تنقيح المقال - ج ٢

الشيخ عبد الله المامقاني

تنقيح المقال - ج ٢

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-383-6
ISBN الدورة:
978-964-319-380-5

الصفحات: ٥٦٠

يترتب عليه آثار العدالة (١).

__________________

(١) أقول : الإشكال في أنّه كيف يؤخذ باخبار غير الإمامي مع اشتراطهم العدالة ، وقد اعترض بذلك الشهيد الثاني في درايته : ٦٨ بعد اشتراطه العدالة والإيمان في الراوي ، ووجّه البعض العدالة المشروطة على المعنى الأعم .. أي كون الراوي متحرجا في روايته .. وهو يخالف مختار الشيخ في العدة ١/٥٦ .. وغيره ، ويشترط في العمل بأخبار الموثّقين أن لا يكون هناك ما يعارضها من أخبار العدول الموثوق بهم ، وجمع ذهب إلى اشتراط العدالة مطلقا من دون حاجة إلى التثبت ، سواء أكان له معارض وما ليس له حتى يعمل به على كل حال ؛ إذ مع المعارضة قيل بالتخيير ، وهذا بخلاف مجرد الوثوق ؛ إذ لا يؤخذ به مطلقا إلاّ مع عدم المعارض.

وقد ذكر المحقق الأعرجي الكاظمي رحمه اللّه في الفائدة الرابعة من المقام الثاني من عدّة الرجال ١/١٠٥ ـ ١٠٦ ما حاصله : أنّه كيف صحّ للإمامية أن يأخذوا معالم دينهم ممّن يضلّلهم ويكفّرهم ويكفّرونه وفيهم الديانون وأهل الورع؟ والإشكال للشيخ البهائي رحمه اللّه في مشرق الشمسين : ٢٧٤ [الطبعة الحجرية] وأجاب عنه هو رحمه اللّه بأنّ المستفاد من تصفح كتب علمائنا المؤلفة في السير والجرح والتعديل ، أنّ مباينة أصحابنا لمن كان من الشيعة في أول الأمر على الحق ثمّ انحرف ـ بإنكار بعض الأئمّة ـ أشدّ ما يكون ، وربّما تجاوزوا [كذا] في ذلك مباينة العامة ، فإنّهم كانوا ممّن يخالطونهم ويصلّون معهم ويزعمون أنّهم منهم لمكانة التقية ، ومعلوم أن لا تقية هنا تدعوهم إلى مثل ذلك ولا سيما الواقفة .. إلى آخره ، فراجعه.

ثمّ ذكر وجها آخرا في جانب المتأخرين [١/١٠٨ ـ ١٠٩] كأصحاب الجوامع العظام إنّهم ربّما آثروا الرواية من طريق هؤلاء على الرواية من طرق الثقات لعلوّ السند وقلة الوسائط ، فقد كانوا يتنافسون في ذلك ، ولم يختلفوا بمقام هؤلاء لصحة الخبر لديهم .. ثمّ ذكر شاهدا على ذلك.

٢٢١

ولقد أوضح هذا المعنى بما لا مزيد عليه المحقّق البحراني (١) في ترجمة ابن عقدة ، فقال : الذي يظهر لي أنّ العدالة [المعتبرة في الراوي] (٢) لا تجامع فساد العقيدة ، وكيف يصحّ الحكم بعدالة من حكم جميع أصحابنا بتضليله وردّ شهادته ، وتخليد عذابه؟! بل حكم جميع (٣) أصحابنا بكفره ، وقد تظافرت الأخبار عن أهل البيت عليهم السلام بلعنهم وتضليلهم ، وقد تقرّر في موضع أليق أنّه يمتنع من أن يكلّف اللّه سبحانه ما (٤) لم ينصب عليه دليلا قاطعا ، وحجّة واضحة ، وأنّ المخالف في العقائد الدينية آثمّ مقصّر أو معاند ، وإليه يومي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جٰاهَدُوا فِينٰا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنٰا) (٥).

__________________

وللسيد الأعرجي في العدة ١/١٠٣ تفصيل بين المتأخرين ـ الذين لا مرجع لهم إلاّ اصول السابقين ، ولم يعثروا على ما يبلغ بالممدوح إلى التوثيق ـ قال : وأما المتقدمين ؛ فقد يجوز أن يكون عندهم عدلا وكذلك المجهول ؛ إذ ليس كل ما جهلنا مكانه مجهولا عندهم ، فلا يكون عملهم به منافيا لاشتراط العدالة ، بل المجروح الذي لم يتفقوا على جرحه كذلك ، لجواز أن يكون الآخذ بخبره من كان يزكيه ..

وفيه ما لا يخفى ؛ وتصحيح الحديث أعم من تصحيح المحدث ، فتدبر ، وكيف يصح ذلك فيمن اتفق على قدحه؟!

(١) معراج أهل الكمال في معرفة الرجال : ١٦٧ ـ ١٧٣ باختلاف ليس باليسير ، وقد ذكرنا ما فيه من فروق مهمة مع ما هنا وما جاء في مصادره.

