قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

قصص الأنبياء

534/543
*

ذكر صفة عيسى عليه‌السلام وشمائله وفضائله

قال الله تعالى (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ.)

قيل سمي المسيح لمسحه الأرض وهو سياحته فيها وفراره بدينه من الفتن في ذلك الزمان ، لشدة تكذيب اليهود له وافترائهم عليه وعلى أمه عليهما‌السلام. وقيل لأنه كان ممسوح القدمين.

وقال تعالى : (ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ) فيه هدى ونور وقال تعالى : (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) والآيات في ذلك كثيرة جدا.

وقد تقدم ما ثبت في الصحيحين : «ما من مولود إلا والشيطان يطعن في خاصرته حين يولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها ، ذهب يطعن فطعن في الحجاب» وتقدم حديث عمير بن هانىء [عن جنادة ، عن عبادة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال] «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبد الله ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». رواه البخاري وهذا لفظه ، ومسلم.

وروى البخاري ومسلم من حديث الشعبي ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه ، قال :

قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران ، وإذا آمن بعيسى ابن مريم ثم آمن بي فله أجران ، والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران». هذا لفظ البخاري.

وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأنا هشام ، عن معمر (ح) وحدثني محمود حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليلة أسري بي لقيت موسى. قال : فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة. قال ولقيت عيسى فنعته النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ربعة أحمر وكأنما خرج من ديماس ، يعني الحمام ، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به» الحديث.

وقد تقدم في قصتي إبراهيم وموسى.

ثم قال : حدثنا محمد بن كثير ، أنبأنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم. فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر. أما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط». تفرد به البخاري.

وحدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا أبو ضمرة ، حدثنا موسى بن عقبة ، عن نافع ، قال : قال عبد الله بن عمر : ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما بين ظهراني الناس المسيح الدجال فقال : إن الله ليس بأعور