والوتر. (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) يتحدّث بخبرهم ويتعجّب منه ويعتبر به (فَبُعْداً) مصدر أي أبعدهم الله جلّ وعزّ من ثواب الآخرة.

(وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) ويقال : بالكسر والفتح ، ويقال في معناها رباوة (١) ، وقرأ بها ابن أبي إسحاق ويقال : رباوة (٢) ورباوة (٣) بالفتح والكسر. وأحسن ما قيل فيه ما قاله ابن عباس رحمه‌الله. قال : نبئت أنها دمشق لأن قوله نبئت يدلّ على أنه توقيف.

(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ) نعت لأي. (كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) قال الحسن : أي من الحلال ويدلّ على هذا ما رواه أبو حازم عن أبي هريرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا وإنّ الله أمر الأنبياء بما أمر به المؤمنين» فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) [البقرة : ١٧٢] وقال : «يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات».

(وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) في هذا ثلاثة أوجه من القراءات : قرأ المدنيون وأبو عمرو (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) (٤) بفتح الهمزة ونصب أمة واحدة ، وقرأ الكوفيون بكسر الهمزة ونصب أمة واحدة أيضا ، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) برفع كلّ شيء ففي فتح الهمزة ثلاثة أقوال : فقول البصريين أن المعنى :

ولأنّ وحذفت اللام ، وأن في موضع نصب ، وقول الكسائي وهو أحد قولي الفراء (٥) أنّ في موضع خفض نسقا على «ما تعملون» أي إني بما تعملون عليم وبأنّ هذه أمتكم ، والقول الثالث قول الفراء (٦) : إنّها في موضع نصب على إضمار فعل ، والتقدير :

واعلموا أنّ هذه أمتكم وكسر الهمزة عنده على الاستئناف ، وعند الكسائي أنها نسق على أني بما تعملون عليم. (أُمَّةً واحِدَةً) نصب على الحال. والرفع من ثلاثة أوجه :

على إضمار مبتدأ ، وعلى البدل ، وعلى خبر بعد خبر.

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) نصب على الحال ، والمعنى مثل زبر. (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) أي كلّ فريق يظنّ أنه على الحق ، فهو فرح بما هو عليه وعليه أن يبيّن الحق لأنّه

__________________

(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٧٧ ، ومختصر ابن خالويه ٩٨.

(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٧٧ ، ومختصر ابن خالويه ٩٨.

(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٧٧ ، ومختصر ابن خالويه ٩٨.

(٤) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٤٤٦.

(٥) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٣٧.

(٦) انظر معاني الفراء ٢ / ٢٣٧.