(٢) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.

(٣) في المعراج : جمع من ، بدلا من : جميع ، وهو الظاهر.

(٤) في المصدر : بما ، وما هنا ظاهر.

(٥) سورة العنكبوت (٢٩) : ٦٩.

٢٢٢

وأمّا قول شيخنا المحقّق البهائي في كتابه زبدة الاصول (١) ، بمنع صدق الفاسق على المخطي في بعض الاصول ـ بعد بذل مجهوده ، وبعد نصّ الأصحاب على توثيقه ؛ فإنّ نصّ الأصحاب على توثيقه مانع من صدق الفاسق عليه .. ـ فأوهن من بيت العنكبوت.

أمّا أوّلا ؛ فلمدافعة إجماع الإمامية على تأثيم المخالف ، وقد ذكر [العلاّمة قدّس سرّه] (٢) في شرح التجريد (٣) اختلاف أصحابنا في أحكام المخالفين ، وذكر أنّ منهم من يعتقد أنّهم كفار ؛ لإنكارهم ما علم من الدين ضرورة ـ وهو النص الجلي على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ـ وأكثرهم على أنّهم فسقة لا كفرة ، واختلفوا :

فمنهم : من يعتقد أنّهم مخلّدون في النار ؛ لأنّ اعتقادهم الخبيث يقتضي ذلك.

ومنهم : من يعتقد أنّهم مخرجون (٤) من النار إلى الجنة كسائر الفساق.

ومنهم : من يرى أنّهم يخرجون من النار ولا يدخلون الجنة. واختاره ابن نوبخت من متقدمي أصحابنا.

وعلى كلّ تقدير ؛ فلا نزاع في تأثيمهم وتضليلهم ، والأخبار عن

__________________

(١) زبدة الاصول : ٩٣ (الطبعة المحقّقة) ، وهي رسالة وجيزة مشتملة على عمدة قواعد علم الاصول ، وعليها شروح كثيرة ؛ مطبوعة سنة ١٣١٩ ه‌ على الحجر ، لم تحضرني فعلا.

(٢) ما بين المعقوفين قد جاء في المعراج (المصدر).

(٣) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ٣٩٨.

(٤) في المعراج : يخرجون.

٢٢٣

أئمتنا عليهم السلام متظافرة بتخليدهم في النار ، بل بكفرهم (١) وشركهم ونصبهم ، كما فصلناه في رسالتنا الموسومة ب‌ : فصل الخطاب وكنه الصواب في أحكام أهل (٢) الكتاب والنصّاب (٣) .. وغيرها من مؤلفاتنا.

وأمّا ثانيا ؛ فلأنّ ما ذكره يقتضي قبول شهادتهم ، لعدم (٤) فسقهم عنده ، وقد أجمع أصحابنا على عدم قبولها.

قال الشهيد الثاني في شرح الشرائع (٥) : والظاهر الاتفاق على اشتراط الإيمان في الشاهد. انتهى.

وأمّا ثالثا ؛ فلأنّ العلاّمة رحمه اللّه ادّعى الإجماع في النهاية (٦) على (٧) تأثيم المخالف في العقائد الدينية ، واحتج عليه بما أشرنا إليه سابقا ، من أنّه تعالى كلّف بالعلم ، ونصب عليه دليلا قاطعا ، فالمخطي فيه مقصّر ،

__________________

(١) في المعراج : تكفيرهم ، والمعنى واحد.

(٢) في بعض المصادر : كفر أهل ، وفي الذريعة ١٦/٢٣٣ برقم ٩١٤ : في نجاسة أهل ..

(٣) لم يتمّه ، وللكتاب أكثر من نسخة.

(٤) في المصدر : وعدم.

(٥) مسالك الأحكام في شرح شرائع الإسلام ٢/٤٠١ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٤/١٦٠].

(٦) النهاية في الاصول للعلاّمة ، ولاحظ ما قاله رحمه اللّه في كتابه قواعد الأحكام ١/٣١٣ ، وصفحة : ٣٥٠.

(٧) جاءت العبارة في المعراج بتقديم وتأخير ، هكذا : .. العلامة رحمه اللّه في النهاية ادعى الإجماع على ..

٢٢٤

فيبقى في عهدة التكليف جزما. ومثله ذكر السيد السعيد عميد الدين ابن الأعرج (١) في شرح التهذيب (٢) .. وغيرهما من الأصوليين. ولم ينقلوا في هذه المسألة خلافا إلاّ من الجاحظ ، وعبيد اللّه (٣) بن الحسين العنبري (٤) ، حيث ذهبا إلى رفع الحرج (٥) والإثمّ عن المخطي باعتقاد خلاف الواقع وخروجه عن العهدة بذلك الاجتهاد ، وتقرير المسألة في الاصول (٦).

