ذاك بين يديه قال : والذي رويناه عنه خمسة عشر حديثا منها ما رواه عن ابن إدريس البغدادي سمعه منه بقرية إبراهيم اثنا عشر حديثا ، ومنها ما رواه عنه السلال بن سابق الواسطي بواسط ثلاثة أحاديث وبالله التوفيق ، حدثنا علي بن عثمان بن الحسن الديباجي رحمه‌الله بتلّ هوازا في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ما أخبر به عن ابن زگردان اجازة على ما تقدّمت به الرواية وقال : وحدثني أيضا أبو محمّد قيس بن إدريس البغدادي في شهر رمضان سنة أربع

١٢٠