• الفهرس
  • عدد النتائج:

فدخل إليه وسأله الأمان لأصحابه ، ففعل هارون ذلك.

هكذا ذكره النوفلي (١).

وأما محمد بن علي بن حمزة فإنه ذكر أن هذا كان من جهة عيسى الجلودي لا من جهة هارون ، ثم وجه إلى أولئك الطالبيين فحملهم مقيدين في محامل بلا وطاء ليمضي بهم إلى خراسان ، فخرجت عليهم بنو نبهان.

قال علي بن محمد النوفلي : خرج عليهم الغاضريون بزبالة ، فاستنقذوهم منه بعد حرب طويلة صعبة ، فمضوا هم بأنفسهم إلى الحسن بن سهل ، فأنفذهم إلى خراسان إلى المأمون.

فمات محمد بن جعفر هناك ، فلما أخرجت جنازته دخل المأمون بين عمودي السرير فحمله حتى وضعه في لحده ، وقال : هذه رحم مجفوة منذ مائتي سنة (٢) ، وقضى دينه ، وكان عليه نحوا من ثلاثين ألف دينار.

رجع الحديث إلى خبر أبي السرايا

قالوا :

فلما خرج هرثمة عسكر في شرقي نهر صرصر. وعسكر أبو السرايا في غربيه (٣). ووجه الحسن بن سهل إلى المدائن علي بن أبي سعيد ، وحمادا التركي وجماعة ، فقاتلوا محمد بن إسماعيل فهزموه واستولوا على المدائن.

ومضى أبو السرايا من فوره بالليل (٤) ، ولا يعلم هرثمة ، وكان جسر صرصر مقطوعا بينهما ، يريد المدائن فوجد أصحابه وقد أخرجوا عنها واستولى عليها المسوّدة فكانت بينهم مناوشة ، وقتل غلامه أبو الهرماس أصابه حجر عراده ، فدفنه بها ومضى نحو القصر ، فلما صار بالرحب صار هرثمة إليه فلحقه هناك فقاتله قتالا شديدا ، فهزم أبو السرايا ، وقتل أخوه ، ومضى لوجهه حتى نزل الجازية ، وأتبعه هرثمة ، واجتمع رأيه

__________________

(١) راجع الطبري ١٠ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١١٥.

(٣) راجع الطبري ١٠ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩.

(٤) في الطبري «وأخذ علي بن أبي سعيد المدائن ، فلما كان ليلة السبت لخمس خلون من شوال رجع أبو السرايا من نهر صرصر إلى قصر ابن هبيرة فنزل به ، وأصبح هرثمة فجد في طلبه ، فوجد جماعة كثيرة من أصحابه فقتلهم ، وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل ...».