وأمّا رابعا ؛ فلأنّ ما التجأ إليه من توثيقهم لا يجدي نفعا (٧) ؛ إذ من الجائز أن يكون معنى توثيقهم أنّ أخبارهم صحيحة بالمعنى المتعارف بين المتقدّمين ـ وهو ما علم وروده عن المعصوم عليه السلام ولو بانضمام القرائن ، وتعاضد

__________________

(١) هو : السيد العميدي ، السيد المرتضى ضياء الدين عبد اللّه بن السيد مجد الدين أبي الفوارس محمّد بن أبي الحسن علي بن الأعرج الحسيني الحلي ابن اخت العلاّمة الحلي ، ولأخيه السيد ضياء الدين عبد اللّه شرح للتهذيب ـ أيضا ـ.

(٢) وهو يعرف ب‌ : منية اللبيب في شرح التهذيب ، ويراد من المتن : تهذيب الوصول إلى علم الاصول للعلاّمة الحلي طاب ثراه ، وله نسخ عديدة جاء شرحها في الذريعة ٢٣/٢٠٧ ـ ٢٠٨ برقم (٨٦٥٣).

(٣) في المصدر : وأبي عبد اللّه ، بدلا من : وعبيد اللّه.

(٤) في المعراج المطبوع : البصري.

(٥) في المصدر : الجرح ، بدلا من : الحرج.

(٦) من قوله : باعتقاد خلاف .. إلى : في الاصول ، لا يوجد في المعراج المطبوع ، ولعلّ نسخة ـ المطبوع عليها ـ ناقصة أو محرّفة.

(٧) في المصدر : لا يفيد شيئا .. بدلا من : لا يجدي نفعا.

٢٢٥

الأمارات (١) ـ وهذا لا يفيد عدالتهم ، أو صحة حديثهم بالمعنى المصطلح بين المتأخرين.

هذا ؛ مع أنّ في وثاقتهم ـ بالمعنى المذكور ـ بحثا ، وصحّة أحاديثهم ـ بمعنى القطع بورودها عنهم عليهم السلام ـ محلّ تأمّل ، فتدبّر (٢).

ولنذكر بعض الأخبار الدالة على تضليلهم وتأثيمهم ، بل على كفرهم (٣) ليعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ ما ذهبنا إليه هو الحق الصحيح الموافق لما استفاض (٤) عن أهل الذكر ، ولنقتصر على اثني عشر حديثا.

الأوّل : من الكافي (٥) ، ابن سروق (٦) ، قال : سألني أبو عبد اللّه عن أهل البصرة [فقال لي :] (٧)«ما هم؟» فقلت : مرجئة ، وقدرية ، وحرورية ، فقال : «لعن اللّه تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد اللّه على شيء» (٨).

__________________

(١) لا يوجد في المعراج : وتعاضد الأمارات.

(٢) في المصدر : عنهم عليهم السلام ممنوعة ، فتأمل.

(٣) لا توجد : بل على كفرهم ، في المصدر المطبوع.

(٤) في المعراج : لما تواتر ، ولعلّ ما هنا أولى.

(٥) اصول الكافي ٢/٣٨٧ حديث ١٣ ، وكذا في ٢/٤٠٩ حديث ٢ ، وعنه مثله في وسائل الشيعة ٢٨/٣٥٥ حديث ٣٤٩٥٧ [طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام].

(٦) كذا ، وفي المعراج : أبو مسروق ، وهو الذي جاء في الكافي الشريف.

(٧) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر.

(٨) لا يوجد ذيل الحديث : «التي لا تعبد اللّه على شيء» في المعراج المطبوع.

٢٢٦

الثاني : منه ـ أيضا (١) ـ سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «أهل الشام شر من أهل الروم ، وأهل المدينة شر من أهل مكّة ، وأهل مكّة يكفرون باللّه جهرة».

الثالث : [منه] أبو بصير (٢) ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال : «إنّ أهل مكّة ليكفرون باللّه جهرة ، وإنّ أهل المدينة أخبث من أهل مكّة ، أخبث منهم سبعين ضعفا».

الرابع : منه (٣) ، الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : «لا تجالسوهم ـ يعني المرجئة ـ لعنهم اللّه ، ولعن مللهم المشركين (٤) الذين لا يعبدون اللّه على شيء من الأشياء».

__________________

(١) اصول الكافي ٢/٤٠٩ حديث ٣.

(٢) ما بين المعقوفين مزيد من المصدر ، وهو الظاهر ، ويرجع الضمير إلى اصول الكافي. انظر : اصول الكافي ٢/٤١٠ حديث ٤. وفي التهذيب ٦/٤٤ حديث ٧ في حديث عن إسحاق بن داود ، وفيه سؤال الراوي عن نزول مكّة وسكناه ، فقال عليه السلام : «لا تفعل! إنّ أهل مكّة يكفرون باللّه جهرة» ، فقلت : ففي حرم رسول اللّه (ص)؟ قال : «هم شرّ منهم» .. إلى آخره. وعنه في وسائل الشيعة ١٤/٤٤٣ حديث ١٩٥٦٠ .. وله موارد في بحار الأنوار ، ومثله في كامل الزيارات : ١٦٩.

(٣) أي من اصول الكافي ٢/٤١٠ حديث ٦.

