• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال البكّائي : قال ابن إسحاق : فلما أصبح الناس ، يعني من يوم الحجر ، ولا ماء معهم ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأرسل الله سحابة ، فأمطرت حتى ارتوى الناس (١).

فحدّثني عاصم ، قال : قلت لمحمود بن لبيد : هل كان الناس يعرفون النّفاق فيهم؟ قال : نعم والله ، لقد أخبرني رجال من قومي ، عن رجل من المنافقين ، لمّا كان من أمر الحجر ما كان ، ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين دعا فأرسل الله السحابة ، فأمطرت. قالوا : أقبلنا عليه نقول : ويحك ، له بعد هذا شيء؟ قال : سحابة سائرة (٢).

قال ابن إسحاق : ثم إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سار ، فضلّت ناقته ، فخرج أصحابه في طلبها. وعند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم ، وكان عقبيّا بدريّا. وكان في رحله زيد بن اللّصيت (٣) القينقاعيّ وكان منافقا. فقال زيد ، وهو في رحل عمارة : أليس يزعم محمد أنه نبيّ ، ويخبركم عن خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعمارة عنده : «إنّ رجلا قال كذا وكذا. وإنّي والله ما أعلم إلا ما علّمني الله. وقد دلّني الله عليها ، وهي في هذا الوادي في شعب كذا ، وقد حبستها شجرة بزمامها». فذهبوا فجاءوا بها. فذهب عمارة إلى رحله فقال : والله عجب من شيء حدّثناه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم آنفا ، عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا ، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ، ولم يحضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : زيد ، والله ، قال هذه المقالة قبل أن يأتي. فأقبل عمارة على زيد يجأ في (٤) عنقه ، ويقول : أي عباد الله ، إنّ في رحلي لداهية وما أشعر. أخرج أي عدوّ الله من رحلي.

__________________

(١) سيرة ابن هشام ٤ / ١٧٦.

(٢) السيرة ٤ / ١٧٦.

(٣) في الأصل «زيد بن الصليت» ، وهو تحريف ، والتصحيح من نسختي : (ع) و (ح).

(٤) في السيرة لابن هشام ٤ / ١٧٧ والمثبت يتّفق مع تاريخ الطبري ٣ / ١٠٦.