غرفات أبدل من الضمة فتحة لأنها أخف ، ويجوز أن يكون «غرفات» جمع غرف ومن قرأ (الْغُرْفَةَ) أتى بواحدة تدل على جماعة والجمع أشبه لأن الإخبار عن جمع.

(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) وهذا فيما أنفق في طاعة الله جلّ وعزّ فهو مخلف لا محالة إما في الدنيا وإما في الآخرة. (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) أي رزق العباد.

(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) على الحال (ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) قال سعيد عن قتادة هذا استفهام مثل قوله جلّ وعزّ لعيسى عليه‌السلام : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ) [المائدة : ١١٦]. قال أبو جعفر : والمعنى أن الملائكة صلوات الله عليهم إذا أكذبتهم كان في ذلك تبكيت لهم.

(قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ) أي أنت المتولّي لنا دونهم. (بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَ) أي يطيعونهم. (أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) بقبولهم منهم وهو مجاز.

(قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) قال سفيان عن ليث عن مجاهد : «بواحدة» قال : لا إله إلا الله ، وقال غيره : تقديره بخصلة واحدة ثم بينها بقوله جلّ وعزّ : (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى) وتكون «أن» في موضع خفض على البدل من واحدة أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ ، ومذهب أبي إسحاق أنها في موضع نصب بمعنى لأن تقوموا (مَثْنى وَفُرادى) على الحال وهو لا ينصرف لعلّتين قد ذكرناهما (١) ، (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) معطوف على تقوموا.

وقرأ عيسى بن عمر علام الغيوب (٢) على أنه بدل أي : قل إنّ ربّي علّام

__________________

(١) انظر إعراب الآية ٣ / من سورة النساء.

(٢) انظر البحر المحيط ٧ / ٢٧٨ ، وهذه قراءة ابن أبي إسحاق وزيد بن علي وابن أبي عبلة وأبي حيوة وحرب أيضا.