(٤) كذا ، وفي الكافي : لعن اللّه ملّلهم المشركة ، ومثله في المعراج بدون لفظ الجلالة ، وهو الظاهر.

٢٢٧

الخامس : منه (١) ابن أبي يعفور (٢) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : سمعته يقول : «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه (٣) يوم القيامة ، ولا يزكّيهم ، ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة من اللّه ليست له ، ومن جحد إماما من اللّه ، ومن زعم أنّ لهم (٤) في الإسلام نصيبا» (٥).

__________________

(١) اصول الكافي ١/٣٧٣ حديث ٤ ، ومثله سندا في الكافي أيضا ١/٣٧٤ حديث ١٢ ، وعنه في وسائل الشيعة ٢٨/٣٤١ حديث ٣٤٩١١ [طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام] ، والاولى أن يقال : وفيه عن ..

(٢) في رجال الكشي : ٢٨٨ : عن ابن أبي يعفور .. وهو قريب ممّا ذكر هنا ، وأورده في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٨ ضمن حديث ٢٨.

(٣) في بحار الأنوار ٧/٢١٢ حديث ١١٣ ، وكذا في ٨/٣٦٣ حديث ٤٠ ، وفيه زيادة : «.. لا ينظر اللّه إليهم ..».

(٤) كذا ، والصحيح : لهما ، كما في بحار الأنوار والكافي.

(٥) وقريب منه ما أورده العياشي في تفسيره ١/١٧٨ ـ وحكاه المجلسي عنه في بحاره ٢٥/١١١ حديث ٤ ، وصفحة : ١١٢ حديث ١٠ ، بعينه ـ : عن السجاد عليه السلام ، قال : «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من جحد إماما من اللّه ، أو ادّعى إماما من غير اللّه ، أو زعم أنّ لفلان وفلان في الإسلام نصيبا» .. وموارد اخرى في بحار الأنوار وغيره ، ومثله في تأويل الآيات الظاهرة ١/١٢٠ ، والخصال ١/١٠٦ ، والغيبة للشيخ النعماني : ١١٢ .. وغيرها.

وأيضا ما جاء في دلائل الإمامة للطبري : ٩١ ، وباختلاف في كتاب عيون المعجزات المنسوب للسيد المرتضى ، وحكاه عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٦/١٠٣ ذيل حديث ٩٣ عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، قال : «ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم

٢٢٨

السادس (١) : طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «من أشرك مع إمام إمامته من عند اللّه وليست له (٢) ، كان مشركا باللّه» (٣).

السابع : محمّد بن مسلم (٤) ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «كلّ

__________________

القيامة .. المدخل فينا من ليس منّا ، والمخرج منّا من هو منّا ، والقائل أنّ لهما في الإسلام نصيبا».

وروى في المستدرك على الوسائل ١٨/١٧٥ حديث ٨ : عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام ، قال : «ثلاثة لا يكلّمهم اللّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم ؛ من جحد إماما من اللّه ، أو ادّعى إماما من غير اللّه ، أو زعم أنّ لفلان وفلان في الإسلام نصيبا». وقريب منه فيه ما بعده ـ حديث ٩ ـ.

(١) في المصدر : السابع ، بدلا من : السادس ، وقد عدّ فيه (١٣) حديثا ، والظاهر أنّ النسخة مغلوطة ومزيد عليها من النساخ ، وذلك لما سيأتي في المعراج بعد ذلك في ترجمة إسحاق ابن جرير صفحة : ٢١٣ ـ وسينقله المصنف طاب ثراه قريبا ـ من أنّها اثنا عشر حديثا ، حيث قال : وقد أوردنا في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة اثني عشر حديثا .. والموجود في المطبوع هو : السادس ، ابن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم .. إلى آخره.

انظر : اصول الكافي ١/٣٧٣ حديث ٦ ، ومثله في الغيبة للشيخ النعماني : ١٣٠ حديث ٨ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣/٧٨ حديث ١١ ، ومدلوله مع ما سبقه واحد كما لا يخفى.

(٢) في المعراج : من ليست إمامته من اللّه .. بدلا من : وليست له .. وفي الكافي : من ليست إمامته من اللّه .. وفي الغيبة : من ليست إمامته من اللّه كان مشركا ..

(٣) اصول الكافي ١/٣٧٤ حديث ١٢.

(٤) اصول الكافي الشريف ١/١٨٣ ـ ١٨٤ حديث ٨.

٢٢٩

من دان اللّه [عزّ وجلّ] (١) بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ ومتحيّر ، واللّه شانىء لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها ، فهجّت (٢) ذاهبة وجائية يومها ، فلمّا جنّها الليل بصرت بقطيع [غنم] مع غير (٣) راعيها فحنّت إليها واغترّت بها ، فباتت معها في ربيضتها (١) ، فلمّا أن ساق الراعي قطيعه ، أنكرت راعيها وقطيعها [فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها] (٥) ، فبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها واغترّت بها ، فصاح بها الراعي : ألحقي براعيك وقطيعك [فإنّك] (٦) تائهة متحيّرة عن راعيك وقطيعك ، فهجّت (٧) ذعرة متحيّرة ، بادة (٨) لا راعي لها يرشدها إلى راعيها أو (٩) يردّها .. وبينما (١٠) هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها .. فكذلك (١١) واللّه ـ يا محمّد! ـ من أصبح من هذه الأمة لا إمام

__________________

(١) الزيادة من الكافي الشريف.

