ويجوز أن يكون «هم» الثاني بدلا من الأول كما تقول : رأيته إياه ، وفي الكلام أيضا معنى التوكيد.

(وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ) اللام للتوكيد ، والتقدير : لكافرون بلقاء ربّهم على التقديم والتأخير وعلى هذا تقول : إنّ زيدا في الدار لجالس ، ولو قلت : إنّ زيدا لفي الدار لجالس ، لجاز ، فإن قلت : إنّ زيدا جالس لفي الدار. لم يجز لأن اللام إنما يؤتى بها توكيدا لاسم إنّ وخبرها ، فإذا جئت بهما لم يجز إن تأتي بها وكذا إن قلت : إنّ زيدا لجالس لفي الدار لم يجز.

(وَأَثارُوا الْأَرْضَ) لأن أهل مكة لم يكونوا أصحاب حرب.

(ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ) (١) اسم كان وذكرت لأن تأنيثها غير حقيقي. (السُّواى) خبر كان ومن نصب (عاقِبَةَ) جعل «السّوأى» اسم كان ، وروي عن الأعمش أنه يقرأ ثمّ كان عاقبة الذين أساؤا السّوء (٢) برفع السوء. (أَنْ كَذَّبُوا) في موضع نصب ، والمعنى : لأن كذّبوا.

وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (يبلس) (٣) بفتح اللام والمعروف في اللغة أبلس الرجل. إذا سكت وانقطعت حجّته ولم يؤمّل أن تكون له حجة ، وقريب منه تحيّر ، كما قال الراجز :

٣٣٦ ـ قال : نعم أعرفه وأبلسا (٤)

__________________

(١) انظر تيسير الداني ١٤١ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥٠٦.

(٢) انظر البحر المحيط : ٧ / ١٦٠.

(٣) انظر البحر المحيط ٧ / ١٦٠ ، ومعاني الفراء ٢ / ٣٢٣.

(٤) الرجز للعجاج في ديوانه ١ / ١٨٥ ، ولسان العرب (بلس) والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٦٢ ، وتهذيب اللغة ١٢ / ٤٤٢ ، وتاج العروس (بلس) و (عجنس) و (كرس) و (وكف) ، وجمهرة اللغة ٧١٩ ، وأساس البلاغة (بجس) ، وبلا نسبة في لسان العرب (صلب) ، ومقاييس اللغة ٥ / ١٦٩ ، والمخصّص ١ / ١٢٦ ، وتاج العروس (صلب) ، وتهذيب اللغة ١٠ / ٥٣. وقبله : «يا صاح هل تعرف رسما مكرسا»