(٢) في الكافي والمعراج : فهجمت ، وما هنا أظهر.

(٣) لا توجد كلمة (غير) في الكافي المطبوع ، ولا يتم المعنى إلاّ بها.

(٤) في المعراج : ربضتها .. وفي الكافي : مربضها.

(٥) الزيادة من الكافي الشريف ، وقد سقط من الناسخ ، وقد جاءت في المعراج.

(٦) هذه زيادة ضرورية جاءت في المصدر ، وفي الكافي : «فانت».

(٧) كذا ، وفي الكافي والمعراج : فهجمت.

(٨) في الكافي : تائهة ، وفي المعراج : نادة!.

(٩) لا يوجد : أو .. في الكافي الشريف.

(١٠) في الكافي وكذا المعراج : فبينا ، بدلا من : وبينما.

(١١) في المعراج : وكذلك.

٢٣٠

له من اللّه عزّ وجلّ ظاهرا عادلا (١) أصبح ضالاّ تائها ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق.

واعلم ـ يا محمّد! ـ أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين اللّه عزّ وجلّ ، قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالهم (٢) التي يعملونها (كَرَمٰادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عٰاصِفٍ لاٰ يَقْدِرُونَ مِمّٰا كَسَبُوا عَلىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ الضَّلاٰلُ الْبَعِيدُ) (٢)» (٤).

الثامن : عبد اللّه بن أبي يعفور (٥) ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : إني أخالط الناس ، فيكثر تعجّبي (٦) من أقوام (٧) لا يتوّلونكم ويتولّون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ..! وأقوام يتولّونكم ، ليست (٨) لهم تلك الأمانة (٩) ولا الوفاء والصدّق ..!

__________________

(١) في الكافي : ظاهر عادل.

(٢) في المعراج : وأعمالهم.

(٣) سورة إبراهيم (ع)(١٤) : ١٨.

(٤) ومثله سندا ومتنا في اصول الكافي ١/٣٧٥ حديث ٢ ، وقطعة منه في وسائل الشيعة ١/١١٨ ـ ١١٩ حديث ٢٩٧ ، وجاء في كتاب الغيبة للشيخ النعماني : ١٢٧ ـ ١٢٩ حديث ٢.

(٥) اصول الكافي ١/٣٧٥ ـ ٣٧٦ حديث ٣.

(٦) في الكافي والمعراج : عجبي.

(٧) في المعراج : من العوام.

(٨) في الكافي : ليس.

(٩) من هنا حصلنا على خطية الأصل ، وهي وريقات وعليه طبقنّا ما هنا ، وأثبتنا الاختلافات.

٢٣١

قال : فاستوى أبو عبد اللّه عليه السلام جالسا ، فاقبل عليّ كالغضبان ، ثمّ قال : «لا دين لمن دان اللّه بولاية إمام جائر ليس من اللّه ، ولا عيب (١) على من دان بولاية إمام عادل من اللّه».

قلت : لا دين لأولئك ، ولا عيب (٢) على هؤلاء؟!

قال : «نعم ، لا دين لأولئك ولا عيب (٣) على هؤلاء».

[ثم] قال : «ألا تسمع قول (٤) اللّه عزّ وجلّ : (اَللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ ..) (٥) يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم (٦) كلّ إمام عادل من اللّه .. وقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيٰاؤُهُمُ الطّٰاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمٰاتِ) (٧) ؛ إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على دين الإسلام (٨) ، فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم إيّاه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، وأوجب (٩) اللّه لهم النار مع الكفار ،

__________________

(١) في الكافي والمعراج : ولا عتب.

(٢) في الكافي والمعراج : ولا عتب.

(٣) في الكافي والمعراج : ولا عتب.

(٤) في الكافي : لقول.

(٥) سورة البقرة (٢) : ٢٥٧.

(٦) في المعراج : بولايتهم.

(٧) سورة البقرة (٢) : ٢٥٧.

(٨) في الكافي والمعراج : نور الإسلام.

(٩) في المصدرين : فأوجب.

٢٣٢

فـ (أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ) (١)» (٢).

التاسع : عبد اللّه بن سنان (٣) ؛ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ؛ لأنّك لا تجد رجلا يقول : أنا أبغض محمّدا وآل محمّد ، ولكن الناصب من نصب لكم .. وهو يعلم أنكم تتولّونا ، وأنكم من شيعتنا» (٤).

ورواه الصدوق في علل الشرائع (٥).

__________________

(١) سورة البقرة (٢) : ٢٥٧.

(٢) وعن الكافي في بحار الأنوار ٢٣/٣٢٢ ، ومستدرك وسائل الشيعة ١٨/١٧٤ حديث ٢٢٤٢٥ ، وقريب منه في تفسير العياشي ١/١٣٨ حديث ٤٦٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٦٨/١٠٤ حديث ١٨ ، وكذا في تأويل الآيات الظاهرة ١/١٠٢ ، والغيبة للشيخ النعماني : ١٣٢ .. وغيرها.

(٣) لم أجده في الكافي الشريف ، وإن كان السياق يقتضي ذلك.

(٤) ومثله في معاني الأخبار : ٣٦٥ حديث ١ باب معنى الناصب ، وجاء في ذيله : «إنكم تتولونا أو تتبرؤون من أعدائنا»ثمّ قال عليه السلام : «من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا».

(٥) علل الشرائع ٢/٦٠١ حديث ٦٠.

ولاحظ : كتاب عقاب الأعمال : ٢٠٧ ـ وحكاه في وسائل الشيعة ٩/٤٨٦ ـ ٤٨٧ ـ ثمّ قال : وفي معناه أحاديث كثيرة في تفسير الناصب .. ومثله فيه ٢٤/٢٧٤ عن معلى بن خنيس ، وجاء أيضا في كتاب صفات الشيعة : ٩ ، ومواطن اخرى في الوسائل ، وكذا في بحار الأنوار ٨/٣٦٩ ، قال : وقد روي بأسانيد معتبرة عن أبي عبد اللّه عليه السلام .. وحكاه فيه ٢٧/٢٣٢ و ٢٣٣ عن علل الشرائع ٢/٦٠١ حديث ٤٢ ، وحديث ٤٣.

٢٣٣

العاشر : ما نقله الشيخ الجليل المحقّق محمّد بن إدريس الحلّي في آخر السرائر في المستطرفات (١) التي انتزعها من كتب قدمائنا عن (٢) كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن (٣) علي بن محمّد بن علي بن موسى عليهم السلام في جملة مسائل محمّد بن علي بن عيسى ، قال : كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت ، واعتقاد إمامتهما؟

فرجع الجواب : «من كان على هذا فهو ناصب».

الحادي عشر : أبو حمزة الثمالي (٤) ؛ قال : قال لنا علي بن الحسين عليهما السلام : «أي البقاع أفضل؟».

قلت (٥) : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم.

قال : «إنّ أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أنّ رجلا عمّر ما عمّر نوح عليه السلام في قومه ـ ألف سنة إلا خمسين عاما ـ يصوم النهار ويقوم الليل في

__________________

(١) المستطرفات : ٦٨ حديث ١٣ [الطبعة المحقّقة ، وفي الطبعة الحجرية من السرائر : ٥٨٣]. وعنه في وسائل الشيعة ٩/٤٩٠ ـ ٤٩١ حديث ١٢٥٥٩ ، و ٢٩/١٣٣ حديث ٣٥٣٢٦ ، وقال : تقدم ما يدلّ على ذلك في القذف ، ويأتي ما تدلّ عليه ، ومثله في بحار الأنوار ٧٢/١٣٥.

(٢) في المعراج : من ، بدلا من : عن.

(٣) في المصدر : ومكاتباتهم مولانا أبا الحسن ..

(٤) كما في من لا يحضره الفقيه ٢/٢٤٥.

(٥) في المصدر : قلنا ، وهو الظاهر.

٢٣٤

ذلك المكان ، ثمّ لقي اللّه [عزّ وجلّ] بغير ولايتنا ، لم ينتفع بذلك (١) شيئا» (٢).

الثاني عشر (٣) : الحارث [الحرث] بن المغيرة ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهليّة» (٤). قال : «نعم».

قلت : جاهلية جهلاء ، أو جاهلية لم (٥) يعرف إمامه؟!

قال : «جاهلية كفر ونفاق وضلال».

انتهى ما أردنا نقله من المعراج (٦).

وقد أعاد هذا الكلام في ترجمة إسحاق بن جرير (٧) ، حيث قال ـ بعد شطر

__________________

(١) كذا ، وفي المصدر : ينفعه ذلك ..

(٢) وعنه في وسائل الشيعة ١/١٢٢ ومستدركه ١/١٤٩ ، وفي الأمالي للشيخ الطوسي : ١٣٢ ـ وعنه في بحار الأنوار ٢٧/١٧٢ حديث ١٦ ـ ، وبشارة المصطفى : ٧٠ ، وثواب الأعمال : ٢٠٤ ، والمحاسن ١/٩١ .. وغيرها.

(٣) في المعراج : الثالث عشر .. وقد سلف السبب في التعليقة رقم (١) صفحة : ٢٢٩ من هذا المجلد.

(٤) في المعراج : «.. ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ..» ، وفيه أربعة فروق.

انظر ما جاء في اصول الكافي ١/٣٧٧ ، وكذا في بحار الأنوار ٨/٣٦٢ حديث ٣٩ ، ووسائل الشيعة ٢٨/٣٥٣ حديث ٣٤٩٥٠.

(٥) في المعراج والكافي : لا ، بدلا من : لم.

(٦) ومن الواضح أنّ كثير من هذه الروايات أجنبية عن المدعى ، لا نود الخوض في مداليلها بعد أن كانت أصل المسألة مسلمة.

(٧) معراج أهل الكمال : ٢١٣ ـ ٢١٦.

٢٣٥

من الكلام ما لفظه ـ : والموافق للتحقيق ؛ هو أنّ العدالة لا تجامع فساد العقيدة ، وأنّ الإيمان شرط في الراوي ، كما حقّقناه في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد (١) بن عقدة (٢) ، وهو الذي اختاره العلاّمة رحمه اللّه في كتبه الأصولية وفاقا للاكثر (٣) ، لقوله تعالى : إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (٤) ، ولا فسق أعظم من عدم الإيمان .. والأخبار الصرّيحة في فسقهم ـ بل كفرهم ـ لا تحصى كثرة.

وقد أوردنا [منها] (٥) في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة اثني عشر حديثا [ونزيد هنا اثني عشر حديثا ..] (٦) اخرى ، منتزعة من كتاب الكشي رحمه اللّه :

الأوّل : حدّثني محمّد بن مسعود ، ومحمّد بن الحسن البراني (٧) ، قال : حدّثنا محمّد بن ابراهيم ، عن (٨) محمّد بن فارس ، قال : حدّثني

__________________

(١) في الأصل والمصدر : إسماعيل ، هو اشتباه ، وإن كان أورده في المصدر صحيحا بعد نحو خمسة أسطر!

(٢) لاحظ ترجمته في موسوعتنا : تنقيح المقال ١/١٨٥ ـ ١٨٦ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٧/٣٢٥ ـ ٣٤٣ برقم (١٤٩٤)].

(٣) في المصدر : وفاقا لأكثر الأصحاب.

(٤) سورة الحجرات (٤٩) : ٦.

(٥) ما بين المعقوفين مزيد من المعراج.

(٦) هذا سقط ، وجاء في المصدر ولا يتم المعنى إلاّ به. أقول : وقد أخذه بنصه من بحار الأنوار ٤٨/٢٦٣ حديث ١٨ من باب ٤٤.

(٧) في الكشي والمعراج : البراثي ، بدلا من : البراني ، وكذا في بحار الأنوار.

(٨) في الأصل ـ المخطوط والمطبوع ـ : بن ، وهو سهو.

٢٣٦

[أبو جعفر] (١) أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره ، عن علي بن عبد اللّه الزبيري (٢) ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الواقفة؟

فكتب : «إن الواقف خامل (٣) عن الحقّ ، ومقيم على سنته (٤) ، إن مات عليها (٥) كان جهنّم مأويه (٦) وبئس المصير» (٧).

الثاني : جعفر بن معروف ؛ قال : حدّثني سهل بن بحر ، قال : حدّثني الفضل ابن شاذان ـ رفعه ـ عن الرضا عليه السلام قال : سئل عن الواقفة.

فقال : «يعيشون حيارى ، ويموتون زنادقة» (٨).

__________________

(١) الزيادة جاءت في المعراج.

(٢) في رجال الكشي : الزهري ، بدلا من : الزبيري ، وما أثبت جاء في بحار الأنوار والمعراج.

(٣) في الكشي والمعراج : عاند ، بدلا من : خامل ، وفي بحار الأنوار : حائد.

(٤) كذا ، وفي المعراج وبحار الأنوار : سيئه ، وهو الظاهر.

(٥) في الكشي والمعراج وبحار الأنوار : بها ، بدلا من : عليها ، وهو غلط.

(٦) في المصدر : مأواه ، ولعلّه واحد ، والفرق إملائي ، وفي بحار الأنوار : كانت جهنم ..

(٧) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)٢/٦٥٥ ـ ٦٥٦ برقم ٨٦٠ [الطبعة الأولى صفحة : ٢٨٤ باختلاف يسير] ، وجاء عنه في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٣ حديث ١٨.

(٨) اختيار معرفة الرجال ٢/٦٥٦ برقم ٨٦١ (صفحة : ٢٨٤) ، وأورده في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٣ باب ٤٤ ذيل حديث ١٨.

وبإسناد آخر ـ والمتن مقارب ـ أورده الكشي بإسناده ، عن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن محمّد بن الحسين [الحسن] الكوفي ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن عمر

٢٣٧

الثالث : وجدت (١) بخطّ جبرئيل بن أحمد في كتابه ؛ حدّثني [سهل بن زياد الآدمي ، قال حدّثني محمّد بن أحمد بن الربيع الأقرع ، قال حدّثني] (٢) جعفر بن بكير ، قال : يوسف بن يعقوب ، قال : قلت لأبي الحسن [الرضا] عليه السلام : أعطي هؤلاء ـ الذين يزعمون أنّ أباك حي ـ من الزكاة شيئا؟

قال : «لا تعطهم شيئا (٣) ؛ فإنّهم كفّار مشركون [زنادقة] (٤)» (٥).

الرابع : خلف ؛ عن الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمّد بن عاصم ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : «يا محمّد بن عاصم! بلغني أنّك تجالس الواقفة؟!». قلت : نعم ـ جعلت فداك ـ أجالسهم وأنا مخالف لهم.

قال : «لا تجالسهم ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ

__________________

[عمرو] بن فرات ، قال : سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الواقفة ، قال : «يعيشون حيارى ، ويموتون زنادقة» ، وأورده في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٧ حديث ٢٨ عن الكشي في رجاله : ٤٦٠ ـ ٤٦١ حديث ٨٧٦ [صفحة : ٢٨٧ من الطبعة الأولى] ، وجاء في المناقب لابن شهر آشوب ٤/٣٣١.

(١) القائل هو : أبو عمرو الكشي في رجاله.

(٢) ما بين المعقوفين سقط في الإسناد ، وقد جاء في الكشي ، وقريب منه في المعراج ..

(٣) لا توجد : شيئا ، في الكشي وبحار الأنوار.

(٤) ما بين المعقوفين جاء مزيدا في الكشي وبحار الأنوار.

(٥) اختيار معرفة الرجال ٢/٦٥٦ حديث ٨٦٢ (رجال الكشي : ٢٨٤ ، أو صفحة : ٤٥٦ من المحقّقة) ، وعنه في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٣ حديث ١٩ ، و ٩٦/٦٩.

٢٣٨

آيٰاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا وَيُسْتَهْزَأُ بِهٰا فَلاٰ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) (١) يعني بالآيات : الأوصياء ، و (٢) الذين كفروا بها : الواقفة» (٣).

الخامس : محمّد بن الحسن البراني (٤) ؛ قال : حدّثني ابن الفارسي (٥) ، قال : حدّثني ميمون النخاس ، عن محمّد بن الفضيل ، قال : قلت للرضا عليه السلام : [جعلت فداك] ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السلام؟

قال : «لعنهم اللّه! ما أشد كذبهم ، أما إنّهم يزعمون أنّي عقيم ، وينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي» (٦).

السادس : محمّد بن الحسن البراني (٧) ؛ قال : [حدّثني أبو علي ، قال :] (٨) حدّثني أبو القاسم الحسين بن محمّد بن عمر بن يزيد ، عن عمّه ، عن جدّه عمر

__________________

(١) سورة النساء (٤) : ١٤٠.

(٢) لا توجد الواو في رجال الكشي ، وهنا نقل عن المعراج.

(٣) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٥٧ ـ ٧٥٨ برقم ٨٦٤ [الطبعة المحقّقة : ٤٥٧] ، وعنه في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٤ حديث ٢٢.

(٤) في رجال الكشي والمعراج : البراثي.

(٥) في اختيار معرفة الرجال وبحار الأنوار : أبو علي الفارسي.

(٦) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٥٩ برقم ٨٦٨ [الطبعة المحقّقة : ٤٥٨ ـ ٤٥٩] ، وعنه في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٥ ـ ٢٦٦ حديث ٢٦.

(٧) في رجال الكشي والمعراج : البراثي.

(٨) ما بين المعقوفين سقط ، وجاء في رجال الكشي ، والمراد من أبي علي : الفارسي.

٢٣٩

ابن يزيد ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فحدّثني مليّا في فضائل الشيعة ، ثمّ قال : «إنّ من الشيعة بعد ناس (١) هم شر من النصاب».

قلت : جعلت فداك! أليس ينتحلون حبكم ويتولّونكم ، ويتبرأون من عدوكم؟

قال : «نعم». [قال :] قلت : جعلت فداك! بيّن لنا نعرفهم ، فلسنا (٢) منهم؟ قال : «كلاّ ـ يا عمر! ما أنت منهم ، إنّما هو قوم يفتنون بزيد ، ويفتنون بموسى» (٣).

السابع : محمّد بن الحسن البراني (٤) ؛ قال : [حدّثني أبو علي ، قال :] (٥) حدّثني محمّد بن إسماعيل ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي ابن جعفر ، قال : رجل أتى أخي (٦) ، فقال له : جعلت فداك! من صاحب هذا الأمر؟

__________________

(١) كذا ، ولا توجد كلمة : ناس ، في المعراج واختيار معرفة الرجال ، وعنه في بحار الأنوار : بعدنا من هم.

(٢) كذا في المعراج وبحار الأنوار ، إلاّ أنّ في رجال الكشي : فلعلنا .. وهو الظاهر.

(٣) اختيار معرفة الرجال ٢/٧٥٩ [الطبعة المحقّقة : ٤٥٩] برقم ٨٦٩ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٨/٢٦٦ حديث ٢٧.

(٤) في المعراج ورجال الكشي : البراثي.

(٥) ما بين المعقوفين زيادة جاءت في رجال الكشي ، قال في المعراج : والمراد منه : الفارسي.

(٦) كذا في بحار الأنوار ، وفي رجال الكشي والمعراج : جاء رجل إلى أخي عليه السلام ..

٢٤٠